☦︎
☦︎

أمثال الملكوت: معلومات عامة عن الأمثال:

ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØµÙ„ الرابع يعطي الإنجيلي مرقس ثلاثة أمثال وبعض الأقوال بمثابة أمثال كلّها تتعلّق بملكوت الله. تشكّل الأمثال ثلث تعاليم يسوع المدوّنة ÙÙŠ الأناجيل الإزائية. هنا ÙŠÙØ·Ø±Ø­ السؤال: لماذا ÙØ¶Ù„ يسوع تعليم الشعب بواسطة الأمثال؟ قبل أن نبدأ Ø¨ØªÙØ³ÙŠØ± المثل الأول الذي يرد ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØµÙ„ الرابع، سنحاول أولاً الإجابة عن هذا السؤال وتحليل ما جاء ÙÙŠ الآيات 10-12 حيث يوضح يسوع معنى الأمثال استجابة لسؤال التلاميذ.

“10 وَلَمَّا كَانَ وَحْدَه٠سَأَلَه٠الَّذÙينَ حَوْلَه٠مَعَ الاثْنَيْ عَشَرَ Ø¹ÙŽÙ†Ù Ø§Ù„Ù’Ù…ÙŽØ«ÙŽÙ„ÙØŒ 11 Ùَقَالَ Ù„ÙŽÙ‡Ùمْ:«قَدْ Ø£ÙØ¹Ù’Ø·ÙÙŠÙŽ Ù„ÙŽÙƒÙمْ أَنْ تَعْرÙÙÙوا Ø³ÙØ±Ù‘ÙŽ Ù…ÙŽÙ„ÙŽÙƒÙوت٠اللهÙ. وَأَمَّا الَّذÙينَ Ù‡Ùمْ Ù…Ùنْ Ø®ÙŽØ§Ø±ÙØ¬Ù ÙÙŽØ¨ÙØ§Ù„أَمْثَال٠يَكÙون٠لَهÙمْ ÙƒÙÙ„Ù‘Ù Ø´ÙŽÙŠÙ’Ø¡ÙØŒ 12 Ù„Ùكَيْ ÙŠÙØ¨Ù’ØµÙØ±Ùوا Ù…ÙØ¨Ù’ØµÙØ±Ùينَ وَلاَ ÙŠÙŽÙ†Ù’Ø¸ÙØ±Ùوا، وَيَسْمَعÙوا Ø³ÙŽØ§Ù…ÙØ¹Ùينَ وَلاَ ÙŠÙŽÙْهَمÙوا، Ù„ÙØ¦ÙŽÙ„اَّ ÙŠÙŽØ±Ù’Ø¬ÙØ¹Ùوا ÙÙŽØªÙØºÙ’Ùَرَ Ù„ÙŽÙ‡Ùمْ خَطَايَاهÙمْ».” (مرقس 4: 10-12ØŒ متى 13: 10-15ØŒ لوقا 8: 9-10).

عادة ØªÙØ¹Ø·Ù‰ الأجوبة التالية:

1 – تشكّل الأمثال وسيلة Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙØ© ÙÙŠ زمن يسوع، وهي مستعملة كثيراً عند الربّانيين. لذا يتبع يسوع طريقة تعليم كانت Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙØ© آنذاك، ولكنه يعطي هذا التعليم مضموناً جديداً.

2 – يعتبر يسوع الأمثال، التي يستمدها من الحياة اليومية، سبيلاً جيداً لإÙهام الشعب كرازته. من المعرو٠أن الصور تترك أثراً أبقى ÙÙŠ الذاكرة ÙˆØªÙØ¯Ø±Ùƒ بسهولة أكثر من المعاني المجرّدة. ويلاحظ القديس يوحنا الذهبي الÙÙ… أن يسوع “يتكلم بالأمثال لكي يبرز كلامه أكثر ويثبت الأÙكار بإشراك الذاكرة والنظر. هكذا ÙŠÙØ¹Ù„ أيضاً الأنبياء”

3 – كان يسوع يتوقع أن تدخل الأمثال مباشرة إلى أذهان السامعين بدون جهد خاص يبذلونه. لكن ما حصل، حسب رواية الإنجيليين، هو العكس: لم ÙŠÙهم “الذين حوله مع الاثني عشر” (مرقس 4: 10). مثل الزارع، بل سألوا يسوع مباشرة عن معناه ÙØ£Ø¬Ø§Ø¨Ù‡Ù…: “قد Ø£ÙØ¹Ø·ÙŠÙŽ Ù„ÙƒÙ… أن تعرÙوا سرّ ملكوت الله. وأمّا الذين هم ÙÙŠ خارج ÙØ¨Ø§Ù„أمثال يكون لهم كل شيء…” (مرقس 4: 12). من هذا الكلام نستنتج أن الأمثال تكش٠من جهة التلاميذ عن سرّ ملكوت الله، ÙˆÙÙŠ الوقت Ù†ÙØ³Ù‡ تخÙيه عمن هم ÙÙŠ خارج صحابة يسوع. ترتبط هذه الملاحظة بما يدعى “سرية المسيّا”ØŒ لا بمعنى نظرية W. Wrede التي تقول كما ذكرنا سابقاً أن الكنيسة المسيحية كانت تؤمن بمسيانية يسوع بينما هو لم يكن يعي مسيانيته، بل بمعنى أن يسوع اتخذ Ù…ÙˆÙ‚ÙØ§Ù‹ تربوياً Ù…ØªØ­ÙØ¸Ø§Ù‹ أمام سامعيه. إن المسيّا يعمل ويعلم “كمن له سلطان”ØŒ ÙˆÙÙŠ الوقت ذاته يتجنب الاعترا٠العلني به من قبل الجمع. يكش٠تدريجياً عن ملكوت الله بواسطة الأمثال، وأيضاً يخÙيه عن طريق الأمثال Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ØŒ حتى يتجنب Ø§Ù„ØªÙØ§Ø³ÙŠØ± الخاطئة إمّا من قبل الذين لديهم Ù…ÙØ§Ù‡ÙŠÙ… غامضة حول المسيّا والملكوت، وإمّا من قبل الرومان الذين ÙŠÙهمون كلمة ملكوت بطريقة أخرى. إن مجابهة Ø§Ù„Ù…ÙØ§Ù‡ÙŠÙ… الخاطئة السائدة وجهاً لوجه لن تكون لها النتيجة المرجوّة. يتكلم إذاً “بالأمثال” بطريقة تستدعي اهتمام السامعين وتكش٠بالتالي معناها لعدد محصور منهم. يشبّه الأستاذ TremblelasØŒ بصورة موÙّقة، الأمثال بعمود الغمام الذي كان يراÙÙ‚ الشعب الإسرائيلي والذي كان يسدل جانبه المظلم نحو المصريين بينما كان ينير إسرائيل من الجانب الآخر (1).

