Facebook
Twitter
Telegramm
WhatsApp
PDF
☦︎
☦︎

الفصل الثلاثون

البرهان على حقيقة القيامة ببعض الوقائع وهي: (1) غلبة الموت كما تبين مما سبق. (2) عجائب عمل المسيح هي من فعل شخص حي هو الله.

1 ـ إن ما سبق أن قلناه إلى الآن ليس بالبرهان الهيّن على أن الموت قد أُبطِلَ وأن صليب الرب هو علامة الانتصار عليه. أما عن قيامة الجسد إلى حالة عدم الموت التي أكملها المسيح مخلّص الكّل وهو الحياة الحقيقية لهم جميعاً، فهذه (القيامة) يمكن إثباتها بالوقائع بوضوح أكثر من إثباتها بالحجج والمناقشات(1)، وذلك لمن لهم بصيرة عقلية سليمة.

2 ـ لأنه إن كان الموت قد أُبطِلَ، كما بينّا بالأدلة سابقاً، وإن كان الجميع قد وطأوه بأقدامهم بقوة المسيح، فبالأولى جداً يكون هو نفسه قد وطأه بجسده أولاً وأبطله. وإن كان المسيح قد أمات الموت فماذا كان ممكناً أن يحدث (بعد ذلك) إلا أن يقيم جسده ويظهره كعلامة للنصرة على الموت؟ أو كيف كان ممكناً إظهار أن الموت قد أبيد ما لم يكن جسد الرب قد قام؟ ولكن إن كانت هذه الأدلة على قيامته تبدو لأحد غير كافية، فليتأكد مما قلناه من الأمور التي تحدث أمام أعيننا(2).

3 ـ لأنه عندما يكون المرء ميتاً لا يستطيع أن يمارس أي عمل(3)، إذ إن قدرته وتأثيره ينتهيان عند القبر. فإن كانت الأعمال والتأثيرات في الآخرين هي من خصائص الأحياء فقط فلينظر كل من أراد وليحكم، وليكن شاهداً للحق مما يبدو أمام عينيه.

4 ـ لأنه إن كان المخلّص يعمل الآن بقوة بين البشر(4) ولا يزال كل يوم ـ بكيفية غير منظورة(5) ـ يُقنع الجموع الغفيرة من كل المسكونة سواء من سكان اليونان(6) أو سكان بلاد البرابرة(7) ليقبلوا الإيمان به ويطيعون تعاليمه(8)، فهل لا يزال يوجد من يتطرق الشك إلي ذهنه أن المخلّص قد أتم القيامة (بقيامته) وأن المسيح حيّ أو بالأحرى أنه هو نفسه الحياة ؟(9)

5 ـ وهل يمكن لشخص ميت أن ينخس ضمائر الآخرين(10) حتى يجعلهم يرفضون نواميس آبائهم الموروثة(11)، ويخضعون لتعاليم المسيح؟ أو إن كان (المسيح) لم يعد يعمل ما يتفق مع خاصية مَن هو ميت فكيف استطاع أن يوقف أعمال الأحياء حتى يكف الزاني عن الزنا، والقاتل عن القتل، والظالم عن الظلم، ويصيّر الكافر تقياً؟ ولو أنه لم يقم، بل لا يزال ميتاً، فكيف يستطيع أن يطرد ويطارد ويحطم تلك الآلهة الكاذبة التي يدّعى غير المؤمنين أنها حيّة؟ وأيضاً كيف يستطيع أن يطرد الأرواح الشريرة التي يعبدونها؟

6 ـ لأنه حيث يُذكر اسم المسيح والإيمان به تتلاشى من هناك كل عبادة وثنية، وتُفضَح كل أضاليل الأرواح الشريرة، بل لم يستطع أي من هذه الأرواح أن يحتمل مجرد سماع الاسم (اسم المسيح)، حتى إنه يختفي عند سماعه(12). وهذا لا يمكن أن يكون عمل شخص ميت، بل هو عمل شخص حيّ، وبالحري هو عمل الله.

