Uno sguardo all'insegnamento della Chiesa cattolica

– 1 –
تعليم الكنيسة الكاثوليكية عن سر الثالوث الأقدس

1. العهد القديم والظهورات الإلهية:

الكنيسة الكاثوليكية ØªØ±ÙØ¶ أو على الأقل تخÙ٠حقيقة الظهورات الثالوثية ÙÙŠ العهد القديم. ولا شك بأن أصول هذا الموق٠ترجع إلى آراء المغبوط أوغسطين والمدرسيين (سكولاستيكيين) الذين كانوا يسلّمون بأن ملاك يهوه ÙÙŠ ظهورات الله ÙÙŠ العهد القديم ما هو إلا ملاك مخلوق استخدمه الكلمة الإلهي. بالرغم من إقرارهم أن الآباء رأوا Ùيه الكلمة الإلهي ذاته، استناداً، بصورة خاصة إلى ما جاء ÙÙŠ (أشعياء9: 6) “ملاك الرأي العظيم أو المشورة العظيمة μεγάλης βουλής Άγγελος ” الترجمة السبعينية (LXX) أو النص العبراني “عجيباً مشيراً” قارن مع (قضاة13: 18-33 ÙˆÙÙŠ ملاخي3: 1) “ملاك العهد”.

2. صدور الروح القدس بطريقة الانبثاق من الآب والابن:

تتهم الكنيسة الغربية الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية بأنها تعلّم منذ القرن التاسع أن الروح القدس ينبثق من الآب وحده. وقد التأم مجمع ÙÙŠ القسطنطينية (876) برئاسة بطريركها Ùوتيوس ÙˆØ±ÙØ¶ كلمة “والابن” التي عند اللاتين على أنها بدعة، على الرغم من اعترا٠الكتب العقائدية الكاثوليكية بأن كلمة “والابن” Ø§Ù„Ù…Ø¶Ø§ÙØ© إلى قانون نيقية-القسطنطينية قد وردت لأول مر ÙÙŠ مجمع طليطلة (توليدو) الثالث (589).

وتدعم الكنيسة الكاثوليكية إيمانها بالÙيليوكÙÙŠ بالبراهين التالية (كتاب مختصر علم اللاهوت العقائدي “ترجمة المارديني”):

  1. الروح القدس ليس Ùقط، حسب تعليم الكتاب المقدس، روح الآب (متى10: 20) (يوحنا 15: 26) (1كور2: 11) بل أيضاً روح الابن (غلاطية 4: 6) وروح المسيح (رو8: 9) وروح يسوع (أع 16:7) وروح يسوع المسيح (Ùيليبي1: 11).
  2. Ø£ÙØ±Ø³Ù„ الروح القدس ليس Ùقط من Ù‚ÙØ¨ÙŽÙ„ الآب بل أيضاً من Ù‚ÙØ¨ÙŽÙ„ الابن (يوحنا15: 26) (يوحنا 16: 7) (لوقا 24: 49) (يوحنا 20: 22) ÙØ§Ù„إرسال إلى الخارج هو بنوع ما مواصلة الصدور الأزلي ÙÙŠ الزمن. ومن هذا الإرسال نستطيع أن نستدل على الصدور الأزلي.
  3. الروح القدس يأخذ علمه من الابن (يوحنا 16: 13-14) “يتكلم بكل ما يسمع هو يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم”. ولا يمكن التكلم عن شخص إلهي أنه تعلّم وأخذ إلا بمعنى أنه أخذ العلم الإلهي. وبالتالي الجوهر الإلهي وهما ÙÙŠ الله واحد منذ الأزل، ÙÙŠ شخص إلهي أخر أشركه ÙÙŠ جوهره.
    ولما كان الروح القدس يأخذ علمه من الابن وجب أن يصدر من الابن كما أنّ الابن يأخذ علمه من الآب (يوحنا8: 26) ويصدر من الآب.
  4. الروح القدس ينبثق من الآب والابن كمن مبدأ أوحد ÙˆØ¨Ù†ÙØ® أوحد. هذا ما نستخلصه من (يوحنا16: 15) “جميع ما للآب هو لي” ولما كان الابن بسبب ولادته الأزلية يملك كل ما يملكه الآب إلا الأبوة وعدم الصدور. إذ لا يمكنه أن يشرك بهما غيره، وجب أن يملك الابن أيضاً القدرة على Ù†ÙØ® الروح وبالتالي على أن يكون له مع الروح القدس صلة الأصل والمصدر
  5. تستشهد كتب العقائد الكاثوليكية بأقوال بعض الآباء الغربيين والشرقيين لتؤكد على قبولهم Ù„Ùكرة صدور الروح القدس من الآب والابن أو من الآب بواسطة الابن.

