La deuxième lettre aux Thessaloniciens

Cette lettre, que l'apôtre Paul a écrite peu après la rédaction de son premier livre (plusieurs mois), montre que la correspondance n'avait pas cessé entre lui et la communauté de Thessalonique, qu'il avait quittée précipitamment et contre son gré. Comme sa première lettre, elle leur apporte les mêmes éloges et encouragements, soulève les mêmes problèmes, et expose par la suite la méchanceté de certaines des croyances étranges soulevées par des personnes mal intentionnées, dont le danger a confondu les oreilles des Thessaloniciens (ils considéraient que l'heure de la venue du Seigneur était arrivée, alors certains d'entre eux ont arrêté de travailler par paresse et ont voulu vivre des dépenses des autres...).

يبدأ بولس مؤلَّفه -بعد تحيات مألوفة- بشكر الله الذي أنعم على هذه الكنيسة الفتيّة والغنيّة بالإيمان والمحبة، بأن تثبت “في جميع ما تحتمل من الاضطهادات والشدائد” (1-4). وأكد لهم أن ثباتهم في الإيمان هو ضمانة نجاتهم من الدينونة، وعلامة تأهّلهم “لملكوت الله الذي في سبيله يتألمون” (5؛ انظر متّى 5 :10). ثم أسهب في موضوع عدل الله، ذلك أن من يرفض حقيقة الله ويضطهد شعبه، سيجازى بالضيق “عند ظهور الرب يسوع” الذي سيريح المضايقين، وينتقم “من الذين لا يعرفون الله ولا يطيعون بشارة ربنا يسوع” ويعاقبهم، في ذلك اليوم، بالهلاك الأبدي… (6-10). وختم هذا الفصل بالصلاة لهم من اجل ان يثبتوا على ما هم عليه، ويجعلهم الله “أهلاً لدعوته” (والمقصود دعوته الى المجد)، و “يُتمّ كل رغبة في الصلاح وكل نشاط إيمان” لمِا فيه مجد كنيسة تسالونيكي (11و12) . .

صحّح بولس، في الاصحاح الثاني -وهو من أصعب ما كتبه- نظرة خاطئة عن قرب مجيء يوم الرب كانت قد بلبلت افكار المسيحيين. فثمة من سرّب تعليما منحرفا خدّاعا بقوله إن “يوم الرب قد حان”. استعمل الرسول في ردّه عناصر من الأدب الرؤيوي اليهودي (الارتداد، ورجُل الإلحاد وابن الهلاك)، فذكّر قرّاءه بتعليم آنفٍ مفاده أن الرب يأتي بعد علامتين: الارتداد وظهور رجُل الإلحاد، ولكن “العائق” يمنع ظهورهما وهو يعمل في السر (إن العهد الجديد يستعيد تقاليد العهد القديم عن معارضة المملكة المسيحانية فيتعمق فيها ويوسعها ويقدمها في قالب جديد لا يخلو من الصعوبة). لقد تحيّر العلماء في تفسير معنى هذا “العائق”، فمنهم من رأى فيه شخص الامبراطور (او الامبراطورية الرومانية) الذي وظيفته أن يضمن السلام ويؤمّن النظام ويَحُول تاليا دون حدوث ثورات وحروب هي علامات أُخروية، ومنهم من قال انه يدل على وعد السيد الذي أكد أن نهاية العالم لن تأتي قبل أن تسمع الشعوب الوثنية كلها بخبر الإنجيل (راجع: مرقس 13 :10؛ متى 24: 14)… غير أن هذين التفسيرين -وغيرهما- لا يمنعانا من القول بأننا امام لغز لا تقلق المؤمنين الحقيقيين صعوبة حلّه، ولا تمنعهم تاليا من ان ينتظروا برجاءٍ ذلك اليوم الذي لا احد يعرف ساعته و”لا يأتي بمراقبة” (راجع: مرقس 13: 28-37 وما يوازيه). ولعله من الأهمية بمكان ان نعرف ان العلامات التي نظن انها تهيئ للمجيء -والتي ذكرها الإنجيل في غير موضع- هي بالحقيقة علامات حدوثه، هذا ما أوحى اليه الرسول بقوله: “فإن سر الإلحاد (الشر في جميع وجوهه) قد اخذ في العمل، ولكن يكفي ان يُنحّى العائق عن السبيل، وحينئذ يظهر الملحد، ذاك الذي سيُبيده الرب يسوع بنَفَسٍ من فمه (الإبادة بالنَفَس هي من ميزات الادب الرؤيوي اليهودي؛ راجع اشعيا 11:4)، ويمحقه بضياء مجيئه” (2 :1-12) .

ثم يتحول بولس الى اهل تسالونيكي، فيُظهر ان الله “اختارهم منذ البدء ليخلّصهم بالروح الذي يقدّسهم والإيمان والحق”، وذلك “لتنالوا مجد ربنا يسوع المسيح” (2: 13-14). ويحثّهم على المحافظة على “السنن (حقيقة يسوع -وتعليمه- التي تسلّمها بولس من الكنيسة)” التي أخذوها عنه “إما مشافهة وإما مكاتبة” (15). ويطلب منهم أن يصلّوا له “لتتابع كلمة الله جريها ويكون لها من الإكرام ما كان لها عندهم”، وينجو هو “من قوم السوء والاشرار”. وبعد أن يحضّهم مجددا على عمل الوصية، يدعو لهم أن يهدي الرب قلوبهم الى “محبة الله وثبات المسيح” (3: 1-5) .

أكّد الرسول في رسالته الأولى بأن العمل أساسي لكسب لقمة العيش (4: 11)، وها هو يعيد الكلام في الموضوع عينه فيحذّر اهل تسالونيكي من الكسل والبطالة، ويحضّهم على التمثل به، ويقدّم لهم قواعد تطبّقها الكنيسة على الذين يسيرون بالباطل ويعيشون بالفوضى، وينبّههم لئلا تفتر همّتهم “في عمل الخير”، ويوصيهم أن يتجنبوا كل أخٍ بطّال… وبخاصة من لا يطيع كلام “هذه الرسالة”، ويدعوهم الى نصحه كأخ (6-16). ثم يكتب بولس بخط يده إمضاءه توثيقا لهذه الرسالة (17؛ انظر 1 كورنثوس 16: 21؛ غلاطية 6: 11؛ كولوسي 4: 18) .

تذكّرنا الرسالة الثانية الى التسالونيكيين بحب الله الذي اختبره قديما المسيحيون الذين كانوا ينتظرون، برغبة جامحة، أن يأتي المسيح عريس الكنيسة… وهي تدعونا نحن اليوم الى أن نغرف من المعين ذاته ونحيا المحبة والإيمان والرجاء بصدق وأمانةٍ كبيرين، لنكون عروسا نقية تليق بالآتي قريبا “ليجازي كل واحد بحسب أعماله” ويسود العالمين بضياء لا يخبو أبدا.

Mon bulletin paroissial
الأحد 13 أيلول 1998
Numéro 37

Retour en haut