7 ـ وسيكون من الحماقة أن يُقال عن الأرواح التي بددها والأصنام التي أبطلها إنها حيّة(13)، بينما يُقال عن ذلك الذي طردها، والذي بسلطانه منعها من الظهور وهو الذي يشهد له الجميع(14) أنه ابن الله، أن يقال عنه إنه ميت.

الفصل الواحد والثلاثون

إن كانت قوة العمل علامة الحياة، فماذا نتعلم من ضعف الأوثان وعجزها سواء في فعل الخير أو فعل الشر؟ وماذا نتعلم من قوة المسيح الفائقة ومن قوة علامة الصليب؟ إذن فقد اتضح من هذا البرهان أن الموت والأرواح الشريرة فقدت سلطانها.

1ـ فكل الذين لا يؤمنون بالقيامة يناقضون أنفسهم مناقضة شديدة، إذ إن كل الشياطين والآلهة التي يعبدونها عجزت عن طرد المسيح(15) الذي يدّعون أنه ميت، بل بالعكس فإن المسيح أظهر أنها كلها ميتة.

2 ـ لأنه إن كان صحيحاً أن الميت لا يستطيع أن يقوم بأي عمل فإن المخلّص كان يتمم كل يوم أعمالاً متعددة، جاذباً البشر إلي التقوى ومقنعاً إياهم بحياة الفضيلة(16)، ومعلّماً إياهم عن الخلود، وباعثاً فيهم حب السماويات، كاشفاً لهم معرفة الآب، ومانحاً لهم القوة لمواجهة الموت، مظهراً لكل واحد ضلال عبادة الأوثان. فهذه الأعمال لا تستطيع الآلهة والأرواح التي يعبدها غير المؤمنين أن تعملها(17)، بل بالحري تظهر أنها ميتة في حضور المسيح، إذ تصير أُبهتها فارغة وباطلة تماماً.

وعلى العكس من ذلك، فبعلامة الصليب تَبطل قوة السحر وتتلاشى كل قوات العرافة، والأوثان تُهجَر وتُترَك(18). وكل الملذات غير العاقلة(19) تكف، ويرفع الجميع أنظارهم من الأرض إلي السماء(20). فإن كان الميت لا يملك قدرة على العمل، فمن هو الذي يستحق أن ندعوه ميتاً؟ هل المسيح الذي يعمل أعمالاً كثيرة كهذه، أو ذاك الذي لا يعمل بالمرة بل هو مطروح عديم الحياة؟(21) وهذه هي حالة الأرواح الشريرة والأصنام، إذ هي ميتة.

3 ـ فابن الله هو حيّ وفعّال(22)، ويعمل كل يوم، ويحقق خلاص الجميع. أما الموت، فيتبرهن في كل يوم أنه قد فقد كل قوته، والأصنام والأرواح الشريرة هي التي يتبرهن بالحري أنها ميتة وليس الرب، وبالتالي فلا يستطيع أحد بعد أن يشك في قيامة جسده.

4 ـ أما من لا يؤمن بقيامة جسد الرب فهذا سيبدو أنه يجهل قوة كلمة الله وحكمته(23). لأنه إن كان ـ كما بيّنا سابقاً ـ قد اتخذ لنفسه جسداً وهيأه بطريقة لائقة ليكون جسده الخاص(24)، فما الذي كان سيصنعه الرب بهذا الجسد؟ أو ماذا كان يمكن أن تكون نهاية هذا الجسد بعد أن حلّ فيه الكلمة؟ لأنه كان لابد أن يموت إذ هو جسد قابل للموت، وأن يُقدَّم للموت نيابة عن الجميع. ولأجل هذه الغاية أعده المخلّص لنفسه. لكن كان من المستحيل أن يبقي هذا الجسد ميتاً بعد أن جُعِلَ هيكلاً للحياة(25). ولهذا إذ قد مات كجسد مائت فإنه عاد إلي الحياة بسبب “الحياة” التي فيه. والأعمال التي عُملت بالجسد هي علامة لقيامته.

