الأخوة والمحبة: واظب المسيحيون في هذا القرن على محبة المسيح. وأحب بعضهم بعضاً لأنهم أحبوا المسيح ولأن المسيح أحبهم. وبقيت الكنيسة أخوية يتساهم أعضاؤها الوفاء ويتقاسمون الصفاء لأن قلوبهم اجتمعت على محبة السيد المخلص واتفقت على ولائه. ولم يشذ عن هذه القاعدة إلا كل طمّاع رغيب خلا قلبه من نعمة الله ومحبة ابنه الحبيب.
كنيسة واحدة جامعة: وقضت العناية أن يكون المسيحيون واحداً فذكروا الآية: “لست أنا بعد في العالم وأما هم فإنهم في العالم وأنا أمضي إليك. أيها الآب القدوس احفظهم باسمك الذين أعطيتني ليكونوا واحداً مثلما نحن واحد”. نقول ذكروا هذه الآية فحفظوها وعملوا بها كأنهم جسم واحد. فكانوا حيثما يحلون ينتظمون. كنيسة واحدة لا “كنيسات” متعددة مستقلة كما فعل اليهود من قبل ولا “كليات” منفردة قائمة بذاتها كما جرت عادة الوثنيين.
وعلى الرغم من المسافات الطويلة التي كانت تفصل الكنائس بعضها عن بعض واللغاات المتباينة التي كانت تعرقل سبل التفاهم فإن المؤمنيين ظلوا متماسكين معتبرين أنفسهم أعضاء جسم واحد مستهدفين خيراً واحداً هو ملكوت الله. وظلت الرسائل واسطتهم العادية للمفاوضة وتبادل الرأي كما كانت في القرنين الأولين.
وجاءت بدع القرن الثالث -لمراجعتها الرجاء مراجعة قسم البدع- واشتد الاضطهاد فلجأ الأساقفة إلى التفاوض مجتمعين لتوحيد الرأي ودرء الأخطار الداهمة. والإشارة هنا إلى سنودوسات إيطالية التي التأمت برئاسة أسقف رومة ومجامع افريقية برئاسة أسقف قرطاجة ومجامع أنطاكية برئاسة أسقف أنطاكية وأقدم الأساقفة سيامة كأسقف طرسوس.
الهرارخية: لفظ يوناني معناه سلطة الكاهن وحكمه. ويرى رجال الاختصاص أن بعض الكنائس في بعض البلدان كانت منذ القرن الأول قد بدأت تخضع للكنيسة الأم التي أسستها. ولما كانت هذه الكنائس المؤسسة في غالب الأحيان كنائس مراكز الحكم في الولايات تزعم أساقفتها السلطة في القرن الثالث على جميع أساقفة الولاية كانت تتمتع في غالب الأحيان برتبة متروبوليس”المدينة الأم” وأن الولاية التابعة كانت تدعى “أبرشية” فأصبح أسقف المتروبوليس متروبوليت الأبرشية. ومما يذهب إليه رجال البحث في هذا الموضوع أن أبرشيات الشرق سبقت غيرها من الأبرشيات إلى هذا النظام وأن متروبوليت الأبرشية تمتع منذ القرن الثالث بصلاحية سيامة الأساقفة في أبرشيته وبحق تثبيتهم بعد الانتخاب. ومما يُقره رجال الاختصاص أيضاً أن ظروف التبشير والإدارة والمواصلات قضت بتكتل أوسع وأكبر ففرض أسقف قرطاجة سلطته في القرن الثالث على جميع أفريقية الشمالية وعلى اسبانية في بعض الأخيان. وخضعت مصر وليبية لسلطة أسقف الاسكندرية كما اعترفت إيطالية بأسرها بسلطة أسقف رومة والشرق بسلطة أسقف أنطاكية.
هرارخية أنطاكية: كانت أنطاكية ثالثة مدن الأمبراطورية وقاعدة الأباطرة في الشرق. وكانت قد أصبحت عاصمة المسيحية بعد خراب أورشليم وتضعضع أم الكنائس. فكان من الطبيعي أن يصبح أسقفها خليفة بطرس وبولس ذا هيبة ووقار وسطوة واقتدار. وقد مر بنا أن اغناطيوس “حامل الإله” اعتبر نفسه منذ نهاية القرن الأول أسقف سورية كما اعتبر كنيسة أنطاكية كنيسة سورية بأسرها. وأن سيرابيون الأسقف التاسع بعد بطرس وبولس كتب إلى الأكليريكيين بونطيوس وكريكوس البونطيين بشأن هرطقة موتطانوس وأنه تدخل أيضاً تدخلاً فعلياً في شؤون كنيسة أرسوز ليمنع مطالعة إنجيل بطرس.
