"..Ve tek kutsal havarisel Üniversitenin Kilisesi."
* الروح القدس يحقق الكنيسة جسد المسيح:
في الكنيسة مهمتان: مهمة للمسيح ومهمة للروح القدس. فالمسيح بتجسده، بأبعاد التجسد الكاملة أي الفداء والقيامة، وضع الأساس. [ فَإِنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَضَعَ أَسَاساً آخَرَ غَيْرَ اَلَّذِي وُضِعَ اَلَّذِي هُوَ يَسُوعُ اَلْمَسِيحُ ] [ 1 كورونثوس 3: 11 ].
والأساس يصل إلينا نحن عن طريق الكلمة أيضاً، الكلمة المعبّر عنها بشتى المظاهر أي الإنجيل مقروءاً، مدروساً، ممثلاً ومسكوباً في طقوس، في خدمة وفي عبادة. هذا هو الأساس.
هذا الأساس ينقله الروح القدس ويبني عليه. الروح القدس هو الذي يُنشئ في العالم هيكل الله أي الكنيسة. هيكل الله، حضور الله في العالم، مؤسس وقائم على هذه الكلمة الواردة إلينا في الإنجيل والتي ظهرت، أولاً، بشخص يسوع. وهذا الهيكل له نمو بالروح القدس الذي يشكل في هذا العالم جسد المسيح. أي أن هذه الكنيسة هي جسد المسيح أي هي محضر المسيح ومكان تجلّيه. من هنا أنه يوجد عملان لا ينفصلان: عمل المسيح البُنياني، الأساسي، ثم عمل الروح القدس الذي لا يأتي بمسيح جديد، بل يشكل المسيح فينا، ونتحته هي التي تنشئ هذا المسيح فينا. لهذا كانت الأسرار وهي مبنية على كلمة المسيح ولكنها محققة بالروح القدس.
مثال على ذلك: المسيح عندما قال ” . خذوا كلوا هذا هو جسدي . واشربوا منه كلكم هذا هو دمي . لمغفرة الخطايا”، أسس سرّ الشكر. كلامه هذا هو كلام التأسيس الذي أوجد هذا السر. أما اليوم، بعد صعود المسيح، فالروح القدس هو الذي يبني على هذا الأساس. أي هو الذي يحوّل الخبز إلى جسد المسيح والخمر إلى دمه. إذاً، فالمسيح يظهر ويشكل إنطلاقاً من خبز وخمر، بنفحة الروح القدس وبنزول هذا الروح على القرابين وعلى الجماعة. كما أن كلام الله للإنسان في الفردوس: ” تكثران وتملآن الأرض” أسس الزواج فجعله ممكناً، إلا أن إتصال الرجل بالمرأة هو الذي يحقق كلمة الله. الروح القدس هو، إذاً، المحقق لحضور المسيح.
* الكنيسة شركة المؤمنين في مواهب الروح:
هذا الروح هو الذي يوحّد أعضاء الكنيسة وقد صاروا أعضاء فيها بالمعمودية. ولكن يجب أن تتعمق عضويتهم وأن يقوى إنتسابهم للمسيح بالقداسة. ما كانت المعمودية سوى مدخل إلى الكنيسة، ولوج إليه. ولكن لايصل الإنسان إلى ملء قامة المسيح، أي لا يحقق الإنسان في نفسه كل أبعاده المسيحية، كل قامته إلا بالنمو اليومي الدائم بالروح القدس. ومعايشة المسيحيين بعضهم بعضاً وتساندهم بالمحبة هما اللذان يجعلان هذه الكنيسة شركة الروح القدس. يقول الرسول بولس: “نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله الآب وشركة الروح القدس لتكن معكم”. من هنا أننا نصبح جسداً للمسيح أي نصبح واحداً له ومتجلى وإمتداداً ليس فقط بالمعمودية ولكن على قدر هذا النمو الذي هو، أصلاً، حصيلة سر الميرون. هتذا يعنى أن نموّنا يأتي بالميرون وأننا به ندخل في الميثاق مع الله. فكما أن الإنسان في العهد العتيق كان يولد وفي اليوم الثامن يُختن أي يدخل في ميثاق الله، هكذا، في العهد الجديد، يولد الإنسان للمسيح بالمعمودية ولكن بالميرون يدخل في ميثاق الله أي العهد. معاهدة الله بهذا السرّ وختم الله علينا، ختم موهبة الروح القدس.
روح القداسة هو الأقنوم الثالث. وهذه القداسة تتمّ عن طريق توزيع المواهب المختلفة. الكلمة المستعملة في اللغة اليونانية والتي ترجمت في العربية بكلمة موهبة Charisma وهي مشتقة من لفظة Charis أي النعمة. والنعمة تعني، طبعاً، العطاء المجاني، أي أن الواحد يعطي الآخر لقاء لاشيء. Charisma تعني، حرفياً، حصيلة النعمة فينا وهي التي ترجمناها بـ ” موهبة”. وكلمة موهبة، في العربية، تدل على الفاعلية والمفعولية. تدل على الواهب ” الله الواهب” – ولهذا يُقال أن فلاناً عنده موهبة للدلالة بذلك على أن الله هو الواهب -، وعلى الشيء الموهوب. والمقصود ب Charisma هنا هو هذا العطاء الذي وُهِبَه الإنسان من الروح القدس، بل إن هذا العطاء هو الروح القدس نفسه. ومعنى هذا أن عطاء الروح القدس لنا ليس شيئاً خارج الله، مستقلاً عنه ولكنه قوة تفيض من الله نفسه. لذلك، كل من أخذ موهبة فقد أخذ الله: ” أخذنا الروح السماوي”، ولكن الله له مفاعيل مختلفة.