تنير الأمثال “سرّ الملكوت” للتلاميذ، بينما تظلله للذين لا يهتمّون به أو للذين يعادونه. هكذا ÙØ¥Ù† Ø¥Ø®ÙØ§Ø¡ السرّ لا يبقى Ø¥Ø®ÙØ§Ø¡Ù‹ دائماً بل إلى حين ليثير اهتمام السامع. يلاحظ القديس يوحنا الذهبي الÙÙ… قائلاً: “إن المثل ÙŠÙØµÙ„ بين المستحق وغير المستحق. لأن المستحق ÙŠÙØªÙ‘Ø´ عن معنى الأقوال التي سمعها بينما غير المستحق يهملها… يكÙÙŠ إذاً أن ÙŠÙØ·Ù„ب ØªÙØ³ÙŠØ± الأمثال عندما يبدو معناها Ø®Ùياً. من أجل ذلك استخدمها المسيح وتكلّم بالأمثال منهضاً الساقطين وموقظاً النائمين إلى رغبة الاستماع إليه، ومع ذلك لم يصغوا كلهم إليها. بينما استرعت انتباه التلاميذ… ÙØ£Ø®Ø°Ù‡Ù… الرب جانباً لكي يشرح لهم الأمثال”.

ÙŠÙØ³ØªØ¹Ù„Ù† سرّ الملكوت للذين يهتمون به كما ÙØ¹Ù„ التلاميذ عندما طلبوا ØªÙØ³ÙŠØ±Ù‡. ÙØ¥Ù†Ù‡ يتحقق عبر صعوبات كثيرة يجب أن لا تحطّ من عزيمتهم أو أن تسبب ميولاً حماسية لتثبيت الملكوت بصورة نهائية، هل العمل الذي هو من شأن الله. هذا أيضاً لأن هناك نزاعاً بين تدشين الملكوت التاريخي ÙÙŠ الحاضر واستكماله ÙÙŠ المستقبل.

إن التعبير “سر الملكوت” أو “أسرار الملكوت” ÙÙŠ Ø§Ù„Ù…Ø¤Ù„ÙØ§Øª اليهودية وكذلك ÙÙŠ مخطوطات مجموعة قمران الأسّانية يدلّ على برامج الله ومشيئاته التي تختص بالأيام الأخيرة. مشيئاته غير Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙØ© عند الكثيرين، لكنها مستعلنة من الله لمختاريه. ÙÙŠ العهد الجديد يرتبط السرّ بشخص يسوع المسيح. Ù…Ø¹Ø±ÙØ© ذلك السرّ تعني الاعترا٠بيسوع كمسيّا، وبأن ÙÙŠ المسيح يبدأ تحقيق ملكوت الله. ويلاحظ Ø§Ù„Ù…ÙØ³Ù‘ر Lohmeyer عن حق، من أقوال يسوع وبقلم الإنجيليين، أن “معنى السرّ خرج عن نطاق الأحلام الرؤيوية ليسلك سبيل الأحداث التاريخية العسير”.

أخيراً الكلمة “لئلا” ÙÙŠ Vers 12ØŒ المأخوذة من أشعيا 6: 10ØŒ لا تعني التهديد بل العودة المرغوب Ùيها للسامعين غير المبالين بكرازة يسوع، بحيث يحصلون على ØºÙØ±Ø§Ù† خطاياهم. وهذا ما نجده ليس Ùقط عن Ù…ÙØ³Ù‘رين حديثين بل أيضاً عند Ù…ÙØ³Ù‘ري الكنيسة القدماء. ÙˆÙÙŠ هذا الصدد يكتب القديس يوحنا الذهبي الÙÙ…: “ويقول ذلك وهو يجذبهم ويحثهم ويبين لهم أنه عند عودتهم سو٠يشÙيهم… ÙŠÙØ¸Ù‡Ø± أن العودة ممكنة، وأن التوبة تجلب الخلاص، وأنه لا يتصر٠لمجد Ù†ÙØ³Ù‡ بل لخلاصهم يصنع كل شيء. لو لم ÙŠÙØ±Ø¯ أن يسمعوا ويخلصوا لكان صمت ولم يتكلم بالأمثال. وبتكلّمه بأقوال Ø®Ùيّة (بالأمثال) يحضّهم على السمع والتوبة”.

مما سبق نستنتج أن هد٠تعليم يسوع بالأمثال هو من جهة إعلان سرّ ملكوت الله ÙÙŠ الكنيسة للتلاميذ، ذلك الملكوت المحقَّق والمنتظر ÙÙŠ آن واحد، ومن جهة أخرى Ø¥Ø®ÙØ§Ø¡ ذلك السر مرحلياً، بكلمات مخÙية عن الذين هم ÙÙŠ الخارج، بطريقة تجلب اهتمامهم حتى يتقبلوا بتوبة كرازة الملكوت.

إن الأمثال التي يقدّمها الإنجيليون ترتبط بطريقة مباشرة بشخص يسوع المتÙوّه بها. وهي تدخلنا إلى قلب كرازته حول ملكوت الله. بها تنكسر كرازة يسوع كما بمنشور (prisme) لتكش٠لنا عن جوانب مميزة لسرّ الملكوت الحاضر والعامل ÙÙŠ العالم، وكذلك، ÙˆÙÙŠ الوقت Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ الملكوت المنتظر بكماله ÙÙŠ المستقبل.

ÙÙŠ تاريخ اللاهوت المسيحي، استعملت أحياناً بتطرّ٠الطريقة الرمزية Ù„ØªÙØ³ÙŠØ± الأمثال، مما أدى إلى حجب معناها الحقيقي. هذا يعود إلى رغبة Ø§Ù„Ù…ÙØ³Ù‘رين ÙÙŠ الغوص أكثر وراء كل نقطة ØªÙØµÙŠÙ„ية ÙÙŠ رواية المثل. ومما ساعد ÙÙŠ هذا النهج أن Ø§Ù„ØªÙØ³ÙŠØ± الرمزي للأساطير القديمة كان شائعاً ÙÙŠ العالم اليوناني، كما كانت طريقة Ø§Ù„ØªÙØ³ÙŠØ± الرمزية قد خلقت مدرسة ÙÙŠ العالم اليهودي الهلّيني (Ùيلون). إن نتيجة طريقة تحليل الأمثال الرمزية أدّت إلى عدد كبير من Ø§Ù„ØªÙØ§Ø³ÙŠØ± المتعلقة Ø¨Ù†ÙˆØ§Ø­Ù ØªÙØµÙŠÙ„ية من المثل. هذا مع العلم أن التشبيه الرمزي (metaphore) يختل٠عن المثل (parabole). لأن كل نقطة ØªÙØµÙŠÙ„ية ÙÙŠ التشبيه الرمزي تعني حقيقة أخرى غير مذكورة بصورة واضحة ÙÙŠ الرواية، بينما يوجد ÙÙŠ المثل معنى رئيسي يوجّÙÙ‡ كل الرواية، ولا تشكل Ø§Ù„ØªÙØ§ØµÙŠÙ„ إلا إطاراً للوحة بكاملها. يلاحظ القديس يوحنا الذهبي الÙÙ… “من غير الضروري أن نحلّل كل كلمة واردة ÙÙŠ الأمثال، بل عندما نتعر٠إلى الهد٠الذي من أجله Ø£ÙØ¹Ø·ÙŠÙŽ Ø§Ù„Ù…Ø«Ù„ØŒ نكون قد وصلنا إلى مبتغانا، ولا حاجة بنا للتوسّع أكثر من ذلك”.

