☦︎
☦︎

القسم الثالث: مواعظ لزمَن التريودي
غبطة البطريرك إغناطيوس الرابع (هزيم) (*)

أحد Ø§Ù„ÙØ±ÙŠØ³ÙŠ ÙˆØ§Ù„Ø¹Ø´Ø§Ø±
اللهم أعطنا نعمة الواضع

Ø§Ù„ÙØ±Ù‘يسي من هو؟ هو ذاك الذي إذا قيس بغيره من اليهود تميّز Ø¨Ù…Ø¹Ø±ÙØªÙ‡ كتابه المقدس وإدراكه للنصوص الكتابية، ووعيه واجباته الدينية. Ùهو، إلى حد بعيد، معلّم الإيمان. ÙˆØ§Ù„ØµÙØ© (ÙØ±Ù‘يسي) كانت ØªÙØ¶Ù’ÙÙŠ على الموصو٠بها Ø´Ø±ÙØ§Ù‹ وكرامة عظيمين. وهي بمثابة لقب (اللاهوتي) ÙÙŠ أيامنا هذه. وباختصار ÙØ§Ù„ÙØ±Ù‘يسي هو الرجل الضالع بالشؤون الروحية، بشؤون الكنيسة.

Ø§Ù„ÙØ±Ù‘يسي عاش خبرة ÙØ±ÙŠØ¯Ø©ØŒ مرّ باختبار قد يمر به كل من يهتم بشؤون الدين وشؤون الحياة الروحية. عندما خاطب المخلّص Ø§Ù„ÙØ±ÙŠØ³ÙŠÙŠÙ† قال لهم: (الويل لكم). وهذا Ø§Ù„ÙØ±Ù‘يسي ينتمي إلى تلك Ø§Ù„ÙØ¦Ø© التي وبّخها المخلّص بقوله: (الويل لكم) لأنكم تحبون صدور المجالس واحتلال المقاعد الأولى ÙÙŠ الصالونات والكنائس وكل اجتماع. (الويل لكم) لأنكم تحبون أن يحييكم الناس ÙÙŠ الطرقات والأسواق وأن يدعوكم (سيدي، سيدي). وهكذا الأمر مع الذين تدعونهم اليوم (سيدنا) Ùقد يوبخونكم إذا ما دعوتموهم (أبونا) لأنهم كذلك تعوّدوا أن يكرمهم الناس، وأن يكونوا هم محور اهتمام البشر. ÙˆÙÙŠ المجتمع البشري العديد العديد يتوقعون أن يحتلوا صدور المجالس وأن ÙŠÙØ±Ù‚هم الناس بتحياتهم وأن يلقبوهم بالسيد السيد.

بولس الرسول كان يعتز بقوله أنا يهودي، أنا ÙØ±Ù‘يسي لأنه كان يقصد أن يهوديته أصيلة، ومع ذلك Ùقد تجاوز ÙØ±Ù‘يسيته، تجاوز تلك الديانة إلى دين آخر.

ÙÙŠ هذا اليوم عندنا صورة Ø§Ù„ÙØ±Ù‘يسي الواثق من Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ الواثق من صحة إيمانه، (الأرثوذكسي) ÙÙŠ يهوديته. هذا Ø§Ù„ÙØ±Ù‘يسي يق٠ÙÙŠ (الهيكل)ØŒ نعم ÙÙŠ (الهيكل)ØŒ وقد نسي أنه ÙÙŠ (الهيكل) حيث تتغيّر الأمور. Ùكم من جاهل عظيم الجهل ÙÙŠ العالم يغدو ÙÙŠ الهيكل أقدس أل٠مرة من أكبر متعلّم. خارج الهيكل الشهادة تأتيك من الناس وأمّ ÙÙŠ الهيكل Ùمن الله يجب أن تأتي الشهادة. ÙØ§Ù„له يرى ما لا يراه غيره ويعر٠ما لا يعرÙÙ‡ غيره. الثياب لا تغش الله وكذلك المظاهر واللياقات وحسن الكلام، تلك التي كثيراً ما نقع نحن البشر ضحايا لها.

نسي Ø§Ù„ÙØ±Ù‘يسي قداسة الهيكل وقداسة الموقÙ. لم يعد الهيكل مقدّساً ÙÙŠ نظره بحكم تعوّده الدخول إليه. لذلك لم يعد هنالك ÙØ±Ù‚ بين الهيكل وغيره من الأماكن وغدا ما هو حسن خارج الهيكل حسناً ÙÙŠ داخل الهيكل. وهكذا ظنّ Ø§Ù„ÙØ±Ù‘يسي أنه حتى ÙÙŠ الهيكل يمكنه Ù…ÙØ§Ø¶Ù„Ø© أخيه العشّار والمزايدة عليه ÙÙŠ القيام بالواجبات من صوم وصلاة وتطبيق وصايا.

