☦︎
☦︎

ثالثًا: عدم إدانة الآخرين

59

وطالما يصعب علينا Ù…Ø¹Ø±ÙØ© هد٠الآخرين من اكتنازهم للأشياء الزمنية… Ùقد يكون قلبهم بسيطًا أو مزدوجًا، لذلك يليق أن يقال: لا تدينوا لكي لا تدانوا، لأنكم بالدينونة التي بها تدينون تدانون. وبالكيل الذي به تكيلون يكال لكم.

أظن أننا من هذه الوصية نتعلم ضرورة Ø§ÙØªØ±Ø§Ø¶ أحسن قصد ممكن لأعمال الآخرين التي يمكن أن نشك ÙÙŠ نيتها. أما عندما كتب: “من ثمارهم تعرÙونهم” Ùقد قصد بها الثمار التي لا يمكن الشك Ùيها مثل الدعارة والتجدي٠والسرقة والسكر وأمثال ذلك التي سمح بالحكم Ùيها (من الكنيسة) حيث يقول الرسول: “لأنه ماذا لي أن أدين الذين من الخارج. ألستم أنتم تدينون من الداخل” (1 كو 12:5). Ùلا ندين إنسانًا على أكل معين، Ùقد يأكل بنية صالحة بدون شهوة، لهذا يمنع الرسول الممتنعين عن أكل اللحم وشرب الخمر عن إدانة من يأكلونه ويشربونه، قائلاً: “لا يزدر٠مَنْ يأكل بمَنْ لا يأكل. ولا يدÙنْ مَنْ لا يأكل مَنْ يأكل”. كما يقول: “مَنْ أنت الذي تدين عبد غيرك. هو لمولاه٠يثبت أو يسقط” (رو 3:14ØŒ 4).

60

ويدخل ضمن هذا النوع من الأعمال التي يحتمل أن تصنع بقصد صالح أو شرير قول الرسول “إذًا لا تحكموا ÙÙŠ شيء٠قبل الوقت حتى يأْتي الربّ٠الذي سينير Ø®ÙØ§ÙŠØ§ الظلام ويظهر آراءَ القلوب. وحينئذ٠يكون المدح لكل واحد٠من الله”(1). ÙØ£ÙŠ Ø­ÙƒÙ… على هؤلاء يكون Ùيه تهور منا. ويقول الرسول ÙÙŠ عبارة أخرى “خطايا بعض الناس واضحة تتقدَّم إلى القضاءÙ. وأما البعض ÙØªØªØ¨Ø¹Ù‡Ù…”(2). ÙØ§Ù„خطايا الظاهر نيتها دعاها خطايا واضحة، لا يتهور القضاء ÙÙŠ الحكم عليها. أما الخطايا الخÙية ÙØªØªØ¨Ø¹Ù‡Ù… وهي لا تدوم مخÙية. إذن Ùلنحكم (ككنيسة) على الأعمال الواضحة، أما الخÙية Ùلنتركها لحكم الله، ÙØ³ÙŠØ£ØªÙŠ Ø§Ù„ÙˆÙ‚Øª تنكش٠Ùيه.

61

ينبغي علينا ألا نحكم على الآخرين ÙÙŠ أي حالة من الحالتين التاليتين:

(1) إذا كانت النية غير واضحة.

(2) إذا كانت حالة الشخص المستقبلة غير ثابتة Ùهناك احتمال أن يصير صالحًا أو شريرًا.

مثال ذلك، لو أن إنسانًا لم يرغب ÙÙŠ الصوم بحجة مرض معدته. ÙØ¥Ù† لم تصدقه تكون قد تهورت ÙÙŠ حكمك، كذلك لو Ø¹Ø±ÙØª أن النهم والسكر رذيلتان واضحتان، ÙØªÙˆØ¨Ø® من يرتكبهما كأنه لن يصلح بعد، تكون قد تهورت ÙÙŠ حكمك.

ليتنا لا نحكم على الأمور الغير واضح نيتها، كما لا نحكم على الأمور الواضح نيتها، كأننا قد يئسنا من رجوع من يرتكبها إلى الحق… لذلك قيل “لا تدينوا لكي لا تدانوا“.

62

لكن قد يحيرنا قول الرب “لأنكم بالدينونة التي بها تدينون تدانون، وبالكيل الذي به تكيلون يكال لكم”. Ùهل إذا حكمنا على أحد بتهور يحكم الله علينا بتهور؟! أو إذا ÙƒÙلنا شيئًا بكيل٠ظالم٠هل يرد الله لنا ذلك Ø¨ÙƒÙŠÙ„Ù Ø¸Ø§Ù„Ù…ÙØŸ!

إنه لا يمكن أن يحكم بتهور أو يجازي أحدًا Ø¨ÙƒÙŠÙ„Ù Ø¸Ø§Ù„Ù…ÙØŒ بل قال بهذه العبارة، قاصدًا أننا بتهورنا نعاقب Ø£Ù†ÙØ³Ù†Ø§ لا الآخرين. Ùقد نتصور أن الظلم يضر المظلوم، لكن بالعكس غالبًا لا يضر المظلوم بل الظالم Ù†ÙØ³Ù‡. Ùما هو الضرر الذي أصاب الشهداء من مضطهديهم؟! لا شيء، بل عاد الضرر على المضطهدين Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù…. ÙØ¥Ù† كان البعض عاد إلى الحق لكن أثناء اضطهادهم كانت شرورهم قد أعمتهم عن الحق.

ÙˆØ¨Ù†ÙØ³ الطريقة Ù†ÙØ³Ø± “كلَّ الذين يأخذون السي٠بالسي٠يهلكون” (مت 52:26). Ùكم من كثيرين ضربوا بالسي٠دون أن يهلكوا بالسي٠كبطرس الرسول الذي ضرب أذن عبد رئيس الكهنة دون أن يموت Ø¨Ø§Ù„Ø³ÙŠÙØŒ لكن صلب حتى لا يظن أنه هرب من الضرب بالسي٠بواسطة ØºÙØ±Ø§Ù† خطاياه. ومع هذا Ùماذا يقولون عن اللصين الذين صلبا مع السيد المسيح (لو 33:23-23)ØŒ Ùهل صلبا جميع الذين قتلوهم حتى استحقا الصلب؟! إنه من المضحك أن نقول بذلك. إذن ماذا يقصد بالعبارة: “كل الذين يأخذون السي٠بالسي٠يهلكون” سوى أن الروح ستموت بارتكابها للخطية مهما كانت هذه الخطية؟!…

