☦︎
☦︎

تمتلئ كتب التعليم الدينيّ وكذلك بعض النصوص الليتورجيّة ÙÙŠ صلواتنا من كلمة “المخلّص” أو “خلاصنا”. ولعلّ ØµÙØ© المخلّص تطغى على سواها من ØµÙØ§Øª الربّ يسوع ÙÙŠ تعليمنا الدينيّ. وبعدها ترد كلمة “Ø§Ù„ÙØ§Ø¯ÙŠ” أو “Ø§Ù„ÙØ¯ÙŠØ©”ØŒ وتص٠هذه الكلمات عمل الربّ يسوع تجاه الإنسان الساقط.

 Ø±ØºÙ… ما تحمله هذه الكلمات من معاني حقيقيّة وتاريخيّة، إلاّ أنّها تشدّد على الوجه السلبيّ للتدبير الإلهيّ، وهو الخلاص من الواقع القديم للإنسان بواسطة Ø§Ù„ÙØ¯ÙŠØ© الثمينة وهي موت المسيح على الصليب. ولعلّ ذلك الواقع القديم يعني للغالبيّة واقع الإنسان المدان أمام الله بسبب سقوطه وخطاياه.

لكن للاهوتنا وتعليمنا الأرثوذكسيّ تبدو هذه الكلمات قاصرة عن Ø§Ù„Ø¥ÙŠÙØ§Ø¡ بسرّ التدبير الإلهيّ، وكأنّها غير قادرة على استيعاب أهمّ ما تمّ ÙÙŠ التدبير. إنّ هذه العبارات الكتابيّة محبّبة بشكل خاصّ للرسول بولس. الذي كان ينقل خبرة الكنيسة ÙÙŠ أيّامها الأولى، وهي خبرة التحرّر من حياة الناموس. كان بولس يعبّر إذن عن إحساس المسيحيّين آنذاك كي٠صارت “ÙØ¯ÙŠØ©” يسوع هديّة حرّرتهم من سلطان الدين القديم وجعلتهم يشتركون ÙÙŠ سرّ صلبه وقيامته. لكن بولس الرسول، رغم استخدامه المتكرّر لهذه العبارة- المخلّص، يبدو وكأنه يستعذب أكثر صوراً وكلمات٠تتكلّم عن تجديد الحياة، أي تلك التي تصوّر عمل يسوع من وجهته الإيجابيّة. حيث يبدو يسوع الواهب للحياة الجديدة.

إنّ الآباء الشرقيّين يستخدمون أكثر ÙˆÙŠÙØ¶Ù‘لون عبارات التجديد، والخليقة الجديدة، ليصÙوا بها عمل يسوع من ميلاده، وحتّى على الصليب. Ùهناك نعم حدث Ø§Ù„ÙØ¯Ø§Ø¡ والخلاص ولكن الحدث الأعمق ضمن هذه الأحداث هو تجديد حياة الإنسان التي من أجلها تمّتْ كلّ تلك الأحداث.

هناك نوعان من الخلق، الأوّل هو الخلق٠من العدم إلى الوجود وهو عمل الله، والثاني هو الخلق٠من الوجود العاديّ إلى الولادة بالملكوت أي الوجود بالله والروح. وهذه الولادة الثانية هي التي نسمّيها التجديد، الذي جاء من أجله يسوع وأتمّ كلّ شيء (قد تمّ).

 Ø§Ù„قدّيس غريغوريوس اللاهوتيّ يتكلّم عن ثلاثة “هزّات” أو “زلازل” ÙÙŠ تاريخ البشريّة تمّت Ùيها نقلات مهمّة ÙÙŠ سرّ التدبير. وهي كالتالي: أوّلاً زلزال عند إعطاء الناموس لموسى على جبل حوريب، والزلزال عند صليب المسيح. ويبقى الزلزال الثالث الذي سيتمّ عند المجيء الثاني. إنّها اللحظات التي تمّت وننتظرها، ويتغيّر Ùيها وجه العلاقة والوعد مع الله. ÙØ¹Ù…Ù„ الله مع البشر لا ينحصر ÙÙŠ ØµÙØ§Øª العلاقة بين الطرÙين بشكل خلقيّ، أي أنّ التبديلات ÙÙŠ العهد ليست خلقيّة وحسب وإنّما هناك تبدّلات وجوديّة. ويخبرنا Ø³ÙØ± الرؤيا عن سماء جديدة وأرض جديدة Ùيها نوعيّة حياة الإنسان الخلقيّة والجسديّة جديدة. إنّ “الخلاص” أو “سر التدبير” أو التجديد بكلمة أوضح لا يشمل تبديل نواميس وحسب وإنّما هو العمل الإلهيّ لتجديد حياة الإنسان ذاتها. لذلك موضوع التجديد ليس أمراً يختصّ بالوصايا ولا بدين جديد وحسب، وإنّما يعني Ùوق ما تعنيه كلمة خلاص أو ÙØ¯Ø§Ø¡ØŒ ومن أهمّ تلك المعاني الأعمق هو “تألّه الإنسان”. أي أن ينال ما كان ÙÙŠ المسيح بالنعمة. كلمة “تألّه” تعبر تماماً عن معنى سرّ التدبير وبشكل Ø£ÙØ¶Ù„ من كلمات “الخلاص…”.

لقد Ø§ÙØªØªØ­ يسوع مسألة تأليه الإنسان، حين اتّحد هو الله ببشرتنا. Ùلقد نجحت البشريّة ÙÙŠ تحقيق التجديد المرتجى ÙÙŠ شخصه. ولكن هذه الحقيقة العموميّة تبقى احتمالاً لكلّ حالة ÙØ±Ø¯ÙŠÙ‘Ø©. نستطيع أن نقول إنّ هناك نسلاً جديداً، هو نسل الذين يتألّهون، وهذا ينحدر من المسيح آدم الثاني. وهذا النسل يقابل النسل القديم من آدم الأوّل. لكن النسل من يسوع يتحقّق ليس بالطبيعة والحتميّة وإنّما بالإرادة والحريّة. يمتلك الإنسان هذا النسب ونعمَ هذا النسل الجديد Ø¨ÙØ¹Ù„ قراره الحرّ والملتزم ÙÙŠ تجديد حياته.

لذلك يقاس إيماننا المسيحيّ من معيار عميق، وهو مقدار تأثير ÙˆÙØ§Ø¹Ù„يّة هذا الإيمان على تجديد الإنسان. الإيمان هو خميرة تبدّل العجين والكيان كلّه. إنّ Ù…ÙŽÙ† يؤمن، ويؤمن ÙØ¹Ù„اً، يشعر كلّ يوم أنّ إيمانه ينقله ويبدّله وبكلمة أوضح ÙŠÙØ­ÙŠÙŠÙ‡.

“خلاصنا الآن قريب” يقول بولس الرسول، إنّه التبديل المنتظر ÙÙŠ وجودنا وكياننا، والذي جاء يسوع ومات وقام ليدعونا إليه ويشاركنا ÙÙŠ تحقيقه. نذهب إليه Ùيحينا، لأنّنا بجروحه خلصنا أي Ø´Ùينا!

آمين

Facebook
Twitter
Telegramma
WhatsApp
PDF
☦︎

informazioni Informazioni sulla pagina

Indirizzi L'articolo

contenuto Sezione

Tag Pagina

الأكثر قراءة

Torna in alto