إن بيوت العبادة تصبح بالتكريس أمكنة مؤهلة للصلاة، وفي الواقع بعد مسحها بالزيت المقدس تـصير كما يدل عليها اسمها. فالمسحة المنسكبة هي وسيطنا عند االله الآتي لأنه هو المنسكب بذاته وهو الـذي صار مسحة وانسكب حتى إلى طبيعتنا.
تقدم الهياكل المهمة نفسها التي تقوم بها يد المخلّص ونقبل من المائدة المكرمة بالمسحة الخبـز كأننـا نقبل من يده الكلية الطهارة جسده المقدس ونشرب كل دمه كما شربها الرسل عندما نـاولهم مخلـصنا لما رفع الكأس على شرف هذا الشراب غير المغلوب. وبما أنه في الوقت نفسه صار كاهنـاً ومائـدة وضحية وفصحاً وخادماً وتقدمة فالمسيح قسم أدواره بين خبز التقديس والمـسحة. فـالمخلص مائـدة وضحية بسبب المسحة. المائدة تصبح كما هي بالمسحة ويصير الكهنة كما هم كممسوحين. المخلـص ضحية بسبب عذاب الصليب والموت الذي لقيه من أجل مجد االله أبيه،” إننا في كل يوم نأكـل جـسده ونشرب دمه نعلن قيامته” (قور 11: 26).
المسيح مسحة وختم أيضاً بسبب الروح القدس وعليه أن يتم المهمات الكثيرة القدس وأن يقـدس. لـم يكن هو موضوع التقديس. الدور يعود للمذبح، إلى المضحي، إلى المقـدم لا إلـى التقدمـة، لا إلـى الضحية وقد قيل أن المذبح يقدس” المذبح يقدس التقدمة”(متى 23: 19). وكخبز قدم وكمسحة يقدم بعـد أن أله جسده ويقدمنا نحن بعد أن جعلنا شركاء في مسحته. فيعقوب مسح الحجر رمزياً ثم قدمه للرب وعنى بالمسحة هذه جسد الرب المخلص، حجر الزاوية الذي بنى عليه إسرائيل الحقيقي، الذي وحـده عرف الرب، سكب مسحة الألوهة أو نحن ليقيم المسيح منا نسلا لإبراهيم بواسطة الختم المقـدس لأن المسحة المقدسة بانسكابها على المختومين تصبح بين ما تصبحه روح بنوة. هذا الروح يشهد لروحنـا بأننا أولاد االله… (رومية 8: 15). وهكذا يسهم الختم في بناء الحياة في المسيح.