إلى جانب ذلك يجب أن نلاحظ أن بعض الأمثال ÙÙŠ الأناجيل Ùيها عناصر رمزية. ÙˆÙÙŠ العصر الحديث (نهاية القرن التاسع عشر) كان A. Jülicher أوّل Ù…ÙØ³Ù‘ر اهتم علمياً بأمثال العهد الجديد، وهو الذي وق٠ضدّ Ø§Ù„ØªÙØ³ÙŠØ± الرمزي مشدداً على أن كل مثل يحتوي على معنى رئيسي واحد وعلى حقيقة أخلاقية عامة واحدة. جاء بعده Ø§Ù„Ù…ÙØ³Ù‘ران J. Jeremias ÙˆC.H. Dodd اللذان اهتمّا بالأمثال الإنجيلية، وتشكل أعمالهما محطة هامة ÙÙŠ تاريخ ØªÙØ³ÙŠØ± الأمثال. Ùقد درسا كلاهما الأمثال الإنجيلية واضعين إياها ضمن نطاق نشاط يسوع التبشيري كعمل أخير لله Ø§ÙØªÙ‚د بواسطته شعبه وخلّصه. انطلقت Ø§Ù„ØªÙØ§Ø³ÙŠØ± التالية من هذا الخط، وذلك بالارتباط مع طريقة الأشكال التاريخية (Formgeschichte).

إن موضوع الأمثال الإنجيلية الرئيسي هو، استناداً لما سبق، ملكوت الله كتدخل الله المقرر ÙÙŠ التاريخ وذلك ÙÙŠ شخص المسيح. هدÙÙ‡ خلاص البشر ودعوتهم إلى التوبة حتى يصيروا أبناء الملكوت. ÙˆÙÙŠ أمثال أخرى ÙŠÙنتظر الملكوت كحدث مستقبلي، ÙˆÙŠÙØ¯Ùع المسيحي أن يسهر بصورة مستمرة من أجل إقتباله. وحري بنا القول أن كل مثل ÙŠÙØ¸Ù‡Ø± جانباً مميزاً لسرّ ملكوت الله ويشدّد عليه. هكذا مثلاً ÙÙŠ بعض الأمثال يشدّد على مجيء الملكوت بصورة Ù…ÙØ§Ø¬Ø¦Ø© وعلى الحاجة إلى السهر من قبل الناس، على الحركية الكامنة ÙÙŠ الملكوت، ميزة الملكوت Ø§Ù„ÙØ±ÙŠØ¯Ø© والوحيدة، حتى أن الإنسان يترك كل شيء لكي يحصل عليها. ÙˆÙÙŠ أمثال أخرى يشدّد على ضرورة التوبة وعلى عدم ارتباط النعمة ومحبة الله بأعمال الإنسان، وأيضاً على أن محبة كل إنسان لقريبه انعكاس لمحبة الله له، المحبة كأساس الدينونة الأخيرة إلخ. يمكننا القول أن كرازة يسوع بالملكوت تنكسر كما بمنشور (prisme) وتقدّم لنا عبر كل مثل لوناً من ألوانه الممّيزة، ومجموعة الألوان والصور تشكّل السرّ بأكمله، سرّ ملكوت الله الحاضر ÙÙŠ المسيح ÙˆÙÙŠ الكنيسة كما ÙÙŠ الوقت Ù†ÙØ³Ù‡ المنتظر بملئه ÙÙŠ الأيام الأخيرة.

مراجع عن الأمثال:

  • A. JülicherØŒ Die Gleichnisreden JesuØŒTome 1: 1888; Tome 2: 1910.

  • C. H. DoddØŒ The Parables of the KingdomØŒ LondonØŒ 1935.

  • J. JeremiasØŒ Die Gleichnisse JesuØŒ GöttingenØŒ 1947; 7th edit. 1965.

  • L. KaravidopoulosØŒ Ai Parabolai tou IzsouØŒ ThessalonikiØŒ 1970.

مثل الزارع:

