Les touristes entre terre et ciel

[div3 class=”quote” class2=”quote-l” class3=”quote-r”]

يتصوّر العديدون الإنسانَ سائحاً هائماً وراء متطلّباته، أكانت روحيّة أم ماديّة. فالإنسان كائن باحث أو هائم! وهذا ما عبّر عنه دانيال النبيّ أنّ الإنسان هو “رجل الرغبات”. تختلج في قلب هذا الكائن دائماً أشواق تقوده للسعي وراء ما يعشق.

لكن لا يمكن لكثيرين أن يتصوّروا اللهَ سائحاً. لأنّ الله بحسب الفلسفة والأديان عامّة هو الكائن “الثابت” غير المتبدّل، ولأنّ العشق يعني السعي نحو شيء ينقصني. وحاشى لله أن ينقصه شيء! لهذا لا يمكن لله أن يملك عشقاً وهياماً في داخله (إن جاز استخدام هذه التعابير البشريّة). الله صالح في طبيعته، وهذا يعني أنّ طبيعته محبّة – صالحة!

لكنّ المسيحيّة دين المحبّة والحريّة؛ محبّة الله وحريّة الإنسان. إنّ كلا الكلمتين (محبّة، حريّة) تعنيان أنّ الله متحرّك وليس ثابتاً، وأنّه يسعى إلينا كما لو سعينا إليه. إنّه يتتبّع خطانا الحرّة. وهذا التتبّع لا يكتب قدراً بل يهيم وراء الإنسان المحبوب في خطى هذا الأخير التائهة مراراً والهادفة مرّات أخرى. محبّة الله هي عشقٌ نحو الإنسان فهي إذن “ملاحقة” رقيقة الظلّ! الله أيضاً سائح.
يتّجه الله إلينا ويسعى دائماً، وحين نتّجه إليه ونلتقي به نحيا حياتنا في كرامتنا وحينها تتحقّق “الكنيسة”!

هناك، في الكنيسة يلتقي السائحان في الحبّ، فيعطي اللهُ النعمةَ ويقدّم الإنسانُ الطهارةَ.

هذه هي الرحلة بين السماء والأرض، في الاتّجاهين.

[/div3]

Retour en haut