Facebook
heyecan
Telgraf
Naber
PDF'ler
☦︎
☦︎

A. أنواع الوعظ:

تتبدل في العظة عوامل أساسية وعديدة بحسب المناسبة، فعدا تبدل الموضوع تتبدل المدة المثالية للعظة، واللهجة، والحركة، والموقع، واللغة… لأنَّ كل عناصر العظة تتعلق بطقس المناسبة الذي تتم فيه.

1. القداس الإلهي

إنه الإطار العام والأساسي للوعظ. يشكل الوعظ في القداس جزءاً عضوياً وليس إضافياً. فالقسم الأول من القداس هو “قداس الكلمة”، ويحتوي على القراءات والوعظ. وهو يهيئنا إلى قداس الشكر ورفع الذبيحة.

لهذا لا يمكن للعظة أن تأخذ موضوعا غريباً عن هذا الجو الليتورجي و القراءات المحددة وعن القديس والمناسبة المعيّد له والحياة الليتورجية والكنيسة الجماعية عامة.

الزمن الأفضل للعظة هو بعد القراءات مباشرة، وخاصة إذا كانت العظة متعلقة بالإنجيل. فهناك يْمثل دور الوعظ كجزء للتهيئة ضمن القسم التعليمي – قداس الموعوظين.

درج في أيامنا نقل العظة إلى لحظة الكينونيكون، وذلك لأسباب عملية. إن هذا الوقت مخصص بالأساس لمناولة الإكليروس داخل الهيكل من جهة، وبالوقت ذاته إعداد المؤمنين ببعض القراءات والترانيم المطولة إلى التأمل والتحضير للمناولة. لكن هناك عوامل عديدة مثل غياب الترتيل المناسب والقادر على إعداد المؤمنين، أضف إلى ذلك تأخر المؤمنين بالمجيء عموماً إلى لحظة متأخرة بعد الإنجيل مما يقود الواعظ أحياناً لتأجيل العظة إلى وقت المناولة. وكأنَّ هذا الوقت الذي فقد غايته يمكن استغلاله وربح بعض الدقائق بدل الإطالة مباشرة بعد الإنجيل.

إن موقع العظة الحقيقي هو بعد قراءة الإنجيل، وذلك من حيث دورها في القسم التعليمي، إلا إذا كان موضوعها يتعلق بإعداد المؤمنين إلى المناولة والتوبة وتحضير الذات وما شابه ذلك، فيكون ليس غريباً إلقاء العظة قبل المناولة.

إن نقل العظة إلى لحظة الكينونيكون يسيء إلى تحضير المؤمن ذاته إلى المناولة من جهة، كما أنه يقطع العظة عن نصِّها المقروء عندما تكون -غالباً- مرتبطة بالقراءة الكتابية المخصصة. مما يضطر الواعظ لإعادة تلخيص القراءة و التذكير بها ثانية.

ما علينا ملاحظته في العظة أثناء القداس الإلهي هو بعض الميزات. أن المستمعين هم فئات متفاوتة ومتنوعة على جميع الأصعدة، كالسن والمعرفة والعمل والممارسة والمعرفة الروحية. لذلك يجب أن تمتلك العظة فناً يجعلها مفيدة لكل هذه الفئات المتنوعة. بعض الصعوبات التي يجب مراعاتها هي مثلاً أن المستمعين كلهم واقفون، وبالطبع صائمون… لهذا يفضّل أن يكون زمن العظة محدوداً لا يتجاوز 7-10 دقائق من زمن ساعة القداس. لذلك تتجنب العظة المقدمات والمداخلات الطويلة وتتعمد الدخول بالموضوع مباشرة ويجب أن تميل إلى تحديد موضوع محدد يمكن توضيحه وختامه في مدة كهذه. ويكفي في العظة الإشارة إلى التعليم الروحي وتركه بعد ذلك دون الإسهاب به وفرضه وتكراره، إنما تركه لقابلية وغيرة المستمعين لتبنّيه، ولنعمة الرب التي تنميه فيهم.

موقع الواعظ في القداس هو الأمفون. وموقع الأمفون الواضح للجميع والقريب منهم يدل على الأهمية التي أعطتها الكنيسة للكلمة والقراءات والوعظ. يمكن للواعظ عندما يكون هو إمام صلاة (الأسقف-الكاهن) أن يستخدم الباب الملوكي. يلعب شكل بناء الكنيسة ووجود الأمفون وغيابه دوراً أساسياً في تحديد موقع الواعظ. ومن الواضح أن ممارسة الكنيسة(في وضع الأمفون) تبتغي أمرين هما وضوح الرؤيا ووضوح الصوت. وهذه هي الغاية من أي موقع يستخدمه الواعظ، وهما الشرطان اللذان يجب تأمينهما في الواقع.

2. الغروب

والمقصود به غروب بعض الأعياد والمناسبات الليتورجية، وغروب يوم محدد دوري في الأسبوع يتم بعده توجيه عظة تعليمية.

يسمح زمن الغروب للعظة أن تكون أطول، من حيث أن طقسه قصير ووقته مريح أكثر من وقت القداس الإلهي. كما أنه يمكن أن يجمع شرائح متجانسة من الناس أكثر من شرائح القداس الإلهي. ويمكن اختيار القراءة التي نريدها مثلاً للوعظ عليها دون الارتباط بالدور الكنسي ومقاطعه. وهكذا يمكن شرح سلسلة على نص كتابي وإنجيل وموضوع معين.

إن القادمين إلى غروب عادي يقبلون أن يكون للوعظ فيه لربّما الدور الأول على عكس القداس حيث المناولة تحتل المكانة الأولى ويأتي الوعظ مساعداً. وغالباً في مثل هذه الحالة ما يكون الحضور محدوداً وجالساً.

لذلك يمكن للعظة هنا أن تأخذ طابعاً أطولاً وأعمق وفلسفياً أكثر. ويمكن أن تتناول مواضيع يصعب الوعظ عنها في القداس الإلهي. بحيث يمكن الكلام عن أمور اجتماعية وعائلية والإجابة عن أسئلة محددة تهمّ المستمعين. ولربما يمكن الخروج عن إطار الوعظ هنا مرات عديدة وفتح المجال بعده للمناقشة والإجابة على الأسئلة… وفي مثل هذه الحالة يكون من السهل على الواعظ أن يحمل معه نص و كتاب وعظة مكتوبة.

3. مناسبات إحتفالية

من هذه المناسبات مثلاً استقبالات كنسية ولقاءات مع جمعيات وأطر اجتماعات محددة وفي مناسبات خاصة من الحياة وافتتاح كنائس، وفي مدارس وتقديس الماء.

في مثل هذه الحالات وسواها العديد يقدّم كتاب الإفخولوجي إلى جانب الصلوات المناسبة، مواضيع للوعظ غنية. كما يمكن اختيار قراءة إنجيلية قصيرة جد وآية مثلاً. وهنا يغلب استخدام شكل العظة “الكلمة” عوض التفسيرية. ومع ذلك فالأمر يتعلق دائماً بالمستمعين والحالة الخاصة المعيّنة.

الخطر في الوعظ بهذه المناسبات هو محاولة الواعظ أن يغطي كل معاني الحدث فيكون القسم الأكبر من العظة من الأمور المعتاد سماعه، وتأتي تكراراً ممّلاً للسامعين لا يبني روحياً. فيجب التركيز على زاوية معينة من المعاني العديدة واستخلاص التعليم الروحي منها.

4. الأعياد

غالباً ما تشكل المقاطع الإنجيلية القراءات الأنسب لشرح معنى العيد. كما أن قراءات الغروب، تقدم مادة غنية في الأعياد للوعظ. هناك عناصر جديدة في العيد هي بعض الطقوس والحركات الخاصة (زياح الشعانين، زياح الجمعة العظيمة، تقديس الماء في الظهور الإلهي…)، التي يمكن أن تشكل مادة غنية للوعظ. يختار الواعظ اللحظة التي يراها أنسب لشرح الطقس والعيد.

من الطبيعي أن تتمحور العظة هنا حول مواضيع محددة متعلقة بالعيد. ويساعدنا ربط رسالة العيد بالإنجيل دائماً في مثل هذه الحالات لكي تبقى العظة متمحورة حول المقطع والآية المناسبة ولا تخرج إلى مواضيع أخرى لم يتم اختيار النص والقراءة لأجلها.

المواضيع الاجتماعية التي يوحي بها العيد المعين يمكنها أن تكون موضوع وعظ، وحتى الأخلاقية والعقائدية. مواضيع كالتربية والعادات الاجتماعية وطريقة التعييد والعبادة الحقيقية وشؤون الفقر والغنى والفرح والألم… يمكنها أن تناسب الكثير من الأعياد. لكن بكل الأحوال يجب ألا يكون الموضوع غير مستوحى من العيد.

5. المعمودية

للأسف غالباً ما يترك الوعظ في الأسرار! علماً أن السر يحتاج لتعليم لا يقلّ عما يحتاجه القداس الإلهي. إن معنى الحركات العديدة، ودور العرّاب، وقص الشعر، والزيت المقدس وكل تفاصيل المعمودية هي مواد غنية للوعظ تدخلنا إلى معنى السّر، بالإضافة إلى الترانيم والنصوص المستخدمة. هناك جهل كبير بكل ما يحصل في الأسرار المقدسة. موضوع سرّ المعمودية هو انتماء العضو الجديد إلى جسم المسيح وبدء حياته الجديدة التي سيستمدها من القربان المقدس بعد تثبيته. وكل ما سبق ذكره من أمثلة يمكن أن يلقي ضوءاً على هذا المعنى.

فرصة كطقس المعمودية هي فرصة هامة وضرورية. إن وقت الطقس يسمح للواعظ بالحرية الزمنية. وعدد الحضور المحدود والخاص بالمعتمد يجعل الوعظ أسهل. كما أن جو الفرح العائلي يمكنه أن يفتح أبواباً على مواضيع في التربية والتعليم المسيحي والعائلة ودور الأهل ومسؤوليتهم في التنشئة المسيحية ويلقى ترحيب، خاصة بعد اعتماد معمودية الأطفال من جهة وغياب دور العرّاب في الحياة المدنية المعاصرة من جهة أخرى.

6. الزواج

تسمح هذه الفرص الروحية باللقاء مع كثير من أبناء الرعية الذين لا يترددون إلا نادراً إلى الكنيسة وربما أيضاً مع أبناء رعايا أخرى وطوائف وأديان أخرى. لذلك يعتبر طقس الزواج ذو أهمية خاصة للوعظ. أيضاً يقدم هذا الطقس حرية كافية من حيث الزمن، إذ يكون الوضع العام للحضور مريحاً ومعتدلاً عددياً ومتجانساً. كما أن الطقس بحركاته وكذلك النصوص والمقاطع الكتابية تقدم مادة غنية جداً للوعظ. بالإضافة للمفاهيم المسيحية حول غاية الزواج وحياة الزوجين والعائلة المسيحية ومعاني المحبة الحقيقية والعطاء ودور المرأة ووضعها في العائلة والعديد من المفاهيم الضرورية، كل ذلك يشكل مواضيعَ تشدّ المستمعين وتفتح للواعظ مجالات غنية لشرح الكلمة الإلهية ولبنيان المؤمنين.

7. الرقاد

إن فاجعة الحدث والتأثر العام في الحضور هو سلاح ذو حدّين. أي أنه واقع لا يحتمل أي كلمة إلا إذا كانت معزية فعلاً. الحاضرون هنا هم أكثر الناس حاجة إلى “كلمة تعزية”، أكثر من المستمعين في الطقوس الأخرى.

لكن الزمن المتاح للعظة يجب أن يكون معتدلاً جداً ومختصراً قدر الإمكان. يفضّلْ أن تميل العظة إلى الروحانية والتقوى أكثر من الفلسفة والعقائد. وقد يصعب هنا تبديل بعض العادات الاجتماعية التي يتعلق بها الناس في مثل هذه اللحظات. لذلك يجب علينا الحذر في أغلب الأحيان من المسّ به، إلا ما يتجاوز الأدب المسيحي منها.

تسلط نصوص الخدمة الإلهية الضوءَ على سعادة الحياة الأبدية وبطلان أمجاد هذا الدهر. وهي بقدر ما تصلي من أجل راحة نفس الراقد تصلي أيضاً من أجل الأحياء وعفتهم عن هذه الدنيا.

يجب ألا يُبالغ في احتقار هذه الدنيا في مثل هذه اللحظات، دون إهمال حقيقة عدم التعلق بها. وكما الصلوات كذلك العظة، يجب أن تتناول بقسمها الأكبر غاية إفادة الأحياء المشيّعين للجثمان بالإضافة للصلاة من أجل نياح الراقد.

تجري العادة أن يلجأ الواعظ مرات عديدة إلى تقريظ الراقد، وهذا أمر نسبي يتعلق فعلاً بحياة الراحل وخدماته اجتماعيا وكنسياً وما يمثله من دور اجتماعي وروحي. ولكن بكل الأحوال إذا اقتصرت العظة على التقريظ تفقد الكثير من غايتها. والمؤلم في مثل هذه الحالات أن يحصل تمييز في الوعظ، أي أن نعظ مقرّظين (فلاناً) ونعظ مرة أخرى دون أي ذكر لفلان، وذلك تحت ضغط مقاييس عالمية كالغنى والمجد والمراكز.