وفي التقليد السرياني روايات عديدة تدل على اتساع نفوذ الكرسي الأنطاكي وسلطته في ما بين النهرين وما وراءهما. في هذه القرون الأولى ولا سيما في أمر سيامة الأساقفة. ولكن هذه الروايات جاءت متأخرة مشحونة بالأغلاط التاريخية فضاعت فائدتها وتعذر على المؤرخ أن يأخذ بها ومن هنا ضلالة العلامة اللبناني السمعاني وغيره.
ويأخذ فابيوس أسقف أنطاكية في منتصف القرن الثالث برأي فالنتنيانوس كما سبق وأشرنا فيهرع أساقفة الكرسي الأنطاكي إلى إنقاذه من الضلال ويلتئم مجمع أنطاكي في أنطاكية نفسها فيهتم أفسابيوس المؤرخ لهذا الحدث ويدون أسماء أعضاء هذا المجمع فيبين لنا بعمله هذا مدى سلطة السدة الانطاكية شملت في منتصف القرن الثالث سورية ولبنان وفلسطين والعربية وقيليقية والقسم الشرقي من آسية الصغرى حتى البحر الأسود بما في ذلك قبدوقية وغلاطية وما جواورهما.
تقدم رومة في الكرامة: يتفق المؤرخون الباحثون في هذه الحقبة من تاريخ الكنيسة على تقدم أسقف رومة في الكرامة والاحترام. فهو أسقف عاصمة الدولة الرومانية وممثل الكنيسة الجامعة أمام السلطة المدنية العلي، يدافع عن حقوق هذه الكنيسة الجامعة، ويتحمل مسؤولية أقوال المسيحيين وأفعالهم في جميع أرجاء الأمبراطورية الرومانية، وهو يتمتع في الوقت نفسه بتسلسل بركة رسولية لا غش فيها ولاجدال، ويحمل في شخصه ومن حوله أمانة العقيدة الطاهرة المقدسة. يؤم مقامه كبار علماء الكنيسة أمثال ايريناوس وترتوليانوس واوريجانوس ويراسله غيرهم أمثال ديونيسيوس الاسكندري للمشاورة والاستيضاح.
وأحسَّ بعض أساقفة رومة في هذه الحقبة من تاريخ الكنيسة بواجب رعائي تجاه الكنيسة الجامعة. فحاول فيكتوريوس (189-199) أن يفرض رأي رومة في كيفية ممارسة عيد الفصح على أساقفة آسية الصغرى. وهبَّ بعده اسطفانوس (254-257) يوجب الاعتراف بمعمودية التائبين العائدين إلى حضن الكنيسة والاكتفاء بفرض الندامة والتوبة مهدداً أساقفة أفريقيا وآسيا الصغرى وأنطاكية بالقطع إن هم خالفوا العرف والتقليد الرومانيين. فاحتج بوليكراتس أسقف أزمير على تدخل فيكتوريوس واستند في احتجاجه هذا إلى العرف الرسولي المتوارث في آسية الصغرى عن يوحنا الحبيب وأيده في احتجاجه مجمع محلي ضم خمسين أسقفاً. ثم احتج أيضاً كل من القديس كبريانوس أسقف قرطاجة والقديس فرميليانوس أسقف قيصرية التابعة لكنيسة أنطاكية على تدخل اسطفانوس في أمورهما. وقالا بتساوي الرسل وتساوي الأساقفة مؤكدين أن وحدة الكنيسة إنما تنم بتفاهم الأساقفة وتآلفهم وتعاونهم.
ورأى كبريانوس في العبارة “أنت صخرٌ” رمزاً بالرقم واحد لوحدة الكنيسة. أما العبارة Peimatus Petro datur “الأولية تعطى لبطرس” والعبارة Qui cathedram Petri Super quam fundata Ecclesia est، in Ecclesia se esse confidit “الذي يهجر كرسي بطرس الذي عليه أسست الكنيسة هل يثق أنه في الكنيسة؟”، الواردة في رسالة كبريانوس عن وحدة الكنيسة فإنها موجودة في بعض النسخ الخطية وساقطة من غيرها. وهنا يختلف العلماء الباحثون. فإن بعضهم يرى أن هذه العبارات مدسوسة لتأييد سلطة رومة، والبعض الآخر يرى أن نصوص هذه العبارات تتفق وطريقة كبريانوس في التعبير وأن كبريانوس نفسه ربما أدخلها على النص الأصلي في ظرف متأخر. ولا ينحصر القول بالدس في الأوساط العلمية غير الكاثوليكية، فإن كلاً من أرهارد وتكسيرون يشكان في صحة هذه العبارات موضوع البحث.
أما الآية “أنت صخر” فإنها في نظر علماء الكنيسة الكاثوليكية مصدر سلطة روما. فالسيد وهب بطرس بموجب هذه الآية زعامة رسولية بنى عليها الكنيسة. ثم مكنه من تأسيس كنيسة رومة وأذن باستشهاده فأصبح خلفه في أسقفية رومة وريثه.