3. صدور الروح القدس من إرادة الآب والابن:

تشرح كتبت التعليم الغربية قضية صدور الابن من الآب والروح القدس من الآب والابن بطريقة نظرية. ÙØªØ¹Ù„Ù† أن الابن بسبب كونه كلمة Ùهو يصدر عن عقل الآب أو أنه يجب أن ولادة الابن من الآب على أنها ولادة محض عقلية أو على أنها ÙØ¹Ù„ Ù…Ø¹Ø±ÙØ© ÙÙŠ حين تقول عن الروح القدس أنه يصدر عن إرادة الآب والابن أو عن محبتهما المتبادلة. وتستدل على ذلك من اسم الروح القدس Ù†ÙØ³Ù‡ Ùهو (الروح-الريح-نسمة-Ø²ÙØ±Ø©-مبدأ حياة-Ù†ÙØ³) يدل على مبدأ حركة ونشاط وعلى صلة بالإرادة. والنعت (القدس) يدل أيضاً على الصدور والإرادة. لأن القداسة إنما تكون ÙÙŠ الإرادة والكتاب والتقليد ينسبان إلى الروح القدس Ø£ÙØ¹Ø§Ù„ المحبة وإنما نسبت Ø£ÙØ¹Ù„ المحبة إلى الروح لأنها من خواصه الشخصية وتدل على أصله. ينتج من ذلك أن الروح يصدر عن ÙØ¹Ù„ محبة.

وموضوع الإرادة الإلهية التي بها الآب والابن يصدران الروح القدس هو:

  • UNولاً ما يريده الله ويحبّه بالضرورة: الذات الإلهية والأقانيم الإلهية.
  • in secondo luogoما يريده الله ويحبّه مختاراً: الأشياء المخلوقة، وعلى رأي بعض اللاهوتيين الأشياء الممكنة أيضاً.

وهنا لا بد أن نشير ولو بسرعة إلى النقطة الثالثة والأخيرة وهي صدور الروح القدس من إرادة الآب والابن، Ùنلاحظ بحسب تعليم الآباء خصوصاً الشرقيين منهم، أن صدور الروح القدس عن الآب هو كصدور الابن من الآب، أي بحسب الطبيعة، وليس بحسب إرادته، ولكن بالطبع ليس ضد هذه الإرادة، وبالنتيجة Ùلا يصدر إذاً عن إرادة الآب والابن أو عن محبتهما المتبادلة وكأنه أحد الخلائق أو ÙØ¹Ù„ ما من Ø£ÙØ¹Ø§Ù„هما، بل هو واحد ÙÙŠ الجوهر معهما.

– 2 –
الموق٠الأرثوذكسي من قضية انبثاق الروح القدس من الآب والابن

ختاماً لهذا البحث (سر الثالوث) لا بد من إظهار رأي الكنيسة الأرثوذكسية Ùيما يتعلق بالنقاط الخاصة التي وردت عن تعليم الكنيسة الكاثوليكية ÙÙŠ سر الثالوث الأقدس، مكتÙين بالإجابة على النقطيتين الأخيرتين (2/3) ÙØ¨Ø§Ù„نسبة للنقطة الثانية، أي قضية صدور الروح بالانبثاق من الآب والابن، Ùمن المعرو٠أنها كانت موضوع الخلا٠الرئيسي بين الكنيستين الغربية والشرقية. لدرجة أنها أصبحت أهم العوامل التي باعدت بينهما وأدّت إلى انشقاقهما النهائي سنة 1054. ومن المؤكد تاريخياً أن الكنيسة الأرثوذكسية لم تعلّم منذ القرن التاسع Ùقط أن الروح القدس ينبثق من الآب وحده، بل هذا كان تعليمها منذ البدء. والذي تسلمته منذ القرن الأول من الرب يسوع Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ الذي علّم “ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق Ùهو يشهد لي” (يوحنا15: 26). وبديهي أن السيّد لا يتلكم هنا بطريقة عامة تحتمل التأويل. بل هو يحدد بوضوح وبالتخصيص أن الإرسال ÙÙŠ الزمن هو من الآب والابن، أو من الآب بواسطة الابن (أنظر لو 24: 49). ÙÙŠ حين أن الانبثاق هو من الآب وحده. ولو كان الروح القدس ينبثق ÙØ¹Ù„اً من الآب والابن لكان الربّ يسوع قد ذكر كما ÙØ¹Ù„ بالنسبة للإرسال ولكان من الطبيعي أن يقول: “ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عندنا ينبثق أو من عند الآب وعندي ينبثق”. ولو كانت الكنيسة الشرقية هي التي علّمت منذ القرن التاسع أن الروح القدس ينبثق من الآب وحده كما تدّعي الكتب الكاثوليكية لكانت هي التي Ø­Ø°ÙØª من دستور إيمان الكنيسة الجامعة كلمة “والابن”ØŒ وليست الكنيسة الغربية هي التي Ø£Ø¶Ø§ÙØªÙ‡Ø§ على هذا الدستور سنة 1014 بعد أخذ ورد طويلين وبضغط من الملوك Ø§Ù„Ø¥ÙØ±Ù†Ø¬ والتوتونيين (الجرمانيين).

ولا يخÙÙ‰ تاريخياً على أحد الآن معارضة البابوات الطويلة لهذه Ø§Ù„Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© منذ القرن السادس، وحكاية البابا لاون الثالث الذي أمر بنقش دستور الإيمان الأصلي بدون Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© “والابن” على لوحين من Ø§Ù„ÙØ¶Ø© وتعليقهما على باب كنيسة القديس بطرس “من أجل Ø§Ù„Ø­ÙØ§Ø¸ على الإيمان الأرثوذكسي” صار Ù…Ø¹ØªØ±ÙØ§Ù‹ بها حتى من الكاثوليك Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù….