63

ينصحنا الرب ألا نحكم على أحد بتهور أو بظلم، لأنه يرغب ÙÙŠ أن نصنع كل شيء بقلب بسيط متجه دائمًا نحو الله. هذا وإذ يكون استعداد من يحكم على الآخرين هو البحث عن خطايا الغير لتوبيخهم وإدانتهم، لا لإصلاحهم وتهذيبهم ÙÙŠ محبة… كل هذا بسبب كبريائهم أو حسدهم، لذلك أضا٠رب المجد:: “ولماذا تنظر القَذَى الذي ÙÙŠ عين أخيك. وأما الخشبة التي ÙÙŠ عينك Ùلا ØªÙØ·Ù† لها

Ùلو سقط أخوك ÙÙŠ خطية الغضب، تسقط أنت ÙÙŠ خطية الكراهية (بإدانتك له). وهناك ÙØ±Ù‚ شاسع بين الغضب والكراهية كما هو بين القذى والخشبة. لأن الكراهية هي غضب مزمن، ÙØ¨Ø·ÙˆÙ„ الزمن اشتد القذى (الغضب) حتى صار يدعى بحق خشبة (الكراهية). ÙØ¥Ù†Ùƒ إن غضبت على إنسان Ùلا بد أنك ترغب ÙÙŠ رجوعه إلى الحق، أما إذا كرهته Ùلا يمكن لك أن تشتاق إلى رجوعه.

64

أم كي٠تقول لأخيك دعني Ø£ÙØ®Ø±Ùج القَذَى من عينك، وها الخشبة ÙÙŠ عينك؟ يا مرائي Ø£ÙŽØ®Ø±ÙØ¬ أولاً الخشبة من عينك، وحينئذ٠تبصر جيّدًا أن ØªÙØ®Ø±Ùج القَذَى من عين أخيك.

أزل عنك الكراهية حتى تستطيع إصلاح من تحبه. حسنًا يقول الرب “يا مرائي” لأن الإنسان المحب، وحده الذي له أن يشتكي من خطايا الآخرين، أما الشرير، Ùمتى اشتكى على الآخرين يكون مرائيًا، إذ يظهر Ù†ÙØ³Ù‡ بصورة غير التي هو عليها… Ùهناك صن٠من المتصنعين يشتكون من خطايا الآخرين كالكراهية والضغينة بقصد الظهور بمظهر أصحاب المشورة… لنحذر لئلا نسقط ÙÙŠ هذا، كذلك إذا اضطررت إلى الكش٠عن أخطاء الآخرين أو انتهارهم، Ùلننظر إلى Ø£Ù†ÙØ³Ù†Ø§ إن كنا نرتكب Ù†ÙØ³ الخطايا، أو سبق لنا ارتكابها. ÙØ¥Ù† كنا لم نرتكبها لنعلم أننا بشر معرضون للخطية. أما إن كنا قد ارتكبنا الخطية من قبل وقد تحررنا منها، Ùلنذكر ضعÙنا على الدوام. لذلك وجب علينا أن نكمن لمن نكش٠أخطاءهم المحبة لا الكراهية… ولنحذر لئلا ننشغل بخطاياهم… Ùلا نلوم الخاطئ ولا ننتهره، بل نحزن بشدة على حالتنا هذه، غير طالبين منه أن يطيعنا، بل أن يجاهد معنا.

65

عندما يقول الرسول “ÙØµØ±Øª لليهود كيهودي لأربح اليهود. وللذين تحت الناموس كأني تحت الناموس لأربح الذين تحت الناموس. وللذين بلا ناموس٠كأني بلا ناموس. مع أني لست بلا ناموس لله بل تحت ناموس٠للمسيح لأربح الذين بلا ناموسÙ. صرت Ù„Ù„Ø¶Ø¹ÙØ§Ø¡Ù كضعيÙ٠لأربح Ø§Ù„Ø¶Ø¹ÙØ§Ø¡ÙŽ. صرت للكلّ كلَّ شيء٠لأخلّص على حال٠قومًا” (1 كو 20:9-22). ÙØ¨Ù„ا شك لا ÙŠÙØ¹Ù„ هذا تصنعًا كما قد يحسب البعض، مبررين بذلك تصنعهم الممقوت. Ùهو ÙŠÙØ¹Ù„ هذا حبًا Ùيهم، متأثرًا Ø¨Ø¶Ø¹ÙØ§Øª الآخرين حاسبًا إياها ضعÙًا له. وقد سبق أن وضع هذه القاعدة “ÙØ¥Ù†ÙŠ Ø¥Ø°Ø§ كنت حرًّا من الجميع استعبدت Ù†ÙØ³ÙŠ Ù„Ù„Ø¬Ù…ÙŠØ¹ لأربح الأكثرين” (1 كو 19:9). وتظهر محبته وشÙقته على Ø§Ù„Ø¶Ø¹ÙØ§Ø¡ كما لو كانت Ø¶Ø¹ÙØ§ØªÙ‡Ù… ضعÙÙ‡ هو. وليس تصنعًا منه قوله “ÙØ¥Ù†ÙƒÙ… إنما Ø¯ÙØ¹Ùيتم للحريَّة أيّÙها الإخوة. غير أنه٠لا تصيّروا الحرَّية ÙØ±ØµØ© للجسد بل بالمحبة اخدموا بعضكم بعضًا” (غلا13:5).

66

ÙØ¹Ù„ينا ألا نستخدم التوبيخ إلا نادرًا. وإذا اضطررنا إلى استخدامه يجب علينا أن نسعى بشغ٠إلى خدمة الله لا Ø£Ù†ÙØ³Ù†Ø§. ليكون لنا هد٠واحد، Ùلا Ù†ÙØ¹Ù„ شيئًا بقلب مزدوج. لنخرج من أعيننا خشبة الحسد أو الحقد أو التصنع، حتى نتمكن من الإبصار Ùنخرج القذى من عيني أخينا. للنظر إلى القذى بعيني الحمامة، اللتين لعروس المسيح (نش 1:4)ØŒ التي اختارها الله Ù„Ù†ÙØ³Ù‡ كنيسة مجيدة لا دنس Ùيها ولا غضن. أي نقية لا غش Ùيها (Ø£Ù 27:5). 

