Buch von Griechenland

Das Buch Jona in der Bibel steht an fünfter Stelle der 12 kleinen Propheten und enthält vier kurze Kapitel in Form einer interessanten Geschichte, die Jonas Beziehung zu Gott und seine Botschaft unter den Heiden in Ninive, der damaligen Hauptstadt Babylons, erzählt (derzeit Irak). Das Buch ist mit dem Propheten Jona, dem Sohn von Amittai, verbunden, der in 2. Könige (14:25) erwähnt wird und für seinen extremen nationalistischen Geist und seine Nähe zur Idee des „Gelobten Landes“ bekannt war. Jona ist ein typischer Charakter, der eine Gruppe von Menschen repräsentiert, die unter einer Frage leiden, die sie tief in sich tragen, zu einer Zeit, in der Gott sie bittet, sich an seine Liebe und Barmherzigkeit zu erinnern, von der die Propheten gesprochen haben, und sie nicht nach ihren Maßstäben und entsprechend zu gestalten zu dem, was mit ihnen übereinstimmt.

في الاصحاح الاول نجد يونان هاربا على مركب من الرسالة التي اوكلها الله اليه يواجه العاصفة البحرية ويبدو البحارة الوثنيون اشد تدينا منه. في الاصحاح الثاني ينجو يونان من جوف الحوت بعد ثلاثة ايام ويصلي من المزامير ويقتنع بمهمته. في الاصحاح الثالث يبشر اهل نينوى فيؤمنون بالله ويتوبون عن شرورهم فيغفر الله لهم. في الاصحاح الرابع نجد يونان غاضبا لأن الله تحنن على اهل نينوى الوثنيين فيعلمه الله بطريقة تربوية مصورة (قصة الخروعة) ان الخلاص لكل البشر وليس محصورا في اسرائيل. نستخلص من هذه القصة تعليمين: معاناة النبي عندما يختاره الله ويُخضعه للامتحان وهو يخشى ان يعلم تعليما مخالفا للمُعتقد السائد، كما تعلمنا القصة ايضا ان الله رحيم ورؤوف يحب شعبه المؤمن ويحب الوثنيين ايضا ويسعى لخلاصهم. الخلاص شامل لكل البشر وليس محصورا في اليهود.

لا نقع في سفر يونان على ما يخوّلنا أن نحدد زمن تدوينه. علماء الكتاب المقدس يعقدون، ولاسباب عدّة (ادبية، وتاريخية ولاهوتية…)، أن مصدره هو أواسط القرن الخامس ق.م. لغة الكتاب وإنشاؤه ينتميان الى عصر اللغة العبرية الكلاسيكية، فهما قريبان من لغة عزرا ونحميا وأخبار الايام وهي كتابات ظهرت في القرن الرابع ق.م. والعبارات الآرامية فيه عديدة مما يعني أن اليهود عادوا من منفاهم في بابل، والالفاظ اليونانية مفقودة في السفر مما يدل على أن الحضارة الهلينية لم تنتشر بعد في فلسطين، فنحن، تاليا، في زمن محشور ما بين العودة من السبي وقبل انتشار الحضارة اليونانية. هذه الفترة هي التي سيطرت فيها الروح القومية على المؤمنين الراجعين من المنفى، مما جعلهم يحقدون على الوثنيين ويعتبرونهم أنجاسا كلهم، ويطردون النساء الغريبات من وسطهم ويُبعدون السامريين الذين تنجست دماؤهم باختلاطها بدماء غريبة. الجماعة تقوقعت على نفسها في تصلّب كامل: لا قداسة الا في اورشليم، واله الآباء هو فقط اله اسرائيل.

في هذا الجو المثقل بالحقد يُطل الله في سفر بونان ويطلب الى نبيه أن يذهب الى نينوى وهي المدينة التي اضطهدت شعبه ومرمرته. يرفض يونان دعوة الله ويتمرد عليه، لان الله يطلب اليه أن يعمل ما يعاكس اللاهوت الرسمي الذي كان يعتقد به يهود تلك الايام. كاتب سفر يونان هو انسان ملهم من الله، يأتي من الوحي القديم ويعتبر أن الكون كله هو ارض الميعاد الحقيقية، وهذا ما يكسر كل الذهنية المتحجرة التي لا علاقة للإله الحقيقي بتصوراتها وتحديداتها، فيتجاهل (اي الكتاب) مثلا امتيازات سكان اورشليم فلا يذكر مدينتهم ولا يهوذا، ويُظهر أن خلاص نينوى وخلاص اسرائيل هما في نظر الله رسالة واحدة. يونان – الذي هو صورة المؤمن المتعصّب الذي لا يطيق ما يطلبه الله منه – يحاول أن يهرب من وجه الله لأن خلاص الوثنيين لا يعني له شيئا.

يصف كاتب سفر يونان بطريقة تعليمية الوثنيين (البحارة، اهل نينوى)على أنهم أشد تديُّنا من اليهود أنفسهم   (الذين يمثّلهم يونان في السفر ) وأكثر إنسانية. وهذا ما يفضح القومية اليهودية وموقفهم الخاطىء من الله. مأساة يونان هي مأساة انسان في صراع مع نفسه ومع العالم فبينما يعترف بأنه مؤمن بالله إله اسرائيل يهرب من أمام وجهه متناسيا انه يتمرد عليه. وتاليا فإن خطأ يونان – وبيئتِهِ – لا يقوم على مواقفه الخارجية من الله وإنما على علاقته بالله نفسه وحقيقة معرفته له. فهو (اي يونان) لا يريد الله كما الله يعرِّف عن نفسه، ولكن كما يريد اسرائيل الخاطىء أن يكون. فهو وإن كان يعترف بأن الله إله الآباء هو “اله رؤوف ورحيم” (يونان 4: 2) الا أنه لا يريد – مطلقا – أن تطال رحمته أعداء اسرائيل او تتجاوز محبته حدود اسرائيل.

يميّز يونانُ نفسَه عن الوثنين ويعتبر أن لشعبه كل الحق أن يستأثر بمحبة الله ورحمته. هو – ويهود زمنه – في الخطيئة ذاتها لأنهم لم يروا ان اختيار الله لهم هو اختيار متأصل في حبّه المجاني وأنه لا فضل للناس او لحسناتهم فيه، وأن هذا الاختيار نفسه – لكونه مجانيا – يفترض خلاص العالم كله.

سفر يونان هو تأوين لتعليم اله الخروج الذي رفضه اليهود العائدون من السبي. اله اسرائيل هو اله الرحمة والرأفة (كما قال هو نفسه لموسى، خروج 34: 6 – 7) ليس لليهود فقط ولكن لكل الناس. هو لا يعامل احدا بشريعة المِثْلِ بل بشريعة المحبة. مشكلة يونان لا بل مشكلة العالم وأغلب المسيحيين اليوم انهم لا يصدّقون أن “الله محبة”، هو هذه المحبة المصلوبة التي “لا يطلب ما لنفسها” والتي تنتظر “من بعيد” دائما عودة الخاطىء الى أن يرجع، هي محبة مجانية ولكنها ايضا مخلِّصة لأنها تريد جميع الناس أن يُقبِلوا الى “معرفة الحق”.

اذا قرأنا سفر يونان فلنذكر أن الله لا يريدنا أن نتعامل مع إلهٍ من اختراعنا نحن وأن نتقبل الله على فرادته ولو كانت مشيئته تختلف عن مشيئتنا.

Mein Gemeindebrief
الأحد 15 أيلول 1996
العدد 37

Nach oben scrollen