Ø§Ù„ÙØ±Ù‘يسي ظنّ أنه، إذا قام بواجباته، Ùمعنى ذلك أنه أتم كل شيء أمام الله تعالى. والحقيقة، يا أحباء، أن قلب الإنسان هو الأصل، وما ÙŠÙ„ÙØªÙ†ÙŠ Ø¯Ø§Ø¦Ù…Ø§Ù‹ أننا غالباً ما لا نميّز بين طهارة القلب وطهارة المظهر. ÙØ§Ù„بعض طاهر المظهر ولكن قلبه بعيد عن الطهارة بعد الأرض عن السماء. والبعض الآخر مدنّس المظهر ولكن ÙÙŠ قلبه براءة وطهارة نشتهيهما Ù„Ø£Ù†ÙØ³Ù†Ø§ ونعتبرهما من السمو بمكان.

نعم بين إخوتنا من ÙŠÙنْعَت (بالناقص) قياساً واعتماداً على نظمنا الحياتية وقواعدنا الاجتماعية. بين الناس من ندينه، وقد يبدو لنا ÙÙŠ الظاهر مستحقاً الإدانة، ولكن قلبه أطهر من قلوبنا، ÙˆÙ†ÙØ³Ù‡ أشد نقاء ÙˆØµÙØ§Ø¡ من Ù†Ùوسنا، وهو بالتالي أجدر منّا بأن يكون هيكلاً حيّاً لله.

Ø§Ù„ÙØ±Ù‘يسي الذي ذكره المقطع الإنجيلي توق٠Ùقط عند حد الطهارة الخارجية: غسل يدين، غسل وجه، مجيء إلى الكنيسة… عند هذا الحد من الطهارة ØªÙˆÙ‚Ù Ø§Ù„ÙØ±Ù‘يسي. عند الاستقامة ÙÙŠ العمل والصدق ÙÙŠ القول ÙˆØ¯ÙØ¹ العشور المنصوص عنها ÙÙŠ الناموس. Ùهل هذا كل شيء؟ هذا الشخص الذي حدثنا عنه الإنجيلي رجل متديّن قد يكون Ùقيراً ولكنه يتمم كل ما هو مطلوب منه. ونحن ÙÙŠ الكنيسة يمكن لكل مؤمن أن يتمم واجباته.

لننتقل إلى الصورة الثانية: العشّار، الجابي. وهو يذكرنا بزكا العشّار الذي لم تسعÙÙ‡ قامته على رؤية المسيح ÙØ§Ø³ØªØ¹Ø§Ù† بالشجرة واعتلاها ليراه ولو من بعيد. وأذكركم بأن مخلّصنا يسوع المسيح كان موضوع انتقاد شديد لأنه جالس الزناة والخطأة والعشّارين. Ùيمكنكم إذاً أن تتصوّروا إلى أي حد كان هذا الصن٠من الأغنياء الظلمة مكروهاً.

العشّار، هذا الإنسان المكروه ÙÙŠ مجتمعه وق٠بعيداً. لم ÙŠÙØªØ´ عن المقعد الأول بل وق٠قرب الباب، ولكن ليس ليترك الهيكل ساعة يشاء، كما Ù†ÙØ¹Ù„ نحن ÙÙŠ كثير من الأحيان، ولكنه وق٠هناك لشعوره بأنه قد يدنّس الهيكل إن هو وطأه وأنه لا يستحق الاقتراب من القدسات. قال الكتاب: (وق٠بعيداً ولم يجسر أن ÙŠØ±ÙØ¹ عينيه). والإنسان المذنب لا يجرؤ، عادة، على التطلّع إلى عيني الحاكم بل يطرق ÙÙŠ الأرض. هذا الإنسان وق٠بعيداً كسير النظرات وصلّى: (يا الله Ø§ØºÙØ± لي أنا الخاطئ). بعبارة واحدة اختصر كل التسابيح، كل الترانيم، كل الطقوس التي نقوم بها. (يا الله Ø§ØºÙØ± لي أنا الخاطئ)ØŒ (ارحمني أنا الخاطئ). إذا لم تكن هذه العبارة وراء تلك الترانيم والتسابيح والطقوس ÙØ¥Ù† الصلاة لا معنى لها.

المتكبّر، صيامه لا ÙŠÙ†ÙØ¹Ù‡ وصلاته لا تÙيده. الذي لا يقر بأنه إنسان Ø¶Ø¹ÙŠÙØŒ الذي لا يشعر بأنه ÙÙŠ حاجة إلى رحمة من الله مدرارة، ها الإنسان غير مؤمن. الإنسان الذي يأتي الكنيسة Ø¨Ø£Ù†ÙØ© وكبرياء وعنÙوان، هذا الإنسان لا يؤم الكنيسة ولا يصلّي.