+ + + 

عدم طرح الدّرَر

67

قد يسيء البعض Ùهم “لا غش Ùيها Guileless” حاسبًا أن من يخبئ الحقيقة عن الآخرين، ÙÙŠ أي ظر٠من الظرو٠يكون كمن يتكلم باطلاً. لقد أضا٠الرب لا تعطوا القدس للكلاب. ولا تطرحوا Ø¯ÙØ±ÙŽØ±ÙƒÙ… قدام الخنازير. لئَلاَّ تدوسها بأرجلها ÙˆØªÙ„ØªÙØª ÙØªÙ…زّقكم. ÙØ§Ù„رب Ù†ÙØ³Ù‡ رغم عدم نطقه بالكذب قط، أخÙÙ‰ حقائق معينة إذ يقول: “Ø¥ÙÙ† لي أمورًا كثيرة أيضًا لأَقÙول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن” (يو 12:16). كما يقول الرسول بولس: “وأنا أيّÙها الاخوة لم أستطع أن أكلّمكم كروحيّين بل كجسديّين ÙƒØ£Ø·ÙØ§Ù„Ù ÙÙŠ المسيح. سقيتكم لبنًا لا طعامًا لأنكم لم تكونوا بعد٠تستطيعون بل الآن أيضًا لا تستطيعون” (1 كو 1:3ØŒ 2).

68

لنتساءل… ماذا يقصد الرب بالقدس والدرر؟ وما هو المقصود بالكلاب والخنازير؟…

(1) Jerusalem: الشيء المقدس هو الشيء الذي يكون من Ø§Ù„ÙƒÙØ± تدنيسه ÙˆØ¥ÙØ³Ø§Ø¯Ù‡ØŒ Ùمجرد المحاولة أو الرغبة ÙÙŠ تدنيسه أو Ø¥ÙØ³Ø§Ø¯Ù‡ يعتبر جريمة حتى ولو لم يدنس الشيء أو ÙŠÙØ³Ø¯.

(2) الدرر: يقصد بها الأمور الروحية التي ينبغي أن تكون لها مكانة عظيمة ÙÙŠ نظرنا، لأنها مخبأة ÙÙŠ مكان Ø®ÙÙŠ. كما لو كانت تجلب من العمق وتغطى بغطاء من الرموز كما لو كانت قشرة لها.

ويمكننا أن Ù†Ùهم القدس والدرر على أنهما شيء واحد، لكنه دعي “مقدسًا” بسبب وجوب عدم Ø¥ÙØ³Ø§Ø¯Ù‡ØŒ وسمي “دررًا” لوجوب عدم الازدراء به، ÙØ§Ù„إنسان يسعى نحو Ø¥ÙØ³Ø§Ø¯ ما لا يرغب ÙÙŠ إبقائه سليمًا ويحتقر ما يحسبه تاÙهًا ومنحطًا. لذلك يقال عن الشيء المحتقر أنه مدوس بالأقدام.

يقول الرب “لا تعطوا قدسكم للكلاب” لأن الكلاب تهجم على الشيء وتمزقه وبالرغم من عدم قدرتها على تمزيقه ÙˆØ¥ÙØ³Ø§Ø¯Ù‡ لأنه سيبقى سليمًا بلا دنس، لذلك ÙلنÙكر Ùيما يرغبه أولئك الذين يقاومون الروح بعن٠وعداء شديد، هؤلاء الذين يرغبون ÙÙŠ تدمير الحق قدر المستطاع لو أمكن تدميره. أما الخنازير ÙØªØ®ØªÙ„٠عن الكلاب إذ لا تهجم على الشيء لتمزقه بأسنانها لكنها تدنسه إذ تدوسه بأرجلها بطياشة “ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير. لئلا تدوسها بأرجلها ÙˆØªÙ„ØªÙØª ÙØªÙ…زقكم”.

إذن لنÙهم “الكلاب” على أنها تشير إلى “مقاومي الحق”. والخنازير على “محتقري الحق”.

69

لم يقل الرب “ØªÙ„ØªÙØª وتمزق الدرر” بل “وتمزقكم” لأنهم إذ يدوسون الدرر ينتظرون من ملقين الدرر أن يسمعوا منهم شيئًا آخر Ùلا يجدوا Ùيمزقونهم. Ùليس من السهل أن نجد ما يبهج الخنازير التي تحتقر الأمور الإلهية، تلك التي نكتشÙها بعد جهد عظيم.

Ùلست أعلم كي٠يستطيع مقدم الدرر هذا أن يهرب من تمزيقه بواسطة هذه الجماعات الثائرة والمحتقرة للأمور الروحية.

هذا ونلاحظ أن كلاً من الكلب والخنزير نجس (بحسب الشريعة الموسوية) لهذا لنحذر من كش٠الأمور المقدسة لمن لا يستطيع قبولها، Ù…ÙØ¶Ù„ين أن نتركه هو يطلب منا أن نكش٠ما Ø®ÙÙ‰ عنه، عن أن نكش٠له Ùيهاجم ويزدري.

إن سر عدم قبولهم للأمور الروحية هي الكراهية التي بسببها دعوا “كلاب” والازدراء الذي بسببه دعوا “خنازير”.

ÙØ¹Ù„Ù‰ من يرغب ÙÙŠ نقاوة قلبه ألا يظن Ù†ÙØ³Ù‡ ملومًا Ù„Ø¥Ø®ÙØ§Ø¦Ù‡ شيئًا عمن لا يستطيع احتماله. وهذا لا يبيح الكذب، لأن Ø§Ù„Ø¥Ø®ÙØ§Ø¡ لا يعتبر نطقًا بالباطل. من ثم ÙØ§Ù„خطوات الأولى هي إزالة العوائق التي تمنعه من قبول الحق. ÙØ¥Ù† كانت النجاسة هي العائق عن قبوله الحق، Ùلينق أولاً بالكلمة أو Ø¨Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ قدر ما تستطيع.

70

لا يظن أن ربنا أعطى القدس للكلاب أو طرح الدرر للخنازير، عندما نطق بكلمات لا يقبلها كثيرون من الحاضرين بل قاوموها واحتقروها لأنه قدمها لمن كان ÙÙŠ قدرتهم قبولها، وإن كان يوجد معهم من هم غير قادرين على قبولها، Ùوجود هؤلاء لا يمنعه من تقديمها لمن يقبلها.

ÙØ¹Ù†Ø¯Ù…ا سأله الذين كانوا يجربونه، أجابهم على أسئلتهم حتى لا يكون لهم ما يقاومون به… وبذلك هيأ المجربون للمسيح ÙØ±ØµØ© ليستÙيد منها الذين كان لهم الاستعداد لقبول كلمته.