الفصل الثاني والثلاثون

مَن يستطيع أن يرى المسيح بعد قيامته؟ فإن الله غير منظور أبداً، ومعروف بأعماله فقط. وهنا تنطق أعماله مقدمة البرهان. إن كنت لا تؤمن فانظر إلى من يؤمنون واعترف بألوهية المسيح. إن الأرواح الشريرة تعترف بهذا حتى وإن أنكر الملحدون. ملخص للحجج السابقة إلى الآن.

1 ـ فإن كانوا لا يصدقون أنه قام بسبب أنه لم يكن منظوراً (بعد القيامة)، فيلزمهم إذن أن ينكروا ما يخص الطبيعة (الإلهية) ذاتها. لأن من خواص الله الذاتية أن يكون غير منظور(26)، ومع ذلك فإنه يُعرف بواسطة أعماله، كما قلنا سابقاً.

2 ـ لأنه لو لم يكن هناك أعمال لكان يحق لهم ألاّ يؤمنوا بمن هو غير منظور(27). لكن إن كانت الأعمال تصرخ(28) بصوتٍ عالٍ معلنة إياه بكل وضوح، فلماذا يصّرون على إنكار الحياة الواضحة جداً الناتجة عن القيامة؟ لأنه حتى لو طُمِست أذهان البشر فإنهم يستطيعون بحواسهم الخارجية أن يروا قوة المسيح التي لا يُشك فيها ويدركون ألوهيته(29).

3 ـ إن كان حتى الأعمى ـ رغم أنه لا يرى الشمس(30) ـ فإنه عندما يشعر بالحرارة التي تشعها الشمس فإنه يعرف أنه توجد شمس فوق الأرض. هكذا أيضاً، إن كان مقاومونا لا يؤمنون حتى الآن بسبب أنهم لا يزالون عمياناً عن رؤية الحق(31)، فإنهم على الأقل عندما يعرفون قوته في الذين يؤمنون فلا ينبغي أن ينكروا ألوهية المسيح والقيامة التي أتمها.

4 ـ لأنه واضح لو كان المسيح ميتاً لما كان في قدرته أن يطرد الشياطين ويُبطل الأوثان(32)، فإن الشياطين لا تخضع لإنسان ميت. لكن إن كانت قد طُرِدت جهاراً بمجرد ذكر اسمه، فإنه يتضح بشكل أكيد أنه ليس ميتاً، خاصة وأن الشياطين وهي ترى ما لا يراه البشر، تستطيع أن تعرف إن كان المسيح ميتاً وبالتالي ترفض الخضوع له بالمرة.

5 ـ فمن لا يؤمن به الملحدون ترى الشياطين أنه هو الله، ولذلك فإنها تطير وتجثو تحت قدميه، وتردد ما سبق أن نطقت به أمامه وهو في الجسد ” نحن نعرفك من أنت قدوس الله”(33)، “ما لنا ولك يا يسوع ابن الله أستحلفك ألا تعذبني”(34).

6 ـ فإن كانت الشياطين تعترف به، وإن كانت أعماله تشهد له يوماً فيوماً. فيجب أن يكون واضحاً ـ ويجب ألاّ يتصلف أحد ضد الحق ـ أن المخلّص قد أقام جسده وأنه هو ابن الله بالحقيقة المولود من الآب وهو كلمته وحكمته وقوته؛ الذي في الأزمنة الأخيرة اتخذ جسداً لأجل خلاص الجميع وعلّم العالم عن الآب وأبطل الموت ووهب عدم الفساد للجميع بوعد القيامة(35)، إذ قد أقام جسده كباكورة للراقدين(36)، مُظهِراً إياه ـ بالصليب ـ كعلامة للغلبة على الموت والفساد.

الفصل الثالث والثلاثون

عدم إيمان اليهود واستهزاء اليونانيين. عدم إيمان اليهود تدحضه كتبهم. النبوات التي تشير إلى مجيئه كإله متأنس.