ÙˆÙيما يتعلّق بدعم الكنيسة الكاثوليكية لإيمانها “بالÙليوكية” أو Ø¨Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© “والابن” بآيات من الكتاب المقدس نجيب على الÙقرات التي وردت بما يلي:

  1. لقد سمّي الروح القدس مرّة واحدة ÙÙŠ الكتاب روح الابن: “ثم بما أنكم أبناء أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخاً أيها الآب” (غلاطية 4: 6). وذلك انسجاماً مع Ùكرة البنوة لله بالمسيح والتي تسيطر على المقطع الذي Ø£ÙØ®Ø°Øª منه هذه الآية بأكمله.

يستنتج الكاثوليك بأنه كما سمّي الروح القدس بروح الآب (متى10: 20) لأنه ينبثق من الآب، كذلك سمّي هنا بروح الابن لأنه ينبثق من الابن، والواقع أن الروح القدس سمّي بروح الآب، ليس Ùقط لأنه ينبثق من الآب بل ولأنه واحد ÙÙŠ الجوهر معه. ولهذا ليس من الضروري أن ÙŠÙØ¯Ø¹Ù‰ الروح القدس “روح الابن” لأنه ينبثق منه كأقنوم بل لأنه واحد ÙÙŠ الجوهر معه، وباق٠ÙÙŠ شركة كلّية ودائمة معه، ولأنه بالضبط يأخذ مما له ويخبركم (يوحنا16: 13-14) أي هنا يأخذ من واقع بنوته الحقيقية للآب ليجعل Ø§Ù„Ù…ÙØªØ¯ÙŠÙ† متبنين له، وصارخين معه ÙˆÙيه”يا أيها الآب” لا بل إن الرسول بولس ÙÙŠ تأكيده على هذه الÙكرة يذهب أبعد من ذلك Ùيسمّي الروح ذاته روح التبني: “إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضاً للخو٠بل أخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا أيها الآب” (رو8: 15)ØŒ Ùهل الروح منبثق من التبني أيضاً؟

أما من جهة تسمية الروح بروح المسيح أو روح يسوع أو روح يسوع المسيح، Ùواضح أيضاً من سياق النصوص المذكورة أن المقصود لا الإشارة إلى انبثاق الروح من الابن بل التشديد على مشاركة الرب يسوع المسيح الخاصة ÙÙŠ عمل الروح المشار إليه، وذلك نظراً لوحدانية Ø£ÙØ¹Ø§Ù„ الثالوث الإلهية أي لاشتراك الأقانيم الثلاثة ÙÙŠ العمل الواحد.

Ùمثلاً تعبير “ورح المسيح” الوارد ÙÙŠ (رو8: 9) إنما يشير إلى حالة النعمة التي يعيشها المؤمن الذي لبس المسيح (غلاطية3: 27).

ÙˆÙÙŠ الواقع ÙØ¥Ù† الآباء ÙŠÙØ³Ù‘رون عامة تسمية الروح بروح الابن أو بروح المسيح إما بسبب تماثل أو وحدة الجوهر بين الروح والابن وبالتالي وحدة Ø£ÙØ¹Ø§Ù„هما الإلهية. أو بسبب إرسال الروح القدس من الابن وليس انبثاقه منه. لأن الانبثاق هو ØµÙØ© أقنومية تميّز الروح القدس. والبثق هو ØµÙØ© أقنومية تميّز الآب. والآباء ينهون بصورة جازمة عن تعميم Ø§Ù„ØµÙØ§Øª الأقنومية التي بحسب إجماعهم غير قابلة للاشتراك والتعميم (ακοινώτητα ακίνητα) إذ بها تقوم خصوصية وتميّز الأقانيم ÙÙŠ الثالوث.

القديس باسيليوس بعد أن يؤكد على الخواص الأقنومية لكل من الآب والابن والروح القدس، وبأنه بها تتميز أقنوميتهم، ÙŠØ¶ÙŠÙØŒ من أجل هذا لا نقول: “الروح من الابن بل نسمّي روح الابن، ونعتر٠أنه بالابن ظهر ÙˆØ£ÙØ¹Ø·ÙŠ Ù„Ù†Ø§”

هذه الملاحظة ذاتها تظهر عند القديس كيرلس الإسكندري لأنه “إذا كان الروح القدس يصدر من الآب لكنه من الابن يأتي وهو خاصته”. حتى أن القديس أثناثيوس الكبير يدعو مسحة الروح التي Ø£ÙØ¹Ø·ÙŠØª للمؤمنين Ù†ÙØ®Ø© الابن وختم يطبع المسيح ÙÙŠ Ù†Ùوس المؤمنين المختومين وهو يعني بهذه إعلانات الكلمة والروح نحو الخارج قاصداً بها إرسال الروح وتقبّله من المؤمنين. وليس الخصوصيات الداخلية لأقانيم الثالوث. ولهذا نخطئ إذا كنا نستنتج من Ø§Ù„Ø£ÙØ¹Ø§Ù„ الخارجية للروح ونتائجها على البشر صلات الأشخاص-الأقانيم- الإلهيين بحسب حياتهم الداخلية.

