عاش القديس باسيليوس في زمن الاضطهاد الكبير الذي نزل بالمسيحيين. وقد كان أثناءها أسقفاً على أماسيا، في بلاد البنطس. عمل باسيليوس على تثبيت كنائس البنطس في الإيمان، كما أشترك في مجمعي أنقرة وقيصرية الجديدة (314م)، وعلَّم المؤمنين كيف يحفظون أنفسهم من الهراطقة.
معرفتُهُ بالقديسة غلافيرة:
لمَّا أراد ليسينيوس القائد الروماني للجيش الزواج بأَمة زوجته غلافيرة، التي سبق لها أن اهتدت إلى المسيح، أعلمت هذه سيِّدتَها، التي قامت بتهريبها مدّعية لدى زوجها الإمبراطور، أن غلافيرة أخذت تنتابها نوباتُ صرع. هروب غلافيرة كان إلى أماسيا. هناك تعرفت على القديس باسيليوس الذي أهتمَّ بأمرها، وسلّمتهُ مبلغاً كبيراً من المال من سيِّدتها ليبني به كنيسة للمسيحيين.
إلقاء القبض على باسيليوس:
لمَّا كان بناء الكنيسة لم ينتهِ بعد، والنقود قد نفذت، أرسلت غلافيرة إلى سيِّدتها تطلب المزيد من النقود، لكن، الرسالة وقعت في أيدي عمَّال ليسينيوس، فأرسل إلى أماسيا جنوداً مزوَّدين بأوامر لإلقاء القبض على المرأة والأسقف معاً. فلما وصل الجنود علموا أن غلافيرة رقدت، في الرب، منذُ أيام، فأمسكوا بباسيليوس وقادوه موثقاً كما إلى المذبح، وكان يرافقه شمَّاسان: ثيوتيموس وبارثانيوس.
استشهاده:
في نيقوميذية أودع باسيليوس السجن فكانت له فيه رؤيا إلهية أنبأته بأية ميتة كان مزمعاً أن يُمجّد الله ومن الذي سيخلفه. في اليوم التالي وقف ليسينيوس الذي اسند إلى حاكم نيقوميذية مهمَّة إتمام الاستجواب. هذا بدوره حاول استمالة باسيليوس بأن يغض الطرف عن قصّة غلافيرة إن قدَّم باسيليوس العبادة للأوثان. ما كان لباسيليوس إلاَّ أن يرفض كونه كان عارفاً من هو الإله الحقيقي. رفض باسيليوس فأُصدر في حقه، حكم الموت. كان ذلك في العام 322م.
أمر الإعدام بالنسبة لباسيليوس، كان تتويجاً لتطوافه في دروب الرب وخاتمة جلجلته لمجد الله، فلم يخفِ فرحه في الروح القدس. عانق رفاقه ودعا لخرافه الناطقة، ثمَّ مدَ عنقه مخاطباً جلاَّده: “تممِّ ما أُمرت به!”. فجرى قطع رأسه.
بعد إعدام باسيليوس أمر ليسينيوس بأن يُرمى جسد القديس في البحر. لكن ملاك في اليوم التالي أَرشد رفاق باسيليوس إلى الشاطئ الذي أستقر فيه جسد القديس دون أن يبلى. فنقلوه إلى أماسيا حيثُ أودع الكنيسة التي سبق للقديس أن بناها.
تُعيد له الكنيسة في 26 نيسان.