“1 وَابْتَدَأَ أَيْضًا ÙŠÙØ¹ÙŽÙ„Ù‘Ùم٠عÙنْدَ Ø§Ù„Ù’Ø¨ÙŽØ­Ù’Ø±ÙØŒ Ùَاجْتَمَعَ Ø¥Ùلَيْه٠جَمْعٌ ÙƒÙŽØ«Ùيرٌ حَتَّى Ø¥Ùنَّه٠دَخَلَ السَّÙÙينَةَ وَجَلَسَ عَلَى Ø§Ù„Ù’Ø¨ÙŽØ­Ù’Ø±ÙØŒ وَالْجَمْع٠كÙلّÙه٠كَانَ عÙنْدَ الْبَحْر٠عَلَى الأَرْضÙ. 2 Ùَكَانَ ÙŠÙØ¹ÙŽÙ„Ù‘ÙÙ…ÙÙ‡Ùمْ ÙƒÙŽØ«Ùيرًا Ø¨ÙØ£ÙŽÙ…ْثَال. وَقَالَ Ù„ÙŽÙ‡Ùمْ ÙÙÙŠ تَعْلÙيمÙÙ‡Ù: «اسْمَعÙوا! Ù‡Ùوَذَا Ø§Ù„Ø²Ù‘ÙŽØ§Ø±ÙØ¹Ù قَدْ خَرَجَ Ù„Ùيَزْرَعَ، 4 ÙˆÙŽÙÙيمَا Ù‡ÙÙˆÙŽ يَزْرَع٠سَقَطَ بَعْضٌ عَلَى الطَّرÙÙŠÙ‚ÙØŒ Ùَجَاءَتْ Ø·ÙÙŠÙور٠السَّمَاء٠وَأَكَلَتْهÙ. 5 وَسَقَطَ آخَر٠عَلَى Ù…ÙŽÙƒÙŽØ§Ù†Ù Ù…ÙØ­Ù’Ø¬ÙØ±ÙØŒ حَيْث٠لَمْ تَكÙنْ Ù„ÙŽÙ‡Ù ØªÙØ±Ù’بَةٌ ÙƒÙŽØ«Ùيرَةٌ، Ùَنَبَتَ حَالاً Ø¥ÙØ°Ù’ لَمْ ÙŠÙŽÙƒÙنْ لَه٠عÙمْق٠أَرْضÙ. 6 وَلكÙنْ لَمَّا أَشْرَقَت٠الشَّمْس٠احْتَرَقَ، ÙˆÙŽØ¥ÙØ°Ù’ لَمْ ÙŠÙŽÙƒÙنْ لَه٠أَصْلٌ جَÙÙ‘ÙŽ. 7 وَسَقَطَ آخَر٠ÙÙÙŠ Ø§Ù„Ø´Ù‘ÙŽÙˆÙ’ÙƒÙØŒ Ùَطَلَعَ الشَّوْك٠وَخَنَقَه٠Ùَلَمْ ÙŠÙØ¹Ù’ط٠ثَمَرًا. 8 وَسَقَطَ آخَر٠ÙÙÙŠ Ø§Ù„Ø£ÙŽØ±Ù’Ø¶Ù Ø§Ù„Ù’Ø¬ÙŽÙŠÙ‘ÙØ¯ÙŽØ©ÙØŒ Ùَأَعْطَى ثَمَرًا يَصْعَد٠وَيَنْمÙو، Ùَأَتَى ÙˆÙŽØ§Ø­ÙØ¯ÙŒ Ø¨ÙØ«ÙŽÙ„اَثÙينَ ÙˆÙŽØ¢Ø®ÙŽØ±Ù Ø¨ÙØ³ÙتّÙينَ وَآخَر٠بÙÙ…ÙØ¦ÙŽØ©Ù». 9 Ø«Ùمَّ قَالَ Ù„ÙŽÙ‡Ùمْ:«مَنْ Ù„ÙŽÙ‡Ù Ø£ÙØ°Ùنَان٠لÙÙ„Ø³Ù‘ÙŽÙ…Ù’Ø¹ÙØŒ Ùَلْيَسْمَعْ»”. (مرقس 4: 1-9ØŒ متى 13: 3-9ØŒ لوقا 8: 4-8).

يرد مثل الزارع ÙÙŠ الأناجيل الإزائية الثلاثة. وهو أوّل الأمثال وأكبرها، مما يدلّ على أنه كان يحتل مكانة مهمة ÙÙŠ ضمير الكنيسة الأولى وكرازتها. يؤكد ذلك Ø§Ù„ØªÙØ³ÙŠØ± الذي يلي المثل والموجّه إلى التلاميذ الذين سألوا عن معناه.

إن هذا المثل، ككثير غيره من الأمثال التي قالها يسوع، مأخوذ من ظرو٠حياة Ùلسطين الزراعية Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙØ© لدى السامعين. من أجل أن Ù†Ùهم أكثر بعض ØªÙØ§ØµÙŠÙ„ صورة مثلنا هذا، يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن الزرع يسبق الÙلاحة.

تزرع مساحة الحقل كلّها مع كل عدم استواءاته (أرض صخرية، أشواك، ممرّات إلخ.)ØŒ وبالتالي تتبع الÙلاحة. هكذا ÙŠÙØ³Ø± كي٠أن جزءاً من الزرع المبذور يضيع ولا يعطي ثمراً.

توحي رواية المثل بأن ثلاثة أرباع عمل الزارع يلقى أرضاً غير مثمرة بينما الربع Ùقط يصاد٠“أرضاً جيّدة”ØŒ مع العلم إنه لم تحدَّد ضرورة اتساع رقعة الأرض الجيّدة بالنسبة إلى الأرض المجدبة. على كل حال تص٠معظم آيات المثل ÙØ´Ù„ الزرع. ÙˆÙÙŠ الوقت Ù†ÙØ³Ù‡ علينا أن نلاحظ أن ثمار الأرض الجيّدة لا تأتي ÙÙŠ كل السنوات على Ù†ÙØ³ المستوى من الخصب، لأن النتاج ÙŠØªÙØ§ÙˆØª ويبلغ القمة كل ثلاث أو أربع سنوات. يؤكد آباء الكنيسة بصورة خاصة على التدرّج ÙÙŠ خصب ثمار الأرض الطيّبة إلى حدّ يعطي الانطباع بأن محور المثل يدور حول السنة المخصبة لا سنوات القحط.

بعد هذه الملاحظات ÙŠÙØ·Ø±Ø­ السؤال التالي: ما هو معنى أو هد٠المثل الرئيسي؟ يريد يسوع، عن طريق هذا المثل، أن يعلّم أن كرازة الإنجيل لا بدّ أن تلقى العثرات ÙˆØ§Ù„ÙØ´Ù„ØŒ وهكذا يهيئ تلاميذه بصورة مناسبة لكي لا ييأسوا من Ø§Ù„ÙØ´Ù„ بل أن يتابعوا عملهم بإيمان وصبر. وهنالك ناحية أخرى ÙŠÙ„ÙØªÙ†Ø§ إليها المثل وهي التذكير بالثمار الأخيرة للأرض الجيّدة والتي تÙوق كل توقع سابق وكل قياس بشري.

إن الÙكرتين السابقتين موجودتان ÙÙŠ المثل. لكن ما يريد يسوع أن يعلّمه بصورة رئيسية هو التالي: أن نجاح كرازته، وبالتالي كرازة الكنيسة، يتعلق ÙÙŠ النهاية باستعداد السامعين وتجاوبهم. إن كلام الإنجيل لا يثمر دائماً، Ùهذا يعود إلى Ù†Ùوس الناس التي لا تشكّل كلّها “أرضاً جيدة”. لا يعود ÙØ´Ù„ الكرازة الجزئي (وليس الكلي) إلى ضع٠الزرع أو إلى ضع٠نشاط الزارع بل إلى نوعية الأراضي التي ÙŠÙلقى Ùيها الزرع.

من جهة ثانية تدلّ عبارة Vers 9ØŒ “من له أذنان للسمع Ùليسمع”ØŒ على أن كلام يسوع يخÙÙŠ ÙÙŠ العمق معنى سرّياً: إن إثمار الزرع ÙÙŠ Ù†Ùوس الناس هو سرّ. هو ÙŠÙØªØ±Ø¶ صليب المسيح وقيامته، وطبعاً خبرة الصليب والقيامة عند الناس.

