والآن لندخل في صلب الموضوع ولنتكلم عن الطبيعتين:
إننا نؤمن بأن الرب يسوع الأقنوم الثاني من الثالوث القدوس قد اتخذ من السيدة والدة الإله طبيعة بشرية كاملة مساوية لطبيعتنا في كل شيء ما عدا الخطيئة.
وهذه الطبيعة مزوّدة بنفس عاقلة ومشيئة حرة وفعل. [أي كاملة]
وهي في الأصل كان يجب أن تكون غير قابلة للآلام والفناء وسائر الأعراض التي تعتري طبيعتنا بسبب سقوط آدم.
فهي طبيعة عذراء متخذة من امرأة عذراء ومضمومة إلى اقنوم ابن الله.
ولكن يسوع بفرط حبه ورحمته لنا تحنن فاختص لنفسه أسقامنا وأوجاعنا وحالة الترك “إلهي إلهي لماذا تركتني” (1) (متى 27: 46)، وخضع لشروط طبيعتنا الفاسدة لكي يخلص الإنسان منها ويهدمها ويحولها إلى غلبة ومجد ويؤله طبيعتنا.
فبموته أمات الموت، وبآلامه أزال الآلام وباتضاعه محا حقارتنا وبصيرورته لعنة (غلاطية 3: 13) أبطل اللعنة وجلب لنا البركة (2).
قال غريغوريوس اللاهوتي:
“إنه يحملني بجملتي بكليتي في ذاته مع شقائي لكي يحرق في ذاته ما هو رديء” (مين 36: 121). إذ “ليس الجسد الذي يخطأ من تلقاء ذاته بل النفس بواسطة الجسد”، “فالجسد أداة النفس” كما يقول كيرللس الأورشليمي (عظة 4: 23 في مين 33: 484).
لها مشيئة بشرية، وفعل بشري، وحكمة بشرية، وعلم بشري وحرية بشرية وإلا فلا تكون الطبيعة البشرية في المسيح تامة (الدمشقي 3: 13).
وبالتالي لا يكون الشفاء تاماً: “لقد أخذ ما هو مريض بتمامه ليشفيه بتمامه. وما هو المريض إن لم يكن الروح وشهيته العقلية التي هي الإرادة. فالخطيئة هي داء للإرادة. فإن لم يكن قد أخذ نفساً عاقلة روحية وإراداتها لا يكون قد شفى سقم الطبيعة البشرية. لقد أخذ على ذاته العقوبات المتوجبة على الاثم الأول لكي يفي ديننا وينقذنا من الدينونة” (3).
وقد ضم الابن الطبيعة البشرية إلى أقنومه الإلهي فصار أقنوم الكلمة الإله أقنوماً للطبيعة البشرية.
فلم يتخذ ابن الله أقنوماً بشرياً لأن الاتحاد يضحي غير كامل وينحصر الخلاص بهذا الشخص الذي اتخذه.
ولم يأخذ طبيعة مجردة غير كائنة في حقيقة واقعية، وإلا يبقى التجسد وهماً.
ولم يأخذ طبيعة عامة لأن الطبيعة العامة تتمثل في أفراد عديدين.
ولكنه أخذ طبيعة بشرية حقيقية كالتي ترى في الفرد والتي تعادل الطبيعة الملحوظة في الأجناس.
ولكن ليس لها وجود مستقل. وليست في الأصل فرداً ضمه الابن إليه بهذه الكيفية. وإنما هي طبيعة موجودة في أقنوم الابن. هو إنسان كامل وإله كامل. ولكنها ليست أقنوماً.
وإنما هي موجودة قائمة في أقنوم الابن الذي هو أقنوم للطبيعتين معاً. فأقنوم الابن هو الذي تجسد لا الألوهة، وإلا اضطررنا إلى القول بتجسد الآب والروح القدس أيضاً. أحد الأقانيم فقط تجسد وتألم بمسرة الآب السرمدي وفعل الروح القدس يوم البشارة (4).
