☦︎
☦︎

كثيرة هي العناصر الضرورية لحياتنا كالهواء والنور والغذاء واللباس وقـدرتنا الطبيعيـة وأعـضاء جسدنا. ومع ذلك فإننا لا نستعملها كلها في وقت واحد. حيناً نستعمل هذه وحيناً تلك وفقـاً لمتطلبـات الساعة. كذلك أيضاً لا يستطيع عنصر واحد أن يغطي كل حاجاتنا، فاللباس يصلح لحماية الجـسد لا لتغذيته، ولكي نخرس صوت الجوع يجب أن نطلب لنحصل على الغذاء. النور لا يقوم مقام الهـواء، والهواء مهما كان ثميناً لا يعوض عن شعاع شمس واحد، وكذلك أعضاء جسدنا فكثيراً ما تبقى أعيننا وأيدينا ساكنة عندما يكون السماع في حركة وذلك لأننا لا نستعمل كل حواسنا في وقت واحد. أصابع اليد صالحة لخدمة حاسة اللمس وعندما نريد أن نشم أو أن نسمع أو أن ننظر فإننا نستعمل الأعـضاء المخصصة لها في الجسد.

إن المخلص هو للأرواح المتحدة به الألف والياء ويتجاوب مع كل رغبة وبه كـل القـدرة ليرضـي ويحقق حتى أعمق ضرورات النفس. إنه لا يدع النفس تميل بأنظارها أو تتجه برغباتها إلى شـخص غير شخصه وإلى غرض خارجاً عنه، لأنه يحقق لها ويعطيها كل شيء ولن تحتاج النفس إلى شـيء إلا وتناله من المسيح إذ لا شيء خارجه. إنه هو الذي يعطي للنفس الوجود والحياة. يغـذيها ويهبهـا إمكانية الانفتاح لترى أنه هو المغذي والغذاء للروح. يعطيها خبز الحياة والوجود وهو هذا الخبز. إنه الحياة للذين يعيشون بشذاه الروحي الإلهي. إنه اللباس الروحي المقدم للذين يرغبـون أن تتـشح بـه نفوسهم والطريق الذي يجب أن نسلكه في حياتنا. إنه هو المسدد لخطواتنا لمتابعة رحلتنا آمنين. إنـه نهاية للطريق ومحطة نقف فيها ومسكن لحياتنا طوال سفرتنا الأرضية.

أننا نحن الأعضاء، والرأس هو المسيح. أنجاهد “الجهاد الحسن”؟ إنه يجاهد معنا. أنتقدم في الجهـاد؟ إنه المجلّي. أنحرز انتصارات روحية؟ المسيح على استعداد ليضفر الإكليل فـوق رؤوسـنا. وهكـذا يصبح المسيح محوراً لحياتنا فلا يدعنا نهتم أو نلصق قلوبنا إلا به. مهما تعددت اتجاهات أحلامنا فلن تصادف غير المسيح فهو قمة السمو لأحلامنا السامية. المسيح يحتضن الكل ليحقق كـل رغبـة مـن رغباتنا الإلهية المقدسة. أين تتوجه الروح ولا يكون المسيح؟ “إن صعدتُ إلى السماء فأنت هنـاك وإن نزلت إلى الجحيم فأنت حاضر وإذا أخذت جناحين كالحمامة وطرت إلى أقاصي الأرض فيدك هنـاك تقودني وتسندني يمينك”. إن السيد المسيح بسحر رحمته العجيب وبقوة سلطانه على الأرواح يجـذبنا إليه ويتحدنا به. ومثَلُ العشاء الذي صنعه السيد وملأ مائدته بالخيرات ليقنع المدعوين بالـدخول إلـى بيته يشير إلى هذه القوة العجائبية ذات السلطان الإلهي “وأحمل من فيها على الدخول، حتـى يمتلـئ بيتي” (لوقا 14: 23).

Facebook
Stare de nervozitate
Telegramă
WhatsApp
PDF
☦︎

informaţii Despre pagina

Adrese Articolul

conţinut Secțiune

Etichete Pagină

الأكثر قراءة

Derulați până sus