تحدثت بهذا حتى لا يمتنع غير القادرين عن الإجابة بحجة أنهم لا يعطون القدس للكلاب أو يطرحون الدرر أمام الخنازير. Ùمن يعر٠الإجابة Ùليجب ولو Ù„ÙØ§Ø¦Ø¯Ø© غير السائلين ما دام الحديث عن أمور Ù…Ùيدة وتعاليم خلاصية. Ùكثيرًا ما يسأل بعض الكسالى أسئلة لا تهمهم بل وقد تكون ضارة بهم، ومع ذلك Ùينبغي علينا إما أن نجيب على السؤال مباشرة، وذلك ÙÙŠ الأمور المÙيدة. مثل سؤال الصديقين عن مصير المرأة التي تزوجت بسبعة أخوة Ùلمن منهم ستكون زوجة ÙÙŠ الحياة الأبدية؟ Ùقد أجابهم الرب بأن ÙÙŠ القيامة لا يزوجون ولا يتزوجون بل يكونون كملائكة الله ÙÙŠ السماء. أو أن تكون الإجابة على السؤال بسؤال ÙØ¥Ø°Ø§ ما أجاب على سؤالنا يكون قد أجاب على سؤاله. أما إذا Ø±ÙØ¶ الإجابة، Ùيليق بنا عدم إجابته على سؤاله. ÙØ¹Ù†Ø¯Ù…ا سألوا السيد ليجربوه “هل نعطي الجزية لقيصر أم لا ØŸ أجابهم” وما هي الصورة التي تحملها العملة التي تقدمتم بها؟ Ùلما أجابوه أنها تحمل صورة قيصر أجابوا على Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… ÙØ§Ø³ØªÙ†ØªØ¬ لهم إجابة سؤالهم من إجابتهم لسؤاله “أعطوا إذَا ما لقيصر لقيصر وما لله لله”(3).

وعندما سأله رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب بأي سلطان ÙŠÙØ¹Ù„ هذا، أجابهم بسؤال خاص عن معمودية يوحنا، Ùلما لم يجيبوا عليه لأنهم عرÙوا أن بإجابتهم عليه ÙŠÙ†ÙØ¶Ø­ÙˆÙ†ØŒ لم يجرأوا على الحديث بشر عن يوحنا خوÙًا من الشعب، حينئذ قال لهم يسوع “ولا أنا أقول لكم بأيّ Ø³Ù„Ø·Ø§Ù†Ù Ø£ÙØ¹Ù„ هذا”(4). Ùهذا Ø§Ù„Ø±ÙØ¶ على الإجابة كان ÙÙŠ نظر الحاضرين Ø±ÙØ¶Ù‹Ø§ عادلاً. لأن رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب Ø±ÙØ¶ÙˆØ§ إبداء رأيهم ÙÙŠ يوحنا المعرو٠تمامًا. Ùقد سبق لهم أن أرسلوا إلى يوحنا يسألونه عن Ù†ÙØ³Ù‡ من هو، إذ بالحري لكونهم كهنة ولاويين أرسلوا إليه ظانين إياه أنه المسيح، أما هو ÙØ£Ø¬Ø§Ø¨Ù‡Ù… بأنه ليس هو، إنما شاهد للمسيح(5). Ùلو قبلوا شهادة يوحنا لعرÙوا بأي سلطان يصنع السيد المسيح هذا. 

اسألوا… اطلبوا… اقرعو

71

إذ يسمع الإنسان تلك الوصية التي تمنعنا من إعطاء القدس للكلاب وطرح الدرر أمام الخنازير، قد يعترض شاعرًا بجهله وضعÙه، لأن الوصية تمنعه من أن يعطي ما لم يأخذه بعد، قائلاً “أي قدس هذا الذي تمنعني من إعطائه للكلاب، وأي درر تلك التي تمنعني من طرحها للخنازير، ÙØ¥Ù†Ù†ÙŠ Ø£Ø´Ø¹Ø± بأنني لا أملك شيئًا من هذا”. لهذا يليق برب المجد أن يرد٠قائلاً:

اسألوا ØªÙØ¹Ø·ÙŽÙˆØ§. اطلبوا تجدوا. اقرعوا ÙŠÙÙØªÙŽØ­ لكم. لأن كل من يسأَل يأخذ. ومن يطلب يجد. ومن يقرع ÙŠÙÙØªÙŽØ­ لهÙ.

يشير السؤال إلى نوالنا قوة الÙكر ومتانته، حتى نتمكن من العمل بالوصايا. أما الطلب Ùيشير إلى وجود الحق. ÙØ§Ù„حياة المباركة تكمن ÙÙŠ كل من العمل ÙˆØ§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ©. ÙØ§Ù„عمل يتطلب قوة، أما Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© ÙØªØªØ·Ù„ب إيضاحًا للأمور. ÙØ§Ù„أول يسأل والثاني يطلب. لذلك ÙØ§Ù„أول يعطي والثاني يوجد غير أن Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© تخص Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الطريق لا امتلاكه، لكن من وجد الطريق الحقيقي ÙØ³ÙŠÙ…لك أيضًا، لأنه ÙŠÙØªØ­ لمن يقرع.

72

ولكي Ù†Ùهم ما يقصد بالسؤال والطلب والقرع، Ù†ÙØªØ±Ø¶ وجود رجل أعرج، Ùمثل هذا يعطى له أولاً Ø§Ù„Ø´ÙØ§Ø¡ أي القدرة على المشي، وهذا ما قصده الرب بالسؤال. لكن ماذا ÙŠÙ†ØªÙØ¹ بالمشي أو حتى بالجري إن استخدمه ÙÙŠ طريق Ù…Ù†Ø­Ø±ÙØŸ لذلك ÙØ§Ù„خطوة الثانية هي أن يجد الطريق المؤدي إلى المكان المطلوب.. وهذا ما قصد به الطلب. لكن ما Ø§Ù„Ù…Ù†ÙØ¹Ø© إن كان قادرًا على المشي وعر٠الطريق وكان الباب مغلقًا.. لذلك قال: “اقرعوا”.