* الإكليريكي والعلماني وعضوية شعب الله :
يصف بولس الرسول، في رسالته الأولى إلى أهل كورونثوس، مواهب الروح القدس.
{“فَأَنْوَاعُ مَوَاهِبَ مَوْجودَةٌ وَلَكِنَّ الرُّوحَ وَاحِدٌ. وَأَنْوَاعُ خِدَمٍ مَوْجُودَةٌ وَلَكِنَّ الرَّبَّ وَاحِدٌ. وَأَنْوَاعُ أَعْمَالٍ مَوْجُودَةٌ وَلَكِنَّ اللهَ وَاحِدٌ الَّذِي يَعْمَلُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ. وَلَكِنَّهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ يُعطَى إِظْهَارُ الرُّوحِ لِلْمَنْفَعَةِ. فَإِنَّهُ لِوَاحِدٍ يُعْطَى بِالرُّوحِ كَلاَمُ حِكْمَةٍ. وَلآخَرَ كَلاَمُ عِلْمٍ بِحَسَبِ الرُّوحِ الْوَاحِدِ. وَلآِخَرَ إِيمَانٌ بِالرُّوحِ الْوَاحدِ. وَلآخَرَ مَوَاهِبُ شِفَاءٍ بِالرُّوحِ الْوَاحِدِ. وَلآخَرَ عَمَلُ قوَّاتٍ وَلآخَرَ نُبوَّةٌ وَلآخَرَ تَمْيِيزُ الأَرْوَاحِ وَلآخَرَ أَنوَاعُ أَلْسِنَةٍ وَلآخَرَ تَرْجَمَةُ أَلْسِنَةٍ. وَلَكِنَّ هذِهِ كُلَّهَا يَعمَلُهَا الرُّوحُ الْوَاحِدُ بِعَيْنِهِ قَاسِماً لِكُلِّ وَاحِدٍ بِمُفْرَدِهِ كَمَا يَشَاءُ”. [ 1كورونثوس 12: 4 – 11].}
وثمة في مواضع أخرى ذكر لموهبة الشفاء، مثلاً، وموهبة التدبير وموهبة ترجمة اللغات وموهبة النبوّة وما إلى ذلك.
هناك، إذاً، مواهب متعددة ومنها الموهبة العامة التي هي أن يكون الإنسان عضواً في شعب الله، ويسمّى في العامية علمانياً. وربما أتت هذه اللفظة من السريانية ” عُولِم”، وهي فقط من علم أي الاهتمام بأمر هذه الدنيا. العلماني، في العامية، تعني من ليست له علاقة بالعلوم اللاهوتية الروحية ولكنه يتعاطى العلم الاعتيادي. وإذا أتت من ” عُولِم” فهي تعنى من يتعاطى شؤون هذه الدنيا. هذا التفسير لكلمة علماني خاطئ، طبعاً، وهو صادر عن التفكير اللاهوتي الغربي. علماني تعني Laicos وهذه كلمة يونانية مشتقة من Laos التي تعني شعب. و Laicos اليونانية تعنى العضو، ومن الأفضل تعريبها بكلمة ” عامّي” أي بالنسبة لعامّة الشعب. وهكذا فإن العامي، أي الذي من الشعب، هو عضو في الشعب الإلهي، والحقيقة أن كل إنسان، حتى الإكليريكي، عضو في الشعب الإلهي. الإكليريكي عامي أيضاً، والقول الذي شاع في هذه البلاد، وهو أيضاً هناك إكليريكياً وعلمانياً، قول لا أساس له. فكل من نال الميرون صار من شعب الله، والاكليريكي عندما صار إكليريكياً لم يبطل أن يكون من شعب الله أي علمانياً.
ضمن هذه الشركة المواهب متنوعة، الله ينوّعها. هو الذي يجعل كلاً منّا عضواً في شعب الله، وهو الذي يعطى الحياة الأبدية للمؤمنين، أي أن حياة الله فيهم يعطيها هو بدفق دائم. وإذا تآزرت هذه المواهب تتشكل الكنيسة. أي يخرج المؤمنون من كونهم جماعة زمنية تعيش في هذا التاريخ، جماعة سوسيولوجية، يخرجون من وضعهم الاجتماعي إلى وضع أبدي. أي أنهم يأخذون حجمهم الإلهي عن طريق الروح القدس. أي كما أن ثمة قوة فيهم حتى يشهدوا في العالم، هكذا أيضاً، وبعكس ذلك، فيهم قوة حتى يتصفوا من تقلبات هذا العالم، من خطايا هذا العالم ليصبحوا شعباً لله. وعلى قدر ما يصيرون شعباً لله يعودون ليشغلوا في هذا العالم باستقلال عنه، أي تكون هناك، بينهم وبين العالم، فسحة من الحياة الأبدية. فالحياة الأبدية التي فيهم تجعلهم يحكمون في شيءون هذا العالم ويوجهونه.
ولكن ثمة وجهاً إلى الله أولاً. الروح القدس هو الذي يوجهنا إلى الله. يوجهنا تعني، في العربية، يلفت وجوهنا إلى الله، يديرها حتى تتطلع إليه. وعلى قدر ما تنظر هذه الوجوه باتجاه واحد، على هذا القدر، نكون كنيسة. نصبح كنيسة على قدر ما يلتفت وجه كل واحد منا ليتطلع إلى الله. ولكن، عندما نتطلع إلى الله ونحن نمارس الخدمة، تبقى لكل من موهبته الخاصة. عندنا جميعاً موهبة العلمانية، أي موهبة الميرون، وهي أن نكون مختومين لله، محفوظين للمسيح، مخصصين له. فإذاً، إذا كنا نحن مختومين ليسوع المسيح معنى هذا أننا ننفتح له فقط، فبهذا الاتجاه الواحد إلى الله، ونحن في هذا العالم، نشكل الكنيسة. الكنيسة إذاً، هى، دائماً، متجهة إلى الله التي إليها، وهي، بسبب الخدمة من أجل تحويل هذا العالم، متجهة على العالم.
