☦︎
☦︎

تتلخص نتائج المعمودية كما يأتي: محو الخطيئة، مصالحة الإنسان مع االله، سكن االله في الإنسان، فتح أعين النفس بالأشعة الإلهية، تهيئة كل شيء لعام الاستقبال. فإذا سمينا المعمودية ولادة أو إذا نعتناها بنعت آخر مماثل لا نتعدى الواقع مع العلم أنها توقظ في النفس البشرية المستنيرة حديثا معرفة االله. أضف إلى ذلك كونها حقيقة وقاعدة حياة لأنها كما يقول مخلصنا” الحياة الحقيقية تقوم على معرفة االله الوحيد يسوع المسيح الذي أرسله” (يوحنا 17: 3)، أو كما يقول سليمان الحكيم” معرفتك هي أساس الخلود” (حكمة 15: 3) وإذا أرادنا أن نعالج الأمر عقلياً فمن يجهل أن وجود الإنسان الحقيقي وسموه يقوم في حياته العقلية ومعرفته؟ وإذا كان الأمر كذلك فهذه الحياة تقوم على المعرفة الكاملة الخالية من كل ضلال. أهناك معرفة أكثر كمالاً من المعرفة التي تستهدف االله الذي يفتح أعين النفس ويوجهها نحوه بعيداً عن كل ضلال هذا ما تفعله المعمودية.

مما تقدم تبين أن المعمودية تعطي مبدأ الحياة بيسوع المسيح إلى البشر كما تعطيهم الوجود والحياة الحقيقيين. فإذا كانت هذه الأفعال لا يظهر عملها في كل المستنيرين حديثاً لا يعني أن السر مسؤول عن ذلك بل الأفراد الذين لم يستعدوا جيداً لقبول النعمة أو لأنهم بددوا الكنز المعطى لهم بالمعمودية.

ألا يكون أجدى وأعدل لو اتهمنا أولئك الذين لا يحملون إمكانية قبول السر بدلاً من أن نقول بعدم فاعلية السر الواحد المعطى للجميع! من الواضح أن هذه الغزارة من المواهب تعود إلى المعمودية لا إلى طبيعتنا ولا إلى الجهد الشخصي وإلاّ كيف يقبل أن يكون الشيء الواحد مضيئاً ومظلماً في وقت واحد؟ كيف يمكن أن يجعل الإنسان سماوياً وألا يجعله؟ يرفع إلى ما فوق ولا يرفع؟ أنستطيع أن نتهم الشمس بالظلمة وأن ننكر نورها إذا كان بعض البشر لا ينظرون أشعتها؟ أننا نخاطب الذين ينظرون وإذا تكلمنا خلافاً لذلك فأننا نتهم بعدم المنطق، إذا قلنا أن من الاستنارة يصدر غير النور ما تعنيه هذه الكلمة.

Facebook
Twitter
Telegramm
WhatsApp
PDF
☦︎

Information Über die Seite

Adressen Der Artikel

Inhalt Abschnitt

Schlagworte Seite

الأكثر قراءة

Nach oben scrollen