يقابل الواعظ في مثل هذه الحالة جمهوراً من الناس مدهوشين أمام سر الحياة وضعف الإنسان. وهم قابلون للاعتراف بالمجد الإلهي ولكن متسائلين عن محبته وخاصة في بعض حالات المرض ووفاة الأطفال. لا بد في مثل هذه الحالات من شرح المحبة الإلهية ومفهوم الألم والموت لتعزية قلوب الناس وتثبيت إيمانهم.

يتألف الحضور عموماً من نوعية متجانسة الأعمار ولكن غالباً ما يحتوي على خليط طائفي وأيضاً من أديان أخرى، الأمر الذي يستدعي تناول مواضيع مشتركة في الخبرات الإنسانية والروحية، وشرح الموقف المسيحي منها.

إن نص الإنجيل والرسائل يشيران إلى أهم موضوع وهو معنى الحياة (الإنجيل) وحقيقة قيامة الأجساد (الرسالة). وهي حقائق صرف مسيحية، يجب شرحها والتشديد عليها.

ما هو حقيقي وما هو مزيف؟ أسئلة تُطرح على مواضيع عديدة في مثل هذه اللحظات. تطرح مثلاً على الحزن، ما هي دواعي الحزن الحقيقي (الخطيئة) وما هي الأحزان العابرة؟ ما هو المجد الحقيقي منه والمزيف؟ وما هي المحبة الحقيقية والمزيفة أيضاً ؟

الكلمة المعزية بالنهاية هي حقيقة القيامة. والمسيحية هي دين الحياة لقيامة. لذلك يعتبر طقس الجناز وقتاً مؤاتياً لعظات غنية جداً ومقتضبة ووافية، تبني وتدعو للتوبة والالتزام بحياة الكنيسة والجرأة على عمل المحبة والبذل.

8. جمهور مختلط

والمقصود بذلك نوعان. الأول تفاوت الأعمار والثاني تفاوت المعرفة (الثقافية) واختلاف الإيمان والمعتقدات (أديان وطوائف). مجتمعنا مجتمع تعددي، لذلك لا تندر الحالات التي على الواعظ أن يتوجه بها إلى جمهور مختلط.

بالطبع المبدآن الأساسيان هم، أولاً إيجاد موضوع في القواسم المشتركة، والثاني هو عدم تفريغ العظة من بُعدها المسيحي دون أن يعني ذلك لا تعقيدها بدل التبسيط ولا تحريفها بدل الشهادة عن الإيمان كما هو.

في الجمهور المختلط والمختلف عمري، هناك مواضيع يمكن توزيع غذائها على أجيال متفاوتة بسهولة، كحياة القديسين ومعاني الأعياد وشؤون المحبة والإحسان وشرح الطقوس في أمورها الأساسية وشرح الصلوات والترانيم…. بينما تشكل المواضيع التربوية والعقائدية والتاريخية حيزاً يحتاج عموماً إلى تجانس ثقافي أكثر.

وفي الجمهور المختلف ثقافياً والمتمايز دينياً، فإن كل المواضيع العامة والمشتركة إنسانياً، مثل شؤون التربية والمحبة والفضائل المسيحية بأسرها وحتى العقائد في بعض منها تكون هي الأنسب. وعموماً فإن النوعين السابقين يتقاسمان المواضيع بينهما فما يصلح للأول يتجنبه الآخر. وما هو مشترك بين الأجيال المسيحية من مواضيع قد يصعب طرحه بين شرائح مختلفة دينياً ومتجانسة عمرياً.

9. في وسائل الإعلام

تعددت اليوم وسائل الإعلام، المرئي منها والمسموع، وسلبت المنبر الحقيقي للوعظ والتربية والتنشئة. وحتى اليوم مازالت الكنيسة مقصرة في إعداد الكوادر لاستخدام هذه الوسائل الإعلامية الجماعية. وغالباً ما يطلب في الأعياد والمناسبات من رجال الإكليروس تقديم برنامج ما ونظهر غير قادرين أحياناً على المساهمة حتى حين يطلب منا.

في العديد من الكنائس هناك محطات بث إذاعية صوتية وأيضاً مرئية. ويبدو أن أعداد مستمعيها كبيرة جد، بالطبع لا يقارن مع عدد المئات الذين يسمعون عظة من باب ملوكي.

الجديد هنا، أولاً خروج العظة من جدران وأجواء الهيكل وهذا يفصل العظة بدرجة ما عن الليتورجيا. ولربما يعطيها إمكانية بناء موضوع مستقل بحد ذاته. كما أن متابع وسائل الأعلام هو متفرجّ وليس مشاركاً وخاصة فيما يخص القداس الإلهي. لذلك تلعب هنا العظات دورها الأول وبشكل فريد ومميز وهو الدور التعليمي. وهو دور أساسي جداً. ولربما لذلك تستطيع وسائل الإعلام خدمة البرامج التعليمية والعظات التعليمية أكثر مما تخدم نقل وبث الطقوس الليتورجية كالقداس والأسرار الإلهية. إلا في حالة واحدة حين يكون البث تعليمياً أي مرفقاً بتحليل وتفسير أقرب إلى الشريط الوثائقي منه إلى نقل الاحتفال الليتورجي.

من هذه الرؤية يكون من المفضل – وعند توفرّ الإمكانية – ان نستغل الأوقات المخصصة من وسائل الإعلام بتحضير برامج خاصة لها مسموعة و مرئية بدل اللجوء إلى النقل المباشر من الكنيسة. إن النقل المباشر من الكنيسة يتعرضّ لمخاطر عديدة، ومنها سوء توزيع الصوت، صعوبة ضبط الحركة بالنسبة للتقنيين الذين غالباً ما يجهلون حركة الطقس. عدم وجود الترتيب الكافي من الخدام في الطقس، وعدم أهلية كل الخدام (إكليروس وعلمانيين) لمشروع تسجيل جيد وبشكل مباشر دون تدريب كافٍ. بينما تحضير أي برنامج يعني استغلال كل لحظة متاحة بشكلها المثالي.

وتزداد حاجة تحضير البرنامج مكان البث المباشر للبرامج الدينية في وسائل الإعلام الصوتية (الراديو)، وحيث أن متابع البرنامج لا يرى الحركة والصورة. وبما أن كل لغة المخاطبة المرئية تختلف عن المسموعة في صياغتها وحركاتها وطرق تعبيره، لذلك في حالات كهذه يكون المردود ضعيفاً جداً. وحين الاضطرار قد يكون من الأنسب وضع تعليق يشرح الحركة ويغطّي الفراغات الليتورجية الطويلة التي يعتمد فيها الطقس على الحركة وليس على الصوت.

في التلفزيون يفضل دائماً، ويشد أكثر، وجود الحوار وليس المحاضرة. ويحسن بالوعاظ أن يطرح أجوبة على أسئلة يوجهها عليه آخرون و يطرحها هو على نفسه.

تقدم وسائل الإعلام المرئية إمكانيات عالية ومردوداً مضاعفاً في حال استخدمنا إمكانيات الصوت والصورة. إذ يساعد كثيراً استخدام الأيقونة في الخلفيات وعرضها أثناء الحديث.

إن العمل مع وسائل الإعلام هو عمل يتطلب جهداً جماعياً وخاصة المرئي منه. ولربما يكون من المستحسن خلق جماعة ولجنة خاصة في الرعايا تهتم بتحضير برامج مسبقة لما هو متاح لها من وقت في هذه الوسائل بحسب المناسبات المعتادة وحتى الطارئة، هذا في الحد الأدنى. ولربما نحتاج في الكنيسة عموماً إلى التخصص على هذا المضمار ولإيجاد مؤسسات تقوم بهذه الأعمال وإعداد البرامج.

10. مكتوب

نشأ هذا الأسلوب من تعذّر إمكانية كل كاهن في القرى وحتى في المدن عن الوعظ خلال كل قداس إلهي وحتى في الأعياد. لذلك قام بعض الأساقفة وبعض الوعاظ بمهمة التطوع لكتابة بعض العظات وإرسالها إلى الكنائس حيث تقرأ هناك حيث يظهر هناك نقص وحاجة. طبعاً هذا الحل هو بسبب ولا يشكل الوضع الطبيعي. لأن الوعظ بالأساس قائم على مواجهة الواعظ بالمستمعين، العظة نوع من لقاء أكثر مما هي شرح وتفسير. رغم ذلك تؤدي هذه العظة خدمة هامة لحاجات الرعايا الروحية. لذلك يقترح ان تحافظ اللغة على البساطة وأن تتجنب الإنشاء المصطنع المعهود في التأليف الكتابي. وأن تكون مختصرة وواضحة.

هناك بعض العظات المكتوبة التي يمكن نشرها في المجلات والنشرات الأسبوعية وبالمناسبات والأعياد. عندها يجب أن ترفق العظة مع ما يناسبها من النص الإنجيلي والتعريف بالعيد و بالقديس وبالموضوع الذي تختص به العظة.

يميل هذا النمط من الوعظ إلى شكل من أشكال تحرير النص الكتابي أكثر منه إلى الإلقاء الشفهي. ولهذا النمط الحظ الأوسع بأن يقرأ من أعداد أكبر من عدد السامعين لعظة مألوفة في الكنيسة.

11. الندوات والمحاضرات

صار من المعهود في جميع الرعايا تنظيم محاضرات وندوات روحية وعلمية غايتها تناول موضوع وسلسلة من المواضيع لتفسيرها وتبسيطها وإيصالها لعموم الناس، وذلك من مختصين بمجالها.

يمكن أن تتناول هذه الندوات والمحاضرات مواضيع تخصصية وعلمية أكثر من العظات العادية في الكنائس. لذلك يمكنها مناقشة المواضيع التي يصعب التطرق إليها في الأنواع الأخرى. فبسهولة يمكن لندوة ما الخوض في تاريخ الكنيسة وبتفاصيل دقيقة عن التربية والتنشئة والحق الكنسي والهموم الرعوية. بالإضافة للحرية بانتخاب أي موضوع من الحقول الأخرى للوعظ دون استثناء. فيمكن أن تبنى على دراسة إنجيلية أيض وليتورجية…

ما يمتاز به جمهور هذه الندوات هو الانسجام والاهتمام بهذا الشأن. وغالباً ما يحمل معرفة لا يستهان بها في المواضيع المطروحة. مما يسمح للمتكلم أن يغوص بالعمق أكثر، وأن يختار الموضوع الذي يجيب على أسئلة الحضور بعد التفاهم مع منظمي هذه اللقاءات. كل هذه العناصر تقوّي موقف المتكلم وتجعل حديثه أغنى وأقرب وحيّ أكثر.

غالباً ما يحمل الحديث هنا لوناً علمياً وتحليلياً وليس وعظياً. لذلك يرجح أن يكون المتكلم فيه من ذوي الاختصاص والخبرة ويملك شهرة تؤهله إلى كسب ثقة المستمعين. قد تكون فرص كهذه سانحة أكثر من غيرها لمشاركة النساء في المحاضرة وإدارة الندوات.

لا يتحمل حديث من هذا النوع أي تكرار ويتطلب لغةً منمّقة وأفكاراً واضحة ومتسلسلة ومبرهنة. ويليق به أكثر، على عكس العظة مثلاً في الكنيسة، أن يقرأ من نص مكتوب. فغياب المرجع والنص من اليد يعطي انطباعا مبالغاً جداً بفوقية المتكلم وثقته بذاته، وأحياناً عن عدم احترام الحضور بشكل كافٍ.

يُعتاد في نهاية هذا اللقاء أن تترك مجالات محددة للتوضيح والرد على أسئلة المستمعين، وهذا يزيد من مردود الكلمة والحديث بشكل كبير. الوقت المعهود لهذا النوع من اللقاء والأحاديث هو 45 إلى 60 دقيقة. وهو من أفضل الأنواع عموماً على المجال التعليمي وشرح الكلمة.

___________________________________________________________

B. أشكال الوعظ: تحليل وتركيب

إن قوانين الوعظ وأساليب تشكيل العظة، التي سندرسها في هذا الفصل، لا تشكل قوالب إجبارية لا تقبل أي تبديل، ولكنها بالوقت ذاته ليست نماذج عفوية إنما جاءت حصيلة خبرات الوعظ الطويلة. ولذلك تشكل دراستها أساساً في إتقان فن الوعظ.

رغم أن العامل الأساس في الوعظ ليس الشكل ولا اللغة وإنما المضمون وقوة الكلمة الإلهية التي تملأ قلب المؤمن بالنعمة، إلا أن الأشكال هي التي تساعد على إيصال هذه النعمة، ولا تفقد في أي وقت ضرورتها وقيمته، وتساعد الواعظ على ترتيب أفكاره وسبكها بالطريقة الأفضل التي يستطيع السامعون فهمها والاستفادة منها.