1 ـ طالما أن الأمور هي هكذا، وأن قيامة جسد المخلّص وانتصاره على الموت قد تبرهن عليها بوضوح، فهيا بنا الآن لكي ندحض كلاً من عدم إيمان اليهود واستهزاء الأمم.

2 ـ فبسبب عدم الإيمان عند اليهود والاستهزاء عند الأمم، فإنهم يعتبرون الصليب أمراً غير لائق، وكذلك يرون عدم لياقة تأنس كلمة الله. ونحن لن نتباطأ عن تقديم الحجج ضد أراء هذين الفريقين، لأن البراهين ضدهما واضحة جداً.

3 ـ فمن جهة اليهود، فإن الكتب المقدسة التي يقرأونها هي نفسها توضح عدم إيمانهم، إذ كل الكتاب الموحى به يصرخ عالياً(37) شاهداً لهذه الأمور في كلماته الصريحة(38). فالأنبياء سبق أن تنبأوا عن عجيبة العذراء وولادتها (للمسيح) قائلين(39): ” هوذا العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل”(40).

4 ـ أما موسى، ذلك العظيم حقاً(41) ـ والذي يعتقدون فيه أنه ينطق بالحق، فقد اعترف بأهمية المخلّص، وأكد على حقيقته بهذه الكلمات: “يقوم كوكب من يعقوب وإنسان من إسرائيل فيحطم رؤساء موآب”(42). وأيضاً “ما أحلى مساكن يعقوب وخيامك يا إسرائيل كبساتين ظليلة، كجنّات على نهر، يخرج من نسله إنسان يصير رباً على شعوب كثيرة”(43). ويقول أيضاً إشعياء: ” قبل أن يعرف الصبي أن يدعو يا أبي ويا أمي تُحمل ثروة دمشق وغنيمة السامرة قدام ملك أشور”(44).

5 ـ فبهذه الكلمات تنبأ بظهور إنسان(45). وأكثر من ذلك أن الكتاب تنبأ أيضاً أن هذا الإنسان الذي سيأتي هو رب الكل بقوله: ” هوذا الرب جالس على سحابة خفيفة وقادم إلى مصر فترتجف أوثان مصر المنحوتة”(46). لأن من هناك دعاه الآب أيضاً للرجوع قائلاً: “من مصر دعوت ابني”(47).

الفصل الرابع والثلاثون

نبوات عن آلامه وموته.

1 ـ الكتب المقدسة أيضاً لم تصمت عن ذكر موته، بل على العكس أشارت إليه بوضوح تام. ولكي لا يتشكك أحد بسبب نقص المعرفة للأحداث الفعلية، فإنها لم تخش أن تتحدث عن سبب موته(48) ـ إذ هو لم يحتمل الموت لأجل نفسه بل من أجل خلود الجميع وخلاصهم ـ كما تحدثت الكتب عن مؤامرات اليهود ضده وما لاقاه من إهانات منهم.

2 ـ فالكتب تقول ” رجل أوجاع ومختبر الحزن وكمُستَّرٍ عنه وجوهنا مُحتقر فلم نعتد به. لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصاباً مضروباً من الله ومرذولاً وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبجراحاته شُفينا”(49). يا لها من محبة عجيبة للبشرية تلك التي أظهرها الكلمة من نحونا حتى أنه هو يُهان(50) لكي نحصل نحن على كرامة(51). ثم يقول الكتاب: ” كُلنا كغنم ضللنا، ملنا كل واحد إلى طريقه والرب سلّمه لأجل خطايانا. ظُلم أما هو فلم يفتح فاه كشاة سيق إلى الذبح وكحمل صامت أمام الذي يجزه فلم يفتح فاه في اتضاعه رفعت عنه قضيته “(52).

3 ـ ولئلا يظن أحد بسبب آلامه أنه إنسان عادي فقد سبق الكتاب وأشار إلى أوهام البشر معلناً قوته واختلاف طبيعته عن طبيعتنا(53) إذ يقول الكتاب: ” من يُخبر بجيله؟(54) لأن حياته انتزعت من الأرض لأنه سيق إلى الموت بسبب شر الشعب، وجُعِلَ مع الأشرار قبره ومع غنيٍ عند موته، على أنه لم يعمل شراً ولا وُجِدَ في فمه غش”(55).