  1. يعتبر الغربيون أن إرسال الروح القدس إلى الخارج والذي تمّ ليس Ùقط من Ù‚ÙØ¨Ù„ الآب بل أيضاً من Ù‚ÙØ¨Ù„ الابن هو بنوع ما مواصلة الصدور الأزلي ÙÙŠ الزمان. ولهذا ÙØ¹Ø¨Ø§Ø±Ø© (الذي من عند الآب ينبثق) لا تنÙÙŠ ÙÙŠ نظرهم الانبثاق من الابن بل ØªÙØªØ±Ø¶Ù‡ بسبب مساواة أو وحدة الابن مع الآب ÙÙŠ الجوهر (يوحنا 16: 25). ولكن هذا Ø§Ù„Ø§ÙØªØ±Ø§Ø¶ خاطئ بالأساس. صحيح أن وحدة جوهر الآب والابن ØªÙØªØ±Ø¶ وحدة Ø§Ù„ØµÙØ§Øª الأزلية مثل الحضور ÙÙŠ كل مكان، القدرة على كل شيء…. لكنها ØªÙØªØ±Ø¶ أيضاً أنهما أقنومان متميّزان وهذا التميز بحسب الآباء يقوم Ùقط بتميّز ØµÙØ§ØªÙ‡Ù…ا الأقنومية التي لا يجوز تعميمها كما رأينا لئلا يحصل التشوش ونصل إلى الصاباليوسية. Ùيبطل أن يكون هناك ثالوث.

السؤال: هل انبثاق الروح القدس ØµÙØ© جوهرية أم ØµÙØ© أقنومية؟

ÙØ¥Ù† كان ØµÙØ© جوهرية يمكن أن نعممها ÙØ¹Ù†Ø¯Ø¦Ø° يجب قبول انبثاق الروح القدس من الآب والابن. لكننا ÙÙŠ هذه الحال نصل إلى نتائج لا حدود لتجديÙها وغرابتها. Ùمثلاً إن كان الروح القدس ينبثق من الابن لأن الابن متحد مع الآب ÙÙŠ الجوهر، وكل ما للآب هو للابن، Ùلماذا لا ينبثق الآب والابن من الروح أيضاً؟ – الابن يولد من الآب، Ùلماذا لا تكون للآب والروح ØµÙØ© الولادة أيضاً طالما هو متحد ÙÙŠ الجوهر معهما وكل ما هو لهما هو له؟ ولماذا لا تكون للابن والروح ØµÙØ§Øª عدم الصدور والإيلاد التي للآب…ØŸ

ولكي لا يصل الكاثوليك إلى نتائج كهذه قالوا أن الابن بسبب ولادته الأزلية يملك كل ما يملكه الآب إلا الأبوة وعدم الصدور، إذ يمكنه أن يشرك غيره بالبثق ولكنه لا يستطيع أن يشرك غيره بالولادة. أليس هذا استثناءً اعتباطياً غير مبني على أساس؟

عند بعض اللاهوتيين الكاثوليك جواب آخر هو أن ترتيب الأقانيم الإلهيين هو الآب، الابن، الروح القدس. ولأن الروح القدس هو الثالث ÙÙŠ الترتيب لذلك لا يستطيع أن يلد الابن أو أن يبثق من هو قبله، وبالطبع Ùهذا يقود ÙÙŠ حال قبوله إلى نوع من المرتبية والأسبقية بين الأقانيم، على اعتبار أن الابن يولد من الآب قبل أن ينبثق الروح القدس منه.

ولعل الإدعاء الذي ورد ÙÙŠ الÙقرة (D) بأن الروح القدس ينبثق من الآب والابن، كمن مبدأ أوحد ÙˆØ¨Ù†ÙØ® أوحد، هو محاولة للتهرّب من الوصول إلى هذه المرتبية والأسبقية الزمنية بين الأقانيم التي لا بد أن المغبوط أوغسطين قد لاحظها ولذا شدّد: “يجب أن لا نقبل (من مبدأين) لأن هذا بالكلية مختلق وأخرق. لا بل هرطقة وليس بحسب العقيدة الجامعة”. ÙˆÙÙŠ الواقع ÙØ¥Ù† مجرّد Ø§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ عن انبثاق الروح القدس من الآب والابن هو بحد ذاته القول بأن الروح القدس ينبثق من مبدأين أي مصدرين هما الآب والابن، وبالتالي إلى اعتبار الروح مركباً وليس بسيطاً، لأنه مأخوذ من مصدرين ولا ØªÙ†ÙØ¹ ÙÙŠ هذه الحالة Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© كلمات (كمن مبدأ واحد ÙˆØ¨Ù†ÙØ® واحد) إذ لا يمكنها أن تغيّر واقع الإدعاء الأول ÙˆÙÙŠ هذا المجال يقول البطريرك Ùوتيوس: “مَنْ Ù…ÙÙ†ÙŽ المسيحيين يستطيع أن يسمح أن ÙŠÙØ¯Ø®Ù„ علتان ÙÙŠ الثالوث الأقدس للابن والروح القدس، Ùيجعل للروح أيضاً (الابن)… ولماذا ينبثق الروح (ومن الابن) ÙØ¥Ù† كان الانبثاق من الآب هو تام (وهو تام لأن الروح إله تام من إله تام) Ùلماذا إذاً الانبثاق من الابن؟ ولماذا؟”.