ÙÙŠ الكنيسة نحني رؤوسنا للرب. هذا الرأس الذي صَمَّم للشر وحاك البائل الشيطانية هو Ù†ÙØ³Ù‡ يجب أن ينحني للرب، هذا القلب يجب أن ينكسر أمام الرب وإلاّ ÙØµÙ„اتنا وصيامنا تدجيل.

لنتقدم خطوة أخرى ÙÙŠ حديثنا، أيها الأحباء، ÙØ¹Ù†Ø¯Ù…ا قال العشّار: (ارحمني أنا الخاطئ) كان لوقا الإنجيلي ÙŠÙØªØ±Ø¶ أننا نعر٠النتائج العملية لصلاة إنسان ظالم، إنسان مستغل، جامع للأموال ويقول: (ارحمني أنا الخاطئ). ÙÙŠ الواقع نحن لا نعر٠النتائج العملية. ولنذكر زكا مجدداً. زكا، عندما اكتش٠وجه المسيح الحقيقي ما عاد ÙŠÙكر بالاقتصاد ولا بالاجتماع أو التوÙير… يقول الكتاب أنه تبدّل، تبدّل ÙÙŠ قلبه وتغيّر ÙÙŠ كيانه. حصل Ùيه تعديل جذري، Ùما كان منه إلاّ أن أعلن بكل عÙويّة وبساطة: (يا رب نص٠أموالي أوزّعها على المساكين). لم يكت٠باعترا٠الÙÙ… وصلاة الÙÙ…. Ùقد شبع الناس ممّا يخرج من الÙÙ…ØŒ ولكنه عندما تحرك القلب استمال التحرك ÙØ¹Ù„اً: (يا ربي نص٠أموالي أوزّعها على المساكين). بالضبط لأن هؤلاء هم الذين جَمَعْت٠أموالي منهم، إذاً Ùلتعد أموالهم إليهم. ثم زاد العشّار: (إن كنت قد ظلمت أحداً أردّ له Ø£Ø¶Ø¹Ø§ÙØ§Ù‹ Ù…Ø¶Ø§Ø¹ÙØ©).

هذا الحديث هو النتيجة Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ية العملية لحضور المسيح ÙÙŠ قلب إنسان. المسيح ليس كلمات، المسيح ليس Ù„ÙØ¸Ø§Ù‹ØŒ المسيح حياة. والجسم الحي يعيش الحياة التي Ùيه ويتكيّ٠بالنسبة إليها. ÙØ¥Ù† Ø¶Ø¹ÙØª ضع٠وإن قويت قوي وإن ÙØ§Ø±Ù‚ته مات.

لا يمكننا أن نكون مسيحيين إذا كنا ظلمة ومستغلّÙين. مدّ يدك إلى جيبك ÙˆØ£ÙŽØ®Ù’Ø±ÙØ¬ منه الظلم والاستغلال. يجب أن تمزّق هذا الجيب وتعيد مال الناس للناس. المسيح ليس مزاحاً، المسيح مغامرة عظمى ÙÙŠ حياتك تربح بنتيجتها الحياة بالرب. إنه الشرط لولوجك الملكوت السماوي.

Ø§Ù„ÙØ±Ù‘يسي والعشّار ÙˆÙ‚ÙØ§ ÙÙŠ الهيكل. ويقول الكتاب بأن الأول لم ØªÙØ³Ù…ع طلبته: صÙÙ…Ù’ØªÙØŒ ØµÙ„Ù‘ÙŠØªÙØŒ Ø¯ÙØ¹Øª الصدقة. وأمّا الثاني، (أنا الخاطئ)ØŒ قالها بالقلب لا بالÙÙ… ولم يكت٠بالقول Ùقط لكنه سلك مسلك التائب – والتوبة هي انقلاب كلّي Ùيك – Ùوجد المسيح Ùيه مكاناً وعاد هذا الإنسان إلى بيته مبرراً.

لوقا الإنجيلي يستعمل مرتين هذه الجملة: (من وضع Ù†ÙØ³Ù‡ Ø§Ø±ØªÙØ¹ ومن Ø±ÙØ¹ Ù†ÙØ³Ù‡ اتضع).

معنى ذلك أن Ø§Ù„Ø±ÙØ¹Ø© هي من الله وليس منك، ليس من البشر. Ùقد تكون عالي الشأن بين الناس ومرÙوضاً من الله، وقد تكون مرÙوضاً من الناس ومحتقراً ومكانك عند الله Ø£Ø±ÙØ¹ مما يتصوّره الناس. اللهم أعطنا نعمة التواضع. آمين.

{ ألقيت ÙÙŠ اللاذقية سنة 1975}.

Facebook
Twitter
Télégramme
WhatsApp
PDF
☦︎

information À propos de la page

Adresses L'article

contenu Section

Balises Page

الأكثر قراءة

Retour en haut