وهناك طريقان على الواعظ أن يسلك إحداها في تكوين عظته، إما الطريقة التحليلية والطريقة التركيبية. فمن الأسلوب الأول هناك العظات التفسيرية التحليلية، ومن الثاني هناك “الكلمة”، وبين الأسلوبين تحتل العظة التفسيرية التركيبية مركز الوسط.

1. العظات التفسيرية

وتعتبر الشكل الكلاسيكي والمعهود للوعظ، خاصة المبني منه على النصوص الكتابية. وتهدف إلى شرح النصوص وتوضيح الإرادة الإلهية منها واستنتاج الوصايا التي تنتج عنها لحياة المؤمنين.

يعتبر البعض هذا الشكل هو الأنسب للوعظ على المقاطع الكتابية، وهو بالواقع يسمح للعظة بتقديم أكبر كم من التعليم يمكن أن يعطيه النص. وهذا يجعل العظة فعلاً مضمونة، حيث أنها دارت حول الكلمة الإلهية مباشرة ولم تتطرق إلى مواضيع تتداخل فيها الآراء الشخصية للواعظ التي قد تغلب أحياناً وهناك عظة تفسيرية تحليلية، وتفسيرية تركيبية.

أ. العظة التفسيرية التحليلية

وهي الأسلوب الأسهل والأبسط للوعظ، وهذا لا يعني التقليل من أهميتها وفاعليته، وإنما أنها لا تتطلب الجهد ولا الفنون الأدبية التي تتطلبها الأنواع الأخرى.

بحسب هذا الشكل يحللّ الواعظ تعاليم النص، ويحدد المعاني الأساسية بالتسلسل الذي يقدمه النص الكتابي، ويفسرها متدرجاً من بدايته حتى نهايته، ثم يستخلص التعاليم الروحية النابعة منه.

يبدو هذا الشكل سهلاً لأن الواعظ لا يحتاج لرسم مخطط لعظته، مادامت هي بالأصل تفسيرية، بل يتبع مخطط النص ذاته. وكل المقاطع الكتابية هي صالحة على الفور (للتفسير) لعظة تحليلية. كما أن النص الكتابي يقدم فرصاً واسعة لشروحات عقائدية وكتابية وروحية وليتورجية… يمكن للواعظ التوقف عندها في درج تفسيره للنص. ويبقى تفسير الكتاب مهما كان موضوع الكلمة مادة عذبة للسامع ومرغوبة. لذلك تنال العظات التي من هذا النحو إعجاب السامعين ورضاهم، وهي بشكل من الأشكال ُتعرِّف المستمعين على معاني وخفايا النص الكتابي وبشرحها الدقيق والتعاليم الحقيقية والخفّية.

لذلك يجب لحظ التوازن بين قسمي العظة التحليلية، وهما التفسير والتعليم. فالتفسير هو شرح الآيات وإيضاح معانيه، والتعليم هو ما يخرج من هذه الآيات ومعانيها من وصايا إلهية وإرشادات روحية للحياة. والقسمان مرتبطان، وللواعظ أن يحفظ التوازن، فلا يغيب أي قسم منهم، الأمر الذي يجعل القسم الثاني غير واضح.

مرات عديدة تكون التعاليم في المقطع الواحد متعددة، وقد تكون غير مرتبطة ببعضها البعض. لذلك يفضّل ألا ُتجزأ التعاليم إلى أقسام عديدة جداً مما يجعل العظة مفككة، وإنما ترتّب تعاليم المقطع ضمن “وحدات” قليلة محددة.

كما يفضّل أن يتم شرح كل “وحدة” من المعاني واستنتاج تعليمها الروحي مباشرة. حيث أنه يصير من الصعب إذا ما شرح كل المقطع أن نعود إلى استنتاج الإرشاد الروحي من السطور الأولى وما يليها في النص، الأمر الذي يوقع الواعظ في التكرار ولا يمكّن المستمع من ربط الشرح بالتعليم والتفسير بالإرشاد.

عندما تكون مواضيع المقطع الإنجيلي تنصب كلها تحت موضوع أساسي يمكن اعتماد تفسير كل مقطع ثم استخلاص الموضوع الأساسي ودعمه بالمعاني الجزئية للمقاطع .

عندما نستشهد في سبيل تفسير المقطع بآيات من الكتاب في مقاطع أخرى علينا أن نعود ونلتزم بالمقطع المدروس والبقاء فيه (كما يحدث في الأناجيل الإزائية).

ويفضّل أن تكون التعاليم في العظات التفسيرية عملية ورعوية وروحية. حيث يعطى القسمُ النظري التفسيري التعليم التطبيقي. لكي لا يكون قسما العظة محصورين في أمور تفسيرية ونظرية بحتة. هذا لا يلغي أن تكون تعاليم عقائدية وتاريخية، ولكن التعليم يجب أن ُيعطى على المستوى العملي. لكي لا تنقلب العظة إلى درس تفسير في الكتاب.

وعلى سبيل المثال فإنه مثلاً في مقطع الفريسي والعشار(16 من لوقا 10:18-14) يمكننا:

  1. تفسير الكلمات بالتدريج وإعطاء معانيها التاريخية والدينية مثل الفريسي- العشار

    توضيح صلاة الفريسي: “كلم ذاته قائلاً” – “أصوم مرتين بالأسبوع” – “التعشير”

  2. تقديم التعليم الروحي مثل: التبرير – طرق الصلاة – العجب والتوبة….

    إن التفسير “التأويلي” لم يعد مألوف، كما كان عند آباء المدرسة الإسكندرية. وفي أيامنا يبدو هذا الأسلوب غير واقعي ولا عملاني. ويفقد العظة سلطتها الروحية.

هناك نصوص حصرية ومحددة يقوم عليها التفسير الرمزي. ومنها الأمثال خاصة. مثل، عظة السامري الصالح (لوقا 10:10-35) يمكنها أن تتحمل الرمز. وغالباً ما نجد صدى هذه الرموز في التسابيح الكنسية. فهنا يسوع هو السامري الصالح “الذي ليس من السامرة ولكن من مريم”. وأورشليم هي الفردوس أريحا هي العالم. واللصوص يمثلون الخطيئة. الكاهن واللاوي يمثلان الناموس والأنبياء في العهد القديم. الزيت والخمر يمثلان الأسرار الكنسية. الفندق هو الكنيسة. الدرهمان هما العهد القديم والجديد. “عندما أجيء ثانية” هو موعد المجيء الثاني المجيد. وهكذا… ورغم ما يحمله هذا التفسير التأويلي من طاقات لشرح كل سرّ التدبير الإلهي بهذه الصورة الجميلة، إلا أنه بالنهاية لا يحقق غاية المثل التي قصدها يسوع ليجيب على السؤال “من هو قريبي”. وهذا ما هو واضح من آية المثل الأولى والاخيرة.

هناك نصوص هي أمثال رمزية بالأساس ولا يقوم عليها إلا هذا التفسير. أعطاها يسوع بهذه الغاية، ِمثل َمثل الكرّامين القتلة (متى 33:21-43). إن استخدام التفسير الرمزي يجب ألا يصير في أية حالة شرحاً ميثولوجياً. وهذه النصوص تطلب من الواعظ الالتزام بالمعاني بدقة، وعدم الإسهاب في تفسيرات قد تقوده إلى إفساد المعنى الحقيقي للنص ولا تخرج منه الإرشاد الحقيقي المطلوب.

القسم الثاني من العظة التفسيرية، وهو التعليم والإرشاد، هو القسم الأهم الذي يتطلب من الواعظ التحضير الحقيقي للعظة وبروح الصلاة والتأمل ومطالعة المراجع التفسيرية ومراجع الوعظ، لاستخراج “تعاليم محددة ومحصورة” يريد توضيحها بناءً على تفسير النص الكتابي.

يواجه الواعظ في هذا النوع من وعظه عدة صعوبات. الصعوبة الأولى هي عدم إمكانية تكرار عظة من النوع ذاته في المقطع عينه للمستمعين أنفسهم مرة ثانية، آخذين بعين الاعتبار أن الدور الليتورجي قد جعل المقاطع الكتابية ثابتة. يعاني الواعظ في هذا النوع، عندما يريد الوعظ ثانيةً في الرعية ذاتها في السنة والسنوات القادمة. لأن تفسير العظة وتعاليمها سوف يستهلك في عظة وعظتين! وهذه المقاطع لكتابية هي الأشهر في الكتاب المقدس ومعروفة لدى قسم واسع من المصلين، ولا يمكن للواعظ تقديم تفسيرات أعمق وجديدة وتعاليم وإرشادات غير معهودة في الوقت الضيّق المحدد له، حين يريد استخدام هذا النوع من الوعظ.

الصعوبة الثانية هي ضيق الوقت، فالتفسير يحتاج لزمن كافٍ، كذلك من ثم استنتاج الإرشاد الملائم وشرحه ووضعه في حيز الحياة العملية كل ذلك يجعلُ عمل الواعظ مضاعفاً عملياً للزمن المحدد. وهذا يتطلب انتباه الواعظ حتى لا تظهر العظة ذات بداية لكن دون نهاية محددة وخاتمة.

والصعوبة الثالثة هي تطبيق الإرشادات الممكنة والمحددة في هذا المقطع على المسائل الحقيقية لحياة الرعية. فليست كل الإرشادات والتعاليم ضمن المقطع الواحد تلائم فوراً التعليم الذي كان يتمناه الواعظ في رعيته. و بالعكس هناك حاجات رعوية في مناسبات واجتماعات ليتورجية قد لا يوفّرها النص الإنجيلي.

ومن المفترض أن يستخدم الواعظ كلمات النص المقروء من الإنجيل الطقسي عموم، حيث أن المستمعين في مثل هذا الوقت ليسوا بانتظار دراسة نقدية للترجمات. وأي تطرق لمثل هذه المسائل النقدية يضيف موضوعاً يشتّت الموضوعَ الأساسي ويضعف من انتباه السامعين.

تطبيق: (عظة تفسيرية تحليلية)

  1. الأحد بعد الميلاد (متى 13:2-23)
    1. تنبيه الملاك والهروب إلى مصر (13-15)

      تعليم: في الشدائد علينا ألا نجّرب الرب إلهنا بل أن نقّدم ما هو ممكن بشرياً. التنبيه (العجيبة) من الله، والسفر هو من الجهد البشري

    2. ذبح أطفال بيت لحم (16-18)

      تعليم: شرّ البشر لا يغلب المحبة الإلهية

    3. العودة إلى الناصرة (19-23)

      تعليم: معنى اسمه ” ناصرياً “

    • (تفسير كل مقطع واستنتاج الإرشاد مباشرة)
  2. قداس بروجيازميني (الأربعاء العظيم) – المرأة الخاطئة
    1. تفسير المقطع :
      1. المرأة عند أقدام يسوع
      2. خيانة يهوذا
    2. التعليم:
      1. محبة المسيح تحرر من الأهواء
      2. الأهواء (حب المال) تستعبد الإنسان
    3. (تفسير المقطع كله ثم استنتاج التعليم المشترك)
  3. أحد الغفران – مرفع الجبن (متى 14:6-21)
    1. الغفران: (14-15)

      تعليم: غفران الله مرتبط بمغفرتنا للآخرين

    2. الصوم: (16-18)

      تعليم: الصوم الحقيقي والمراءاة

    3. الكنز الحقيقي: (19-20)

      تعليم: الغنى والفقر بالروح

  4. d. الاحد 8 من متى(14:14- ) تكثير الخبز والسمك
    1. يسوع يعلم الجموع وهي تتبعه

      تعليم: قوة بشارة يسوع

    2. يسوع يطعم الجموع

      تعليم: يسوع يطعم شعبه، كما أطعم الله الشعب في العهد القديم.

ب. العظة التفسيرية التركيبية

يعتبر هذا النوع من الوعظ هو الأفضل على الإطلاق بين العظة التفسيرية التحليلية و”الكلمة”. إن هذا النوع يربح ميزات العظة التفسيرية وميزات التركيب التي للـ “كلمة”. وبالوقت ذاته يتجنب مساوئ العظة التحليلية ومساوئ أسلوب “الكلمة”. فهو نوع تفسيري تركيبي في آن واحد. النقص الوحيد في هذا النوع هو أنه لا تستطيع كل المقاطع الكتابية أن تكون مناسبة لها.

العظة التركيبية هي عظة تفسيرية، ولكن ليس بمواضيع النص المتعددة عادة، وإنما بموضوع واحد محدد قد يكون القاسم المشترك لكل المواضيع الجزئية، التي يجب أن تصب كلها في تفسيره. ومن هذا الموضوع المحدد ينشأ تعليم وإرشاد واحد محدد وواضح. هكذا في هذه العظة هناك موضوع أساسي ومواضيع جزئية. ولو صحّ القول هناك مواضيع النص وهناك “موضوع هذه المواضيع”.

غالباً ما تبدأ العظة بشكل تحليلي لتعود بعد ذلك وتركّب الموضوع الأساسي، وهكذا يبقى انتباه السامعين مشدوداً. وتحديد الموضوع الأساسي يسمح بتناوله بشكل وافٍ وليس الانتقال منه بسرعة كما في العظة التحليلية.