وآباؤنا وعلماؤنا رأو، ولا يزالون، في الصخرة التي تبنى عليها الكنيسة صخرة الإيمان، صخرة القول مع بطرس “أنت المسيح ابن الله الحي”. ورأوا في القول “أنت صخر” تثبيتاً لبطرس في إيمانه. وقال آباؤنا بتساوي الرسل الأطهار في النعمة والحلّ والربط ووجدوا في اختلاف بطرس وبولس في أنطاكية واحتكامهما أمام مجمع الرسل في أورشليم برئاسة يعقوب “أخي الرب” دليلاً واضحاً على هذا التساوي. فبطرس لم يعترض على الاحتكام بل امتثل لقرار المجمع. فأين الزعامة! وينهج آباؤنا في وحدة الكنيسة نهج القديس كبريانوس في رسالته “وحدة الكنيسة” ولا سيما في الفصلين الرابع والخامس فيرون أن هذه الوحدة تتجلى بتفاهم الأساقفة وتعاونهم وأن الكلمة التي وجهها السيد إلى بطرس إنما ترمز إلى وحدة الأساس الذي ترتكز إليه الكنيسة.
أنطاكية ورومة: ويرى العلامة الأب غوستاف بردي أن موافقة رومة على قرار المجمع الأنطاكي الثالث القاضي بخلع بولس السميساطي كانت ضرورية ليصبح هذا القرار نافذ المفعول. ويستند في رأيه إلى الرسائل التي تبودلت في سنة 339 بين يوليوس أسقف رومة وبين الأساقفة اليوسيبيين المجتمعين في أنطاكية آنئذ وإلى قول يوليوس فيها أن القانون الكنسي يقضي بإعلام الجميع بما يتم.
ويلاحظ أن النصوص الأولية التي تحفظ أخبار المجمعين الأنطاكيين خالية من أية إشارة إلى ضرورة موافقة رومة على قرارات هذين المجمعين. وأن الرسائل التي تبودلت بين يوليوس أسقف رومة وبين الأساقفة اليوسيبيين تعود إلى سنة 339 أي إلى ما بعد المجمع الأنطاكي الثالث بإحدى وسبعين سنة وأن جل ما يقوله يوليوس هو إعلام “الجميع” بالقرار المتخذ سنة 339. ومما تجب ملاحظته أن الأب بردي يعترف بضياع القانون الكنسي الذي أشار إليه يوليوس أسقف رومة وأنه لا يجوز اتخاذ مرجع ضائع حجة ودليلاً. ونحن -د. أسد رستم- نلفت نظر الأب بردي إلى أن الكنائس الشرقية لا تزال حتى يومنا هذا توجه رسائل “سلامية” تنبئ بها جميع رؤساء الكنائس الشقيقة بالقرارات الهامة التي تتخذ لمناسبة خلع رئيس وارتقاء غيره.
الأساقفة: تميّز الأسقف في هذا القرن على نظرآئه في القرنين الأول والثاني فأصبح على حد تعبير كبريانوس هو الكنيسة. وظلَّ الشعب ينتخبه انتخاباً ويرفعه إلى أسقف عامل في حقل الرب لينال منه الرسامة. ثم تبدلت شروط هذه الرسامة فأصبح عدد الأساقفة الرسميين ثلاثة وغدا تثبيت متروبوليت الأبرشية لازماً ضرورياً. وتمتع الأسقف بعد هذه التولية المزدوجة البشرية-الإلهية بصلاحيات واسعة فأصبح هو الراعي المطاع يدبر أمور الرعية كما يشاء ويقدم لقاء هذه الطاعة محبة وغيرة وإخلاصاً.
الكهنة: وقضت ظروف الاضطهاد في القرن الثالث بتوسيع صلاحيات الكهنة. فاختباء بعض الأساقفة واستشهاد البعض الآخر وتشتت الرعية وعدم تمكنها من انتخاب أساقفة جدد أدى بطبيعة الحال إلى توسيع صلاحيات الكهنة والسماح لهم بممارسة سر الأفخارستية. ولا يخفى أن أعمالهم كانت تنحصر قبل ذلك بتعليم المؤمنين وإعداد الموعوظين لتقبل سر المعمودية وإرشاد التائبين إلى سبل التكفير عن خطاياهم. وكانوا لا يمارسون سر الأفخارستيا إلا بحضور الأسقف الراعي. وأدى ازدياد عدد المسيحيين في أمهات المدن في هذا القرن إلى تقسيم الأبرشية إلى خورنيات وإقامة كاهن على كل منها يدبر شؤونها ويقوم بواجبات الرعاية.