يتبنى آباء الكنيسة هذا Ø§Ù„ØªÙØ³ÙŠØ± (على مثال القديس يوحنا الذهبي الÙÙ…ØŒ ثيوÙيلكتوس إلخ)ØŒ ويمكن أن نستنتجه من Ø§Ù„ØªÙØ³ÙŠØ± الذي يعطيه يسوع لتلاميذه (الآيات 13-20). ÙÙŠ الواقع لا يوضح يسوع من هو الزارع ومتى يحصل الحصاد. يقول Ùقط “إن الزرع هو كلمة الله”ØŒ وبعدها يعطي شرحاً موسّعاً بعبارات عن Ø§Ù„ÙØ¦Ø§Øª الأربع للسامعين كلام الله.

إن سبب عدم إثمار Ø§Ù„ÙØ¦Ø§Øª هو: Ø£- الشيطان، ب- الاضطهادات والشدائد، ج- الاهتمام بالغنى وملذّات العيش. الى الحالة الأولى ينتمي، حسب ثيوÙيلكتوس، الذين “لا ينتبهون”ØŒ إلى الثانية “صغيرو Ø§Ù„Ù†ÙØ³” وإلى الثالثة “المتنعمون” طبعاً إلى جانب Ø§Ù„ÙØ¦Ø§Øª الثلاث التي يضعها يسوع، إن ÙÙŠ المثل أو ÙÙŠ ØªÙØ³ÙŠØ±Ù‡ØŒ يمكن ان Ù†Ùلحق بها أنواعاً اخرى من الناس الذين لا يثمرون ÙˆÙقاً لظروÙهم.

إن النتائج التي تÙوق كل توقع سابق به، Ùˆ”آخر بمئة” والتي تصدر عن الذين يكونون الأرض الجيدة، تدل على أن عمل زارع كلمة الله يجب أن لا يتوق٠من جرّاء ÙØ´Ù„ الحالات الأولى بل عليه ان يتابع توقعاً لأثمار الأرض الجيدة المنتظرة.

إن هذا المثل، الذي يتكلم عن عمل يسوع كزارع أول لكلمة الله، وبالتالي عن عمل التلاميذ الذين سو٠يتابعوا عمله، يحتل عن حق مكانة خاصة ÙÙŠ حياة الكنيسة الليتورجية. انه يقرأ ÙÙŠ بداية السنة الكنسية رامزاً الى عمل الزرع الذي تقوم به الكنيسة بواسطة عمّالها، مؤكداَ على طلب الاثمار من قبل المسيحيين.

أقوال بمثابة أمثال عن السراج وعن الكيل وغيرها:

” Ø«Ùمَّ قَالَ Ù„ÙŽÙ‡Ùمْ: «هَلْ ÙŠÙØ¤Ù’تَى Ø¨ÙØ³Ùرَاج٠لÙÙŠÙوضَعَ تَحْتَ الْمÙكْيَال٠أَوْ تَحْتَ السَّرÙÙŠØ±ÙØŸ أَلَيْسَ Ù„ÙÙŠÙوضَعَ عَلَى Ø§Ù„Ù’Ù…ÙŽÙ†ÙŽØ§Ø±ÙŽØ©ÙØŸ لأَنَّه٠لَيْسَ شَيْءٌ خَÙÙيٌّ لاَ ÙŠÙØ¸Ù’هَر٠وَلاَ صَارَ مَكْتÙوماً إلاَّ Ù„ÙÙŠÙØ¹Ù’Ù„ÙŽÙ†ÙŽ. Ø¥Ùنْ كَانَ Ù„Ø£ÙŽØ­ÙŽØ¯Ù Ø£ÙØ°Ùنَان٠لÙلسَّمْع٠Ùَلْيَسْمَعْ!» وَقَالَ Ù„ÙŽÙ‡ÙÙ…Ù: Â«Ø§Ù†Ù’Ø¸ÙØ±Ùوا مَا تَسْمَعÙونَ! Ø¨ÙØ§Ù„ْكَيْل٠الَّذÙÙŠ بÙه٠تَكÙيلÙونَ ÙŠÙكَال٠لَكÙمْ ÙˆÙŽÙŠÙØ²ÙŽØ§Ø¯Ù Ù„ÙŽÙƒÙمْ أَيّÙهَا Ø§Ù„Ø³Ù‘ÙŽØ§Ù…ÙØ¹Ùونَ. لأَنَّ مَنْ Ù„ÙŽÙ‡Ù Ø³ÙŽÙŠÙØ¹Ù’Ø·ÙŽÙ‰ وَأَمَّا مَنْ لَيْسَ Ù„ÙŽÙ‡Ù ÙَالَّذÙÙŠ عÙÙ†Ù’Ø¯ÙŽÙ‡Ù Ø³ÙŽÙŠÙØ¤Ù’خَذ٠مÙنْهÙ». (مرقس 4: 21-25).

هذه الأقوال موجودة ÙÙŠ أماكن Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ© ÙÙŠ الأناجيل الازائية (انظر من 10: 26ØŒ 13: 12ØŒ 7: 2ØŒ 25: 29ØŒ لوقا 6: 38ØŒ 12: 1ØŒ 19: 26) Ùقط عند لوقا 8: 17- 18ØŒ حيث يتبع الإنجيل ترتيب مرقس، نجد الأقوال الواردة ÙÙŠ الآيات 22- 25. وبصورة عامة تسود وجهة النظر القائلة ان هذا المقطع يشكل وحدة من الأقوال ألÙها مرقس ÙÙŠ البداية وحده. ولذلك نجدها Ù…ØªÙØ±Ù‚Ø© لدى الإنجيليين الآخرين.

لندرس أولاً الكلام حول “السراج” . يرد هذا الكلام أيضاً ÙÙŠ متى 5: 15 حيث يتوجه يسوع الى تلاميذه (هؤلاء هم ملح الأرض، نور العالم، المدينة الموجودة على جبل، السراح الذي يضيء للجميع) كما يرد هذا الكلام عن السراج عند لوقا مرتين : ÙÙŠ لوقا 8: 16 مباشرة بعد ØªÙØ³ÙŠØ± مثل الزارع (كما عند مرقس) ÙˆÙÙŠ لوقا 11: 33 حيث يتضح انه يشير الى عمل يسوع وسط جيل شرير يطلب آيات. ان Ø§Ù„ÙØ­Øµ الدقيق لهذه المقاطع الأربعة التي تتكلم عن السراج عند الإنجيليين يجعلنا نستنتج ما يلي: يشير هذا الكلام ÙÙŠ الاصل الى عمل يسوع المسياني (لوقا 11: 33) وبالتالي الى “السراج” بصورة مميزة للكرازة عن الملكوت، ولكلام الله (كما ÙÙŠ مقطع مرقس ومقطع لوقا 8: 16) وأخيراً للكارزين بكلام الله، التلاميذ، أبناء الملكوت (متى 5 : 15).

