Gudfaderen

تقوم ضجة ضدنا: لماذا لا تقبل الكنيسة الارثوذكسية الا عراباً منها؟ والذين بفتعلون الضجة يتهموننا بالتعصب، بالتشدد الخارج عن روح العصر. موقفنا من هذا ان الامر كان كذلك دائماً عندنا وعند سوانا وان تغيير التقليد المتبع ينادي به الذين يريدوننا ان نميع في سوانا وان مفقد هويتنا.

لا يستطيع احد ان يقهم موقفنا الا بالرجوع الى التاريخ. فما العراب؟ الجواب في القرن الرابع لما كان الوثنيون يدخلون افواجاً في دين الله. كان المريد يتصل طبيعياً باحد المسيحيين ويقول له: انا اؤمن بالمسيح واريد العماد. فكان هذا الصديق المسيحي يذهب الى الاسقف ليسجل صديقه الوثني الراغب في اعتناق الدين. وكان هذا المسيحي يكفل الوثني ويسمّى الموعوظ لانه يخضع للتعليم. ويشهد له ايضاً انه صادق وحسن السلوك حتى اذا اكمل هذا الغريب علمه في الكنيسة واجتماعاتها يقرر الاسقف قبوله في المعمودية. هذا الكفيل كان من الكنيسة المستقيمة الرأي لا من كنيسة اخرى. الى جانب معمودية البالغين كنا نجري معمودية الاطفال المولودين فقط من ابوين ارثوذكسيين وكنا بحاجة الى عضو في الكنيسة ممارس وفاهم للعقيدة يتوكل بتلقين المعمود قواعد الايمان. وما كانت الكنيسة تتكل فقط على اهل الطفل. اجل هما مسيحيان ولكنهما قد يكونان غير قديرين على نقل الايمان الى الولد. العرّاب بالتالي هو من الكنيسة ويدرّب الولد على محبتها.

القضية التزام ايماني وليست فولكلوراً عائلياً او ارضاء لنسيب من مذهب آخر. فالارتباط الكنسي ليس ارتباطاً دموياً وليس فيه مسايرة. والكنيسة اصلاً لا يدخلها الا اعضاؤها. والمبدأ ان حفلاتها مغلقة دون بقية الناس. تنظيمها تنظيم جمعية لا يحضر اجتماعاتها الا اعضاؤها والعلاقات الاجتماعية واصداقية والقرلبة الجسدية تعاش في المجتمع المدني. اما الكنيسة فلا يدخلها اصلاً الا من آمن بها واستطاع ان يمارس عباداتها. فانا لست متعصباً اذا قلت عن نفسي اني ارثوذكسي ولست شيئاً آخر. انا مجرد انسان مؤون اعرف الكنيسة التي انتسب اليها. هذا مستوى اعلى من مستوى العواطف والمودّات الشخصية. آن لنا ان نفهم ان الدين جدي جداً بحيث لا يختلط فيه حامل الحقيقة الالهية الكاملة وحامل معتقدات مخالفة او مباينة.

نحن نتعامل مع الكنائس لا مع الافراد. حتى الآن المسيحيون ليسوا كنيسة واحدة بل كنائس متعددة. وبيننا فروق وبعضها جوهري فكيف يحمل عراب غريب معتقد منيسته- وهذا افترضه فيه – ويأتي الى كنيسة ارثوذكسية ويتعامل مع كاهنها وليس لهذا الكاهن سلطان عليه. فاذا جاء مسيحي غربي عراباً فلا يتلو دستور الايمانكما نتلوه. والكنيسة الغربية التي ينتسب اليها-ان كان لاتينياً- لا تعطي الميرون مع المعمودية. وان كان كاثوليكياً شرقياً فكنيسته لا تعطي المناولة مع العماد. يقوم هو عندنا بعمل مغاير لعمل كنيسته. لماذا هذا التصادم الفعلي بينه وبين كنيسته؟ اجل المحبة ممكنة وواجبة تجاه اخوتنا الغريين. وحركة التقارب بيننا قائمة واللاهوتيون يتفاوضون غير اننا لم نصل بعد الى وفاق.

قبل هذا يبقى كل منا في مذهبه ويتناول الارثوذكسي الاسرار المقدسة في كنيسته ولا يبيت الانسلن في بيت اخيه ولكن في بيته وليس في هذا استعلاء وما فيه بغض ولا احتقار. ولكنا مرميون على صليب الانقسام وهو موجع. لقد ارادنا الرب واحداً غير ان احدنا انفصل عن الآخر ونرجو التوحد ونعمل له. وحتى اعلان الوحدة ركيزتنا هي الكنيسة الشرقية وهي امّنا وبيتنا حتى يتصالح المسيحيون جميعاً بالايمان المستقيم الرأي. حتى هذا اليوم لا يشترك بالمقدسات التي نقيمها من لم تتمم كنيسته مصالحة كاملة معنا.

المتروبوليت جورج خضر
نقلاً عن “نشرة رعيتي”
الأحد 22 آذار 1992
العدد 12

da_DKDanish
Rul til toppen