مادة العظة هي عموماً حصراً من النص المقروء. ولكن العظة لا تتبّع مواضيع النص كما هي بل تضعها في خدمة وتفسير الموضوع المختار للعظة. لا بل يمكن تجاهل عدة مواضيع من مواضيع النص الجزئية حين لا تخدم موضوع العظة الأساسي.

يؤخذ الموضوع بالطبع من النص، وغالباً ما يفضل أن تبدأ العظة بالآية و العبارة التي تشير إلى هذا الموضوع الأساسي. قد تبدو مقاطع كتابية من القراءات المعروفة غير قابلة، ولكن بعد تمعن ودراسة يخرج من النص موضوع حقيقي. يكفي أن يتعمق الواعظ في معاني النص ليجد وحدته وأهم مواضيعه الجوهرية. ولكن يجب ألا نستخرج مواضيعَ غريبة ليست حقيقية في النص بشكل أساسي وواضح.

يتم تقسيم النص إلى المواضيع التي نريدها أن تخدم موضوع العظة الأساسي، وُتشرح هذه بشكل جزئي كما في العظة التحليلية، ومن بعدها تجمع وتركب لتشرح معاً الموضوع الأساسي.

تطبيق: (عظة تفسيرية تركيبية)

a. أحد الفريسي والعشار (الأحد 16 من لوقا 10:18-14)

  • آية هذا الموضوع : من ارتفع اتضع ومن اتضع ارتفع
    1. طبيعة وصفات صلاة العشار المتواضعة (ينحني- يصرخ ارحمني- يقرع صدره …)
    2. طبيعة وصفات صلاة الفريسي المتكبرة (يدّعي – يدين)
  • من يعترف بضعفه يرفعه الله بسبب تواضعه، ومن يتعالى ببره يحتقره الله لأنه ينسى أيضاً ضعفه فيتّضع.

b. الأحد 8 متى (14:14 …) تكثير الخبز

  • الآية : رفع يديه وبارك وشكر وكسر
    1. أطعم الله الشعب في البرية وهنا يسوع كذلك.
    2. حركات يسوع الخاصة التي كررها يوم العشاء السري.
    3. يسوع يطعم شعبه في الكنيسة من جسده – الليتورجي

c. أحد الغفران – مرفع الجبن (متى 14: 6-21)

  • الآية: بل لتظهر لأبيك الذي في الخفية
    1. المراءاة في الغفران: طلب الغفران من الله دون مسامحة الآخرين
    2. المراءاة في الصوم: الظهور أمام الناس وليس أمام الله
    3. المراءاة في المال: كنز المال لنا وليس لله.

2. العظة الكلمة “Sermon”

يعتبر هذا الشكل من الوعظ مستحدث، ورغم أن الآباء القديسين استخدموه، ولو نادر، إلا أنه ساد في عهد التنوير في الغرب، ثم شاع في العالم الكاثوليكي وأيضاً في العالم الأرثوذكسي.

هناك عدة عوامل تدفع بالوعظ للخروج عن الأطر المعهودة به، ومنها مثلاً: استهلاك النص الإنجيلي وسواه في الوعظ لمرة ومرتين حتى تنشأ الصعوبة في إنشاء عظة في المقطع ذاته وللرعية ذاته، الأمر الذي يربك ويدفع إلى التكرار، وخاصة في بعض الأعياد الرئيسية. أضف إلى ذلك أن الاجتماعات خارج القداس الإلهي هي اجتماعات قليلة ولا تستقطب جمهوراً كبير، ولهذا تبقى المقاطع المستخدمة للوعظ لأغلبية الناس هي هي (مقاطع الآحاد والأعياد). وتظهر الحاجة لتناول مقاطع مواضيع عديدة قد لا تسمح بها الأشكال المعتادة (تفسيرية) للوعظ. إن غياب فترات التهيئة التي تسمح بالتعليم والوعظ، إن كان قبل وبعد المعمودية وقبل وبعد الزواج، كل ذلك يمحور الوعظ بشكل محصور حول القراءات المحددة للآحاد تقريباً. ثم إن هناك مواضيع حية وضرورية يحتاج الراعي لطرحها ولا تعالجها القراءات السابقة. أمام كل هذه الصعوبات يأتي هذا الشكل “الكلمة” في الوعظ ليتحرر من نصوص القراءات ويطرح الموضوع الذي يريده.

يسمح هذا الشكل بوضع مواضيع بتراتبيّة معينة بحيث تخدم تعليماً سيستماتيكياً يغطي خلال فترة محددة أهم تعاليم الكنيسة والكتاب المقدس، ويمكنه أن يطرح مواضيع اجتماعية وليتورجية وروحية وأي موضوع…. وأن يعالجه بشكل مكتمل ومتسلسل.

” الكلمة ” العظة ذات بنية تركيبية إنشائية. وتأتي مراحل كتابة هذه العظة كالتالي:

  1. اختيار الموضوع: يمكن اختياره من وحي القراءة والعيد، و أي اهتمام في حياة الرعية و أحداث.
  2. تجميع الأفكار: يحضّرها الواعظ من القراءة ذاته و من أي نص كتابي آخر وأي مصدر آبائي ومراجع مسيحية ذات شهرة تاريخية.
  3. ترتيب الأفكار: يضع الواعظ كل الأفكار التي يراها ضرورية لشرح الموضوع دون أي حاجة لإتباع تسلسل النص المقروء، وذلك حسب خبرته ومعرفته. حيث لا يوجد طريقة داخلية هنا لترتيب الأفكار سوى منطق وإرادة الواعظ.

ومن هنا نلاحظ مباشرة إذن ما هي الضعفات في هذا الشكل من الوعظ. فأولاً يبتعد الوعظ عن جوه الطبيعي (قراءة الاجتماع الليتورجي). إلا إذا دارت العظة حول مقطع من القراءة وأيضاً إذا تناولت مباشرة موضوع العيد. لذلك إن حرية اختيار الموضوع قد تقود إلى معالجة مواضيع بعيدة قليلاً عن موضوع الاجتماع الليتورجي. خاصة عندما يخطط الواعظ لتناول مواضيع متسلسلة عليه أن يوزعها على الاجتماعات الليتورجية الكبرى التي يحضر إليها العدد الأكبر من الرعية (وهي الآحاد والأعياد عموماً). حينها مرات عديدة ضرورة الموضوع مع جوّ القراءة والعيد. كما أن هذه “الحرية” هي بالوقت ذاته “حيرة”، قد لا تتناسب خاصة عند الواعظ المتدرّب. بينما الشكل الآخر من الوعظ يفرض من ذاته المواضيع المحددّة. وهنا تغيب أيضاً مادة العظة التي كان يقدمها النص في الأشكال الأخرى، وجمع هذه المادة يتطلب معرفة وخبرة لاهوتية ناضجة. ترتيب الأفكار في تسلسل ناجح هو الأمر الأكثر دقة في العظة ويحتاج لخبرة ويكشف براعة الواعظ والعكس. إذاً إلى جانب حسنات هذا الشكل هناك نقاط ضعف يجب الانتباه إليها.

أما أقسام العظة ” الكلمة ” فهي عادة كالتالي:

أ. عنوان الفكرة

يطرح فيها الواعظ بكلمتين وثلاثة عنوان العظة بشكل واضح، قد تكون إحدى كلمات وعبارات القراءة الكتابية ذاته، دون شرط بذلك. البدء بهذا العنوان ليس ضرورياً حتماً ودائم، لكنه يعطي بداية قوية ورسمية للعظة، وتشد انتباه السامعين. لكن ليس من الجيد استخدام آية – عنوان حين لا تكون فعلاً معبّرة عن فكرة العظة وموضوعه، وذلك فقط رغبة منا في افتتاح العظة بآية إنجيلية. تنجح آية العنوان عندما تحقق شرطين: الأول إذا كانت مرتبطة بالموضوع فعل، والثاني إذا كانت تدل على مخطط العظة. فمثلاً عندما نضع لأحد الفريسي والعشار عنواناً ” التواضع الذي يرفع والرفعة التي توضع “. وحين نستخدم الآية ذاتها ” من ارتفع اتضع ومن اتضع ارتفع ” (لوقا 14:18). بينما تظهر بعض النصوص صعوبة قوية في اختيار آية منها كعنوان لعظة. وعموماً عندما لا نتعرض لهذه الصعوبات فإن استخدام “العنوان” هو أمر مساعد. خاصة عندما يكون هذا العنوان مأخوذاً من آية وقول شهير لأحد الآباء والقديسين. حين يكون العنوان قوياً وناجحاً يحرّر الواعظ من إتباع نص القراءة، وتصير العظة كأنها شرح للعنوان وليس للمقطع الكتابي حصراً.

عناوين قوية مثلاً كـ “قد تمّ” و “أنا عطشان” يمكننا بها افتتاح عظة – كلمة قوية في أسبوع الآلام دون التقيّد بعد بالنص الإنجيلي الطويل المقروء. وعنوان مثلاً كـ “العالم أم شهوته” يمكنه أن يحررنا من إتباع تسلسل نص الرسالة (1 يوحنا 16،2) : “كل ما هو في العالم هو شهوة الجسد وشهوة العين وخدعة المعيشة، هذه ليست من الآب بل من العالم”. وهكذا يمكننا أن نتكلم عن فكرة نص الرسالة دون التقيد بشيء محدد وأن نتناول موضوع العالم بشكل لاهوتي وروحي ونغنيه بمواضيع جزئية وآيات كتابية ليست من هذا النص فقط، مما يجعل العظة غنية جداً.

يساعدنا العنوان أحياناً على اقتطاف موضوع جميل عام من نص لقراءة تعالج مواضيع شبيهة لكنها أصغر. هكذا يمكننا مثلاً رفع عنوان عظة “يجب علينا نحن الأقوياء أن نحتمل وهن الضعفاء” من (رومية 1:14-10). حيث نص الرسالة يتكلم عن العمل والختان فقط، بينما العنوان يسمح لنا بناءً على هذا النص أن نطرح الموضوع بشكل عام وأجمل وبنّاء أكثر. ونبدأ ب ” أعيدوا له الحلة الأولى ” في إنجيل الابن الضال لنتكلم عن محبة الله ورغبته ألا يموت الخاطئ بل أن يعود ويحيا.ونطرح موضوعاً أشمل من مثل الابن الضال عن المحبة الإلهية والتوبة البشرية (لوقا 15).

عندما تجري العظة أمام جمهور غريب عن معاني الآيات والعناوين التي يمكن أن نستخدمها يفضل أن نتجنب العنوان، الذي في هذه الحالة سوف يسيء إلى العظة ويكون بداية تشت ولا تشددّ السامع. فليس من المستحسن أن نبدأ بآية يسيء المستمعون فهمه ويجهل معناها. هكذا بدأ بولس الرسول عظته في آريوس باغوس دون آية وعنوان. يشكّل العنوان ملخص العظة على أن تكون لغته مفهومة لدى السامعين ويلتقطون بواسطته فكرة العظة وليس العكس.

عندما نجد ضرورة لوضع عنوان – قول في بداية العظة، عندها علينا اختياره بشكل دقيق وموفق. لأنه سيبقى في ذاكرة المستمعين بدل العظة كلها وكملخص عنه، وقد يرددوه للدلالة على كل العظة، ويصير كالحكمة. والشروط التي تجعل العنوان ناجحاً هي:

  1. أن يؤخذ من نص شهير، كتابي بشكل خاص، ودستور الإيمان، ومن التسابيح ومن أقوال آباء ِعظام.
  2. أن نتجنب بعض العبارات الصعبة، وأن يكون معناها واضحاً تماماً ويشير للمعنى مباشرة ولا يحتاج لتفسير.
  3. ألاّ نستخدم آيات وأقوال تحتوي على كلمات تبدّل اليوم معناه وتحتوي على كلمات قاسية. أمثال هذه الكلمات والعبارات يجب تجنبّها حتى داخل العظة ما استطعن، كم بالحريّ في عنوانها.
  4.  أن يكون معّبراً ويشير إلى حقائق ومسائل عامة أساسية، بشكل يساعد على طرح الموضوع بعده.
  5. أن يكون العنوان عبارة كاملة واضحة ومستخدماً بحسب معناه في النص ذاته، وليس بشكل مقتطع. (مثال: استخدام عنوان لعظة بدخول السيدة إلى الهيكل: “فقامت مريم وذهبت بسرعة”، حيث ذهبت هنا لا تشير للمعنى الحقيقي للهيكل، وإنما كما يقول النص “إلى مدينة يهوذا”، وليس إلى هيكل سليمان. لذلك لا يجوز استخدامه هنا كعنوان للعيد).
  6. يجب أن يكون العنوان – القول كالحكمة القصيرة، أي مؤلف من كلمات قليلة ويشكل عبارة مقتضبة. وأيضاً لا يكون قصيراً مبهم، إلا عند استخدام بعض الكلمات الشهيرة جداً مثل “لا تقتل”، “أنا عطشان”، “قد تم”…. التي لها في ذاكرة المؤمنين معانٍ هامة وواضحة. وقد يساعد في مثل هذه الحالات الأخيرة أن يعاد العنوان مع جملته الكاملة في النص عند البدء بالعظة (مثلاً “بعد هذا رأى يسوع أن كل شيء قد كمل، فلكي يتم الكتاب قال: أنا عطشان”).
  7. إن دمج قولين معاً غير محبًذ إلا في حالات جداً ضرورية عندما يكون المعنيان متكاملان (مثلاً: أنتم ملح الأرض….. أنتم نور العالم = أنتم ملح الأرض ونور العالم )

ب. المقدمة

تهدف المقدمة إلى ربط العنوان- القول بالموضوع وتمهّد للدخول فيه. بشكل تشدّ انتباه السامعين واهتمامهم، إنها كالمدخل الذي يقودنا إلى موضوع العظة ويحددّه تماماً. يمكننا حذف المقدمة حين نرى ان ذلك ممكناً ويحل مكانها مثلاً قراءة النص الإنجيلي والكتابي، وأن طبيعة الموضوع واضحة خاصة بعد اختيار العنوان – القول الكافي لتوضيح الموضوع. دور المقدمة هو إذن جذب السامعين، وكونها في بداية العظة فيمكنها أن تجعل موقف السامعين من البداية إيجابي وسلبياً تجاه الواعظ والعظة. يجب ألا تطول المقدمة بحيث لا تتجاوز 1/8 من طول العظة، حيث بعد ذلك تصبح ممّلة وتأخذ دور الموضوع ذاته.