لم يوجد السراج لكي يوضع تحت المكيال بل على المنارة لكي ينير. ماذا تعني بالضبط صورة السراج المضاء والموضوع تحت المكيال أو الذي (يغطيه إناء) (لوقا 8: 16)ØŸ كثيراً ما ØªÙØ³Ù‘ر هذه الصورة بأنها تشير الى Ø§Ø®ÙØ§Ø¡ السّراج حتى لا يصبح نوره ظاهراً للآخرين. لكن دراسة النصوص الربّانية ÙˆØ§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الدقيقة للعادات المحلية ÙÙŠ ذلك الزمن تدلان على Ø§Ù„ØªÙØ³ÙŠØ± التالي الذي تبناه أولاً Ø§Ù„Ù…ÙØ³Ù‘ر jermias من ثم تبناه كثيرون: إن Ø§Ø·ÙØ§Ø¡ السراج لا يتم Ø¨Ø§Ù„Ù†ÙØ® الذي يشكل خطراً بسبب الحريق ويخلق جواً خانقاً ÙÙŠ البيوت الÙلسطينية التي كانت غالباً بدون Ù†ÙˆØ§ÙØ° وتتأل٠من ØºØ±ÙØ© واحدة. بل يتم Ø§Ø·ÙØ§Ø¡ السراج بوضع اناء بيتي Ùوقه عادة هو “المكيال” الذي يستخدم لكيل القمح وبالتالي هو Ù…ØªÙˆÙØ± ÙÙŠ كل البيوت. إذا يوضع السراج تحت المكيال أو “يغطيه اناء” من أجل Ø§Ø·ÙØ§Ø¦Ù‡. ما معنى هذا الكلام إذاً؟

انه يعني ان لا احد يشعل سراجاً لكي ÙŠØ·ÙØ¦Ù‡ Ùور، وهذا التصر٠غير معقول، بل يضعه على المنارة. ÙˆØ¸ÙŠÙØ© السراج المضاء، أي كلام الله والكرازة بالملكوت، هي انارة الجميع.

ترتبط Vers 22 بصورة وثيقة بما سيق بكلمة “لأنه” التي ØªÙØ¨Ø±Ø± هكذا ÙˆØ¸ÙŠÙØ© السراج ÙÙŠ العالم والحاجة اليه، لكي يظهر بالنهاية ما هو Ø®ÙÙŠ وقتياً. يأتي هذا القول أيضاً عند لوقا (8: 17) بالترتيب الذي ورد عند مرقس أي بعد مثل الزارع ومباشرة بعد الحديث عن السراج (“لأنه ليس Ø®ÙÙŠ لا يظهر ولا مكتوم لا ÙŠÙØ¹Ù„Ù… ويعلن”)ØŒ وكذلك عند متى (10: 26) ÙÙŠ حديث يسوع لتلاميذه المرسلين الى الكرازة (“لان ليس مكتوم لن ÙŠÙØ³ØªØ¹Ù„Ù† ولاخÙÙŠ لن ÙŠÙØ¹Ø±Ù”) هذا القول على ما يبدو، كان مأثورا٠ÙÙŠ الأوساط الغنوصية (2) Ùهو يرد ثلاث مرات ÙÙŠ إنجيل توما الغنوصي (القول 5: “قال يسوع لتعر٠ما هو امام عينيك ان كان مخÙياً سيظهر لأن كل Ø®ÙÙŠ سو٠يظهر”Ø› القول 6: ” سأله تلاميذه وقالوا : أتريد أن نصوم؟ وكي٠نصلي، وكي٠تعمل عمل الرحمة، وماذا علينا أن Ù†Ø­ÙØ¸ عندما نتناول العشاء؟ قال يسوع: لا تكذبوا، وما تكرهونه لا تعملوه. كل ما هو تحت السماء سو٠يعلن لأنه ليس من Ø®ÙÙŠ إلا سيظهر ولا من مكتوم إلا سيعلن”Ø› القول 108: ” قال يسوع الذي يشرب من Ùمي يتحد بي وأنا به وكل ما هو Ø®ÙÙŠ يعلن له”).

 “الخÙÙŠ” ÙÙŠ الاية 22 يرتبط بوضوح بسرّ ملكوت الله الذي، وإن كان الوقت الحاضر “يعطى” Ùقط للتلاميذ، إلا أنه لن يظل مخÙياً بل سو٠يعلن بواسطة عمل التلاميذ “كأنوار” ÙÙŠ العالم. وعلى التلاميذ ألا ييأسوا بسبب العثرات والصدمات التي سو٠تعترضهم. هذا ما يشدّد عليه متى (10: 26) . من جهة ثانية، لهذا القول، الوارد ÙÙŠ الاية 22ØŒ ثقل هام خاصة لكل عمل تدبير الله ÙÙŠ العالم ومساهمة التلاميذ Ùيه. هذا ما يتضح من جملة مرقس: “ان كان لأحد اذنان للسمع Ùليسمع” (مرقس 4: 23) تشكل هذه الجملة دعوة لأعضاء الكنيسة لكي يتحدوا ويÙهموا جيداً كلام الله الى جميع اقاصي المسكونة . أي أن الآيات 21 – 23 تشدّد على عمل الكنيسة البشاري الرسولي. ÙØ§Ù„كنيسة عندما لا تحيا بالروح الرسولية، تشبه سراجاً بدل أن ÙŠÙنير العالم يوضع تحت المكيال او تحت السرير.

استناداً الى متى 10: 26 بشكل خاص ÙŠÙØ³Ø± آباء الكنيسة كلام الرب ÙÙŠ هذه الاية بارتباط برسالة التلاميذ ÙÙŠ العالم. ÙØ¹Ù„Ù‰ هؤلاء ألا يخاÙوا بسبب اضطهادهم أو التجدي٠عليهم لأن ÙØ¶ÙŠÙ„تهم سو٠تشرق مع مرور الزمن يقول Ø§Ù„Ù…ÙØ³Ø± ثيوÙليكتوس: “بل تشجعوا لأن الحقيقة لن تخÙÙ‰ بل Ø³ÙˆÙ ÙŠÙØ¸Ù‡Ø± الزمن ÙØ¶ÙŠÙ„تكم وشرّ مضطهديكم، لأن ليس من Ø®ÙÙŠ إلا Ø³ÙŠØ¹Ø±ÙØŒ حتى ان الذين يتهمونكم سو٠يعترÙون بكم”.