ويسوع إنسان كامل عاش كإنسان كامل صائر في مثلنا في كل شيء ما عدا الخطيئة (عبرانيين 4: 15) (5).
أ – مفهوم التقنيم
كيرللس الإسكندري تعرض لموضوع اتحاد الطبيعتين ولكنه لم يتوصل إلى مفهوم التقنيم كلفظة فنية. استعمل مفهوم الاختصاص. وأقطاب اليعاقبة تيموثاوس الهرّ وفيلوكسينوس وسويروس نسجوا على منواله بوضوح أوفر. رفضوا أن تكون الطبيعة البشرية أقنوماً ولكنهم اعتبروها قائمة في أقنوم ابن الله، فيه تألفت ودخلت الوجود وحظيت بالوجود بالاتحاد (6).
لاونديوس البيزنطي استعمل لفظة “التقنيم”. ولكن شرحه لها ملوث بالأفلاطونية الأوريجنسية-الايفاغرية. لاونديوس الأورشليمي نقّاها من ذلك. ودخلت في اللاهوت الأرثوذكسي على يد المجمع الخامس والآباء اللاحقين.
ما هو التقنيم؟ طبيعة المسيح البشرية ليست أقنوماً. أقنوم ابن الله تجسد. ننسب التجسد إلى أقنوم الابن. هذا الأقنوم صار أقنوماً للطبيعة البشرية. هو أقنوم للطبيعتين بالتمام إلى الأبد.
التقنيم هو حالة وسط بين الكينونة بلا أقنوم Anhypostatos، والكينونة أقنومياً.
فمن هو مقنّم enhypostatos (الأصل اليوناني أقوى تعبيراً) إنما هو موجود، لا في ذاته، بل في غيره مشاطراً هذا الغير أقنومه.
هذه الحالة الأخيرة هي حالة تجسد ابن الله. صار أقنوم الابن أقنوماً للناسوت. تلاقت الطبيعتان في أقنوم ابن الله السرمدي. بعد التجسد هو أقنوم مؤلف من الطبيعتين.
لم يحصل أي تغيير في أقنوم الابن. ابن الله هو أقنوم الطبيعتين معاً في آن واحد. فالطبيعة البشرية التي هي بلا أقنوم بشري صارت مقنّمة أي ذات أقنوم باتحادها بأقنوم ابن الله.
إذاً: يسوع اتخذ طبيعة بشرية وجعل أقنومه الآلهي أقنومها. لقد صار الإله إنساناً والإنسان إلهاً. الكلمة صار جسداً والجسد صار كلمة بفضل الاتحاد الأقنومي.
ولكن لم تصر الألوهة بشراً لأن الألوهة لا تتحول ولا تستحيل. هي جوهر ثابت لا يعتريه ظل دوران. الذي جرى هو أن الأقنوم الثاني (لا الطبيعة الإلهية المشتركة بين الأقانيم الإلهية الثلاثة) ضم إليها جسدأً. الله في اقنوم الابن اتخذ جسداً. وباتحاد الطبيعتين صار اللاهوت مسحة للناسوت فألّهه ساكباً فيه مجده الأسنى، ساكناً فيه سكنى تامة.
فالاتحاد الأقنومي يعني أن أقنوم الابن اقتنى الناسوت ملكاً خاصاً به يؤلف معه أقنوماً واحداً (7).
ب – نوعية الاتحاد
لم يعتر الثالوث أي تغيير. وبقي الناسوت ناسوتاً ولكن مملوءاً بسكنى ملء اللاهوت فيه.
فلا اللاهوت استحال وصار ناسوتاً، ولا الناسوت صار إلهاً.
لم يمتزجا وإنما اتخذ الابن طبيعة أخرى لم تكن له من قبل هي طبيعتنا البشرية (8) بدون أن يطرأ عليه أن تغيير أو تحوير، فضمها إلى أقنومه (9).