وتجدر الملاحظة أن المقدمة يجب ألا تمسّ الموضوع مستبقة جسم العظة الأساسي وإنما أن تمهد له فقط دون الدخول في شرحه وبرهانه وذلك بدافع شدّ الانتباه أكثر. عموماً موضوع المقدمة يستمد من العنوان ذاته، في سبيل شرحه ووصله بالموضوع . المقدمة تشرح الانطباع الحقيقي الذي يجب أن يتشكّل عند سماع عنوان العظة. ويمكننا في المقدمة أن نقوم بتحليل سريع للمقطع الكتابي وتحديد المواضيع والإشارة إلى موضوعنا في العظة. الأمر الذي يربط العظة – الكلمة أكثر بالنص الكتابي. يمكن في المقدمة أن يتم شرح علاقة العنوان بالعيد وبمناسبة هذا الأحد و مناسبة العظة كانت فرحة أم محزنة. كما أن موضوع العظة عينه يقدم الأفكار التي يحتاج التقديم إليها في المقدّمة. وكما أشرن، يجب أن يكون ذلك بشكل تنويه وليس شرحاً. يمكننا أن نطرح في المقدمة بعض الآراء المختلفة والنظريات المتعددة حول الموضوع ومن ثم الولوج إلى الرأي الكتابي و المسيحي في جسم العظة.

ج. الفرضية

وهي عبارة قصيرة معترضة بين المقدمة والموضوع الأساسي للعظة التي تعلن تماماً فكرة الموضوع. تساعد السامع على تحديد الموضوع وما الذي يُشرح في درج العظة. تعتبر الفرضية مساعدة وليست دوماً حتمية، خاصة عندما يكون مستوى المستمعين جيد، وإذا كان الموضوع قد تم تحديده جيداً وبشك كافٍ في المقدمة. وعندما يكون ذلك واضحاً مثلاً في رثاء وفي عظة عيد (لا داعي لطرح فرضية : ما معنى العيد ؟). يجب أن تكون “الفرضية ” محددة تمام، تشير إلى موضوع العظة تماماً وليس إلى عموميات (مثلاً لا يفيد طرح فرضية “المحبة”، “الإيمان”. وإنما الإشارة مثلاً “ما هي المحبة العملية ؟”، “ما هي المحبة الحقيقية؟”، و”كيف نبني الإيمان الحقيقي؟”…)، مشيرين بذلك إلى ما سوف نعالجه تماماً في العظة.

د. تقديم

ينتهي فيها القسم التمهيدي. قد يكون صلاة قصيرة لينير ذهن الواعظ كي ينقل التعليم الإلهي، وليشدد أذهان السامعين وإصغاءهم أمام أهمية الموضوع، وأن يؤهل الواعظ لتقديم ما يجب أمام مستمعيه. ويمكن أن يكون إلتفاتة من الواعظ نحو من هم أعلى منه مرتبة في الكنيسة من الكهنة والأساقفة الآخرين ليطلب منهم صلواتهم. ليس من السهل أن يظهر الدعاء وبعيداً بالفعل عن روح الادعاء والمظاهر الشكلية. لذلك يجب أن يتميز بالبساطة والطبيعية وبعيداّ عن المراءاة والمبالغات في التواضع الذي تظهر المبالغة فيه كبرياءً. حيث أن المكان الحقيقي للصلاة من أجل إنارة ذهن الواعظ وطلب مساعدة الله…. ليس الباب الملوكي ولا هذه اللحظة بل غرفته الداخلية وقت تحضير العظة.

لحظة هذا الدعاء يمكن للواعظ أن يتوجه إلى الحاضرين، وربما بأسمائهم و بمواقعهم الاجتماعية والكنسية، إذا كان ضرورياً. يمكن التوجه بالكلام إلى السامعين بندائهم مباشرة وبشكل غير مباشر. ولكن كل ذلك في حالات رسمية وضرورية جداً. وإلا فيفضّل تغييب هذا التقديم.

هـ. الموضوع الأساسي

يؤلف جسم العظة الذي سيشغل الواعظ ومستمعيه. الأقسام الأخرى لها دور التمهيد والختم والتجميل. وسوف نبحث هنا في كيفية تكوينه وجمعه وطرحه.

هـ-1. تجميع المادة:

لا يوجد تحديد للمصادر التي يمكن للواعظ العودة إليها. تلعب معرفته اللاهوتية وتحصيله الدور الأساسي بذلك، بالإضافة لخبرته الروحية والرعوية. ولكن بشكل أساسي فإن الكتاب المقدس والفهارس المختصة به، وكتب التفسير والدراسات كلها تساعد في إغناء جسم العظة. في هذا النوع من العظات يكون من المبالغة تجاهل النص الكتابي- الإنجيلي المقروء كلي، كما أنه ليس من المستحسن البقاء في محتوياته بالذات، وإنما َيطلب التوسع في مصادر العظة، وإلا لصارت هذه العظة Homely تفسيرية. يمكن إذن الاستعانة بمراجع ومعاجم لاهوتية حول الموضوع مباشرة وحول مواضيع موضحة له (مثلاً موضوع الخير والشر، يمكننا البحث عنه في الكتاب – آيات، وفي المعاجم تحت كلمة خير وكلمة شر. ثم تحت كلمات مثلاً فضيلة – رذيلة – شيطان – خطيئة…). هناك معاجم آيات الكتاب المقدس بحسب المواضيع يمكننا الاستفادة منها. إن استخدام الأمثال والآيات الكتابية باعتدال وكفاية يعطي العظة ثباتاً وجمالاً خاصاً.

يمكن للواعظ أن يجمع كل الأفكار اللاهوتية من مراجعه الخاصة أيض ومن كتب عظات مماثلة. بشكل يغطي كل المواضيع الجزئية التي يودّ شرحها في العظة. ويستحسن أن يجد بعض المصادر لعظته من الحياة الليتورجية ومن حياة القديسين وأقوال القديسين وأقوال آباء الكنيسة وأيضاً شيئاً من الخبرة الحياتية اليومية المعاشة، وبعض الحوادث والوقائع من تاريخ الكنيسة.

عندما يخص الموضوع عيداً م و قديساً علينا العودة إلى المراجع المختصة به بالذات أيضاً. على سبيل المثال في الأعياد السيدية والوالدية والأنبياء…. يمكننا العودة إلى كتب ومصادر عقائدية و تاريخية ودراسية حول لاهوت المسيح وناسوته وحول والدة الإله وحول الأنبياء ورسالتهم ولربما حول النبي المعيّد له بالذات، وهكذا…. كما يساعد أن نعود إلى كتب التسابيح والميناون المختصة بذلك. يمكننا أيضاً أن نجد مادة غنية جداً في تفاسير وعظات ومؤلفات الآباء تتناول موضوعنا مباشرة وبشكل غير مباشر.

عموماً الصعوبة ليست في تجميع المادة. يمكن جمع مادة واسعة جداً لأي موضوع ومن مراجع محددة. ولكن الصعوبة حين نجد أنه لا يمكننا وضع كل المادة التي جمعناها في عظة واحدة. يقع الواعظ المبتدئ، بسبب من حماسه، في تجربة إغناء العظة بالأفكار الكثيرة. فيميل إلى الكثرة على حساب الوضوح، ويذهب بالعظة إلى طابع أكاديمي أكثر مما هو رعوي. ويظهر على الفور أن هناك “هوة” بين معرفته ورعايته. بين ما يجمع وبين ما يجب أن يعطي، بين ما لديه وما الممكن للسامعين. يفضل أن ُيترك جزء من الموضوع جانباً في سبيل إيضاح الأجزاء التي نعتمده، فالوضوح في الأفكار أهم من كميّتها. يمكن في عظات لاحقة تناول الموضوع ذاته من الجوانب الأخرى التي تُركت. (مثال موضوع الإيمان: يمكن تناول مفاهيم “الإيمان” – قوة الإيمان – الإيمان والأعمال – الإيمان والنعمة….. وذلك بشكل جزئي متسلسل بدل تناول الموضوع كله دفعة واحدة، محاولين جمع كل هذه المواضيع مرة واحدة. حينها من الواضح أنه لا يمكن إيضاح كل هذه الأفكار الكبيرة في عظة واحدة).

هـ-2. هيكلية (تقسيم) الموضوع

ليس من الضروري أن تكون العظة مكونة من فكرة واحدة. ويفضّل أن يتم شرح موضوع العظة بعدة أفكار. ولكن ما هو ضروري هو ترتيب الأفكار بتسلسل وتواصل يوصلان المستمع إلى فهم الموضوع. لذلك يتم ترتيب – هيكلية المادة المجمّعة من المراجع السابقة تحت أبواب صغيرة واضحة ومتمايزة عن بعضها البعض. يجب أن تكون الأجزاء كلها قوية ومستقلة بمفردها كأفكار، ولكنها تسير بمجموعها إلى برهان وتوضيح الموضوع الأساسي. وكلما تمايزت هذه الأبواب الصغيرة كلما خدمت وضوح المعنى. وهذا يستدعي أن تكون كل فكرة بحد ذاتها واضحة تماماً في ذهن الواعظ. إن هذا التمايز يجنّب الواعظ من الوقوع في التكرار لذلك عندما تكون بعض الأفكار متشابهة علينا درجها في “وحدة” واحدة من جسم العظة.

مرات عديدة تقسيم جسم العظة يخرج فوراً من “العنوان – الآية” (مثل “بالروح والحق يجب أن يُسجد لله”) فهناك العبادة بالروح والعبادة بالحق. و”طوبى للذين يسمعون كلمة الله ويحفظونها” فهناك سماع الكلمة وهناك حفظها.

عندما لا يعطي العنوان تقسيماً للعظة واضح، عندها يعود التقسيم إلى حكمنا ومعرفتن، وإلى أسلوب المنطق. لذلك يمكننا الاتجاه في أحد الطريقين، الأول من العام إلى الخاص والثاني من الخاص إلى العام. وأن نتجه من الأمور العملية إلى الفكرة النظرية ومن التفسير النظري إلى التطبيق العملي. في عظة معتدلة يكفي تقسيم موضوعها إلى قسمين وثلاثة ويمكن لكل قسم من الموضوع أن يحتوي على أفكاره المتعددة الموضِّحة له.

هنا تظهر ضرورة إيجاد “الانتقال” الطبيعي من الفكرة في القسم الأول إلى الذي يليه. ويكون من الأفضل أن يظهر القسم الثاني كسؤال طبيعي عن استنتاجات القسم الأسبق و كقسم متمم لفهم الموضوع. أي عبارة تستخدم للانتقال بين قسمين يجب ألا تشكل مقدمة للقسم التالي، بل مجرد إلتفاتة صغيرة تنقل السامع إلى القسم الجديد. علينا ألاّ نستخدم عبارة “عارية” مثل:”والآن ننتقل إلى الفكرة الثانية….” و ما شابهها التي تعطي طابعاً مدرسياً وليس وعظياً.

هـ-3. عناصر الموضوع

هناك ثلاث عناصر يجب أن تتناولها العظة في جسمها الأساسي، وهي “الشرح، والبرهان، والتطبيق”. وهي عناصر عموماً تتواجد في موضوع متكامل.

الشرح، وغالباً ما يندرج في القسم الأول من العظة، يتم فيه توضيح الأشياء والأدوات والأشخاص وتوضيح المعاني المختلفة وسندها بالآيات الكتابية المساعدة على ذلك.

والبرهان، والتوضيح الذي يجب أن يجيب على جوهر الموضوع معتمداً على تعليم الكتاب المقدس والتقليد ومصادر الإيمان الثابتة بالإضافة إلى المنطق البشري وذلك بإيراد الشواهد الضرورية. ومن الممكن مناقشة الآراء المعاكسة وبراهينها في سبيل توضيح برهان الموضوع.