الفصل الخامس والثلاثون

نبوءات عن الصليب، وكيف تحققت هذه النبوات في المسيح وحده.

1 ـ وبعد أن سمعت النبوة عن موته فربما تسأل لكي تعرف(56) أيضاً ما كُتب عن الصلب. وهذا أيضاً لم يصمت عنه الكتاب بل ذكره القديسون(57) بوضوح تام.

2 ـ لأن موسى هو أول من تنبأ عنه بصوت عالٍ(58) قائلاً: “وترون حياتكم معلقة أمام أعينكم ولا تؤمنون”(59) ومن بعده شهد الأنبياء قائلين: “وأنا كحمل بريء يساق إلي الذبح ولم أعلم أنهم تأمروا عليّ قائلين تعالوا لنلقى على خبزه شجرة(60) ونقطعه من أرض الأحياء” (61).

4ـ وأيضاً ” ثقبوا يدي ورجلي، وأحصوا كل عظامي، اقتسموا ثيابي بينهم وعلى لباسي ألقوا القرعة”(62).

5 ـ فالموت الذي يُرفع فيه الإنسان إلى فوق في الهواء ويُعلّق على خشبة لا يمكن إلاّ أن يكون موت الصليب. وأيضاً اليدان والرجلان لا تثقبان في أي موت سوى موت الصليب.

6 ـ ولأنه منذ حلول المخلّص بين البشر بدأت الأمم أيضاً تعرف الله(63)، (فالأنبياء) لم يتركوا هذا الأمر أيضاً دون الإشارة إليه، بل ذكروه في الكتب المقدسة(64) كما هو مكتوب ” سيكون أصل يسى الذي يقوم ليسود على الأمم، عليه يكون رجاء الأمم”(65) وهذا قليل من كثير لإثبات ما حدث.

7 ـ والكتاب المقدس مليء بالحجج التي تدحض عدم إيمان اليهود. لأنه مَن مِن الرجال الأبرار والأنبياء القديسين والأباء البطاركة الذين سُجِلت أسماؤهم في الكتب الإلهية وُلِدَ جسدياً من عذراء فقط؟ أو أية امرأة كانت قادرة أن تحمل بإنسان بدون رجل؟ ألم يولد هابيل من آدم؟ وأخنوخ من يارد ونوح من لامك، وإبراهيم من تارح، ويهوذا من يعقوب، وهارون من عمرام؟ ألم يولد صموئيل من ألقانة؟ وداود من يسى؟ ألم يكن سليمان من داود؟ ألم يكن حزقيال من أحاز؟ أما كان يوشيا من آموس؟ أما كان إشعياء من آموص؟ إرميا من حلقيا؟ وحزقيال ألم يكن من بوزي؟ ألم يكن لكل واحد أب كأصل لوجوده؟ فمن هو إذن الذي وُلِدَ من العذراء فقط؟ لأن النبي(66) شدّد بتأكيد على هذه العلامة.

8 ـ ومن ذا الذي وقت ميلاده جرى نجم في السماء ليعلن للعالم عن ذلك الذي وُلِدَ؟(67) فلما وُلِدَ موسى أخفاه أبواه، وجيران داود لم يسمعوا عن ميلاده حتى إن صموئيل العظيم نفسه لم يعرفه بل سأل: أليس ليسى ابن آخر؟ وإبراهيم لم يعرفه جيرانه كرجل عظيم إلاّ بعد ميلاده بزمن طويل، أما المسيح فعند ميلاده شهد له ليس إنسان بل نجم في السماء التي نزل هو منها.