كان قبل التجسد كلمة إلهياً بلا جسد. بعد التجسد صار كلمة متجسداً، طبعاً بقي اللاهوت كما هو بدون تغيير.
ولكن مبدأ السيادة هو في الكلمة الذي لم يتغير ولم يستحل ولم يكتسب شيئاً ما في كيانه. فبقي كما كان قبلاً.
“لم ينل منا أي شيء يمكن أن يمنحه كمالاً، لأن كلمة الله هو بلا عيب، هو كامل: ولكنه صيّرنا كاملين” (10).
وقد حصل بعد التجسد ما يلي: “شخص الابن الذي كان قبلاً بسيطاً وغير مركب وغير جسدي وغير مخلوق، صار جسداً، صار أقنوماً للجسد وصار مؤلفاً syntheton من الألوهة (التي هي قنيته من الأزل إلى الأبد أي سرمدياً) ومن الجسد الذي اتخذه. وهو يحمل خواص الطبيعتين بما أنه معروف في الألوهة ومخلوق في طبيعته الإنسانية، منظور وغير منظور. وإلا فنحن ملزمون إما بتجزئة المسيح الواحد والتكلم عن أقنومين أو أن ننكر التمييز بين الطبيعتين فندخل آنذاك التبديل والاختلاط” (11).
ج – كيفية الاتحاد
ليست كيفية الاتحاد خلطاً للطبيعتين كما نخلط الحبوب ونثرات المعادن.
وليست مزجاً كما نمزج الحليب والماء.
وليست تجاوزاً كما يتجاور الزيت والماء في إناء واحد، دون تفاعل بين المادتين.
لقد شبهه أوريجنيس وسواه باتحاد النار بالفحم أو الحديد.
فالنار لا تتحول إلى فحم أو حديد. ولا هذان يتحولان. ولكن الفحم والحديد يكتسبان من النار حرارتها وتألقها وتغلغل النار إلى أجزائهما كافة. وهذا تشبيه ناقص.
وشبهه كثيرون (منهم كيرللس الإسكندري) باتحاد النفس والجسد في الإنسان. وهذا أيضاً تشبيه ناقص لم يرضِ أثناسيوس (في التجسد 19).
لا شيء في الكون يصلح لإعطاء صورة تامة عن كيفية اتحاد الطبيعتين. نستطيع أن نقول أنهما لم تختلطا، لم تتحولان، لم لم لم…
كل هذا تعريف بالسلب لا يالإيجاب. يسوع علمنا أنه وحده يعرف الآب. لا نعرف عنه إلا ما يجود به على عقلنا القاصر. ويبقى إيماننا أقوى من عقلنا على اليقين الراسخ والاعتقاد الثابت بما كشفه لنا يسوع وعلمنا إياه الروح القدس.
للعقل حدود. معرفتنا ناقصة جداً. الثالوث القدوس يلطف بنا فيسد بعض عجزنا فقط، إذ نحن عاجزون عن اجتياز الخط المحظور الذي أمامه نعترف خاشعين بأننا أمام المجهول الأكبر أي الله. فكلما غصنا في هذا “البحر” ازددنا يقينا أننا نغرق في الجهل. ولكنه جهل ألمع من الشمس.
الدمشقي قال إن الاتحاد هو غير التجسد لأن الاتحاد يرينا الارتباط فقط لا الشيء الذي تم الارتباط معه. أما التجسد أو التأنس (وهما واحد) فيدل على الارتباط بالجسد أي الإنسان (12). فإن ذكرنا حمي الحديد عنينا اتحاد الحديد بالنار. إن قلنا تجسد ابن الله عنينا دفعة واحدة أنه ضم إليه طبيعتنا (13).