73

لقد وهبنا الرب رجاء لا خداع Ùيه بوعده “لأن كل من يسأل يأخذ. ومن يطلب يجد. ومن يقرع ÙŠÙØªØ­ له”ØŒ من ثم Ùنحن نحتاج إلى المثابرة. وقد ضرب لنا أمثلة كما سبق أن استخدم الأمثلة ÙÙŠ حديثه عن عدم القلق من جهة الطعام واللباس. لذلك نجده يقول:

أم أيّ٠إنسان٠منكم إذا سأَله٠ابنه٠خبزًا ÙŠÙØ¹Ø·ÙŠÙ‡Ù حجرًا. وإن سأَله٠سمكةً ÙŠÙØ¹Ø·ÙŠÙ‡Ù حيَّةً. ÙØ¥Ù† كنتم وأنتم أشرار تعرÙون أن ØªÙØ¹Ø·ÙˆØ§ أولادكم عطايا جيدة Ùكم بالحري أبوكم الذي ÙÙŠ السماوات يَهَب٠خيرات٠للذين يسأْلونهÙ.

لكن كي٠يستطيع الأشرار أن يعطوا عطايا صالحة؟! لقد دعاهم أشرارًا لأنهم لا زالوا إلى الآن محبين للعالم وخطاة. وقد دعيت الأشياء صالحة بحسب مشاعرهم، Ùهي رغم كونها صالحة حسب طبيعتها لكنها أمور زمنية خاصة بهذه الحياة الواهية. غير أن الأشرار لا يعطون هذه العطايا من عندهم لأن للرب الأرض وملؤها (مز 1:24). الذي صنع السماء والأرض والحجر وكل ما Ùيها (مز 6:146).

ÙØ¥Ù† كنا ونحن أشرار نعر٠كي٠نعطي ما يسألونه منا Ùلا نخدع أبناءنا بل نعطيهم أشياء صالحة ليست منا بل من الرب، Ùكم بالأكثر يكون رجاؤنا ÙÙŠ الرب أن يعطينا عندما نطلب منه أمورًا صالحة. 

رابعًا: محبة الناس

74

عند سيرنا ÙÙŠ طريق الحكمة نجد قوة ونشاطًا يكمنان ÙÙŠ الأخلاق الطيبة التي تسمو بحسب نقاوة القلب وسلامته، الأمر الذي عالجه الرب بإطالة مختتمًا إياه بقوله “Ùكل ما تريدون أن ÙŠÙØ¹Ù„ الناس بكم Ø§ÙØ¹Ù„وا هكذا أنتم بهم. لأن هذا هو الناموس والأنبياءٓ… والعبارة “كل ما تريدون” تتضمن معنى “الأعمال الصالحة” لأنه لا توجد إرادة “كل ما تريدون” إلا Ùيما هو صالح، أما ارتكاب الأمور الشريرة Ùيحدث عن الشهوة لا الإرادة.

75

مقارنة مع ما ورد ÙÙŠ مت37:22-40

إن الوصية القائلة “أن Ù†ÙØ¹Ù„ للناس ما نريد أن ÙŠÙØ¹Ù„Ù‡ الناس بنا” تبدو كما لو كانت تخص محبتنا لأقربائنا Ùقط دون أن نتكلم عن محبتنا لله. وقد جاء ÙÙŠ موضوع آخر أن هناك وصيتان بهما “يتعلق الناموس كله والأنبياء وهما محبة الله والناس”. Ùلو قال “كل ما تريدون أن ÙŠÙØ¹Ù„ بكم”… لشملت هذه العبارة الوصيتين لأن كل إنسان يريد أن يكون محبوبًا من الله والناس وبالتالي ÙØ¹Ù„يه أن يحب الله والناس، لكنه ذكر “ÙŠÙØ¹Ù„ الناس” ومع ذلك أضا٠“لأن ذلك هو الناموس والأنبياء”. ÙØ¹Ù†Ø¯Ù…ا تحدث عن الوصيتين قال “يتعلق الناموس كله والأنبياء” أما هنا Ùلم يذكر “كله” تاركًا مجالاً للوصية الأخرى الخاصة بمحبة الله.

ÙØ¥Ø°Ù† يتكلم الرب هنا معقبًا على الوصايا الخاصة بسلامة القلب، يخشى من أن يكون للإنسان قلبًا مزدوجًا من جهة البشر، هؤلاء الذين لا يريدون القلب المزدوج… Ùكل إنسان لا يرغب ÙÙŠ أن يعامله شخص مزدوج القلب.

76

كي٠نصل إلى نقاوة القلب؟

إن تنقية العين والعمل على سلامتها، يمكنها من رؤية نورها الداخلي والتأمل Ùيه. والعين موضع البحث هنا هي عين القلب. وهي تكون سليمة:-

(1) لمن يصنع أعماله الصالحة بغير قصد إرضاء الناس. أما إذا أرضاهم Ùيوجه هذا الرضى نحو خلاصهم وتمجيد الله لا Ø§Ù„Ø§ÙØªØ®Ø§Ø± Ø§Ù„ÙØ§Ø±Øº.

(2) إذا صنع شيئًا صالحًا بقصد خلاص أخيه Ùلا يقصد من ذلك الحصول على ضروريات الحياة.

(3) ولا يدين أحدًا…

(4) وكل إنسان يقدمه لإنسان لا ينتظر منه جزاءً زمنيًا.

بهذا يكون القلب سليمًا ونقيًا Ùيعاين الله.. لذلك “طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله”.

77

إن موضوع نقاوة القلب يهم قليلين. وقد بدأ يتحدث عن البحث عن الحكمة التي هي شجرة الحياة…ØŒ لذلك ÙØ¥Ù† عينًا كهذه أعطيت لها هذه الوصايا تق٠لترى الباب الضيق والطريق الكرب، لذلك يكمل الرب قائلاً:

ادخلوا من الباب الضيّق. لأنه٠واسع الباب ورَحْب الطريق الذي يؤَدّي إلى الهلاك. وكثيرون هم الذين يدخلون منهÙ. ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤَدّي إلى الحياة. وقليلون هم الذين يجدونهÙ.

لم يقل بهذا لأن نير الله صعب أو حمله ثقيل، بل لأن قليلين هم الذين يرغبون ÙÙŠ التخلص من أتعابهم، غير مبالين بالذي يصرخ قائلاً “تعالوا إليَّ يا جميع Ø§Ù„Ù…ÙØªØ¹ÙŽØ¨ÙŠÙ†… وأنا أريحكم. احملوا نيري عليكم وتعلموا مني. لأني وديع ومتواضع القلب… لأن نيري هيّن وحملي Ø®ÙÙŠÙ”(6)… 

الأنبياء الكذبة

78

لنتطلع نحن إلى أولئك الذين يحسبون Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… حكماء وعارÙÙŠ الحق لمجرد قلة عددهم مثل الهراطقة. Ùلكي لا يستغلوا القول بأن قليلين هم الذين يجدون الباب الكرب والطريق الضيق، أضا٠الرب للحال:

احترزوا من الأنبياء الكَذَبة الذين يأتونكم بثياب الحملان ولكنهم من داخل Ø°ÙØ¦ÙŽØ§Ø¨ Ø®Ø§Ø·ÙØ©.