بناء على ما تقدّم، ÙØ¨Ø«Ù‚ الروح القدس ليس هو ØµÙØ© جوهرية يمكن تعميمها على الأقانيم بل هو ØµÙØ© أقنومية شخصية تخص الآب وحده، وبها يتميّز عن الابن والروح القدس. وهي Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ© جذرياً عن إرسال الروح القدس ÙÙŠ الزمن، والمعني به Ø¥ÙØ§Ø¶Ø© مواهبه وقواه على الخليقة التي Ø§ÙØªØ¯Ø§Ù‡Ø§ الابن بتجسده وقيامته. ولعل هذا هو ما قصده السيد عندما جمع ÙÙŠ عبارة واحدة بين الإرسال والانبثاق (يوحنا15: 26) لكي يميّز بوضوح بينهما وليس لكي يدل على أن الإرسال إلى الخارج ÙŠÙØªØ±Ø¶ بالضرورة مواصلة الصدور الأزلي كما تدعي كتب اللاهوت الكاثوليكية. وللبرهنة على خطأ هذا الادعاء يكÙÙŠ أن نقول بأنه ÙÙŠ حال تسليمنا به يجب أن نقبل بأن الابن يولد من الأزل من الروح القدس، لأن الكتاب المقدس يعلّمنا بأن الابن ÙŠÙØ±Ø³Ù„ ÙÙŠ العالم الروح القدس “روح الرب عليّ لأنه مسحني لأبشر المساكين… أرسلني لأشÙÙŠ المنكسري القلوب” (أشعياء61: 1 ولوقا 4: 18).

جواب الكاثوليك على هذا البرهان هو قولهم بأن الروح القدس يرسل هنا الابن كإنسان وليس بحسب طبيعته الإلهية التي هي حاضرة ÙÙŠ كل مكان وليست قابلة للإرسال. وردنا نحن على جوابهم بأن الروح القدس هو أيضاً بحسب أقنومه الإلهي حاضر ÙÙŠ كل مكان وليس قابلاً للإرسال، وإنما Ø£ÙØ±Ø³Ù„ بهيئة منظورة ÙÙŠ الزمن، أي بشكل ألسنة نارية ÙÙŠ العنصرة لكي يبقى مع الكنية، بحسب قواه المعزية والمرشدة والمقدسة.

الآباء القديسون: ÙŠÙØ³Ø±ÙˆÙ† إرسال الروح القدس ÙÙŠ العالم بواسطة الابن، وإرسال الابن بواسطة الروح القدس من خلال وحدة الجوهر الإلهي التي يعبّر عنها بوحدة عملهما الخارجي. ولذلك حيث يعمل أحد الأقانيم يكون حاضراً ÙˆÙØ§Ø¹Ù„اً بشكل تلقائي الأقنومان الآخران. ولهذا يقول الآباء أن الابن Ø£ÙØ±Ø³Ù„ ÙÙŠ العالم من الآب ومن الروح القدس لكي يظهر من خلال هذا أن الآب والروح ليسا غريبين عن العمل الخلاصي للابن بل يشاركان ÙÙŠ هذا العمل، وكذلك الحال بالنسبة لإرسال الروح القدس ÙÙŠ العالم من الآب والابن.

القديس امبروسيوس هو أحد الآباء الذين يؤكدون هذه الÙكرة “الآب مع الروح ÙŠÙØ±Ø³Ù„ان الابن، أيضاً الآب والابن ÙŠÙØ±Ø³Ù„ان الروح… وبالنتيجة إذا كان الابن والروح يرسل كل منهما الآخر كما يرسلهما الآب Ùهذا يحدث ليس بسبب خضوع ما (من أحدهما للآخر) بل لأن عندهما قوة مشتركة”. يطبق هذا Ø§Ù„ØªÙØ³ÙŠØ± أيضاً على البراهين الكتابية الأخرى المشابهة التي يسوقها الكاثوليك لتأكيد رأيهم مثل Ù†ÙØ® السيد المسيح وقوله لتلاميذه: “اقبلوا الروح القدس”ØŒ ÙØ¥Ù† كان هذا Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ يظهر لنا أن الروح القدس من الابن ينبثق، ÙØ¹Ù†Ø¯Ø¦Ø° يجب أن نقول أيضاً بأن الروح القدس ينبثق أيضاً من الرسل القديسين وحتى من Ø§Ù„Ø£Ø³Ø§Ù‚ÙØ©ØŒ لأن هؤلاء يعطون أيضاً الروح القدس بوضع الأيادي. والحقيقة أن السيّد هنا أعطى تلاميذه قوة أو نعمة الروح القدس من أجل Ù…ØºÙØ±Ø© الخطايا، كما نتعلّم من الآباء القديسين وليس لارتباط ذلك بانبثاق الروح القدس أزلياً من الابن.

  1. “وأما متى جاء ذاك روح الحق Ùهو يرشدكم إلى جميع الحق، لأنه لا يتكلم من Ù†ÙØ³Ù‡ بل مما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم. كل ما هو للآب هو لي، لهذا قلت أنه يأخذ مما لي ويخبركم” (يو16: 13-14).