د – نتائج الاتحاد
1- وبسبب الاتحاد الأقنومي المتين غير القابل للفصل أو للتجزئة يكون أقنوم الابن بكليته أقنوماً للاهوت وبكليته أقنوماً للناسوت دون تخلل زمن يكون فيه أقنوماً لهذا تارةً ولذاك تارة أخرى (14).
وهذا الاتحاد المتين هو سبب خلاصنا. فيه اتحدت البشرية بالألوهية بأكمل صورة ممكنة. وهذا ما أراده الله له المجد.
ما أتى إلينا لكي يلمسنا بحذر بل لكي يضمنا إليه على أحسن ما يليق بمحبته وقدرته التي لا تحد. فكان إحسانه إلينا بتجسده أعظم بكثير من إحسانه إلينا حين خلقنا كما يقول غريغوريوس اللاهوتي (15). من جهة، الله تجسد، من جهة أخر صير الإنسان إلهاً (16).
2- تبادل الصفات – وبسبب الاتحاد الأقنومي يجري تبادل الصفات بين الطبيعتين، فنضفي على الناسوت أوصافاً إلهية وعلى اللاهوت أوصافاً إنسانية بما أن أقنوم الابن يجمعها في اتحاد تخشع له الملائكة وتذهل به الألباب.
فحينما نتكلم عن لاهوته لا ننسب إليه خصائص الناسوت. فلا نقول أن لاهوته قابل للألم ومخلوق، ولا نقول عن ناسوته أنه غير مخلوق.
ولكن حينما نتحدث عن الأقنوم فنعطيه اسماً يتضمن الطبيعتين أو اسماً يتعلق بإحداهما، فإننا ننسب إليه خصائص الطبيعتين.
فكلمة “المسيح” تدل على الإله والإنسان، على المخلوق وغير المخلوق.
وحينما نسميه ابن الله أو الله بالرجوع إلى إحدى طبيعتيه فقط فإنه أيضاً يحتفظ بخصائص الطبيعة الأخرى الموجودة معه (Coexistante) (الدمشقي) لذا نقول: تألم الإله وصلبوا ربّ المجد.
وكذلك حين نسمه إنساناً “وابن البشر” (يوحنا 3: 13)، “وصبياً قبل الدهور ورجلاً لا يعرف ابتداء، يختفظ بخصائص وأمجاد الطبيعة الإلهية” (الدمشقي).
ويلاحظ أن اسمي الله والإنسان يطلقان على الجوهر كما لو قلنا “جوهر الله غير مدرك” و”الله واحد”. ويطلقان على الأقنوم كما قيل “مسحك الرب إلهك” (مزمور 14: 7) أو كان “رجل في أرض عوص” (أيوب 1: 1)، فهذا ينصرف إلى أيوب لوجده.
فتبادل الأوصاف هذا مستطاع بسبب سكنى اللاهوت في الناسوت، والتصاق الناسوت باللاهوت التصاقاً لا يعرف ذرة من الوهن في الالتحام.
ولهذه الأسباب نستطيع أن نقول أن سيدتنا مريم أنها أُمّ الله (17)، وأن الله عاش وتحرك وتألم ومات وقبر وصعد وأكل وشرب، مع أن طبيعته البشرية وحدها قاست ذلك (18). ونقول بالمقابل أن ابن البشر هو في السماء (19).
(1) راجع: Kristi syv ord på korset… (الشبكة)
(2) إن الآباء تحدثوا عن الموضوع في مواضيع عديدة منها: أثناسيوس (مين 26: 393-396 و444). إيلاريون في الثالوث 10: 47. غريغوريوس اللاهوتي مين 36: 109 و121 والميمر 36. وديديموس الأعمى (في الثالوث 3: 21 في مين 39: 901) باسيليوس (الرسالة 261: 3) أبيفانيوس (الانكوراتس 33) الذهبي (على يوحنا 11: 2 و63: 1 و2 و67: 1 و2) كيرللس الإسكندري في مواضع عديدة (منها مين 75: 397) داماسوس بابا روما (مين اللاتيني 13: 352-353) أنسطاسيوس الأنطاكي (مين 89: 1340) الدمشقي (3: 25 في مين 94: 1093). ونيقولا كابازيلاس (ص 153-154 من الترجمة الفرنسية للحياة في المسيح). مكسيموس المعترف قال بتنازل أقنوم الابن وانسحاقه ليجدد الله ويبتكر صورتنا (راجع رييو من 84-88).