تسبق عبارة “وقال لهم” القول الوارد ÙÙŠ الاية 24 وتقدّم له. يليها التحذير: “انظروا ما تسمعون”ØŒ الذي يهد٠إلى جلب انتباه السامعين. ثم يليها مباشرة القول: “بالكيل الذي به تكيلون يكال لكم ويزاد لكم أيها السامعون”. هذا القول متّصل بتعليم الأمثال (4: 10 – 12) وربما جاء مباشرة قبله ÙÙŠ الايات 21 – 22. إن الكيل الذي يتكلم عنه هو مقياس اهتمام السامع بكلام الله واتخاذه كسراج مساهماً ÙÙŠ اظهار سرّ ملكوت الله الخÙÙŠ. إن Ø§Ù„Ù…ÙØ³Ø±ÙŠÙ† ثيوÙليكتوس وزيغاÙنوس يشرحونه عن حق، إذ يقول الأول: “إن كان السامع ينصت بانتباه كثير يعطيه الله Ø§ÙØ§Ø¯Ø© كبيرة”. ويقول الثاني: “بالكيل الذي يقاس به الانتباه الى كلام الله، بالكيل Ù†ÙØ³Ù‡ تقاس Ù…Ø¹Ø±ÙØªÙ†Ø§ØŒ وبقدر ما ننتبه بقدر ما تعطى لنا Ù…Ø¹Ø±ÙØ©. مَنْ عنده انتباه ÙŠÙØ¹Ø·Ù‰ Ù…Ø¹Ø±ÙØ©. ومن لا يملك سمعاً وانتباهاً يجرّد من بذور Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© التي عنده”. إن الإنجيليين الآخرين، ÙÙŠ الموعظة على الجبل عند متى، ÙˆÙÙŠ موضع سهل عند لوقا، يقولان القول Ù†ÙØ³Ù‡ عن المكيال (متى 7: 1 -2ØŒ لوقا 6: 37 – 38).

ترد الاية 25 “لأن من له Ø³ÙŠÙØ¹Ø·Ù‰…” ÙÙŠ أماكن Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ© عند متى ولوقا، وذلك مرتين، أولاً ÙÙŠ سياق شبيه بسياق مرقس (عند لوقا مباشرة بعد قوله عن كل Ø®ÙÙŠ سو٠يظهر وعند متى بعد مثل الزارع ÙˆØªÙØ³ÙŠØ±Ù‡ للتلاميذ وسؤالهم ليسوع لماذا يتكلم بالأمثال)ØŒ وثانياً ÙÙŠ مثل الوزنات أو الأمناء (متى13: 12ØŒ لوقا8: 18ØŒ متى25: 29ØŒ لوقا19: 26).

ما معنى هذا القول؟ ÙÙŠ سياق تعليم الأمثال ÙŠÙØ³Ù‘ر الآباء هذا الكلام بقولهم: إن “من له” يشير إما الى الرغبة، أو الجهاد، أو إلى البحث والانتباه لسماع كلمات يسوع، وإما الى الإيمان. ومن جهة ثانية يربطون الاية 24 بالاية 25. وهنا يكتب القديس يوحنا الذهبي الÙÙ… : “يكمن كثير من عدم الوضوح ÙÙŠ ما يقال، لكنه يحتوي عدالة لا توصÙ. لأن كل ما يقال هكذا يكون. الذي عنده الرغبة والجهاد ÙŠÙØ¹Ø·Ù‰ هذا الحماس أيضاً من قبل الله وكل شيء آخر. أمّا إذا كان ÙØ§Ø±ØºØ§Ù‹ منه ولا ÙŠÙØªÙ‘Ø´ عنه عندئذ لن يعطيه الله إياه. لأنه يقول: الذي له أيضاً يؤخذ منه، ليس لأن الله يأخذه بل لأنه بات غير مستحق لما يملك” ويقول ثيوÙليكتوس: “الذي عنده من الجهاد هذا يعطى Ù…Ø¹Ø±ÙØ© ويزاد، والذي ليس عنده جهاد ÙˆÙ…Ø¹Ø±ÙØ© جديرة ÙØ§Ù„ذي عنده يؤخذ منه. لأنه لا يغذيها بالروح وبالأعمال الصالحة” ويقول زيغاÙنوس: “الذي عنده من الإيمان ÙŠÙØ¹Ø·Ù‰ أيضاً Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الأسرار بصورة ملموسة”.

Ùˆ بهذه الطريقة أيضاً ÙŠÙØ³Ø± الآباء القديسون القول الذي يرد ÙÙŠ مثل الوزنات أو الأمناء: “من له” بأنه هو الذي له سلطة ÙÙŠ الكنيسة والذي عنده موهبة الكلام والتعليم أو أية موهبة أخرى. يقول الذهبي الÙÙ…: “الذي عنده موهبة الكلام والتعليم لما ÙŠÙيد الاخرين، ولا يستعمله، ÙØ¥Ù†Ù‡ ÙŠÙقدها. امّا الذي يجتهد ÙÙŠ تنميتها ÙØªØ²Ø¯Ø§Ø¯ عنده” ويقول زيغاÙنوس “لأن كل من عنده جدّ واجتهاد يعطى أجراً وأكثر مما يستحق، والذي ليس عنده من الجد والعمل حتى ما عنده يؤخذ منه لأنه لا يستعمله”.

 Ù…ثل الزرع الذي ينمو:

” وَقَالَ: «هَكَذَا Ù…ÙŽÙ„ÙŽÙƒÙوت٠اللَّهÙ: كَأَنَّ Ø¥Ùنْسَاناً ÙŠÙلْقÙÙŠ Ø§Ù„Ù’Ø¨ÙØ°ÙŽØ§Ø±ÙŽ Ø¹ÙŽÙ„ÙŽÙ‰ الأَرْض٠وَيَنَام٠وَيَقÙوم٠لَيْلاً وَنَهَاراً ÙˆÙŽØ§Ù„Ù’Ø¨ÙØ°ÙŽØ§Ø±Ù ÙŠÙŽØ·Ù’Ù„ÙØ¹Ù وَيَنْمÙÙˆ ÙˆÙŽÙ‡ÙÙˆÙŽ لاَ يَعْلَم٠كَيْÙÙŽ لأَنَّ الأَرْضَ Ù…Ùنْ ذَاتÙهَا تَأْتÙÙŠ Ø¨ÙØ«ÙŽÙ…َرÙ. أَوَّلاً نَبَاتاً Ø«Ùمَّ سÙنْبÙلاً Ø«Ùمَّ قَمْحاً مَلآنَ ÙÙÙŠ السّÙنْبÙÙ„Ù. وَأَمَّا مَتَى أَدْرَكَ الثَّمَر٠ÙÙŽÙ„ÙÙ„Ù’ÙˆÙŽÙ‚Ù’ØªÙ ÙŠÙØ±Ù’سÙل٠الْمÙنْجَلَ لأَنَّ الْحَصَادَ قَدْ حَضَرَ»”. (مرقس 4: 26 – 29).