على أن هؤلاء لن يستطيعوا أن يخدعوا ذوي العيون السليمة، الذين يعرÙون كي٠يميزون بين الشجر من ثماره، إذ يقول “من ثمارهم تعرÙونهم”. وقد أضا٠الرب التشبيهات التالية:

هل يجتنون من الشوك عنبًا أو من الحسك تينًا. هكذا كل شجرة جيدة تصنع أثمارًا جيّدة. وأما الشجرة الرديَّة ÙØªØµÙ†Ø¹ أثمارًا ردية. لا تقدر شجرة جيّدة أن تصنع أثمارًا رديَّة. ولا شجرة رديَّة أن تصنع أثمارًا جيدة. كل شجرة لا تصنع ثمرًا جيّدًا تÙقطَع وتÙلقَى ÙÙŠ النار. ÙØ§Ø°Ù‹Ø§ من ثمارهم تعرÙونهم.

79

لنحذر جدًا ÙÙŠ ØªÙØ³ÙŠØ±Ù†Ø§ لهذه العبارة، لئلا نظن وجود طبيعتين Ù…Ø®ØªÙ„ÙØªÙŠÙ† للشجر، أحداهما تنتمي إلى الله والأخرى لا تنتمي إليه، هذا خطأ ÙÙŠ Ø§Ù„ØªÙØ³ÙŠØ± سبق لي أن عالجته ÙÙŠ كتبي الأخرى وبخاصة عند الرد على أتباع ماني. وإنني سأوضح كي٠أن هاتين الشجرتين لا تؤيدان معتقدهم:

For det første: من الواضح أن رب المجد يتحدث عن البشر لا عن الطبيعة البشرية…

ثانيًا: إن الهراطقة يهتمون بالقول “لا تقدر شجرة جيدة أن تصنع أثمارًا رديئة ولا شجرة رديئة أن تصنع أثمارًا جيدة” وبهذا يظنون أنه لا يمكن لإنسان شرير أن يصير صالحًا ولا الصالح أن يصير شريرًا، مع أن المسيح لم يقل “لا تقدر شجرة جيدة أن تصير رديئة ولا رديئة أن تصير جيدة” بل قال “لا تقدر شجرة جيدة أن تصنع أثمارًا رديئة ولا شجرة رديئة أن تصنع أثمارًا جيدة”. ÙØ§Ù„شجرة هي روح الإنسان وثمارها هي أعماله. وبذلك لا يستطيع إنسان شرير أن يصنع أعمالاً صالحة ولا الصالح أعمالاً شريرة. ÙØ¥Ù† أراد الشرير أن يصنع أعمالاً صالحة Ùيصير أولاً صالحًا. وهذا ما يقوله رب المجد Ù†ÙØ³Ù‡ ÙÙŠ عبارة أخرى بأكثر وضوح “اجعلوا الشجرة جيدة أو اجعلوها رديئة”(7) Ùلو قصد رب المجد وجود طبيعتين بشريتين أحداهما شريرة والأخرى صالحة لما قال “اجعلوا” لأنه Ù…ÙŽÙ† Ù…ÙÙ† البشر يستطيع أن يخلق طبيعة بشرية؟! كذلك نجده أضا٠قائلاً “يا مرائين كي٠تقدرون أن تتكلموا بالصالحات وأنتم أشرارًا!!” ÙØ·Ø§Ù„ما كان الإنسان شريرًا لا يستطيع صنع الأعمال الصالحة وإلا لما كان شريرًا. لذلك قيل بحق إن الثلج لا يمكن أن يسخن وأما إذا سخن Ùلا يعود بعد ثلجًا بل ماء. هكذا يمكن للشرير أن يتحول عن كونه شريرًا ولكنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يصنع شيئًا صالحًا طالما هو شرير.

غير أن الشرير أحيانًا يكون Ù†Ø§ÙØ¹Ù‹Ø§ØŒ ولكن Ù†ÙØ¹Ù‡ هذا ليس من ذاته. مثال ذلك قيل عن Ø§Ù„ÙØ±ÙŠØ³ÙŠÙŠÙ† “كل ما قالوا لكم أن ØªØ­ÙØ¸ÙˆÙ‡Ù ÙØ§Ø­ÙØ¸ÙˆÙ‡Ù ÙˆØ§ÙØ¹Ù„وه. ولكن حسب أعمالهم لا تعملوا”(8). Ùهم يتكلمون بأشياء صالحة، Ùكل من يصغى إلى كلماتهم ويعمل بها يستÙيد. ولكن هذه Ø§Ù„ÙØ§Ø¦Ø¯Ø© ليست نابعة منهم بل كما يقول “على كرسي موسى جلس“. Ùهم يعلمون بالعناية الإلهية تعليم الشريعة، ويستطيعون أن ÙŠÙيدوا من يصغون إليهم رغم عدم Ø§Ø³ØªÙØ§Ø¯ØªÙ‡Ù… هم شخصيًا وقد تحدث النبي عن هذا الأمر قائلاً “زرعوا حنطة وحصدوا شوكًا”(9). لأنهم يعلمون الصلاح ويصنعون الشرور. Ùمن ينصت ويصنع بقولهم لا يجتني عنبًا من الشوك وإنما يجتني عنبًا من الكرمة بواسطة الشوك. وذلك كمن يقط٠عنبًا خلال السياج أو كمن يجتني العنب من كرمة Ø§Ù„ØªÙØª حول الشوك. ÙØ§Ù„ثمرة ليست من الشوك بل هي ثمرة الكرمة.

80

السؤال الهام هو: ما هي هذه الثمار التي منها تعر٠الشجرة؟ لأن كثيرين يرون الثمار خاصة بثياب الحملان لا بالحملان Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ Ùيخدعون من الذئاب الحاملة ثياب الحملان. من هذه الثمار الصوم، والصلاة، والصدقة، هذه الأمور التي يمكن حتى للمرائين أن يصنعونها، لذلك قال الرب “احترزوا من أن تصنعوا بركم قدام الناس لكي ينظروكم”.