* مواهب الروح ومعية الكنيسة :
من هنا أننا نحتمل بعضنا بعضاً، كما يقول الرسول بولس في رسالته إلى أهل رومية، ليس لمحاكمة أفكار، ونحمل بعضنا لاثقال بعض ولا ندين أحداً بل نقبل الموهبة التي في الآخر. نقبل، مثلاً، أن فلاناً واعظ كبير وأن فلانا مدبّر صالح. ولذلك، لا يفتش الواعظ الكبير عن أن يصبح مدبراً أي إدارياً، وإذا فعل ذلك فإنما هو يضيع وقته لأن الروح القدس لم يعطه هذه الموهبة. وايضاً، لا يفتش الإدارى الكبير عن أن يصبح واعظ. الإنسان لا يستطيع أن يأخذ شيئاً لم يعطه إيّاه الله، أساساً. تبقى هناك، طبعا، جهود بشرية. كل الأمور التي بمتناول الإنسان يجب السعى إليها. الوعظ، مثلاً، يُتعلّم كتقنية، كفن، ولكن قد يستمر الواحد عشرين سنة في تعلّم الفن وقد يُتقن خطاباً سياسياً وأدبياً دون أن يتوصّل إلى إتقان عظة دينية إذا لم تكن عنده النفحة لذلك. أنا لا أقول أن لا يدرس الإنسان الفنون المختلفة التي تسند المواهب لتنفَّذ؛ ولكن، في الأساس، يجب أن يعرف كل إنسان موهبته وأن يضعها في خدمة الكنيسة، من هذه المواهب: الكهنوت أو الأسقفية.
الأسقفية، أساساً، تجمع مواهب في الكنيسة مختلفة كالتعليم والإدارة، وما إلى ذلك. والأسقفية ليست سلطة وإمتيازاً ولكنها موهبة. والإنسان لا يعمل، في الأساس، شيئاً حتى ينال الموهبة. فهو لا يستطيع أن يصنع نفسه كاهناً. فإمّا أن يكون، من بطن أمه، كاهناً أولا يكون. وهو يستطيع أن يكتشف ذلك فيما بعد إذا كان موهوباً له، والمطران يقول له ذلك والكنيسة جمعاء تستطيع أن تقول له ذلك. يبقى أن أصحاب المواهب يتبنّون بعضهم بعضاً، يقبلون بعضهم بعضاً ويقبلون تنوعّهم. هذه عملية من أصعب ما في الدنيا: أن أقبل أن يكون فلان إدارياً بينما أنا لست إدارياً، وأن يكون فلان معلماً بينما أنا لست معلماً. والخطأ يكون عندما يهيّج كل منا نفسه ليجمع المواهب كلها. نحن نقبل التنوع لأننا نقبل الله مصدراً للكلّ.
لا شك أننا، في الكنيسة، حتى نكون معيّة يجب أن ننمي المواهب في كل إنسان. فالذكي مثلاً يجب أن لا نطمسه حسداً ولكن نظهره لأن المسيح يستفيد من ذكائه، ولأن القضية التي نحملها تنجح بالاشتراك. بالمحبة، إذاً، والتشجيع نجعل الآخرين يتقدمون. إذا كانت تهمنا، فعلاً، مصلحة المسيح، فيهمنا بالتالى أن يبقى فلان تقياً لا أن نقص له جوانحه وننمّ عليه. ومن أجل هذا نستر بعضنا عيوب بعض. من واجبنا، طبعاً، أن نوقظ المواهب في الناس، ذلك أن الإنسان لا يعرف نفسه موهوباً. المحبة الأخوية هي القوة التي توقظ المواهب. فنحن، إذاً، نحيط الناس بعناية وعطف حتى تستفيق فيهم مواهب الروح القدس لتنمو بالتنوّع. من هنا اننا لا نستطيع، إعتباطاً، أن نقرّر ما هو الأكثر فائدة للكنيسة في هذا البظرف أوذاك. أي أننا لا نستطيع نحن أن نقرّر، مثلاً، أن الكنيسة، اليوم، بحاجة إلى إداريين فنأتي بأحسن الإداريين ونجعلهم رؤساء، وإكليروسً وغير ذلك. هذا تفكير خاطئ. لا نستطيع نحن ان نقرّر أن الكنيسة بحاجة إلى لاهوتيين أكثر مما هي بحاجة إلى ناس عملييّن. الكنيسة بحاجة إلى مواهب متنوعة ومتعددة كما رسمها الله على لسان الرسول بولس. نحن ليس لنا أن نقرّر ما هو المهم وما هو غير المهم. ما يكشفه الله أنه مهم هو المهم. وبالتالي فإن هذه المواهب تتآزر ونوقظها نحن في الناس.
* شركة المواهب وشركة المائدة :
إذا عرفنا ذلك فنحن نعرف أن هذه الشركة بين أصحاب المواهب تتوطد على قدر إلتفافنا حول المائدة، مائدة القرابين حيث يتغذى أصحاب المواهب لينتقلوا إلى العالم. عندما نأكل جسد المسيح ونشرب دمه نكون، بالتالي، في حالة التقوى بمواهب الروح كل حسبما وُهب.