وينتهي الموضوع بالتطبيق، أي بتحديد المجالات العملية بعد شرح الكلمة الإلهية. يمكن وضع هذه الاقتراحات العملية في نهاية العظة وفي نهاية كل قسم من الموضوع. دون أن يجمل لهجةً أخلاقيةً ك”وصاية” و”تهديد” و “تأنيب”…. أي عرض كيفية وضع التعليم في حيزّ الحياة العملية وجعله حقيقة مجسدة. هنا تلعب حياة القديسين دوراً رائعاً في توضيح ذلك بالشكل الألطف والأجمل.

و. الخاتمة

يفضّل في نهاية العظة أن يختم الواعظ كلمته بخلاصة يمكن أن تكون الخاتمة تلخيصاً شاملاً سريعاً للعظة، ولكن ليس بتكرار الكلمات عينها. وأن يعاد التشديد على التطبيقات الأساسية ورفع دعاء وصلاة تختم العظة وتلخص غايتها. ومع ذلك يمكن ترك هذه الخاتمة حين يكون الموضوع واضحاً ووصل في نهايته إلى غايته.

يجب أن تتم الخاتمة بعد وقفة (انقطاع) قصير وسريع كتأمل. وأن تكون بصيغة ولغة ولهجة مميزة مشابهة للعنوان. ستترك الخاتمة الانطباع الأخير عن العظة. لذلك الخاتمة الضعيفة تهدم جسم العظة كله. بعد وضع الخاتمة يجب ألا نعود إلى أية فكرة وكأننا نبدأ من جديد، ومهما كانت الإضافة بسيطة.

  1. عظة – كلمة في أحد مرفع الجبن(متى 14:6-20)
    1. العنوان – “الكنز الحقيقي”
      • الآية: “لا تكنزوا لكم كنوزاً على الأرض….بل اكنزوا لكم في السماوات”
    2. المقدمة: دواعي هذا التعليم في بداية الصوم.
      • ما هي الكنوز الأرضية ؟
      • ما هي الكنوز السماوية ؟
    3. الفرضية: هل هناك تعارض بين الكنوز الأرضية والكنوز السماوية، إذا كان لا! ما هو الغنى الحقيقي إذن؟
    4. تقديم:
    5. الموضوع: الكنز الحقيقي هو الفقر بالروح
      • هل يريد المسيح أن نبقى محتاجين
      • ما هو الفقر بالروح=الحاجة إلى الله
      • المال والخيرات يمكنها أن تخدم الفقر بالروح = الغنى بالله
    6. الخاتمة: هذه هي غاية الصوم أن نستخدم الخيرات بشكل عفيف لنكنز بها الكنز الحقيقي.
  2. عظة – كلمة في “الموت” (رقاد)
    1. العنوان: “اذكر آخر حياتك فلا تخطئ” (حكمة سيراخ 36،7)
    2. المقدمة: أهمية ذكر الموت في الأدب المسيحي
    3. الفرضية: هل الموت مرعب أم مربي وما هي حكمته ؟
    4. تقديم:
    5. الموضوع: حقيقة الموت وحكمته
      1. الموت حقيقة: واقع أكيد لكل الناس
        • كل الأمور الطبيعية /الحياة البيولوجية / تنتهي بالموت
        • ولكنه يأتي “كاللص”
      2. ذكر الموت : يعني السهر
        • عدم خسارة زمن الحياة
        • عدم التعلق بالأرضيات وإنما بالسماويات
        • التحرر من عبودية الدنيويات
    6. خاتمة: تكرار الآية – الموت يأتي إلينا ولا بد لذلك نذهب نحن إلى الحياة.
  3. عظة – كلمة في التجلي الإلهي (متى 17) – موضوع عقائدي
    1. العنوان – الآية: “وتجلى أمامهم”
    2. المقدمة: معنى الكلمة – شرح المظاهر الجديدة التي أحاطت بالحدث / الثياب البيضاء…. لمع وجهه…)
    3. الفرضية: هل هناك علاقة بين تجلي الرب وبين حياتنا.
    4. تقديم: (لأصحاب العيد – الحجاج – الشعب الحاضر…..)
    5. الموضوع: تجلي يسوع الكلمة المتجسدة نموذج لتجلينا.
      1. تجلي المسيح كان ظهور مجده، وحصل دون تبديل في طبيعته الجسدية الإنسانية الشبيهة بجسدن، وإنما ظهور المجد الإلهي على هذا الجسد الإنساني
      2. حالات قديسين مشابهة /موسى – سيرافيم ساروف/
      3. التجلي هو مجد التأله الذي يتم بجسدنا ولكن بتغيير ليس طبيعتنا وإنما طبائعن، نتأله – نتجلى ليس بخلع الجسد بل بخلع خلق الإنسان القديم- نتأله بالنعمة.
    6. الخاتمة: “فأشرق لنا نحن نورك الأزلي” يا محب البشر، كيف سوف تسمح طهارة حياتنا – تأليهنا لنور الرب بتجليه لنا وعلينا.
  4. عظة – كلمة يوم الجمعة العظيم
    1. العنوان: “قد تمّ”
    2. المقدمة: أسلم يسوع ذاته بحرية عندما تمم الإرادة الإلهية – ما أعطيتني إياه قد أتممته على الأرض”. وهو شرح الإرادة الإلهية وإظهار الآب وحبه للبشر.
    3. الفرضية : هل يعني “قد تمّ” أن الرسالة انتهت “ونعود إلى صنائعنا” …..؟
    4. تقديم: الشعب المجتمع
    5. الموضوع: قد تم (بيسوع) = يعني قد بدأ (بنا)
      • كيف تمم المسيح النبوءات:
        • بتجسده
        • بتفاصيل أقواله وأعماله
        • بآلامه وأيضاً بعدها بقيامته الآتية
      • ما الذي تممه المسيح : إرادة الله – كيف تتحقق؟
        • أن نبدأ نحن نحمل آلامه
        • أن نحمل مسؤوليته تجاه العالم
        • آلامه تجرح أشواقنا
        • رفعه يرفعنا
        • رسالته رسالتنا
    6. الخاتمة: نتمم ما نقص من آلام المسيح في جسدنا. نتابع مسؤوليته ورسالته في حياتنا.
  5. عظة في عيد الأقمار الثلاثة
    1. العنوان: “اذكروا مدبريكم….واقتدوا بإيمانهم” (عب 7،13)
    2. المقدمة: تعريف بالأقمار الثلاثة
    3. الفرضية: ما هي فضائل هؤلاء القديسين التي جعلت دورهم مميزاً في الكنيسة
    4. تقديم:
    5. الموضوع: – فضائلهم: . علمهم
      • . رعايتهم الروحية
      • . رعايتهم الاجتماعية
      • . قداسة الحياة
      • – كيف نقتدي بهم
      • . الأسس السابقة هي أصول الحياة الروحية
      • . كيفية اقتنائه
    6. الخاتمة: حاجة الكنيسة إلى قادة روحيين كالأقمار الثلاثة. مثالهم يوقظ غيرتنا.
  6. عظة كلمة في نص الأحد 9 من متى -يسوع يمشي على المياه
    • “الإيمان والعلم”
      1. سير بطرس على المياه وغرقه هو مثال لدور الإيمان ودور العلم
      2. العلم يحدد أحداث نواميس الطبيعة، وكيفية سيرها
      3. الإيمان يحدد مجالاً آخر: مجال مسببات الطبيعة
      4. واضع النواميس يبدلها
      5. الإيمان يكمل العلم. الإيمان يشجع العلم
      6. الإيمان يعتمد عندما يشاء الله على واضع النواميس.

نماذج تطبيقية

عظة تفسيرية

عظة تركيبية

 

الأحد (1 متى – جميع القديسين)

 
  1. 1. التفسير
    1. القديسون أحبوا الله أكثر من أي أمر آخر
    2. القديس يترك كل شيء ويتبع المسيح
  2. 2. التعليم
    1. يأخذ مئة ضعف ويرث الحياة الأبدية
    2. القداسة هي عيش الأبدية من الآن
  “ثمر الروح”

“ها قد تركنا كل شيء وتبعناك فماذا يكون لنا”

  1. ماذا ترك بطرس- كل تعلق بأي شيء لأنه لم يكن يملك أكثر من الشباك
  2. الترك يعني تحويل الحب الداخلي
    • لا نحب أحداً أكثر من محبة الله
    • لا نخاف أحداً أكثر من الشهادة لله
  3. ماذا يكون لنا
    • الحياة الأبدية- مع المسيح
 

الأحد ( 2متى – دعوة التلاميذ الأول)

 
  1. 1. التفسير
    1.  يسوع يبدأ رسالته بدعوة التلاميذ الأول
    2. التلاميذ يتبعونه على الفور
    3. يسوع يحّول التلاميذ-الذين يتبعونه- إلى صيادي الناس
  2. 2. التعليم
    • دعوة يسوع هذه موجهة لكل تلميذ
  دعوة واستجابة

“للوقت تبعاه”

  1. جمال موقف التلاميذ أمام دعوة يسوع (للوقت تبعاه)
  2. أين وكيف نسمع دعوة يسوع؟
  3. إلى ماذا يدعونا يسوع؟
  4. كيف نتحول للوقت إلى رسل؟
 

الأحد (3 متى – أولاً ملكوت الله وبرَه)

 
  1. التفسير
    1. العين الصالحة والعين الشريرة
    2. عبادة الله وعبادة المال/لا تعبدوا ربين
  2. التعليم
    1. الله هو اهتمامنا والمال لخدمتنا/لا تهتموا-طيور السماء
    2. السهر على غلبة الروح
  عصر مادة أم روح

“لا يمكنكم أن تعبدوا ربين”

  1. العين الشريرة والعين الصالحة
  2. عدم التوازن يجعلنا عبيداً للمال وليس مستخدميه
  3. غاية الحياة طلب ملكوت الله أول
 

الأحد (4 متى – إيمان قائد المئة)

 
  1. التفسير
    1. قائد المئة يأتي إلى يسوع:من هو قائد المئة
    2. قائد المئة يقول ليسوع قل كلمة فقط:قوة إيمانه
    3. يسوع معجب بإيمانه: مقارنة مع إيمان بني إسرائيل
  2. التعليم
    • الدخول إلى الملكوت بحسب الإيمان وليس الأديان فقط
  الإيمان المخلص

” إني لم أجد إيماناً كهذا في إسرائيل”

  1. الإيمان ظاهرة طبيعية
  2. الأديان
  3. الإيمان الحقيقي والمخلص (الثقة بالله والإتكال عليه)
 

الأحد (5 متى – طرد الشياطين في كورة الجرجسيين)

 
  1. 1. التفسير
    1. a. سلطة يسوع وقدرته على طرد الشياطين
    2. b. صرخة الشيطان “لماذا جئت قبل الأوان”
  2. 2. التعليم
    • غلبة الله حاصلة، في عربون الآن ونهائياً عند المنتهى
  “لماذا جئت قبل الأوان لتعذبنا”

  1. 1. وجود الشيطان
  2. 2. سماح الله بذلك ولماذا
  3. 3. الدينونة الأخيرة وغلبة الله
 

الأحد (6 متى “غفران الخطايا”)

 
  1. السيد يغفر خطايا المخلّع
    • التعليم: يسوع يظهر سلطته الإلهية
  2. اليهود يعتبرون يسوع قد جدف
    • التعليم: ارتباط غفران الخطايا بالله
  3. يسوع يشفي المخلع
    • التعليم: يبرهن يسوع الوصية بعد أن أظهره
  تخليع الجسد وتخليع الروح

“أيهما أيسر أن يقال…”

  1. يسوع يغفر للمخلّع كإله
  2. يسوع يبرهن قدرته بالأعمال
  3. الخطيئة هي المرض الأقسى من تخليع الجسد
  الأحد (7 متى-أشفية: أعميين وأخرس)  
  1. التفسير
    1. يسوع يشفي أعميين
    2. يسوع يشفي الأخرس (يطرد الشيطان)
    3. c. يسوع يشفي كل ضعف
  2. التعليم
    • يسوع يكرز بالأعمال لتثبيت الأقوال
    • دور الأعجوبة في برهان محبة الله لنا

هنا نوعية النص والفكرة من العظة لا تسمح إلا بوضع التعليم بعد نهاية التفسير

  “العجائب”

“وكان يسوع يكرز (ببشارة الملكوت) ويشفي كل مرض وضعف في الشعب”

  1. الأشفية المتنوعة (أخرس- أعميين- كل ضعف)
  2. انقسام الناس حول تفسيرها
  3. مصدر العجائب (الله- اللاإدراك-الشيطان)
  4. العجيبة الإلهية وغايته
 

الأحد (8 متى – إشباع الخمسة آلاف)

 

وضع سابقاً في متن المادة (الكتاب هو مادة الوعظ التي يدرسها صاحب السيادة… الموقع)

  الأحد (9 متى يسوع يمشي على المياه)  
  1. تفسير: يسوع يأتي إلى تلاميذه وسط البحر الهائج
    • تعليم: افتقاد الله لنا في الشدائد/ حتى حين لا ندري
  2. تفسير:سير بطرس على المياه ثم غرقه
    1. تعليم: دور الإيمان ودور العقل
  İnanç