الخوراسقف: قضت هذه الظروف عينها بزيادة عدد الأساقفة فازداد عددهم في هذا القرن ازدياداً عظيماً ولا سيما في إيطالية وشمالي أفريقية وسورية وآسية الصغرى. واختلفت الكنائس في صلاحيات هؤلاء الأساقفة الجدد فلم تفرق رومة بينهم وبين الأساقفة القدماء. أما كنسية أنطاكية وكنائس آسيا الصغرى فإنها ألحقت هؤلاء الأساقفة بأساقفة المراكز القديمة وجعلتهم دونهم أهمية ونفوذاً ومنحتهم لقب خوراسقف. وخور Chora لقظ يوناني معناه منطقة تجمع القرى. وأقدم خوراسقف ورد ذكره في تاريخ الكنيسة هو زوتيكوس خوراسقف كومانة في فريجية. ولم يلقَ هذا الترتيب ترحيباً في الغرب فأمسى استعمال هذا اللقب في كنائس الغرب أمراً نادراً شاذاً.
الشمامسة: واظب الشمامسة في هذه الحقبة من تاريخ الكنيسة على القيام بالخدمات نفسها التي مارسوها في القرنين الأولين. فعاونوا الأسقف في الصلوات والخدمات الروحية وأشرفوا على توزيع الصدقات بين المؤمنين الفقراء كما قاموا ببعض أعمال إدارية داخل الكنيسة وخارجها. وآثر الآباء في هذه الحقبة تأثر الرسل في عدد الشمامسة فجعلوا هذا العدد سبعة وأبقوه كما كان في أيام الرسل في أمّ الكنائس. وكان المقدم بين الشمامسة يدعى أرشدياكون. وكان الأرشدياكون في معظم الكنائس الكبيرة الشخصية الثانية بعد الأسقف يخلفه في غالب الأحيان بعد وقاته.
الأناغنوستس: يُستدل مما تبقى من مصنفات القديس يوستينوس أن الكنائس الكبيرة كانت منذ عهده (100-164) قد بدأت توكل قراءة الأسفار المقدسة في الخدمات الروحية إلى أشخاص معنين أطلقت عليهم لقب أناغنوستس. وظل الأناغنوستس طوال القرن الثالث رجلاً مرموقاً في الخدمات الروحية. ولا تزال في هذه الرتبة محفوظة حتى يومنا هذا في جميع الكنائس اليونانية.
الابوذياكون: اتسع عمل الشمامسة في هذا القرن نفسه وحافظ الآباء على التقليد الرسولي وأبقوا عدد الشمامسة سبعة فاضطروا أن يرسموا معاوني شمامسة أطلقوا عليهم لقب أبوذياكون.
الاكزورخيس: جاء بعد الابوذياكون الاكزورخيس وكانت واجباته في هذا القرن تقضي بطرد الشياطين والأرواح النجسة.
الكاتيخيستس: وعُني بإرشاد الموعوظين في الكنائس الكبرى في هذا القرن موظف خصوصي أُطلق عليه لقب كاتيخيستس وهو الـ Doctor Audientium في كنيسة رومة.
الاكليروس والشعب: في رسالته -بولس الرسول- الأولى إلى أهل كورنثوس (9: 13-14) أجاز أن يأكل الذين يتولون الأعمال الكهنوتية من الهيكل وأن يقاسم المذبح الذين يلازمونه. فحض الآباء المؤمنين على التقدمة مما يمكلون. وقُدر للكنيسة في القرنين الثاني والثالث أن يكون لها أوقاف تدر عليها دخلاً ثابتاً فان للاكليروس شيء من المال يتعيشون به. ولكن لا هذا ولا ذاك كافي، فامتثل بعض رجال الاكليروس أمر بولس واحتذوه فتعاطوا الأعمال المدنية لاكتساب الرزق. ولم يقنع بعضهم بالسير ولم يتكرموا عن المكاسب الشائنة فأثاروا غضب زملائهم القديسين الأطهار أمثال كبريانوس، وأعضاء المجمعين الأنطاكيين الثاني والثالث.
وقضت رسائل الرسل بأن يتميز الأكليركي عن سائر أفراد الشعب بالصلاح والتقوى وأوجب بولس في رسائله إلى تيموثاوس وتيطس أن يكون الأسقف غير متزوج “أكثر من مرة واحدة” فلم تفرض العزوبية على الاكليروس في القرون الثلاثة الأولى، ولكن التبتل فضّل على الزواج منذ عهد الرسل فآثر الآباء في هذه القرون الأولى انتقاء رجال الاكليروس من صفوف العّاب إذ تساوت سائر الصفات بينهم وبين المتزوجين. وامتنع الآباء في هذه الفترة من تاريخ الكنيسة عن قبول الحديثين في نعمة الإيمان والذين تعمدوا معمودية المرضى والتائبين بعد الاجحاد والذين شوهوا أنفسهم من غير إكراه في صفوف الاكليروس.