في المادة الخامسة من النظام الأساسي الجديد للكرسي الأنطاكي أن الإكليروس والعلمانيون يشتركون معا في حياة الكنيسة حسبما أُعطي كل منهم من مواهب الروح. الاشتراك الأمثل والضروري جداً والذي لا حياة لنا بدونه هو الاشتراك بجسد ابن الله في كل قداس إلهي حيث تكون ال “ييرارخيا” Hérarchie. وال “ييرارخية” كلمة يونانية ليست لها ترجمة في أيّة لغة، وهي تعني الجماعة المتشاركة. إنها مشتقة من كلمة تعني القدسي. وهي تعني هنا المبدأ القدسي. وباتصال الكلمتين صارت تعني المشاركة حسب رتب مختلفة. ال ” بيرارخية” عندما صورها ديونيسيوس الأريوباغى – راهب من القرن السادس، وهو على الآرجح، سوري – صوّر المائدة المقدسة وحولها الأسقف والكهنة والشعب المؤمن وتسع طغمات منها المعمودية والميرون، وهذه الطغمات صورها واقفة حول المذبح. وفي السماء أيضاً تسع طغمات ملائكية حول العرش الإلهي. الرتب هنا على الأرض تناسب التي في السماء. هذا يعني، بكلمة ثانية، أن عمل الله ينبث من القرابين، من المذبح، وهكذا إلى هذه الحلقات الملحقة حول جسد ابن الله. هذا ما يسمّى بال ” بيرارخيا”. فيما بعد أسيء استعمال الكلمة وصارت تُطلق على الاكليروس وحده فحددوا الرتب الكنسية، بالمطران، الكاهن والشماس، وهذا التحديد ليس في الكنيسة ما يشير إليه. الرتب الكنسية رتب ضمن الحياة الكنسية. والعلمانية، أيضاً، رتبة من رتب الميرون. والذي نال الميرون صار في ال” بيراخيا” العامة في الكنيسة. فجسد ابن الله، إذاً، هو المصدر، ولكنه يأتي أيضاً بحلول الروح القدس أي يشكله الروح القدس. وبالتالي، فإن تناولنا لجسد ابن الله هو تناولنا للروح القدس، لقوة الروح القدس. بالنتيجة، إن جسد ابن الله يجمعنا بمعنى أن كلاً منا يزداد في موهبته، وهكذا يرتفع مستوى الكنيسة.
ليست غاية المناولة، إذاً، أن يُسر الواحد به أو يشتاق إليها فقط، غاية المناولة أن تتشكل الكنيسة. أن تصير موحدة لأننا بتناولنا الجسد والدم ننضم إلى ابن الله الجالس في السماوات. ينمو جسده وينمو كل منا بموهبته الخاصة وتنتقل الكنيسة من جسم مبعثر غارق في الدنيويات والشهوات إلى جسم مُرَوْحَن أكثر فأكثر أي معبأ بقوة الروح.
* Kutsallık amaçtır:
O halde Hıristiyan, kardeşlik kardeşliğinde kutsallık yolunu izleyen kişidir. Kendisinin kutsal kılındığı ölçüden başkasını kimse anlayamaz. Anlayış beyinle değil, eğer size gelirse Kutsal Ruh'la olur. Beyniniz bunu ilerletmez, geciktirmez, bazı şeyleri sizin için açıklar, netleştirir, açıklama ve yorumlama ise sadece işleri düzenlemek ve düzenlemek içindir, ilahi bir faaliyet yaratmaz. Ayrıca sanatsal bir tablo size anlatılıyorsa, güzellik duygusuna sahip olmadığınız sürece, salt açıklama sizde bir güzellik duygusu yaratmayacaktır. Mesele açıklama ile ilgili değildir ve Hıristiyan yaşamı derslerle ilgili değildir; mesele Tanrı'nın üzerinize mi indiği yoksa O'nun mu indiğidir. Mesele, insana gelen ve onun kutsallığına göre anladığı ilahi bir lütuf meselesidir. Bir kişi tek başına kutsanamayacağından, kutsanmak için sevmesi gerekir - çünkü sevmeyen kişinin hiçbir şeyi yoktur - ve grupla birlikte pratik hizmette yaşamalıdır. Bu grup birbirine destek olduğu ölçüde tek kişi olurlar, yani Mesih olurlar. Buradaki topluluk birbirini gerçekten ve derinden severse ve her biri şehvetlerinden arınırsa, o zaman Mesih olur ve dolayısıyla Mesih anladığı için anlamaya muktedir olur.
Ortodoks süreci şu şekildedir: "Birbirimizi sevelim ki, ortak kararlılıkla Baba, Oğul ve Kutsal Ruh'u tanıyalım..." Sevgi bilginin şartı ve bilginin anahtarıdır. Dolayısıyla benim çeşitli arzularımla, nefretimle, kötülüğümle, kıskançlığımla, ayartılmamla ve bunun gibi şeylerle meşgul olmam ve bunun ardından dini bir toplantı düzenlemem mümkün değil. tekrarlayıcı, düşünceli ve sadece kitaplardan alıntı olduklarını ve içimden gelip geçmediklerini... Kemiklerim hala arzularımı sürdürdüğüm için konuşamıyorum, hizmet edemiyorum. Dolayısıyla soru şu: Hıristiyanlar neden bu kadar hareketsiz ve tembel? Cevabı: Çünkü Allah'ı sevmiyorlar ve günahları onları faaliyetten alıkoyuyor. İkinci bir açıklama yok. Ortodokslukta bu varoluşsal yorumun dışında hiçbir şey yoktur.
Yani bu şirket ve bu dernek, pratik günlük sevgiyle güçlendiriliyor.