(3) الدمشقي، مين 95: 184 وأيضاً 161 – المشيئة البشرية واضحة في العهد الجديد: متى 11: 39 و26: 39. ومرقس 14: 36 ولوقا 10: 21 و22: 42 ويوحنا 4: 30 و34 و6: 38 و8: 29 وفيلبي 2: 8 وعبرانيين 10: 5-7.
(4) لاونديوس البيزنطي ومكسيموس المعترف والدمشقي قدموا توضيحات مفيدة إلا أنها عسيرة وذات طابع فلسفي عسير. سأجتهد للتبسيط وترك التعقيدات الدقيقية.
هناك طبيعة مفترضة في الخيال. ليس ناسوت يسوع كذلك.
وهناك طبيعة عامة كالتي نراها في أفراد الجنس البشري. فالإنسان شخص مؤلف. لروحه خواص ولجسده خواص. هو أقنوم مؤلف منهما. هو مرتبط بالولادة والموت لذا هو نوع. الأوريجنسية تقول بسبق وجود الروح. مكسيموس ينفي ذلك ويقول إن الروح والجسد يلتقيان سوية منذ بدايتهما إذ النفس هي التي تحيي الجسد.
أفراد الجنس البشري عديدون. هم نوع، جنس، يتناسلون، يتناقلون بالولادة، يحكمهم الموت. وكل فرد منهم له ميزاته. ارتباط الإنسان بالنوع، بطبيعة جامعة لأفراد البشر يجعله ذا تكوين معين. هو أقنوم يملك طبيعة بشرية مؤلفة من روح وجسد لا بحرية العنصرين بل بفعل الخلق. الأمر مفروض لا لقاء حر، كما في لقاء ابن الله مع ناسوته إذ أخذ بحرية وعفوية.
أفراد الجسن يتناقلون، لذا فوحدة الروح والجسد هي وحدة غير أقنومية لأن ميزة الأقنوم أنه غير قابل للانتقال. يسوع وحيد فريد. لا شيء في الكون يشبهه. هو إله وإنسان.لم يوجد ولا ولن يوجد له شبيه البنة. وحده أقنوم قبل التجسد للاهوت ثم بعد التجسد للاهوت والناسوت.
ليس من آخر سواه إلهاً وإنساناً معاً. فإذاً: اتحاد الطبيعتين لم يأتنا بطبيعة عامة تستطيع أن تكون موجودة في عدة أفراد يكون كل واحد منهم مثل يسوع. كل أفراد البشر يملكون الطبيعة البشرية. لا يمكن أن يكون هناك أفراداً يملكون الألولهة والبشرية كيسوع.
ليس هناك طبيعة مسيحانية Christotis eidos Christon باليونانية و nature Christique بالفرنسية، Christlihood بالإنكليزية قابلة للاشتراك أو للانتقال بين افراد جنس ما من الأجناس (لاونديوس البيزنطي، مين 86: 1277 و1280 و1281 و1289 و1292 و1317 و1320. وعن مكسيموس ومقارنته مع لاونديوس، راجع الصفحات 174-188 من الترجمة الفرنسية الأولى لكتاب هانس بلتازرا. في الإيمان الأرثوذكسي 3: 3 و12. إنما ترجمته الفرنسية رديئة وإن كان المترجم أرثوذكصسياً. فلم يفهم الدمشقي في كل المواضع. فقد ترجمة عبارة “الطبيعة المسيحانية” خطأ وشرحها في الحاشية خطأ بلفزة “مسحة”. وتفلسف فنحت لفظة فرنسية الطابع لفعل synapto اليوناني eoapter الذي يعطي معنى آخر كلياً. وقد اعترف في حاشيته على ختام الفصل 3: 11 بأن الفصل المذكور عسير.)
