☦︎
☦︎

أهناك ما هو أجل من الجسد الذي يتحد به المسيح بالمناولة الإلهية؟ عندما ندرك أي بهـاء مـستيكي يحوزه من هذه الوحدة السرية ونفكر بالشرف الذي سما إليه فمن الطبيعي إن نحـتفظ بالجـسد نقيـاً مقدساً نظيفاً ونكرمه. فإذا كنا نوجه كل اهتمامنا وعنايتنا لنحافظ على الأواني المقدسة بعيدة عن كـل دنس ووسخ فأحرِ بنا إلاّ ندنس الجسد هذا الهيكل الحي. لا يوجد ما هو أقدس من الإنسان في العـالم.

فاالله ذاته لبس الطبيعة البشرية، وصار في كل شيء شبيهاً بنا ما خلا الخطيئة. لنتذكر لمن “كل ركبة في السماء وعلى الأرض وما تحت الثرى تنحني” (فيلبي 2: 10) ومن سيأتي “فوق الـسحاب بقـوة ومجد عظيمين” ببهاء لا يوصف؟ من غير ابن االله، وابن الإنسان في وقتٍ واحد.ٍ نـستطيع نحـن أن نلمع كالشمس وان نرتفع في ذلك اليوم فوق السحب ونرى جسد االله، الإنسان الممجد ما دامت الطبيعة البشرية قد سمت إلى هذا القدر في شخص المسيح.

عندما سيظهر السيد سيحيط به مصف العبيد الصالحين. يا للمشهد العجيب! انه لعجب باهر أن يـرى الإنسان جموعاً عديدة من الأقمار فوق السحب وإشعاع المؤمنين، وضـياء الـسيد وجوقـة هـؤلاء الرجال. إنه لعجيب أن يرى هذا الحفل الأزلي، هذا العدد العديد من الآلهة القديسين الـذين يحيطـون بالإله الحقيقي. أن يكون الجميلون حول الجميل والعبيد حول السيد الصالح. لن يتردد الـسيد فـي أن يعطي قسماً من مجده الخاص وبهائه إلى عبيده الصالحين. لن يخاف على مجده من النقـصان مهمـا كثر القديسون الأبرار الوارثون لملكوته، يستطيع ملوك الأرض أن يغطوا كثيراً لمحكوميهم ولكنهم لا يجعلونهم قط ورثة في التاج ولا شركاء في سلطتهم. أما السيد الأزلي، الملك الكلي القدرة فلا ينظـر إلينا كعبيد ولا يعطينا كرامات تليق بالعبيد. أنه ينظر إلينا كأصدقاء ووفقاً لناموس المحبة يصبح ما له ملكاً لنا. لا يعطينا لا هذا ولا ذاك بل الملكوت الأزلي ويلبسنا الإكليل الخالد. إن بولس الرسول يعبـر عن هذه الحقيقة المفرحة تعبيراً حياً ويريدها أن تنحفر في قلوبنا “إذ كنا أبناء وارثين فنحن ورثـة االله ومشاركون للمسيح في الميراث” (رومية 8: 17) “وإذا صبرنا فسنملك معه” (2 تيموثيوس 2: 12).
أي مشهد أبهى وأجل من مشهد السيد والوارثين معه؟ جوقة مـن المغبطـين وجمـوع مـن البـشر الطافحين بشراً، وشمس من العدل اللامعة من المجد الإلهي ستنزل إلى الأرض من السماء في اليـوم الأخير وستظهر الأرض شموساً أخرى ستسرع لملاقاة شمس العدل وإذاك سـيمتلئ الكـل بـالنور، وسيكون آنئذ مع المسيح الذين قضوا حياتهم في دراسة كلام االله، ومع الفقراء بـالألم والمحبـة ومـع المسيح بالرغبة والجد، سيكون مع المسيح أولئك الذين تـشبهوا بآلامـه وأعطـوا نفوسـهم للـسيف وأجسادهم للجلد والحريق والموت يشيرون إلى الجراحات في أجسادهم المشرقة بالمجد والتي قبلوهـا راضين من أجل المسيح ويرفعون آثار الجراح كرايات لعلبتهم وظفرهم. كل هؤلاء سيـشكلون الفئـة الظافرة التي غلبت بجراحاتها كما غلب الملك الأزلي لأنه ذبح. نرى يسوع بـالآلام متوجـاً بالمجـد والشرف (عبرانيين 2: 9). عندما ندرس هذه الأمور ونفكر بها سنرى كـم رفعنـا الـسيد الجزيـل الرحمة عالياً. واحتراماً لهذه الرفعة لذواتنا سنبتعد عن الخطيئة.

Facebook
Twitter
Telegramm
WhatsApp
PDF
☦︎

Information Über die Seite

Adressen Der Artikel

Inhalt Abschnitt

Schlagworte Seite

الأكثر قراءة

Nach oben scrollen