Psalmii

 قال يسوع: “لا بدّ ان يتمّ جميع ما هو مكتوب عنّي في ناموس موسى والأنبياء والمزامير” (لوقا 24: 44). المزامير سفر من الكتاب المقدس يحتوي على مئة وخمسون نشيداً يُنسَب أكثرها الى الملك داود, ويقع بعد الأنبياء وقبل سفر ايوب. نُظمت المزامير شعرا, كل آية فيها شطران او ثلاثة (وهذا يُلاحَظ في الترجمة العربية). أتت المزامير مجموعة شعرية غاية في الجمال والنفحة النبوية والعمق الروحي مما جعلها تعبر الزمن ولا تتغير. وقد حافظت على جمالها ووقعها في النفوس في كل الترجمات وكل اللغات.

كلمة مزمور ترجمة الكلمة اليونانية “بسالموس” التي تعني نشيد يرافقه العزف على آلة موسيقية قديمة اسمها “بسالتيريون” تشبه المزمار.

موضوع المزامير الأساسي تسبيح الله, الا ان هناك مزامير شكر وتوسل وندم ونحيب.نجد ايضا مزامير فيها قدر من التعليم والارشاد, ومزامير ليست سوى صرخات يأس وألم في السبي والمخاطر والذل والموت. المزامير ايضا صلاة, اعتراف, تقدمة, اناشيد ثقة ورجاء.

كانت المزامير صلاة الشعب قبل المسيح ويسوع نفسه صلّى بالمزامير. ويقرا المسيحيون منذ الكنيسة الاولى كما كانوا يقرأون النبوءات. ولا  نزال نقرأها في صلواتنا لأننا نجد فيها سر المسيح والكنيسة. تستعمل الكنيسة الارثوذكسية نص العهد القديم, المعروف بالسبعينية, ومنه جاءت الترجمة الى اللغة العربية. السبعينية ترجمة النص العبري الى اليونانية قام بها نحو سبعين شيخا بين القرن الثالث و القرن الثاني قبل المسيح في الاسكندرية لأن اليهود هناك كانوا قد نسوا اللغة العبرية وما عادوا يتقننون سوى اللغة اليونانية السائدة.

في الأناجيل يذكر يسوع المزامير مرارا عديدة مثلا في انجيل يوحنا 13: 18 ” من يأكل معي في الصفحة رفع علّي عقبه” (مزمور 41: 10), وايضا في متى 21: 21 ” الحجر الذي رذله البنّاؤون قد صار رأسا للزاوية” (من المزمور 177: 22 – 23). تأتي المزامير ايضا في الأناجيل للتأكيد ان النبوءات الواردة فيها قد تمّت بالأخص في أناجيل الآلام:” وقدموا اليه خمرا” (مزمور 21: 19), وايضا:” الهي الهي, لماذا تركتني” (مزمور 21: 2). على الصليب يصرخ يسوع في آخر لحظة:” في يديك استودع روحي” (مزمور 30: 6). هكذا تتخذ المزامير قوة روحية جديدة, فعندما نتلوها, نصلّي مع يسوع ونقيم تسبحته حتى مجيئه الثاني.

دخلت المزامير طقوس الكنيسة منذ القديم في السَحر والغروب وصلاة النوم والقداس الالهي وبالأخص في الساعات. وهناك مزامير ننشدها في الأعياد: المزمور 110 في عيد الميلاد, وال 114 في الظهور الإلهي, وال68 في الفصح, وال24 في الصعود. المزامير أيقاع الساعات والأيام والأسابيع, المزامير إيقاع حياة المصلّين.

تُقسم المزامير تقليديا الى خمسة أقسام قال القديس غريغوريوس النيصصي ان مواضيعها تصاعدية روحيا:

1.   – المزامير 1 الى 40 تدعونا الى ترك الكذب والعبث وتوجيه حياتنا نحو الله.

2.   – المزامير 41 الى 71 تتكلم عن الانسان الذي, إذ بدأ يتذوّق حلاوة الله, يتشوّق الى حضوره ويشرب بشغف من النبع الإلهي.

3.   – المزامير 72 الى 88 تتكلّم عن الانسان الذي يحيا في شركة مع الله. هذا يفقه عمق الكائنات ويرتفع فوق ما هو أرضيّ.

4.   – المزامير 89 الى 105 فيها يتوسل النبي الى الله ان يرسل رحمته على البشر.

5.   – المزامير 106 الى 150 من قمة الصعود نحو الله يتأمل اخلاص.

دخلت المزامير في الطقوس المسيحية كلها, نقرأها في الصلوات والقداس كما ذكرنا, نأخذ الآيات منها نتلوها قبل الرسائل او نرتلها بالتناوب مع القطع كما في الغروب حيث نرتل:” يا رب اليك صرخت…” (اي المزمور 140)، وفي السَحَر نرتل:” كل نسمة فلتسبحِ الرب….”(المزمور 148), واحيانا نجد معاني المزامير في القطع التي نرتلها.

Buletinul meu parohial
الأحد 12 أيار 1996
Problema 19

ro_RORomanian
Derulați până sus