(1) 1 في فصل 27 قدّم القديس أثناسيوس براهين على غلبة المسيح ـ بموت الصليب ـ للموت وذلك بإيضاح موقف كل تلاميذ المسيح من الموت وأنهم مع كل مَن يؤمنون به لم يعودوا يخشونه بل يهزأون به كميت. وهنا في هذا الفصل يقدم براهين على قيامة السيد المسيح ببعض الوقائع، إذ إن كل مَن يؤمن بالمسيح يطأ الموت بقدميه، وأيضاً بإيضاح أن أعمال المسيح ومعجزاته هي أفعال شخص حي.

(2) 2 يكرر القديس أثناسيوس نفس معنى هذه الجملة الأخيرة في الفصل 45/7.

(3) 1 قبل المسيح كان الأموات لا يستطيعون تقديم أي شيء للأحياء، أما الأحياء فقد كانوا فقط ينوحون على الأموات كأنهم هلكوا. انظر فصل 27/2.

(4) 2 أعمال المسيح في الجسد تثبت ألوهيته. انظر فصل 18.

(5) 3 عن عمل كلمة الله الحقيقي في الخفاء، انظر فصل 53/1.

(6) 4 كان يُطلق علي الوثنيين في عصر القديس أثناسيوس والذين كانوا يتحدثون اليونانية، لقب “اليونانيين”.

(7) 5 كما كان يطلق علي من هم غير يونانيين لقب “البرابرة”.

(8) 6 يعتبر القديس أثناسيوس أن هذا العمل هو دليل قوى على قوة السيد المسيح الإله الحقيقي مقابل ضعف آلهة الأوثان الكاذبة. انظر فصل 46/5.

(9) 7 انظر فصل 3:3 ” الله صالح بل هو بالأحرى مصدر الصلاح “.

(10) 8 تعاليم المسيح تنخس الضمائر فتغير حياة البشر وسلوكياتهم. انظر فصل 51/6.

(11) 9 أشار القديس أثناسيوس عدة مرات في مقالته ضد الوثنيين (فصول 12، 26، 23، 39) إلى أن القوانين الرومانية العادية تقف ضد بعض الأفعال التي يقوم بها أتباع العبادات الوثنية. وهنا في هذا الفصل يجعل تعاليم المسيح هي التي تواجه وتؤثر في ضمائر الذين يتمسكون بنواميس آبائهم الموروثة وهذا دليل على قوة قيامة المسيح.

(12) 1 انظر الفصول 48، 50.

(13) 2 يصف القديس أثناسيوس كيف أن هذه الأصنام عديمة الحياة في الفصول 14ـ15 من مقالته ضد الوثنيين. مستعيناً بما جاء في إشعياء 9:44ـ20 (س).

(14) 3 وأيضاً الشياطين تعترف به.. انظر فصل 32/4ـ6.

(15) 1 عجز الشياطين الكاذبة عن طرد المسيح وعن إيقاف انتشار تعاليمه يثبت ألوهية المسيح. انظر فصل 49/6.

(16) 2 لم تستطع الفلسفة اليونانية وحكمائها أن تجذب البشر لحياة الفضيلة. انظر فصل 5:48.

(17) 3 تعمل الآلهة الكاذبة التي يعبدها غير المؤمنين أعمالاً هي على النقيض من تلك الأعمال العظيمة التي يتممها المخلّص كل يوم. ويذكر القديس أثناسيوس ما تعمله تلك الآلهة والأرواح في الفصل 5 من تجسد الكلمة، وفى الفصلين 3، 25 من ضد الوثنيين.

(18) 4 انظر فصل 46.

(19) 1 في مقالته ضد الوثنيين: 3 يوضح القديس أثناسيوس كيف سيطرت تلك ” الملذات غير العاقلة ” على الإنسان وأيضاً يتحدث عن نتائجها.

(20) 2 رفع النظر من الأرض إلى السماء معناه حسب القديس أثناسيوس هو معرفة الإله الحقيقي الخالق انظر فصل 12.

(21) 3 الآلهة الكاذبة والأصنام هي عديمة الحياة. انظر ضد الوثنيين:1.

(22) 4 عب12:4.