Ùكثيرون يتصدقون بسخاء على الÙقراء لا بعطÙهم عليهم بل Ø¨Ø¯Ø§ÙØ¹ الكبرياء.

وكثيرون يصلون أو بالحري يظهرون كما لو كانوا يصلون، مع أنهم ÙÙŠ حقيقتهم لا يتطلعون إلى الله بل إلى مدح الناس.

وكثيرون يصومون مظهرين زهدًا عجيبًا لينالوا كرامة من الذين يستصعبون هذه الأمور.

ÙØ¨Ù…ثل هذه الحيل والخداعات تخط٠الحملان الذئاب ÙˆØªÙØªØ±Ø³ تلك التي لا تستطيع أن تدرك حقيقتها. إذن لا ينصحنا الرب بالصدقة والصلاة والصوم كثمار نعر٠بها الشجرة لأنها تخÙÙŠ ثياب الحمل لا الحمل ذاته… وذلك متى صنعت بقصد سليم. أما إذا صنعت ÙÙŠ خداع ÙØ¥Ù†Ù…ا تخÙÙŠ تحتها ذئاب، ولا يعني هذا أن تكره الحملان ثوبها (الصوم. الصلاة. الصدقة) لمجرد لبس الذئاب لها.

81

لقد أخبرنا الرسول عن الثمار التي بها نعر٠أن الشجرة رديئة وهي: “وأعمال الجسد ظاهرة التي هي زنا عهارة نجاسة دعارة عبادة الأوثان سحر عداوة خصام غيرة سخط ØªØ­Ø²Ù‘ÙØ¨ شقاق بدعة حسد قتل سكر بَطَر وأمثال هذه التي أسبق ÙØ£Ù‚ول لكم عنها كما سبق Ùقلت أيضًا إن الذين ÙŠÙØ¹Ù„ون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله” ويخبرنا أيضًا عن الثمار التي تعر٠بها الشجرة الجيدة Ùيقول “وأما ثمر الروح Ùهو: محبَّة ÙØ±Ø­ سلام طول أناة٠لط٠صلاح إيمان وداعة تعÙÙ‘ÙÙ”(10). ينبغي علينا أن Ù†Ùهم كلمة “ÙØ±Ø­” هنا بالمعنى الدقيق لها، لأن الأشرار لا يتحدثون عن Ø§Ù„ÙØ±Ø­ ÙÙŠ معناه الدقيق بل ÙÙŠ صورته Ø§Ù„Ù…ØªØ·Ø±ÙØ©. ÙØ§Ù„معنى الدقيق للكلمة تعني Ø§Ù„ÙØ±Ø­ الخاص بالصالحين Ùقط، ذلك كما يقول النبي “لا ÙØ±Ø­ للأشرار يقول الرب”(11).

وأيضًا كلمة “الإيمان لا يقصد بها أي إيمان بل “الإيمان الحقيقي”. وهكذا بالنسبة للأمور الأخرى، ÙØ¥Ù† لها مشابهات لدى الأشرار والمخادعين يضللون بها الإنسان غير النقي العينين. لذلك حسن جدًا أن تكون العين أولاً سليمة وعندئذ تنظر إلى الأشياء التي تحذرها حتى لا تخدع بها.

82

لنحذر لئلا أثناء جهادنا من أجل الحكمة التي ÙÙŠ المسيح وحده “المذَّخر Ùيه٠جميع كنوز الحكمة”(12). أقول لنحذر لئلا يخدعنا الهراطقة ومحبو العالم باسم المسيح Ù†ÙØ³Ù‡. لذلك أضا٠الرب قائلاً ليس كل من يقول يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات. بل الذي ÙŠÙØ¹Ù„ إرادة أبي الذي ÙÙŠ السماوات. Ùلا نحسب أن قولهم “يا رب يا رب” ثمرة تعلن عنهم أنهم شجرة جيدة، إنما صنع إرادة الآب السماوي أي صنع ما قد تنازل المسيح معلنًا ذاته مثالاً لنا… هو الثمرة التي للشجرة الجيدة.

83

يليق بنا أن نسأل. كي٠يتÙÙ‚ القول “ليس كل من يقول يا رب يا رب…” مع قول الرسول: “ليس أحد يقدر أن يقول يسوع ربّ٠إلاَّ بالروح القدس” (1 كو 3:12)ØŸ Ùلا نستطيع القول بأن من كان به الروح القدس لا يدخل ملكوت السماوات طالما كان مثابرًا إلى النهاية. كما لا نستطيع أن نؤكد بأن الذين يقولون “يا رب يا رب” دون أن يدخلوا ملكوت السماوات معهم الروح القدس. ÙÙÙŠ قول الرسول “لا يقدر أن يقول يسوع رب إلا بالروح القدس” يقصد بكلمة “يقول” المعنى الدقيق لها أي الإرادة والÙهم عند القول، بينما كلمة “يقول” الواردة ÙÙŠ كلام السيد المسيح Ùيقصد بها المعنى العام. لأن من ينطق دون أن يرغب Ùيما يقول ولا ÙŠÙهمه يبدو كما لو كان “يقول” وأما من يعبر بقوله عن إرادته وعقله Ùهذا “يقول” بحق. وهذا يشبه ØªÙØ³ÙŠØ±Ù†Ø§ لكلمة “ÙØ±Ø­” السابق شرحها كثمرة من ثمار الروح. إذ يقصد بها المعنى الدقيق لها لا المعنى العام الذي ورد ÙÙŠ قول الرسول Ù†ÙØ³Ù‡ “لا ØªÙØ±Ø­ بالإثم”(13) كما لو كان من الممكن أن ÙŠÙØ±Ø­ الإنسان بالإثم، مع أن Ø§Ù„ÙØ±Ø­ يملكه الإنسان الصالح وحده. هكذا أيضًا هؤلاء يبدو كما لو كانوا يقولون “يا رب” وهم لا يدركون ما ينطقون به ولا يقتنعون بالتأمل ÙÙŠ الإرادة Ùيه، إنما ينطقون بÙمهم Ùقط. أما الذين ينطقون بالكلام معبرًا عن حقيقة إرادتهم وقصدهم، Ùهؤلاء “يقولون” بالحق والصدق. عن هؤلاء يقول الرسول “ليس أحد يقدر أن يقول يسوع رب إلا بالروح القدس”.