*Azizler ile:
İnanlılar arasındaki paylaşım, içlerindeki tek Kutsal Ruh ile ölümle kesintiye uğramaz.” Aşk ölümden daha güçlüdür” (Şarkıların Şarkısı). Ve azizlerin cemaati olarak adlandırılan şey ve biz bunu burada azizlerin birliği olarak tercüme ediyoruz - ve dernek çok güzel bir Arapça kelimedir ve hiçbir dilde bir kelimeyle eşanlamlı değildir ve burada söz konusu olan azizler anlamına gelir. yeryüzündeki ve gökteki azizleri, öyle ki, Havari Pavlus burada yeryüzündeki Hıristiyanları azizler olarak adlandırdı ve Aziz'den bu yana, Mesih'e atanan ve ona adanan kişidir ve aziz kahraman değildir, çünkü Hıristiyanlıkta kahramanlık diye bir şey yoktur - bu dernek, yeryüzünde bulunanlarla Tanrı'ya taşınanlar arasında ayrılmaz bir bağ olduğu anlamına gelir. Protestanlık, yüceltilen azizlerin anılmasını ortadan kaldırdığında, kendisini paha biçilmez bir hazineden mahrum bırakmıştır. Bizden önceki salih nesillerle, kafilelerle bir arada kalmaktan kendini mahrum etti. Çünkü eğer Mesih bir ise, eğer Mesih ölümü yendiyse, o zaman onun zaferi şimdi gerçekleşecektir, aksi halde hiçbir şey değildir. Hepimizin mezarlarda öldüğünü ve tükendiğini ve Mesih'in bizi ancak son günde Kendisine geri getireceğini söylersek, bu ifade, Kurtarıcı'nın dirilişi ile son gün arasında bir boşluk olduğu ve bu boşluğun kapatılamayacağı anlamına gelir. kimse tarafından dolduruldu.
Protestanlığın temel hatası şirketi tanımamasıdır. İnsanın ancak Rabbinin yanında olduğunu bilir. Ama insanın gerçeği başka bir adamla birlikte olmasıdır ve Tanrı onları bir araya getirir. Yalnız Tanrı'yla birlikte olduğum doğru değil. Ben seninleyim ve hepimiz Tanrı'yla birlikteyiz. Bu insanlıktır, bu Mesih'in bedenidir. Mesih O'nu sevenlerin arasındadır, bunlar birbirinden ayrılamaz üyelerdir. Baba Tanrı bu ailenin babasıdır, onu Mesih oluşturur ve Kutsal Ruh onun içine aşılanmıştır. Bu İncil'in gerçeğidir. Eğer Mesih gerçekten dirildiyse, bundan sonra bu grubun kontrolü O'nundur. Yani O'nun dirilişi, insanı günahtan ve yolsuzluktan kurtarması, bu diriliş etkilidir.Aksi takdirde bu, sanki Mesih bizim için üzerinde meditasyon yapacağımız bir hatıraymış gibi, son günün dirilişten ayrılması anlamına gelir. Yani evliyalar yoksa, birbirine bağlı insanlar yoksa, ilk gelenle ikinci gelen arasında çok büyük bir uçurum vardır. Dolayısıyla Kilise, bir yönüyle, ilk geliş ile ikinci geliş arasındaki bu bağlantıdır ve bu bağlantı, Kutsal Kase'nin cemaatinden sonra yaşayanların ve ölülerin parçalarını ona yerleştirdiğimizde Kutsal Kase tarafından temsil edilir. müminler, böylece yaşayan üyeler yani burada yaşayan yaşayanlar ve Allah'a intikal etmiş olan üyeler birbirine karışsın diye anılmışlar ve azizler Kuzu'nun solunda dokuz koro ile temsil edilmiş ve Çince'de mücevherin sağında yer alan Tanrı'nın Annesi. Bunlar ilahi kanla birleşmiştir. Bu, Mesih'in dökülen kanının dünyaya yayıldığı ve yaşayanlarla ölüleri bir araya getirdiği, ilan edilen kutsallıkta yüceltilenleri ve devam edip ilan edilen kutsallıkta yüceltilmeyenleri bir araya getirdiği anlamına gelir. Tanrı'nın yaşamına katkıda bulunanlar ve yeryüzündeyken çabalayanlar. Bunların hepsi ilahi Kuzu'nun kanıyla birbirine bağlıdır ve bir aradadırlar.
Dolayısıyla insan sadece günümüzün oğlu değildir. Kişi desteklenir. İki bin yıldır benden önce gelen insanlarla, birbirini izleyen bu şehitlik, kan, piskoposluk ve sürekli fedakarlık törenleriyle bağlantılıyım.
* Azizlerin şefaati:
Bu nedenle velilere dua etmek -ki buna burada dua anlamında şefaat diyorlar- onların varlığının mantıksal bir sonucudur: [Ve o, ölülerin Tanrısı değil, âlemlerin Tanrısıdır. yaşayanlar; çünkü herkes O'nunla birlikte yaşıyor] [Luka 20:38]. Şarkılar Ezgisi'nin yazarı şunu söylüyor: [Uyuyorum ama kalbim uyanık] [Şarkılar Ezgisi 5:2]. Yani kabirlerde uyuyanlar ölmemiş, kalpleri uyanıktır. Eğer ruh ve beden arasında felsefi bir ayrım yapmak istiyorsanız o zaman bu insanların ruhları artık ölümden diriltilmektedir. Onların ruhları Mesih'in eseriyle güçlenir ve bedenleri çözülür.Bu mezarlığı kutsal suyla mühürledik, böylece bunun dirilişin başlangıcı olduğunu, bunun bir başlangıç, bir bekleyiş olduğunu bu sembolik yolla belirttik. Bu bekleyiş, olacaklara dair bir sabırsızlıktır.