“وإذ بدأ يغرق صرخ يا رب نجّني”

  1. بطرس يسير على كلمة يسوع فوق المياه
  2. الإيمان هو التفكير بفعل أمر يسوع والعقل هو البقاء في حكم الطبيعة. دور كل من العقل والإيمان
 

التجلي متى 17

 
  1. تفسير: بعد ستة أيام
    • جبل عالٍ
    • موسى وإيليا يتكلمان عن آلامه
    • ثيابه
  2. التعليم
    • التجلي غاية الحياة المسيحية وغاية التدبير
    • إتحاد الله بالإنسان
  المجد والألم

  1. مظاهر المجد على الجبل
  2. موسى وإيليا
  3. طلب التلاميذ
  4. تصميم يسوع
  5. لذلك شددّهم قبل الآلام
  6. الألم بيسوع طريقنا إلى المجد

الميلاد التنازل الذي لا يوصف
التجسد الإلهي
أحد قبل الظهور الصوت الصارخ في البرية
السابق والآتي
İlahi görünüm الثالوث
طبيعتنا المسيح
الأحد بعد الظهور النور العظيم
الظهور الإلهي والتوبة البشرية
الأحد 12 لوقا (البرص العشرة) البركة الإلهية والشكر البشري
تمجيد الله
الأحد 13 لوقا (الشاب الغني) الألم والعناية الإلهية!
كمال الوصايا
الغنى والكمال
الأحد 14 لوقا (أعمى أريحا) صلاة يسوع
الإلحاح في الصلاة
الأحد 15 لوقا (زكا) الرغبة المخلصة
التائب (التائق)
الأحد 16 لوقا (الفريسي والعشار) الرفعة والترفع / التواضع والكبرياء
التبرير الخطر
التواضع الذي يرفع
التواضع أرض كل الفضائ
الأحد 17 لوقا (الابن الشاطر) باب التوبة
محبة الآب
بطولة الخاطئ (التائب)
البيت الأبوي
النعمة والناموس
أحد مرفع اللحم (الدينونة) أخوة يسوع الصغار
محبة الله ومحبة القريب
معيار الدينونة
أحد مرفع الجبن (الغفران) الصوم الحقيقي
العمق والسطح في الإيمان
عين الله وعين البشر
سلسلة (ترابط) الفضائل والصوم
الأحد الأول من الصوم-أرثوذكسية تعال وانظر
رؤية الله
الأحد الثاني من الصوم- بالاماس تخليع الجسد أم الروح
الأحد الثالث من الصوم- الصليب نكران الذات وتخليصها
الموت المحيي – الحزن البهي
الأحد الرابع من الصوم – السلمي قوة الإيمان وضعفه
ارتباط الصلاة بالصوم
الأحد الخامس من الصوم – المصرية العظمة والخدمة
المجد الحقيقي
كأس المسيح وصبغته
الأحد السادس – الشعانين استقبال المسيح
ملكنا- / المملكة الآتية
أحد الفصح سلطة الحياة على الموت
المسيح قام /(احتفالي)
الآلام والقيامة
فصح الرب
أحد توما مجازفة الإيمان
شك توما وتثبيتنا
الإيمان بقيامة الأجساد
الحب والوهن/إصلاح الضعف البشري
أحد المخلع بيت الرحمة – حسدا والحياة
الاتكال على الإنسان باطل
أحد السامرية ماء الحياة
العبادة بالروح والحق
معرفة الله ومعرفة الذات
أحد الأعمى الألم والمجد الله (معنى الألم)
إعادة الجبلة
البصر والبصيرة
أحد الآباء العمل الذي أتمه المسيح
وحدة المسيحيين
فرح الرب الكامل

___________________________________________________________

C. مصادر الوعظ

1. الكتاب المقدس

فيما سبق أشرنا لأهمية الطابع الكتابي في الوعظ. وعلوّا على ذلك نستطيع أن نقول أن علاقة الكتاب بالوعظ هي أهم وأعمق. لأن أولى مهام الوعظ وغاياته هي شرح الكتاب المقدس. فالكتاب من جهة أولى هو المصدر الأول والأساسي للوعظ عبر التاريخ. والكلمة الإلهية – لأهميتها- من جهة ثانية تحتاج للتأكيد والتفسير والإيضاح في الاجتماع الليتورجي. هكذا بالأساس نشأ الوعظ على تفسير وشرح وإيضاح المقاطع الكتابية التي تقرأ في الاجتماعات الليتورجية (الطقوس). هكذا نجد يسوع ذاته يدخل المجمع في السبوت ويفتح الكتاب ويفسّره. كذلك الرسل من بعده (بولس). وهكذا كانت الكنيسة الأولى.

يقول القديس الشهيد يوستينوس الفيلسوف (الدفاع الأول 65 و67) أن القراءات كانت تختار من كتابات الرسل، التي تدعى “الأناجيل”، و من كتب الأنبياء. وعندها كان المتقدّم ينتهز الفرصة ليتجه نحو الشعب مفسّر وناصحاً ومشجعاً من أجل تطبيق هذه التعاليم الصالحة. كانت هذه المواضيع والمقاطع تختار مباشرة بحسب رأي المتقدّم. وعلى الأرجح أنه لم يكن هناك تحديد وبرنامج معين للقراءات. وذلك واضح من العبارة “ويقرأ إلى أن يكتفي” الأمر الذي يوحي بحرية كبيرة للمتقدّم باختيار الموضوع وطول النص المقروء وذلك حسب ما يراه مناسباً للظرف والحدث والعيد، وحسب التعليم الذي يودّ توجيهه إلى المؤمنين المجتمعين.

ولكن هذه المحاولات الحرة في البداية لم تتأخر حتى بدأت تتبلور لتشكل برنامجاً متكامل، خاصة بما يخصّ الطقوس الجماعية. كان هذا البرنامج يحدد المقاطع المناسبة وزمن قراءتها. وقامت من البداية المحاولة على أن يحتوي هذا البرنامج في مقاطعه قراءة الكتاب المقدس كله في الاجتماعات الليتورجية. لهذا كانت ُتقرا مقاطع متعددة ومتنوعة تشمل كل أشكال الكتب المقدسة، من العهد القديم والعهد الجديد. في سوري، كانت هناك خمسة قراءات (الناموس، الأنبياء، أعمال الرسل، الأناجيل، الرسائل). وفي مراجع أخرى نجدها أربعة (ناموس، أنبياء، أناجيل، رسل) وهكذا ظهرت في مصر أيضاً. بينما في المصادر الغربية والأرمنية والبيزنطية اختصرت هذه القراءات إلى أثنتين (رسل، أناجيل). وفي التقليد القبطي والأثيوبي ما زالت القراءات حتى اليوم أربعة، ولكنها تختار كلها من العهد الجديد (رسائل بولس، رسائل جامعة، أعمال الرسل، الأناجيل). أي نلاحظ بشكل عام ميلاً إلى إلغاء قراءات العهد القديم. الأمر الذي ظهرت آثاره فيما بعد. ولكن تمت المحافظة على بعض القراءات منه في غروب الأعياد الكبيرة. هناك كتب مخصصة لهذه القراءات، كما كتاب الرسائل والأناجيل كذلك كتاب الأعمال وكتاب النبوءات. تحتوي هذه الكتب على المقاطع المحددة وأوقات قراءتها.

ظهرت عدة طرق لقراءة المقاطع الكتابية في الدور الطقسي، وذلك مكانياً في كل كنيسة. ولكن عموماً يمكن درجها تحت طريقتين:

أول، قراءة كل الكتاب المقدس وبالتسلسل خلال دور السنة الطقسية. لهذ، قسّم الكتاب بالتسلسل إلى مقاطع شبه متوازنة (من حيث طولها)، وتم توزيعها على الدور السنوي والأعياد. فالتقسيم يتم بمعيار “التساوي” و”التسلسل” Lectio curens، Lectio continua. لكن الآحاد والسبوت كانت تخصصّ باستثناءات ومقاطع خاصة، وذلك في سبيل إبراز بعض المقاطع الهامة في أيام الاجتماعات والأعياد الكبيرة. ولكن أيضاً دون أن يتم ذلك على حساب التسلسل والتساوي قدر الإمكان. هكذا نجد تفضيلاً مثلاً لرسائل بولس في الآحاد والأعياد الكبيرة على الرسائل الجامعة. كما تستثنى من التسلسل بعض الرسائل الخاصة بأعياد محددة لكي تخصصّ لعيدها. في مثل هذه الأيام (الآحاد) تُفضّل مثلاً العجائب بين المقاطع التاريخية والأمثال بين المقاطع التعليمية. أما بالنسبة إلى تسلسل الأناجيل فيبدو أن التقليد الذي وصلنا في الطقس البيزنطي كان قديماً منذ أيام الكنيسة الأولى، أن يقرأ أنجيل لوقا مع بداية العام (24 أيلول- واليوم من الإثنين للأسبوع التالي للأحد بعد رفع الصليب) وذلك حتى بداية التريودي. ثم يقرأ أنجيل مرقس خلال التريودي والصوم الكبير، وأنجيل يوحنا خلال الفترة الفصحية، وأنجيل متى في الفترة بين العنصرة ونهاية العام.

(الأحد بعد رفع الصليب)

بداية العام (Luke) – تريودي (Mark) – فصح (John) – عنصرة (Matthew) – نهاية العام

تبدأ قراءة أعمال الرسل من الفصح وحتى العنصرة تليها رسائل بولس الرسول وهذا هو ترتيب كتب الرسائل والأناجيل في القسم الأول منها.

ثاني، قراءات مختارة بحسب موضوع العيد. وهنا كانت فرص الاختيار محدودة لذلك نجد أنها تبلورت زمنياً قبل البرنامج الأول. فهناك الأعياد “السيدية” والأعياد “الوالدية” وأعياد “يوحنا المعمدان” و”الرسل” وبعض الشخصيات الكتابية الأخرى، هذه كلها لا تواجه صعوبات كبيرة في اختيارها. ظهرت الصعوبات في اختيار مقاطع الأعياد الأخرى مثل القديسين والشهداء. مرات تم اختيار هذه المقاطع بحسب موضوع هام ومباشر بحياة القديس و الشهيد. ولكن مرات أخرى عديدة تم تحديد المقطع بناء على معايير بسيطة منها مثلاً ورود اسمه في إحدى الرسائل والنصوص، وقد لا يكون ذلك وافياً للدلالة على عمله وحياته. وأحياناً بناء على ورود كلمة تشبه اسم القديس (مثال قراءة عيد القديسة أوفيمية حيث يرد النص أي ما معناه “بمجدٍ وهوان، “بصيت رديءٍ وصيت حسن” 2كور 8:6)، بينما معنى الرسالة لا يمتّ بصلة إلى موضوع القديسة مباشرة. كما بعيد القديس افستاثيوس تمّ إختيار النص على أساس ورود عبارة: “فاثبتوا إذن” (أفسس 14،6)، وقراءة عيد القديس غريغوريوس: “إسهروا” (1كور 13،16). وإذا كان مدلول الكلمة اليونانية يوحي بصلة ولو لفظية، فإن هذه الخيارات تفقد حتى هذا السبب السطحي في الترجمات.

نلاحظ الأمر ذاته في الأعياد وبعض المناسبات والطقوس الأخرى. مثل القراءات في زلزال وأمراض، وهنا خيار بعض القراءات هو ناجح مرات وغير ناجح مراتٍ أخرى وذلك لأنه بناء على معايير لفظية مثل “وإذا اضطراب عظيم قد حدث في البحر….” (متى 24،8) وكذلك مقطع تقديس الماء (بسبب ورود عبارة “المقدِّس والمقدَّسين” عب2). وكذلك في بعض مقاطع صلاة الزيت، “فيجب علينا نحن الأقوياء أن نحتمل (أوهان) الضعفاء” (رومية 1،15)، وذكر “زيت” “رحمة أريد لا ذبيحة” (متى 13،9)، رحمة = زيت و(متى 1:25-13 مثل العذارى العاقلات) بسبب ورود كلمة الزيت في المصابيح ارتبط النص بصلاة الزيت.

إن وجود برنامج ثابت لقراءات الكتاب المقدس له حسنات عديدة كما وله مخاطر وصعوبات واضحة.

فمن حسنات وجود برنامج محددّ للقراءات أولاً أن يستطيع الواعظ تحضير ذاته والموضوع المخصص للعظة مسبق، مستفيداً أيضاً من خيارات رائعة حددها التقليد. بالإضافة إلى أن أهم هذه المقاطع كانت موضوع وعظ على مدى طويل من التاريخ، لذلك يستطيع الواعظ بسهولة أن يجد عظات من قديسين ومن واعظين سابقين حول هذه القراءات، وبالتالي يمكنه بسهولة جمع مادةٍ غنية جداً. خاصة اليوم، بعد طباعة العديد من الكتب والمجموعات التي تحتوي على مثل هذه العظات.