ÙÙŠ هذه الآية يشدّد الغربيون بصورة خاصة على عبارة (لأنه يأخذ مما لي ويخبركم) ليستنتجوا أنه يأخذ علمه من الابن وبالتالي جوهره أو كيانه. ولهذا وجب أن يصدر من الابن. والحال أن هذه الآية بالذات توضح أكثر ما أشرنا إليه قبلاً ÙÙŠ أجوبتنا السابقة بأن السيّد عندما تكلّم عن الروح القدس الموعود به، لم يكن يتكلّم عن أصله أو مصدره الأزلي بل عن مجيئه ÙÙŠ الزمان. ÙˆØ£ÙØ¹Ø§Ù„ (λήψεται-ακοÏση-λαλήσει) التي وضعت هنا ÙÙŠ صيغة المستقبل تدل على ذلك بكل وضوح. ÙØ¥Ù„Ù‰ جانب الحقائق التي كان المعلّم قد أخبرها لتلاميذه هنا أيضاً حقائق أخرى لم يخبرهم عنها بوضوح لأنهم لم يكونوا بعد يستطيعون اقتبالها. ولذا عندما سيأتي روح الحق الموعود به هذا سو٠يكمل عمله، لأنه سيلهم ويقدّس ويعلّم كل الحقيقة. سو٠لن يتكلّم عن Ù†ÙØ³Ù‡ لأنه ليس هناك من تعليم جديد بل هناك إنارة وتوضيح للحقائق ذاتها التي كانوا قد هيئوا Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØªÙ‡Ø§ سابقاً من السيّد. ومن البديهي أن الربّ يسوع لم يرد أن يقول بأن الروح القدس سو٠يقبل تعليماً لم يكن يعرÙÙ‡ من قبل، بل أراد أن يشدّد على وحدة الحق الذي أتى الإله المتجسد على الأرض ليعلنه. هذا الحق هو التعليم الإلهي أي تعليم الآب الذي علّمه الابن، والآن هذا التعليم ذاته هو ÙÙŠ عهدة الروح القدس المكلّ٠بإنارة البشر لكي يستطيعوا قبوله. وللتأكيد على أن هذا هو Ù…Ùهوم الآباء نعطي ØªÙØ³ÙŠØ± القديس يوحنا الذهبي الÙÙ… لهذا المقطع كمثال ÙÙŠ هذا الصدد “قال الابن: مما هو لي سو٠يأخذ أي أن ما تكلّمت به أنا سو٠يتكلم به الروح القدس وعندما يتكلم عندئذ لن يقول أي شيء من Ù†ÙØ³Ù‡ أي لا شيء مضاد معاكس، لا شيء خاص به، بل Ùقط ما هو لي. وكما شهد عن Ù†ÙØ³Ù‡ (الابن) إذا أشار: “لا أتكلم من Ù†ÙØ³ÙŠ” (يوحنا16: 10) أي لا أتكلّم أي شيء خارج ما هو للآب أي لا شيء خاص بي، لا شيء غريب عنه، هكذا أيضاً يجب Ùهم ما يتعلق بالروح القدس ÙØªØ¹Ø¨ÙŠØ± (سو٠يأخذ مما هو لي) يعني مما أعر٠أنا، من Ù…Ø¹Ø±ÙØªÙŠ Ù„Ø£Ù† Ù…Ø¹Ø±ÙØªÙŠ ÙˆÙ…Ø¹Ø±ÙØ© الروح واحدة مما هو لي سو٠يأخذ أي سو٠يتلكم بالتواÙÙ‚ معي. كل ما هو للآب هو لي لأنها لي، ولأن الروح القدس سو٠يتكلم مما هو للآب، وبالتالي سو٠يتكلم مما هو لي”.

ويتابع القديس يوحنا الذهبي الÙÙ… ملخصاً: “مما هو لي سو٠يأخذ، أي من Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© ذاتها التي عندي أنا، سو٠يأخذ ليس كمن عنده نقص أو كمن سو٠يتعلّم من آخر بل لأن عندنا Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الواحدة ذاتها”.

وهكذا Ùكلمات (كل ما هو للآب هو لي) لا تدل على انبثاق الروح القدس من الابن بل على الخواص الجوهرية الإلهي والتي هي ÙÙŠ هذه الحالة Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الإلهية التي تخص الجوهر الإلهي الواحد للأقانيم الثلاثة.

  1. تستشهد كتب العقائد الكاثوليكية ببعض أقوال المجامع مثل مواÙقة المجمع المسكوني الثالث على الحروم الإثني عشر للقديس كيرلس الإسكندري ومنها الحرم التاسع الذي يسمّي Ùيه الروح القدس خاصة الابن. ÙˆÙÙŠ الحقيقة إذا تعمقّنا ÙÙŠ نص هذا الحرم لوجدنا أن التشديد ضد نسطوريوس هو أن يسوع صنع العجائب بواسطة الروح القدس، ليس كأنه قوة غريبة عنه بل بواسطته كقوة خاصة به لأن الروح القدس متحد معه ÙÙŠ الجوهر. القديس كيرلس أوضح Ùيما بعد هذه الحقيقة ÙÙŠ جوابه على بعض النقاط التي أثارها ثيودوريتس القورشي، ومن بينها هذه النقطة بالذات، Ùيقول بأنه سمّى الروح القدس خاصة الابن لأنه بالرغم من انبثاقه من الآب إلا أنه ليس غريباً عن الابن.