Ancak burada iki şey var: Bazı bedenlerin yok olmayıp taze kaldığına dair bir inancımız var - ve bu bir doktrin değil, Ortodoks bir görüş. Bunun bir örneği: Mar Elias Manastırı'ndaki Piskopos Sadaqa al-Mevdu'. - Shuba. Yaklaşık yüz elli yıl önce öldü ve eti hâlâ yüzeyde kaldı, vücudu ve saçları. Böyle bir durumla ilgili olarak modern ilahiyatçı Simeon, bunun bir ara durum olduğunu ve cennetin krallığına kadar bir bekleyişin olduğunu, böylece bedenin dağılmamasını ve bir ara durumda kalmasını söyleyerek bu bedenlerin diriltileceğine işaret etmektedir. . Kilisenin tamamında geçerli olmayan ama buna tamamen bağlı olan Rus Kilisesi gibi bazılarında geçerli olan bu görüşe rağmen, bu görüşe bakılmaksızın önemli bir konu daha vardır ki o da kilisenin kalıntılarıdır. azizlerin kutsal emanetleri ve şehitlerin kalıntıları kilisede muhafaza edilerek Andemani'ye ve Kutsal Masa'ya yerleştirilir, inşa edildiklerinde bu bedenlerin yükseleceğine ve Kutsal Ruh'un onları kucaklayacağına işaret eder.
Burada önemli olan tüm bu sembol ve eylemlerle bu birliği teyit etmemizdir. Biz ve gidenler arasındaki bu birliği teyit ediyoruz. Onlarla bizi birleştiren tek Kutsal Ruh'un olduğunu teyit ediyoruz.
Bu nedenle, Meryem Ana'nın ve azizlerin şefaati, yani onların bizim için dua etmeleri konusundaki Ortodoks görüşü, bu konudaki Ortodoks tutumu, onların bizi Tanrı'ya bağlayan bir köprü olduğu değil, Tanrı'nın daha yakın olduğu yönündedir. Onların bize olduğundan çok, Allah'ın uzakta olduğu ve bizi O'na yaklaştırdıkları imajı yanlış bir imajdır; onların bizimle birlikte olmaları, tek bir duada olmalarıdır. Mesele sadece Allah'ın tahtı etrafında toplanmış insanların meselesidir. Bizden önce ilahi şerefe ulaşanlar mücadelelerini sonlandırdılar, hayırlı mücadeleyi tamamladılar diyebiliriz. Bu açıdan bakıldığında Allah'ın sükunetinde kalırlar. Biz onları öyle sanıyoruz ki, biz kendimizi günahkâr sayıyoruz ve onlar cihadı tamamlamışken biz hâlâ cihaddayız. Bu şefaat makamı, herhangi bir şefaat talebinden farklı değildir. Mesela birimiz bir azizin bayramında kiliseye adak sunduğunda rahipten adını kendisine söylemesini ister. Şu ve bu aziz adına şefaat istemek, salih bir kimsenin duasının, amelinde büyük bir kuvvet olmasından dolayıdır. Doğrular elbette kilisede dua eder ve ben işlev açısından rahibin yönlendirdiği ritüel duadan bahsetmiyorum, doğruların şefaatini istediğimiz özel duadan bahsediyorum. Bu açıdan bakıldığında, sonuçta hepsi İsa Mesih'in etrafında dönen bu safların ilk sıralarında yer alan ilklerin şefaatini dileriz.
*İsa Mesih tek şefaatçidir:
Dolayısıyla şu soru yüzeyselleşiyor: Tanrı nezdinde tek şefaatçi İsa Mesih olmasına rağmen neden Meryem Ana'nın Tanrı'ya şefaati için dua ediyoruz? Mesih, Tanrı ile insanlar arasındaki tek şefaatçidir; bizi dışlaması anlamında değil, Eski Ahit'in şefaatini dışlaması anlamında. Yani Musa, halk ile Tanrı arasında şefaatçi olamazdı, çünkü Yahudilikteki insanlar, Mesih gelip onları Kendisiyle birleştirene kadar Tanrı'dan ayrı kalmışlardı. Bu nedenle Tanrı ile insanları bir araya getiren tek aracı, Elçi Pavlus'un dediği gibi İsa Mesih'tir. Yani ağaca asılan oydu. İnsan İsa Mesih derken bunu kastediyoruz. Ağaçta büyüdüğü, öldüğü ve sonra dirildiği için Tanrı onu insanlara bağladı. Bu, Tanrı ile insanlar arasında Yahudilik aracılığıyla değil, Yeni Ahit aracılığıyla bir bağlantı olduğu anlamına gelir. Demek ki "tek şefaatçi" ifadesi Meryem'i ya da diğer azizleri dışlamak değil, "tek" kelimesi daha önce gelenleri dışlamak, yani Yahudilerin meşruiyetini dışlamak içindir. Bu nedenle Mesih, Tanrı ile insanlar arasındaki tek şefaatçi olmaya devam ediyor ve biz O'nun içindeyiz.
Bu nedenle, Tanrı ile insanlar arasındaki bu tek şefaatçi, şu andan itibaren zamanın sonuna kadar büyüyen, büyüyen dev Mesih'tir. Mesih'in bedenini ve kanını alan kişi ona bağlanır ve Mesih'in bir parçası olur ve Mesih'te olur. Bu nedenle, Mesih'te ölümden dirilen, dirilişle beslenen ve dirilen bir insan olan bu insan, Mesih'te dua eder, Mesih'in derinliklerinden dua eder ve bu şefaat birliği içinde kalır, bu durumda kalır. İnsanlara şefaat eden biri.
* ملحق: المناولة المتواصلة – للأرشمندريت أفسابيوس مثوبولوس:
أقوال السيد المسيح عن المناولة المتواصلة:
قال السيد المسيح مبيناً الفائدة الكبرى التي نجنيها من تناولنا الأسرار المقدسة بصورة متواصلة: “من يأكل جسدي ويشرب دمي له الحياة الأبدية”. ووقال أيضاً: “من يأكل جسدي ويشرب دمي يحيا فيّ وأنا فيه”. فهذه الكلمات تدلنا على أن السيد المسيح يوصينا بأن نتناول الأسرار المقدسة بصورة دائمة لأنه قال: “من يأكلل.. ويشرب…” ولم يقل من “أكل… وشرب…”. وهذه الألفاظ تظهر جليةً إذا راجعنا الأصل اليوناني لأنها تدل في اللغة اليونانية على عمل متواصل.