84

ÙØ¹Ù„ينا ألا نخدع لمجرد تسميتهم باسم المسيح دون أن يكون لهم الأعمال، بل ولا الأعمال ولا المعجزات أيضًا تخدعنا، لأن الرب الذي صنع المعجزات لغير المؤمنين، حذرنا من أن Ù†ÙØ®Ø¯Ø¹ بالمعجزات ظانين أنه حيثما وجدت المعجزة المنظورة توجد الحكمة غير المنظورة. لذلك أضا٠قائلاً “كثيرون سيقولون لي ÙÙŠ ذلك اليوم يا رب يا رب أَليس باسمك تنبَّأْنا وباسمك أخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوّات٠كثيرة. ÙØ­ÙŠÙ†Ø¦Ø°Ù أصرّح لهم أني لم أعرÙكم قط. اذهبوا عني يا ÙØ§Ø¹Ù„ÙŠ الإثم” Ùهو لا يعر٠غير صانعي البر. لهذا منع الرب تلاميذه من أن ÙŠÙØ±Ø­ÙˆØ§ بصنع المعجزات مثل خضوع الشياطين لهم قائلاً “بل Ø§ÙØ±Ø­ÙˆØ§ بالأحرى أن أسماءَكم ÙƒÙØªÙبَت ÙÙŠ السماوات”(14). أي ÙÙŠ مدينة أورشليم التي لا يملكها سوى الأبرار والقديسون كما يقول الرسول: “ألستم تعلمون أن الظالمين لا يرثون ملكوت الله” (1 كو 9:6).

85

لكن قد يقول قائل بأن الظالمين لا يستطيعون ÙØ¹Ù„ هذه القوات المنظورة، وأنهم يقولون كذبًا “باسمك تنبأنا وباسمك أخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات”. لكننا لننظر ما صنعه ساحرو مصر المقاومون لموسى خادم الله(15). وإن كانت لم تصنع باسم المسيح Ùلنقرأ ما قاله الرب Ù†ÙØ³Ù‡ عن الأنبياء الكذبة “حينئذ إن قال لكم أحد هوذا المسيح هنا أو هناك Ùلا تصدقوا لأنه سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتى يضلوا لو أمكن المختارين أيضًا. ها أنا قد سبقت وأخبرتكم(16).

86

كم يلزم للإنسان أن تكون عينه نقية وسليمة حتى يجد طريق الحكمة الذي تعترضه خداعات الأشرار الضالين وأخطارهم. ÙØ¨Ø¹ÙŠÙ†Ù‡ النقية يهرب من هذه الخداعات إلى السلام الأكيد والحكمة الراسخة القوية. لأن الخطورة هي أن ينشغل بالمناقشات والجدال Ùلا يرى ما يراه القليلون. لأن مخاطر الأشرار ÙÙŠ ذاته تاÙهة، لكن خطورته أن ينشغل الإنسان به Ùيضطرب، لذلك يقول الرسول “وعبد الرب لا يجب أن يخاصم بل يكون مترÙّقًا بالجميع صالحًا للتعليم صبورًا على المشقَّات مؤَدّبًا بالوداعة المقاومين عسى أن يعطيهم الله توبةً Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الحق”(17). لذلك طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون.

87

يا لها من خاتمة مرعبة تلك التي ختم بها الرب العظة، إذ يقول Ùكل من يسمع أقوالي هذه ويعمل بها أشبّهه٠برجل٠عاقل٠بنى بيته٠على الصخر. لأن بالعمل يثبت الإنسان ما قد سمعه وما Ùهمه. ÙØ¥Ù† كان المسيح هو الصخرة كما يشهد الكتاب المقدس، إذن ÙØ§Ù„ذي يعمل بما يسمعه إنما يبني على المسيح.

Ùنزل المطر وجاءَت الأنهار وهبَّت الرياح ووقعت على ذلك البيت Ùلم يسقط. لأنه٠كان مؤَسَّسًا على الصخر. ÙØ§Ù„إنسان المؤسس على المسيح لا يخا٠من الخزعبلات المظلمة، لأنه ماذا يعني بالمطر سوى أمور رديئة، ولا يخشى إشاعات البشر التي كما أظن مرموز إليها بالرياح، ولا يخا٠من هذه الحياة (التي كما لو كان) تÙيض على الأرض بالشهوات الجسدية… أما الإنسان الذي يسمع ولا يعمل بها Ùيكون ÙÙŠ خطر من هذه الأمور الثلاثة لأنه بدون أساس راسخ، ÙØ¨Ø³Ù…اعه دون العمل يبني دمارًا. لذلك أرد٠ÙÙŠ الحال “وكل من يسمع أقوالي هذه ولا يعمل بها ÙŠÙØ´Ø¨Ù‘ÙŽÙ‡ برجل٠جاهل٠بنى بيته٠على الرمل. Ùنزل المطر وجاءَت الأنهار وهبَّت الرياح وصدمت ذلك البيت ÙØ³Ù‚Ø·. وكان سقوطه٠عظيمًا. Ùلما أكمل يسوع هذه الأقوال بهتت الجموع من تعليمهÙ. لأنه٠كان يعلّمهم كمن له٠سلطان وليست كالكَتَبَة.

هذا ما قصده النبي ÙÙŠ قوله “كلام الرب كلام نقي ÙƒÙØ¶Ø©Ù مصÙَّاة ÙÙŠ بوطة الأرض ممحوصة سبع مرَّاتٔ(18). Ùقد لاحظنا الرقم 7 ÙÙŠ الوصايا، كما ÙÙŠ ÙØ§ØªØ­Ø© الموعظة ÙÙŠ عبارات المطوبين. ÙÙŠ أعمال الروح القدس التي أشار إليها إشعياء النبي(19). (التي قارناها بعبارات المطوبين) وعلى كل ينبغي علينا أن Ù†Ù†ÙØ° ما قد سمعناه من الرب إن أردنا أن نبني على الصخر.


(1) 1 كو 5:4.

(2) 1تي24:5.

(3) مت15:22-34.

(4) مت23:21-27.

(5) يو19:1-27.

(6) مت28:11-30.

(7) مت33:12، 34.

(8) مت3:23.

(9) إر13:12.

(10) غلا19:5-23.

(11) أش21:57.

(12) كو3:2.

(13) 1كو6:13.

(14) لو20:10.

(15) خر7، 8.

(16) مت23:24-35.

(17) 2تي24:2،25.

(18) مز6:12.

(19) أش2:11،3.

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
PDF
☦︎

information Om side

adresser Artiklen

tilfreds Afsnit

Tags Side

الأكثر قراءة

Rul til toppen