كذلك يستشهد الكتّاب الكاثوليك بأقوال بعض الآباء ÙÙŠÙØ³Ù‘رون بعض العبارات ØªÙØ³ÙŠØ±Ø§Ù‹ يتÙÙ‚ مع دعمهم للÙيليوكÙÙŠØŒ مثل: الروح القدس يستقر ÙÙŠ الابن، يرتاح ÙÙŠ الابن، هو أيقونة الابن، عنده المنبع ÙÙŠ الابن، … ولكن إذا نظرنا أيضاً على هذه العبارات ÙÙŠ مجمل النص الذي وجدت Ùيه وبعلاقته مع العقيدة العامة للآباء القديسين الذين استعملوها لوجدناها تتحدّث عن الإرسال الزمني للروح أو على وحدة الجوهر مع الابن، وليس البتة عن انبثاق الروح من الابن. Ùمثلاً القديس أثناثيوس الكبير يسمّي الابن: نبع الروح القدس لأن الابن هو من يرسل الروح القدس ÙÙŠ العالم لكي يساعد البشر على اقتبال الخلاص.

والقديس يوحنا الدمشقي يستعمل عبارة: “الروح القدس يرتاح ÙÙŠ الابن” لأنه واحد مع الآب ÙÙŠ الجوهر، وهكذا….

ويضي٠الكاثوليك أنه إلى جانب هذه العبارات الآبائية غير المباشرة، هناك من الآباء والكتّاب الكنسيين من يعلّم الانبثاق من الابن بصورة مباشرة. ويستنتجون من هذا قدم وعمومية هذه العقيدة ÙÙŠ الكنيسة المسيحية. إلا أنه كما يلاحظ (B. Bartman) الكاثوليكي، تظهر الÙيليوكÙÙŠ لأول مرّة عند أوغسطين الذي أعلن “لا نستطيع أن نقول بأن الروح القدس لا ينبثق” “من الابن” لأنه ليس بدون هد٠أن يقال عن الروح Ù†ÙØ³Ù‡ بأنه روح الآب أو روح الابن”. وتبعه ÙÙŠ ذلك كتّاب غربيون كنسيون آخرون مثل البابا لاون الكبير وجناديوس المارسيلي ÙˆÙيليكس دي لولا ÙˆÙولجنتسيو دي روسيي. ومع ذلك Ùلم يكن رأي أوغسطين Ù†ÙØ³Ù‡ ثابتاً دائماً ÙÙŠ هذه النقطة كما وأن رأي هؤلاء الكتّاب الكنسيين لا يشكّل البرهان بأن هذا هو اعتقاد الكنيسة الأولى بل هو مجرد رأي شخصي انحر٠عن تعليم الكنيسة الجامعة.

يوجد بعض الآباء الذين استعملوا عبارة “الروح القدس ينبثق من الآب بالابن” (δι’ ΥιοÏ) (διά του ΥιοÏ) وقد استعملها بشكل خاص بعض الآباء الشرقيين. وبالطبع ÙØ§Ù„لاهوتيون الغربيون يعتبرون أن عبارة (δι’ ΥιοÏ) تعبّر عن Ùكرة (من الابن εξ (ΥιοÏ) أو (εκ του ΥιοÏ) ولا يوجد أي ÙØ±Ù‚ بينهما.

أما بالنسبة للآباء ÙØ§Ù„بعض منهم استعمل عبارة (δι’ ΥιοÏ) للتعبير عن إظهار الروح القدس ÙÙŠ العالم وليس انبثاقه. بينما البعض الآخر استعملها بالعلاقة مع أصله.

Ùمثلاً Ùيما يختص بالاستعمال الأول، نقرأ عن القديس غريغوريوس العجائبي: “إن الروح القدس عنده الكيان من الله ÙˆØ£ÙØ¸Ù‡Ø± للناس بواسطة الابن” وكذلك عند القديس كيرلس الاسكندري “يأتي الحق من الآب بالابن”. “يأتي منه بحسب الجوهر ويمنح للخليقة بواسطة الابن” أي أن هؤلاء الآباء يريدون القول أن الابن هو السبب الذي من أجله أرسل الآب الروح القدس. ولو لم يأت٠الابن ÙÙŠ العالم لما كان Ø£ÙØ±Ø³Ù„ الروح القدس.

Ùيما يتعلق بالاستعمال الثاني لعبارة (δι’ ΥιοÏ) هناك بعض الآباء استخدموها عندما كانوا يتكلّمون عن أصل الروح القدس، لكنهم مع ذلك لم يكونوا يقصدون انبثاق الروح القدس (ومن الابن) أي لم يستعملوها بمعنى (εξ ΥιοÏ) بل كانوا يقرون معنى آخر Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ§Ù‹ جذرياً عنها، Ùمثلاً القديس غريغوريوس النيصصي يكتب بأن “الابن يصدر من الآب بدون واسطة لكن الروح القدس هو أيضاً من الآب إنما بالابن أي بالذي هو بلا واسطة”.

بهذه الكلمات لا يريد أن يقول بأن الروح القدس ينبثق (ومن الابن) بل وبحسب تعبيره هو: إننا نحن البشر Ù†ÙØªÙƒØ± بأن الآب قبل الابن إنما بواسطة الابن ومعه الابن يعر٠الروح متحداً، وهذا بدون أن يكون الروح القدس كوجود بعد الابن.