(5) بعض النقاد Ehrhard, Harnack, Krüger, Loofs اتهموا الآباء اليونان بأنهم تأثروا بالأفلاطونية، وبأنهم قالوا أن المسيح اتخذ طبيعة بشرية جامعة لا طبيعة فردية مثل الطبيعة التي نشاهدها في أفراد الجنس البشري. المتن أعلاه يدلل على خطأ رأيهم. بورودين أجادت من مركز ثقلها اللاهوتي الكبير حين قالت في هرناك أنه لم يفهم شيئاً منهم.
(6) كيرللس، مين 76: 376، 373، 28، 45، 48، 64، 180، 233، 236، 1364. لوبون، المونوفيزستية السويرية، ص 411-412 و395-396. أما مفهوم الاختصاص idiopinsis باليونانية و appropriation بالفرنسية والانكليزية فيعني أن اللاهوت اختص لنفسه بالناسوت.
(7) أثناسيوس، مين 26: 393-396 واللاهوتي 45: 9 والدمشقي 3: 3 و11.
(8) الدمشقي 3: 11 وغريغوريوس اللاهوتي، كارمينا 4 وديونيسيوس المنحول، الأسماء الإلهية 2: 9 في مين 3: 648.
(9) {بقول يوحنا الدمشقي: [“إنَّ الآب أبٌ وليس الابن. والابنُ ابنٌ وليس الآب. والروح روحٌ قدسٌ وليس الآب ولا الابن. فإنّ الاختصاص ثابت لا يخضع للحركة. وإلاّ فكيف يبقى الاختصاص إذا كان متحركاً ومنتقلاً إلى الغير؟… لأجل ذلك فقد صار ابن الله ابن الإنسان لكي يبقى اختصاصه غيرَ متحرِّك، لأن الابن كان ابن الله وصار ابن الإنسان بتجسّده من العذراء القدّيسة ولم يزل اختصاصه بالبنوّة الإلهية قائماً”… (المئة مقالة في الإيمان الأرثوذكسي)]… (الشبكة)}
(10) أثناسيوس ضد الآريوسيين 1: 43؛ إيلاريون، في الثالوث 2: 25.
(11) الدمشقي 4: 5 وأيضاً 3: 7.
(12) هذا يؤيد نقدنا لمايندورف لجهة معنى لفظة “جسد” لدى الآباء. [على سبيل المثال لا الحصر: أغناطيوس الأنطاكي وكيرللس الكبير كانت عندهم كلمة “جسد” تعني “الإنسان”…. (الشبكة)]
(13) الدمشقي، الإيمان الأرثوذكسي 3: 11. ويلي ذلك نص رسالة كيرللس غلى سوسانوس يشرح فيه كيرللس عبارته الشهيرة شرحاً أرثوذكسياً يمر معنا في فصل استعماله للألفاظ اللاهوتية.
(14) الدمشقي 3: 9.
(15) العظة 38: 13 والعظة 45: 9.
(16) نفسه، الرسالة 101: 21.
(17) خصصناها بمبحث قادم منفرد.
(18) اقليمس الإسكندري (مين 8: 97 و224 و288) أوريجانوس (في المبدأ 2: 6، 3 و4: 31)، أثناسيوس (مين 26: 1073)، غريغوريوس النيسسي (ضد أفنوميوس 5: 5)، كيرللس الإسكندري (الرسالة 17 ومواضع أخرى عديدة بما أنه بطل الدفاع عن وحدة الأقنوم) والدمشقي (3: 4) وأوغسطين (الموعظة 186: 1).
(19) الدمشقي.