(23) 5 في الفصول 40، 41 من مقالته ضد الوثنيين. يوضح القديس أثناسيوس أن خلق الكون ونظام عمله يبرهنان على قوة كلمة الله وحكمته.

(24) 6 انظر فصل 8 هامش رقم (8) ص 21

(25) 1 وهنا يكرر القديس أثناسيوس ما سبق أن تحدث عنه في الفصلين 9، 20.

(26) 1 يعبر القديس أثناسيوس عن هذه الحقيقة في موضع آخر متسائلاً “.. لأنه إن كان الله بطبيعته لا جسد له وغير منظور ولا ملموس فكيف يتخيلون أن الله جسد؟ ” ضد الوثنيين 29/1.

(27) 2 انظر ضد الوثنيين. فصل 7/1.

(28) 3 استخدم القديس أثناسيوس تعبير ” الأعمال تصرخ ” لوصف عمل الله في الخلق. انظر ضد الوثنيين فصول 1/4، 27/3، 34/4. والمقالة الثانية ضد الآريوسيين. فصل 25.

(29) 4 انظر رومية20:1. انظر أيضاً ضد الوثنيين. فصل 35، تجسد الكلمة فصول11، 18.

(30) 5 يستخدم القديس أثناسيوس تشبيه رؤية العين للشمس في مجال حديثه عن تطهير النفس. انظر فصل 57/3.

(31) 1 الذين لا يؤمنون لهم أعين لكنهم أغلقوها عن رؤية الحق كما أن نفوسهم خُلقت لكي ترى الله ولكي تستنير به غير أنهم توهموا الشر لأنفسهم. انظر ضد الوثنيين: 7.

(32) 2 انظر فصل 53/1.

(33) 3 لو 34:4. يستخدم القديس أثناسيوس نفس هذا الشاهد في رسالته إلى أساقفة مصر وليبيا فصل 14 وذلك في سياق حديثه عن الآريوسيين. وأيضاً في كتابه عن حياة أنطونيوس. فصل 26 في سياق حديثه عن حروب الشياطين.

(34) 4 مر7:5.

(35) 1 1كو20:15.

(36) 2 قبل أن يبدأ القديس أثناسيوس جزءاً جديداً في كتابه هذا يختم هذا الفصل بإجمال ما سبق أن علّم به في الفصول السابقة مستخدماً عبارات مختصرة كهذه ويكررها باستمرار لتأكيد تعليمه عن الفداء. انظر فصل 20 هامش رقم (5) ص59، وفصل 54.

(37) 1استخدم القديس أثناسيوس تعبير يصرخ عالياً في الفصل السابق فقرة 2 وذلك في سياق حديثه عن شهادة الطبيعة بألوهية المسيح من خلال أعماله فيها. وهنا يكرر هذا التعبير مؤكداً على أن هذه الشهادة تمت لا بواسطة الطبيعة وحدها لكن أيضاً بواسطة الكتاب الموحى به.

(38) 2 رغم أن كلمات الكتب المقدسة صريحة في الشهادة لألوهية السيد المسيح إلاّ أن اليهود لم يفهموها فهماً صحيحاً كما يقول القديس أثناسيوس (انظر ضد الوثنيين فصل 46/4).

(39) 3 صيغة الجمع ” قائلين ” للفعل “يقول” تناسب صيغة الجمع ” أنبياء “.

(40) 4 إش14:7، مت23:1.

(41) 5 موسى عظيم حقاً واليونانيون يعتبرون أن أفلاطون عظيم. انظر فصل 2/3.

(42) 1 عد17:24 (س).

(43) 2 عدد 5:24ـ6 (س).

(44) 3 إش4:8. يستخدم القديس أثناسيوس هذا الشاهد مرة أخرى ويشرحه في فصل 36.

(45) 4 لقد كان اليهود ينتظرون المسيح ويعتقدون أنه إنسان عادي (انظر فصل 3:34) وأيضاً (رسالة عن ديونيسيوس السكندري: 8)، ولهذا يعود القديس أثناسيوس في فصل 35 ليوجه لليهود عدة أسئلة لبيان الفرق الجوهري بين طبيعة المسيح وأي إنسان عادي.