ولهذا يستعمل بعض اللاهوتيين عبارة (بالابن) بمعنى: “والابن”ØŒ “مع الابن”ØŒ أي “ÙÙŠ Ù†ÙØ³ الوقت مع الابن”. إذاً يريدون أن يقولوا بأن الروح القدس عنده الوجود أو ينبثق من الأزل من الآب مع الابن (ÙÙŠ Ù†ÙØ³ الوقت مع الابن).

il Santo Massimo il Confessore (662+) أيضاً عنده تعبير (δι’ ΥιοÏ) ولكنه يستبعد هو Ù†ÙØ³Ù‡ إمكانية ØªÙØ³ÙŠØ± هذه العبارة بحسب المÙهوم الغربي ÙÙÙŠ رسالة وجهها إلى الكاهن مارين من قبرص يقول Ùيها Ù…Ø¯Ø§ÙØ¹Ø§Ù‹ عن غربيي ذلك الزمان: “عندما يقبل اللاتين بأن الروح القدس ينبثق من الآب بالابن لا يجعلون من الابن علة (مصدراً) للروح، وإنما يقولون هذا لكي يظهروا بأن الروح القدس يصدر بواسطة الابن ولكي يشيروا بهذا إلى وحدة وتماثل الجوهر”.

il Santo Giovanni Damasceno استعمل عدّة مرّات عبارة بأن الروح القدس ينبثق من الآب بالابن، وبكلا المعنيين المذكورين أعلاه، بالنسبة للمعنى الأول يقول: “لا نقول الروح من الابن (εκ του ΥιοÏ) لكن نعتر٠أنه بالابن (δι’ ΥιοÏ) ظهر وأعلن لنا… روح قدس لله الآب منه منبثق، ولكن إذا قيل روح الابن Ùهذا يعني أنه بواسطته ظهر وأعلن للخليقة، وبدون أن يكون حاصلاً على وجوده منه”.

أما بالنسبة للمعنى الثاني Ùيقول: “الروح القدس ليس ابن الآب بل روح الآب لأنه ينبثق من الآب… وروح الابن ليس بمعنى أنه منه بل بمعنى أنه منبثق من الآب به، لأن الآب Ùقط هو المسبب”.

بالنتيجة نحن الأرثوذكس نشدد مع الآباء على كون الآب وحده هو سبب انبثاق الروح القدس، ولهذا لا يمكننا أن نقبل بتعبير “ومن الابن” (εκ του ΥιοÏ) الذي يجعل الابن كمصدر ثان٠للروح القدس. كل ما يمكننا أن نقبل به هو تعبير “بواسطة الابن” (διά του ΥιοÏ) والذي ورد كرأي لاهوتي عند بعض الآباء. إذ لا يتعارض، كما ÙØ³Ø±ÙˆØ§ØŒ مع كون الآب هو المصدر الأوحد.

– 3 –

وختاماً Ù†Ù„ÙØª النظر إلى خطورة النقطة الثالثة من التعليم الكاثوليكي الخاص عن الثالوث الأقدس، والتي تشكل بمجملها نموذجاً عن المقايسة والتÙكير العقلاني المحض ÙÙŠ اللاهوت الغربي. نكتÙÙŠ هنا بالتوق٠عند القول بأن الروح القدس يصدر عن إرادة الآب والابن أو عن محبتهما المتبادلة، Ùنلاحظ أن هذا تأكيد واضح على أن اللاهوتيين السكولاستيكيين لم يميزوا بين الأقنوم الإلهي وبين ما يصدر عنه من قوى ÙˆØ£ÙØ¹Ø§Ù„. ولهذا Ùهم يحدرون أقنوم الروح القدس ليس Ùقط إلى مستوى القوى الإلهية غير المخلوقة التي تصدر عن الثالوث الأقدس وبل وحتى إلى مستوى ما ينتج عن هذه القوى من Ø£ÙØ¹Ø§Ù„ مخلوقة، إذ يقررون أنه يصدر عن إرادة الآب والابن أو محبتهما المتبادلة أو يقولون أنه يصدر عن ÙØ¹Ù„ محبة. لأن المخلوقات بحسب الآباء تصدر عن إرادة الأقانيم وبسبب محبتها، وهي بالضبط ÙØ¹Ù„ محبتها. معنى هذا الإدعاء إذن، أنه يؤدي، من حيث لا يدرون، إلى درج أقنوم الروح القدس بين المخلوقات وبالتالي إلغاء Ù…Ùهوم الثالوث القدوس أو على الأقل جعله مقتصراً على أقنومين Ùقط هما الآب والابن. لأن انبثاق الروح عن آباء الكنيسة، هو كولادة الابن، لا يصدر عن إرادة الآب أو عن محبته بل عن طبيعته الخاصة، لكنه بالطبع ليس ضد هذه الإرادة.

كما أن هذا التقسيم الغريب والمنصاع إلى تأملات المÙكرين الإغريق ÙÙŠ الألوهة الÙلسÙية المجردة، بين ما يحبه الله بالضرورة وما يحبه مختاراً، هو ÙÙŠ نظرنا اتهام واضح للثالوث القدوس إله المحبة بالأنانية المجبرة، لأنه بحسب Ù…Ùهومهم يحب ذاته بالضرورة!!!.

Torna in alto