إن بعض هذه المقاطع والقراءات وحتى بعض العظات الشهيرة عليه، قد أثرتّ على التسابيح الكنسية بوضوح. لذلك نشأ بينها ارتباط جميل يمكن للواعظ هنا إذن أن ستفيد أيضاً من هذه التسابيح في التفسير والوعظ. وخاصة في فترة التريودي والبندكستاري نلاحظ ارتباطاً كبير، بحيث مرات عديدة تأتي التسابيح كتأملات وكتفاسير مباشرة على النص. ولكن من صعوبات هذا البرنامج الثابت مثلاً أن كثير من المقاطع لآحاد عديدة و أعياد قد لا تناقش أي موضوع معاصر ويهمّ الرعية في حالاتها الخاصة والعامة. وقد يكون من الأنسب تخصيصها كقراءاتٍ لصلوات يومية وليس لأيامٍ احتفالية.

هكذا يتمحور كل الوعظ في الدور الكنسي في النهاية حول حوالي 52 مقطعاً. بالإضافة إلى أن بعض المقاطع منها تتكرر بين لوقا ومتى مثلاً. هذا يقود الواعظ إلى صعوبة خاصة عندما يكون الواعظ هو نفسه لسنوات عديدة في الرعية ذاتها. قد تكون من مخاطر هذا البرنامج تجميد المبادرات ونسيان بعض المواضيع الروحية والتربوية الهامة التي لا تمر عليها هذه المقاطع.

هناك أيضاً مواضيع تتكرر في القراءات، نلاحظ وجود 4 حوادث طرد شياطين (10 متى – 6 لوقا- 4 الصيام) وثلاث عجائب شفاء أعمى (4 يوحنا-6 متى – 2 الصيام) وتكرار دعوة الرسل (2 متى- 1لوقا-1 الصوم). تكرار- مثل العشاء والدعوة للعرس ( 14 متى -11 لوقا) وتكرار قراءة عيد الصليب (من أراد أن يتبعني 3 الصيام- بعد الصليب)

أيضاً المقاطع المختارة للأعياد والقديسين ليست كثيرة (لبارّ – لرئيس كهنة – لشهيد -لشهيدة….) صنفّوا على أصناف القديسين عموماً. ومنها أيضاً قراءات الآحاد والأعياد ذاتها.

إذا استطعنا أن نقول أن هناك 52 مقطعاً إنجيلياً يمكننا الوعظ عليها فإننا بالوقت ذاته نعترف أن باقي الكتاب كله يبقى مجهولاً للشعب الذي لا يسمع القراءات والوعظ كل يوم.

هناك ضرورة ملحة أن يسمع الشعب القسم الأكبر على الأقل من الكتاب. لا يمكننا الاعتماد على القراءة الشخصية في المنازل، فهذه لا تلغي ضرورة وجود برنامج على مدار الطقس الليتورجي السنوي الممارس بشكل واضح (الأعياد الكبيرة والآحاد) يحتوي على شمولية أكبر مما هو حالي.

هناك أيضاً مقاطع عديدة – مسحوبة – ومقتطعة من نصها بشكل أنها إما تبدو دون بداية واضحة وملحق بها فيها نهاية غريبة.

وبعض المقاطع التي تخص أياماً عادية، مرات عديدة، تقدم مادة وعظ أهم وأثمن من كثير من مقاطع الآحاد والأعياد. وهذا أوضح في توزيع مقاطع الرسائل. راجع رسائل (أحد توما – الآحاد 5-6-7-13-19 بعد العنصرة).

هذه الأسباب والملاحظات وسواها تدفعنا للشعور بضرورة إعادة النظر في هذا البرنامج وتحسينه بشكل يغطي حاجات الرعايا أكثر من جهة، ويفتح مجالات الوعظ بشكل أوسع. الفاتيكان الثاني حدد برنامجاً للقراءات على مدى دوري لثلاث سنوات وليس لسنة واحدة. بحيث يغطي كل الكتاب المقدس بما فيه قراءات العهد القديم. في كنيستنا الأرثوذكسية يعتبر هذا الموضوع إحدى المواضيع المطروحة على جدول أعمال المجمع الأرثوذكسي الكبير. ولكن هذا يتطلب دراسة جدية ليتورجية وكتابية وعظية. بحسب المعطيات الحالية، على الواعظ أن يوزع التعليم المسيحي على هذه القراءات المحددة والعامة. وذلك بمراعاة صعوبتين. الصعوبة الأولى هي عدم مطواعية كل النصوص لأي موضوع نريد اختياره. والصعوبة الثانية هي عدم الوقوع في التكرار وخاصة كل سنة عند المقطع ذاته.

فالواعظ المتمرّن يحاول أن يعظ مرات عديدة على القراءة ذاتها ولكن دون تكرار المعاني ودون تكرار الألفاظ والعبارات.

تشكل قراءات “الرسائل” أيضاً غنى ومادة واسعة للوعظ. علماً أن صعوباتها اللاهوتية تجعل العديدين يتجنبونها. إلا أن الحاجة هنا مزدوجة. الأولى للواعظ لإيجاد مواضيع جديدة، والثانية للشعب كي ُتفسّر له هذه النصوص الشائكة.

يمكننا في المناسبات الأخرى، كأيام الصوم الكبير وصلوات الغروب والمحاضرات الدورية، أن نعالج المقاطع المهمة الأخرى التي لا تقرأ في الآحاد والأعياد، ولربما أيضاً بتسلسل علمي ومنهجي أكثر.

وهنا نشير إلى استخدام شكل العظة -الكلمة للخروج من هذا المأزق. وقد جرى الكلام عنه في فصله.

تقدم لنا فترة الصوم الكبير فرصة ذهبية للوعظ يمكن أن نتناول فيها بشكل خاص الأقسام من الكتاب المقدس التي لا تراعيها الآحاد العادية، وذلك مثل العهد القديم – خاصة في قداس البروجيازميني حيث تقرأ قراءتان.

لا بد من الإشارة إلى أن دورنا الطقسي وتيبكونه قد وضع بشكل رهباني. وهذا التيبكون الرهباني هو المثالي. ونعتقد أنه يجب علينا المحافظة عليه أولاً في الأديار، ومن ثمّ بمقدار ما في الرعايا. إن نقل التيبكون الرهباني بحذافيره إلى الرعايا يجعله يفقد الكثير من الثمار التي يقدمها في إطاره الرهباني، وهذا الأمر بالنهاية يفسد غايته. لذلك نعتقد أنه علينا إعادة قراءة هذا التيبكون في أهدافه وغاياته وصياغته للرعايا بالشكل الحقيقي الذي يمكنه أن يحقق به هذه الغايات. (على سبيل المثال في سنة واحدة يسمع الراهب كل قراءات الدور الكنسي، بينما في الرعايا يسمع المؤمن فقط 52 مقطعاً بأحسن الأحوال). من الواضح أيضاً غياب العهد القديم. وحتى المقاطع المستخدمة اليوم في بعض صلوات غروب بعض الأعياد الكبرى فإن هذه المقاطع لا تستنفذ كل ما هو ضروري وليست دائماً في موقعها الذي يجعلها “تمهيداً وتدريباً” لمقاطع وقراءات العهد الجديد والوعظ عليها. وهذا الأمر ينتظر إضافة ما على البرنامج السنوي المحدد في عُرفنا حتى اليوم. يجب إذن، مع المعطيات الحالية، اختيار بعض المقاطع الهامة وبعض الكتب (المزامير-الحكمة-أيوب-…) ودرجها في المحاضرات والصلوات المسائية حين يمكن التعقيب عليها والوعظ.

2. العبادة الإلهية

تشكل العبادة الإلهية موضوعاً هاماً للوعظ وبالوقت ذاته يمكنها أن تكون لغةً وصوراً مناسبة له.

تقدّم الليتورجيا للوعظ الكثير من المواضيع الليتورجية مباشرة وحسب. أي من حيث شرح السرّ الإلهي والطقوس والحركات والكلمات… وإنما أيضاً تمتاز الليتورجية بقدرتها في نصوصها وطقوسها أن تكون سبباً لمعالجة جميع المواضيع الروحية والأخلاقية والتربوية…..

تتضمن الليتورجيا التسبيح والشكر(بما يخص الله) والطلبات (بما يخص الحاجات البشرية) والتعليم (بما يخص العقائد والتاريخ الكنسي)، والالتزامات الأخلاقية (بما يخص نتائج السرّ) إن طقس الليتورجيا وتوقيته وأدواره كلها أمور تغني الوعظ وتستدعيه.

تتضمن الليتورجيا أيضاً بالإضافة إلى قراءات الكتاب المقدس السنكسارات والمينولوجيات عن حياة القديسين والأعياد التي تشكل ملخصاً لعظات محددة بمواضيع واضحة. كما أن نصوص التسابيح والصلوات عموماً وأفاشين الكاهن كلها تعطي مادة غنية للوعظ. خاصة بعض المواضيع الروحية التي تدور حول النسك والشكر والصلاة والنقاوة والفضائل المسيحية، وارتباط الحياة العملية بالصلاة والإيمان والكمال. ما يميز هذه النصوص أنها تحمل قدرة فريدة على التعزية بالإضافة إلى مخزونها التعليمي.

وكما يجري في الكتاب المقدس كمصدر للوعظ، كذلك الأمر هنا في العبادة الإلهية. فإن هذا المصدر مؤلف من قسمين. القسم الأول هو البرنامج الدوري المحدد، والمعني به الأعياد وأصوامها الدورية المعروفة. والقسم الثاني هو المناسبات الطقسية الطارئة (كالزواج والمعمودية والمرض والبراكليسي والرقاد والشدائد)، إن كل لحظة من الزمن هي للتقديس ويمكنها أن تفتح كحدث موضوعاً للوعظ.

إن الطقوس دون شروحات ووعظ تقترب إلى السحر منها إلى السرّ. لذلك في الوقت الذي تشّكل فيه الطقوسُ مادةً للوعظ غنية، يشكّل الوعظ ضرورةً أساسية للطقوس.

يجب على الواعظ أن يلتزم ببعض المواضيع الأساسية في الطقس. فهناك مثلاً أعياد ومناسبات لا تسمح ولا ُينتظر فيها سماع عظات بعيدة عن موضوعها المباشر. مثال على ذلك الميلاد والفصح والأعراس والجنازات… حيث على العظة أن تكون مباشرة في صلب موضوع الحدث.

تتطلب بعض الفترات الطقسية ( الأصوام- الصوم الكبير…….) عظات روحيةً وحثاً على التوبة كما تفتح المجال الأنسب لبعض المواضيع التي قد لا تتطرق إليها القراءات الإنجيلية بشكل واضح.

يدور الدور الليتورجي على أهم مراحل التدبير الإلهي، الأمر الذي يسمح للوعظ بتناول سرّ التدبير وشرحه. وهكذا يشكّل هذا الدور نوعاً من العمود الفقري لهيكل الوعظ السنوي. إن ارتباط الوعظ بالطقس يعطي الجوّ المناسب لكل من الوعظ والطقس معاً.

الميزات الليتورجية لبعض الأعياد (بعض الطقوس والممارسات) يمكنها أن تشكّل مادة أساسية للوعظ غنية. مثال على ذلك صليب المسيح (الجمعة العظيمة)، السجدة (العنصرة)، الزياحات (الشعانين…). لا يمكن للعبادة الإلهية أن تكون “عبادة نطقية -عقلية” دون الوعظ والتفسير. وعندما تدخل العبادة في الوعظ تجعله كنسياً. دخول عناصر العبادة (الكلمة- الألحان- الحركة- الصلوات) في مادة الوعظ تنقذ الوعظ من الشطط خارج أطره وإلى عالم المبالغات البلاغية والخطابية والميثولوجية.

يمكن للوعظ أن يتناول أقسام الطقوس بأجزائها ويتأمل بها شارحاً معناها. وهكذا يمكننا أن نعظ بالتسلسل على أقسام القداس الإلهي، وعلى صلوات الغروب ومقاطعه ومزاميره…. يمكن أيضاً أن نعظ على المعاني الأعمق للطقوس مستشهدين بالنصوص وأن نتكلم على بنية الخدم الإلهية وأسباب تكوينها هكذا وهذا ما يساعد في تعميق مشاركة المؤمنين في الصلوات. تنجح هذه العظات خاصة في الأسرار الكنسية (مثل حركات المعمودية ومعنى الزيت والمسحة، وبعض التراتيل مثل أنتم الذين)، إلى جانب التأمل بالنصوص الكتابية المحدّدة وبعض الأفاشين. كذلك في الزواج يمكننا التوقف على معاني مثلاً الدورة والخاتم والإكليل وهكذا تكون الفائدة مضاعفة، من حيث أنها عظة تعزّي وتبني ولكن أيضاً أنها تجعل السرّ مفهوماً وفعّالاً ومعاشاً أكثر.

3. حياة القديسين

4. التعليم المسيحي (Catechism)

5. علم الاجتماع والشهادة

6. التاريخ والمعارف وعلم النفس

7. أحاديث الآحاد – عظات الأعياد

Facebook
heyecan
Telgraf
Naber
PDF'ler
tr_TRTurkish
Yukarıya Kaydır