(46) 5 إش1:19 (س) انظر فصل 5:37 حيث يشرح القديس أثناسيوس معنى هذه الآية بدون أن يذكرها مباشرةً.

(47) 6 هو1:11.

(48) 1 أي الموت بواسطة الصليب متحملاً الآلام من أجلنا. ولقد ظن اليهود أن المسيح لن يقاسِ ألماً عندما يأتي انظر المقالة الثانية ضد الآريوسيين. فقرة 15.

(49) 2 إش3:53ـ5.

(50) 3 اختار اليهود أن يموت المسيح بالصليب للمبالغة في إهانته. انظر فصل 24/4.

(51) 4 هذه الجملة على وزن الجملة الشهيرة للقديس أثناسيوس ” لأن كلمة الله صار إنساناً لكي يؤلهنا نحن ” فصل 54/3.

(52) 5 إش6:53ـ8 (س)، أع32:8ـ33.

(53) 1 يوضح القديس أثناسيوس أن اليهود حينذاك ضلوا وبالتالي أضلوا الأمم وذلك بعدم فهمهم أن طبيعة المسيح تختلف عن طبيعتنا فاعتقدوا أن المسيح هو مجرد إنسان من نسل داود ولم يؤمنوا به على أنه هو الله وكلمة الله الذي صار إنساناً (رسالة عن ديونيسيوس السكندري: 8). وأثناء صراعه ضد الآريوسيين الذين أنكروا ألوهية الابن لأنهم هم أيضاً اعتقدوا أن طبيعة الابن هي مثل طبيعة باقي المخلوقات، دعا القديس أثناسيوس الآريوسيين بأنهم يعتقدون مثل اليهود” انظر المقالة الأولى ضد الآريوسيين. فقرة 38.

(54) 2 يستخدم القديس أثناسيوس هذا الشاهد في فصل 37 وذلك في سياق حديثه عن ولادة السيد المسيح من العذراء مريم.

(55) 3 إش8:53ـ9

(56) 1 هذه العبارة تشبه عبارة ” لكن لو أراد أحد من شعبنا أن يسأل لا حباً في الجدل بل حباً في العلم ” فصل 25/1.

(57) 2 يقصد موسى والأنبياء.

(58) 3 انظر هامش رقم (3) ص90، وهامش رقم (1) ص 93.

(59) 4 تث 66:28 (س)

(60) 5 يقصد بالشجرة خشبة الصليب.

(61) 6 إر 19:11.

(62) 7 مز16:22ـ 18.

(63) 1 يوضح القديس أثناسيوس هذه النقطة في فصل 40/3.

(64) 2 بعد أن أوضح القديس أثناسيوس أن الكتب المقدسة قد تنبأت بميلاد المسيح وصلبه الآن يوضح أن يسوع هو المسيح، ولقد اتبع القديس أثناسيوس طريقة مشابهة لهذا في مقالته الدفاعية ضد الوثنيين عندما نسأل أولاً عن الكلمة الذي يضبط الكون (فصول 35ـ39) ثم بعد ذلك أوضح مَن يكون الكلمة (فصل 40)، ثم في الختام كيف يضبط الكلمة الكون كله (فصل 40ـ45).

(65) 3 إش 10:11.

(66) 4 يقصد إشعياء النبي في الآية 14:7 ” ها العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل “. ويقول القديس أثناسيوس ” إن اليهود يفهمون أن هذه الآية تُقال على واحد منهم ” انظر المقالة الأولى ضد الآريوسيين. فقرة 54.

(67) 1 انظر مت1:2ـ3. وهنا يستبدل القديس أثناسيوس نبوءة سفر العدد 17:24 التي سبق أن استخدمها في فصل 33/4 بما جاء في إنجيل متى.

Facebook
Twitter
Telegramm
WhatsApp
PDF
de_DEGerman
Nach oben scrollen