☦︎
☦︎

إن الخطيئة تسبب الحزن لجميع النفوس. والحزن الذي يلي الخطيئة لا ينبع من منابع واحدة ولا يتأتى من دوافع واحدة. يحزن المرء لتكبره. انه يتخيل نفسه فوق ما هي وعندما يرى السقطة يفكر أن الصنم، الفكرة التي كونها عن نفسه قد انسحقت، وبكلمة مختصرة يشعر أن كبرياءه قد انجرحت. ويحزن الآخر لأنه أخطأ ومن جراء خطئه سيخسر الجوائز السماوية، ويحزن الثالث لأنه يفكر بالحساب الذي سيقدمه في المجيء الثاني وبالدينونة الرهيبة التي تنتظر الخطأة. أما الذي تقدم روحياً وعاش عيشة مسيحية حقيقية فإنه يحزن، إذا اخطأ، لأنه بخطئه أهان المشرع الإلهي الكلي الصلاح.

حيث أن المسيحي في نموه الروحي لا يتحرك بدافع الخوف من العقاب ولا بدافع الحصول على الجوائز، بل بدافع المحبة المسيحية كذلك عندما يحزن للأعمال الخاطئة التي يقوم بها فإنه يحزن محبة باالله. كل المسيحيين الذين تحركهم دوافع الحزن السامية يفضلون على غيرهم الذين يبكون وينوحون بدافع الكبرياء وحب الذات، لأنهم ينوحون ويحزنون من أجل المحبة الإلهية.

الحزن والدموع من أجل الخطيئة يجب أن يستهدفا غرضاً واحداً، اقتلاع الخطيئة والاستعاضة عنها بالصحة الروحية. ولا يتحقق هذا إلاّ بالحزن من أجل االله لان هذا الحزن هو تعبير صريح عن محبته. الذين يحزنون من اجله يطلبونه بكل قلوبهم وهم الذين كتب عنهم النبي داود “يطلبون االله بكل قلوبهم” (مزمور 18: 12)، وهم السائرون في ناموس الرب (مزمور 118: 1)، العائشون بمحبة حقيقية من اجل االله ويستهدفون مـن حزنهم شيئاً واحداً، الوصول إلى توبة صادقة ليتحرروا من كل خطيئة تسود النفس. هؤلاء لا يصلون إلى أي تطرف لأنهم يعرفون إلى أي مدى يجوز الحزن من اجل الخطيئة.

من المعروف إن الفضيلة البشرية تهدف إلى ربط الإنسان باالله أما الخطيئة فتبعده عنه. لا يحب الفضيلة محبة حقه الذين يرغبون بالفضيلة بدوافع غير دوافع محبة االله. وكذلك الذين يحزنون على خطاياهم بدافع غير دافع إهانتهم الله. هؤلاء لا يحبون االله ولا يكرهون الخطيئة فعلاً وعندما يتجنبونها بالعقل والعمل لا يتجنبونها بنية صادقة.

عندما تتجنب الخطيئة لا لأنك أهنت ناموس الرب بل لأنك تخسر من اقترافك لها فانك تتجنب الخسارة أكثر مما تتجنب الخطيئة. والبرهان انه إذا كان بامكانك أن تخطئ دون أن تتعرض لخطر فانك لن تتردد عن فعل الخطيئة. الذي يتهرب من الخطيئة حباً باالله فإنه يحترم المشرع الإلهي والناموس وعندما يصطدم بأوامر االله يحكم على نفسه ويدين الخطيئة ويسكب الدموع، لا لأنه يخشى العقاب ويخسر الأجرة بل لأنه اصطدم بإرادة االله. الذين يحزنون بسبب الخطيئة وليس من اجل االله فلن يحصلوا على نقاوة القلب حتى ولو تابوا عن خطيئتهم. أما الذين يعانون الحزن من اجل االله فيطردون كل مرض يقال له خطيئة.

Фейсбук
Твиттер
Телеграмма
WhatsApp
PDF
☦︎

информация О странице

Адреса Статья

содержание Раздел

Теги Страница

الأكثر قراءة

Прокрутить вверх