وهكذا فسر الرسل أيضاً أقوال المسيح هذه، فلا شك في صحة تفسيرنا لأن الرسل سمعوها من فم السيد له المجد عندما أعلن له سر المناولة العظيم في ساعة تأسيسه.
المناولة المتواصلة في الكنيسة منذ تأسيسها:
إن التفسير الذي أعطاه الرسل لأقوال السيد المسيح خرج إلى حيّز التطبيق منذ وجود الرسل، وإننا إذا فتحنا أعمال الرسل (2: 42) نقرأ ما كتبه لوقا الإنجيلي: “وكانوا يواظبون على تعليم الرسل والشركة وكسر الخبز والصلوات”.
فالمسيحيون الأولون الذين آمنوا بالسيد المسيح واعتمدوا باسمه القدوس، كانوا يداومون بحرارة واندفاع على تطبيق تعاليم الرسل. كانوا يعملون الخير ويساعدون من كان منهم محتاجاً، آخذين الخبز السماوي بواسطة سر الشكر أي من جسد الرب ودمه، وكلهم يحب قريبه كما أمر السيد المسيح ويصلي.
وهكذا، في القداس الإلهي، كان المؤمنون بتقدمون لتناول جسد الرب ودمه، ليس الحاضرون فقط، بل الغائبون لمرضى أو سبب قاهر إذ كان الشمامسة يذهبون إليهم ليناولوهم الأسرار الطاهرة. ويشهد لهذا القديس يوستينوس الفيلسوف.
القوانين الكنسية التي تفرض المناولة المتواصلة:
ورثت الكنيسة منذ أول عصورها التقليد القاضي بالمناولة المتوصلة من الرسل والمسيحيين الأولين. ولم تحافظ على في العصور الأولى فحسب بل أوصت به وفرضته على كل مسيحي في قوانينها المقدسة. فالقانون الثامن والقانون التاسع الرسوليان اللذان أكدهما المجمع المسكوني السادس يذكران المناولة المتواصلة مشددين على ضرورتها. يقول القانون التاسع الرسولي: “كل من حضر إلى الكنيسة لسماع الكتاب المقدس ولم يمكث حتى الصلاة والمناولة، يجب أن يُفرز لأنه يخرق نظام الكنيسة”. ويعلق عليه زوناراس الشارح المعروف قائلاً: “إن هذا القانون يطلب من كل الذي حضروا القداس الإلهي أن يشتركوا فيه حتى النهاية بالصلاة والمناولة، لأنه في ذاك الزمان كان مطلوباً من عامة الناس وليس فقط من الإكليروس أن يتناولوا الأسرار الطاهرة دون إنقطاع”. ويعلق بلسامون هكذا: “إن هذا القانون صارم وقطعي، فهو يفرز كل من جاء إلى الكنيسة ولم يبقَ حتى نهاية القداس ولم يتناول”. هذا وأن القانون الثاني لمجمع أنطاكية المكاني الذي ثبّته المجمع السادس المسكوني يذكر: “كل من دخل الكنيسة… وامتنع عن المناولة يتصرف بصورة غير حسنة وغير نظامية ويجب أن يفرز من الكنيسة إلى أن يعترف بخطأه ويظهر آثار الندم ويطلب المسامحة”. ويُعلق زوناراس على هذا القانون هكذا: “إن جميع الذين يدخلون الكنيسة ويمتنعون عن المناولة لا لسبب معقول ولكن للتشويش، يجب أن يفرزوا من الكنيسة أي أن يبعدوا عن جماعة المؤمنين. ولا يقصد الآباء بقولهم “يمتنع عن المناولة” من يبغضها بغضاً ولكن من يتجنبها ربما بدافع التقوى أو عن تواضع مثلاً لأن الذي يبغض الأسرار الطاهره لا يفرز فقط بل يحكم عليه باللعن-أنثيما”.
وقد أوصت الكنيسة بالمناولة المتواصلة في القانون السادس والستين للمجمع المسكوني السادس، حيث يفرض على المسيحيين أن يتناولوا جسد الرب ودمه طيلة أيام الأسبوع الذي يتبع أحد الفصح المجيد. ودونكم هذا القانون: “منذ يوم قيامة السيد المسيح المقدسة حتى الأحد الجديد، وخلال كل هذا الأسبوع دون استثناء، على المؤمنين أن يأموا الكنائس المقدسة معلنين فرحهم بالسيد المسيح ومنشدين المزامير والتراتيل الروحية، ومعطين إنتباههم لقراءة الكتاب المقدس وقابلين “بلذة” الأسرار الطاهرة”.
أقوال الآباء القديسين حول المناولة المتواصلة:
إن آباء الكنيسة المشهورين بالفضيلة والحكمة يوصون هم أيضاً بالمناولة المتكررة. فالقديس باسيليوس الكبير يقول مثلاً: “إنه لحسن جداً ومفيد أن يتناول الإنسان كل يوم جسد المسيح ودمه المقدسين، فالسيد قد قال لنا بوضوح: <<من يأكل جسدي ويشرب دمي له الحياة الأبدية>>. فمن يشك بعد ذلك أن من يشترك بصروة دائمة في الحياة لهو يحيا بصورة متنوعة؟ ونحن (أي المسيحيين القاطنين في منطقة القديس باسيليوس) نتناول الأسرار الطاهرة أربع مرات في الأسبوع، الأحد والأربعاء والجمعة والسبت، وأيام الأعياد”. (باترولوجيا – ميني الجزء 32- الرسالة 93).
أما بخصوص الرهبان والعوام في الإسكندرية ومصر، فإن القديس باسيليوس يشهد في نفس الرسالة (93) بأن “الرهبان المقيمين في الصحراء حيث لا يوجد كهنة يحفظون القرابين الطاهرة عندهم ويتناولونها بأنفسهم”.
والقديس يوحنا الذهبي الفم في القسم الثالث من رسالته إلى أهل أفسس، يندد بالذين يحضرون القداس الإلهي ولا يشتركون في المناولة.
وقد أجاب القديس إيرونيموس-جيروم عندما سئل عما إذا كان من الضروري أن يتناول المسيحيون كل يوم، بأنه يجب علينا أن نأخذ الأسرار المقدسة دون انقطاع (الباترولوجيا اللاتينية، جزء 63، صفحة 672). كما أن المغبوط أوغسطينوس يقول مخاطباً المسيحيين بأنه وجب عليهم أن يتناولوا كل يوم (الجزء 38، الصفحة 1099).
وهكذا فإن كل مسيحي يستطيع أن يستخلص من كلمات معلّمي الكنيسة القديسين التي أوردناها كل الأهمية التي كان يعقلها هؤلاء الآباء والمسيحيون الأولون قاطبة على المناولة المقدسة المتواصلة.
خدمة القدسات السابق تقديسها تهدف إلى المناولة المتواصلة:
إن قداس (البروجيازمينا) أي القدسات السابق تقديسها الذي تقيمه الكنيسة أثناء الصيام الكبير قد أوصى به المجمع المسكوني السادس في قانونه الثاني والخمسين وذلك لهدف واحد وهو أن يستطيع المؤمنون أن يتناولوا دون إنقطاع. لأنه في الصيام لا يقام القداس الإلهي كاملاً مع الذبيحة إلا يومي السبت والأحد، فأمر الآباء القديسون أن يحفظ الكاهن جزءاً من الخبز والخمر المستحيلين في قداس سبت أو أحد وأن يضعه على المائدة أثناء خدمة (البروجيزمينا) كي يستطيع المؤمنون أن يتقدموا للمناولة. وهذا ما يعني أن الآباء القديسين كانوا يعتقدون أن المناولة يومين في الأسبوع أي السبت والأحد لا تكفي وأنه من المفيد والضروري أن يتناول المؤمنون في يومي الأربعاء والجمعة أيضاً.
الهدف الأساسي من القداس الإلهي هو المناولة:
ماهي بالفعل الغاية من خدمة القداس الإلهي؟ إن الغاية هي أن يتمم سر الشكر ويتناول المؤمنون جسد الرب ودمه. وأن هذا الهدف الأساسي تؤكده الصلوات التي تتلى أثناء القداس. يقول الكاهن وهو يصلي: “فليعطنا الرب نحن الذين نصلي معاً أن نتقدم في الإيمان والحياة وفي المعرفة الروحية. أعطهم يارب أن يسجدوا لك بطهارة وخوف ومحبة وأن يشتركوا دون خزي في أسرارك المقدسة وأن يكونوا مستحقين لملكوتك الساوي”. ويقول أيضاً: “واحسبنا مستحقين أن يوزع لنا بقدرتك جسدك الطاهر ودمك الكريم وبواسطتنا إلى كل الشعب (أي إلى “كل الشعب” الحاضر في الذبيحة)”.
وبعد أن يتناول الكهنة الذين يخدمون القداس، يتقدم الشماس أو الكاهن حاملاً الكأس المقدس ويدعو المؤمنين هم أيضاً ليتناولوا جسد الرب ودمه قائلاً: “بخوف الله وإيمان ومحبة تقدموا”. وأن هذه الدعوة (تقدموا) الموجهة إلى جميع المؤمنين الحاضرين لهي إثبات واضح غير قابل للمناقشة على أن الهدف الأساسي من القداس الإلهي هو مناولة المؤمنين. ولأجل هذا فقد كان المسيحيون الأولون يتناولون جسد الرب ودمه في كل قداس، ولأجل هذا السبب أيضاً يختتم الشماس أو الكاهن القداس بصلاة الشكر هاتفاً: “إذ قد تناولنا أسرار المسيح الإلهية المقدسة الطاهرة غير المائتة السماوية المحيية الرهيبة، فلنقف مستقيمين ونشكر الرب باستحقاق…”.
فنحن نرى هكذا أن الغاية الأساسية من القداس الإلهي هي أن تناول المؤمنون.
الخلاصة:
وهكذا فإنه يظهر مما تقدم، أي من أقوال السيد المسيح، وعادات الكنيسة في عصورها الأولى، والقوانين المقدسة وأقوال آباء الكنيسة وخدمة القدسات السابق تقديسها، وخدمة القداس الإلهي العادية، قلت يظهر بوضوح من كل هذا أن المناولة المتواصلة ليست فقط أمراً مسموحاً به بل هي أيضاً مفروضة على جميع المسيحيين. وأنه لمن الجهل التام وخطأ كبير أن نعتقد بأن المناولة على هذه الطريقة ممنوعة من الكنيسة.
وكنتيجة لهذا أنه يرتكب خطيئة عظيمة كل من يمنع مسيحيين مستعدين الإستعداد المناسب من أن يتناولوا بصورة مستمرة بإيمان وندامة وتقوى. إنه يرتكب خطيئة كبيرة لأنه يقاوم ما أمر به السيد المسيح بنفسه وبواسطة تلاميذه وكنيسته التي تعبر عن رأيها في قوانينها المقدسة وأقوال آبائها القديسين ونصوص خدمها الطاهرة.
ملحق: مقتطفات من القانون الأساسي للكرسي الأنطاكي
فليراجع في مكانه من الكتاب…. الشبكة