يشكل هذا المثل إحدى الروايات النادرة التي Ø§Ù†ÙØ±Ø¯ مرقس بسردها. يشبه ملكوت الله بعمل زارع صبور يلقي البذار ثم “ينام” Ùˆ”يقوم” منتظراً زمن الاثمار، ولا يتدخل ÙÙŠ تنشيط الزرع لأنه “لا يعلم كئ. تأتي الثمار ÙÙŠ أوانها بالاستقلال عنه. طبعاً هذا لا ينÙÙŠ الاعمال الزراعية الأساسية التي لا بد منها بل يضع جانباً كل اهتمام من قبل الزارع لكي يسرع يسوع ÙÙŠ اعطاء الثمار. ان الجهد الذي يبذل قبل اوانه وعدم صبر الانجيل ان يخرّب عمل الله ÙÙŠ العالم. Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© الى ذلك يدل الموق٠على عدم الثقة بالله الذي ألقى البذار ÙÙŠ العالم ÙÙŠ طريق المسيا.سو٠يثمر هذا الزرع ÙÙŠ الوقت المناسب، ومحاولات الناس أياً كانت لا تستطيع أن تؤثر لا إيجاباً ولا سلباً ÙÙŠ تنشيط الزرع أو تبطيء الإثمار.

إن ملكوت الله الذي ÙˆÙØ¶Ø¹ ÙÙŠ العالم كزرع، وهو ÙÙŠ الوقت الحاضر مخÙÙŠ ÙÙŠ قلوب الناس كما ورد ÙÙŠ مرقس 4: 22ØŒ سو٠يسود من تلقاء ذاته بشكله الكامل. لا بد للإنسان المؤمن أن يمتلك إيماناً لا يتزعزع وثقة كاملة بالله، وأن ينتظر أوان تحقيق مشروعه الخلاصي. لا يأخذ هذا الانتظار طابع الكسل والحياة البطّالة. على الإنسان أن يبذل استطاعته ولكن لا يعتقدنّ أنه بعمله سو٠يعجّل ÙÙŠ مجيء الملكوت، ÙØ°Ù„Ùƒ من شأن عمل الله.

يتوجه هذا المثل بشكل واضح الى الناس الواثقين بقدراتهم والمؤمنين بأن أعمالهم هي التي سو٠تعجّل ÙÙŠ مجيء الملكوت. ÙˆØ£ÙØ¶Ù„ مثال لهؤلاء هم (الغيورون) (zilotes) الذين كانوا يريدون عن طريق العن٠أن ÙŠØ±ÙØ¹ÙˆØ§ النير الروماني ÙˆÙŠÙØ±Ø¶ÙˆØ§ حكم المسيا. ولا نعلم بالضبط إن كان يسوع ÙÙŠ هذا المثل يتوجّه الى مثل هؤلاء كما يزعم بعض Ø§Ù„Ù…ÙØ³Ù‘رين. هذه النظرية ممكنة. حينئذ ان تحمل الطابع الايجابي الكامن ÙÙŠ المثل. على كل حال لا يهمّنا أن نعر٠الى من توجّه المثل أصلاً، بل ما نريده هو الطابع الدائم الذي يحتوي عليه مثل والذي يتوجّه الى الناس ÙÙŠ كل العصور.

Konklusion:

قبل كل شيئ يشدد مثل الزرع الذي ينمو على ان عمل المسّيا الخلاصي الذي بدأ ÙÙŠ العالم سو٠يصل الى كماله بدون أي شك وبصورة مؤكدة. أمّا من جهة الناس ÙÙŠÙØ·Ù„ب منهم الصبر والإيمان.

 Ù…ثل حبة الخردل:

” وَقَالَ: «بÙمَاذَا Ù†ÙØ´ÙŽØ¨Ù‘ÙÙ‡Ù Ù…ÙŽÙ„ÙŽÙƒÙوتَ اللَّه٠أَوْ Ø¨ÙØ£ÙŽÙŠÙ‘٠مَثَل٠نÙمَثّÙÙ„ÙÙ‡ÙØŸ Ù…ÙØ«Ù’ل٠حَبَّة٠خَرْدَل٠مَتَى Ø²ÙØ±Ùعَتْ ÙÙÙŠ الأَرْض٠ÙÙŽÙ‡ÙÙŠÙŽ أَصْغَر٠جَمÙÙŠØ¹Ù Ø§Ù„Ù’Ø¨ÙØ²Ùور٠الَّتÙÙŠ عَلَى الأَرْضÙ. ÙˆÙŽÙ„ÙŽÙƒÙنْ مَتَى Ø²ÙØ±Ùعَتْ ØªÙŽØ·Ù’Ù„ÙØ¹Ù وَتَصÙير٠أَكْبَرَ جَمÙيع٠الْبÙÙ‚Ùول٠وَتَصْنَع٠أَغْصَاناً كَبÙيرَةً حَتَّى تَسْتَطÙيعَ Ø·ÙÙŠÙور٠السَّمَاء٠أَنْ تَتَآوَى تَحْتَ ظÙلّÙهَا». (مرقس 4: 30 – 33ØŒ متى 13: 31- 33ØŒ لوقا 13: 18 – 21).

يأتي مثل حبة الخردل عند متى ولوقا قبل مثل الخمير الذي يشبهه. إن صورة الخردل على أنها “أصغر البذور التي على الأرض” ولكن عندما تنمو وتصير شجرة تعطي “أغصاناً كبيرة”ØŒ هذه الصورة تبرّر العنوان (أمثال النمو) الذي أطلقه Ø§Ù„Ù…ÙØ³Ø± Dahl على كل الروايات المثلية المشابهة. ÙˆÙÙŠ الواقع يرى تقليد الآباء Ø§Ù„ØªÙØ³ÙŠØ±ÙŠ ÙÙŠ هذه الصورة نموّ الكرازة بملكوت الله على الأرض وانتشارها. إن القوّة الكامنة ÙÙŠ الكرازة بالملكوت هي كبيرة الى حدّ أنها قادرة على تحويل المسكونة بأسرها. حسب القديس يوحنا الذهبي الÙÙ…ØŒ يعلّم يسوع تلاميذه عن طريق هذا المثل “مرشداً اياهم الى الإيمان ومؤكداً لهم أن الكرازة Ùيهم تنمو بصورة دائمة … ومع كونهم مرضى ÙˆØ¶Ø¹ÙØ§Ø¡ إلا أنه بالقوة الكبيرة الكامنة Ùيهم انتشرت الكرازة الى جميع المسكونة”.

ØªÙƒØ´Ù Ø§Ù„ØªÙØ§Ø³ÙŠØ± Ø§Ù„Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ© التي أعطيت لهذا المثل عن صدى لنظريات كل من Ø§Ù„Ù…ÙØ³Ù‘رين ÙØ§Ù„بعض يشدّد على المرحلة الأخيرة الكاملة القوية التي سو٠يصل اليها ملكوت الله الذي يتخذ ÙÙŠ الوقت الحاضر مظهراً صغيراً لا أهمية له. والبعض الاخر يستنتج هذه المرحلة الأخيرة لملكوت الله من خلال حقيقته الواقعية الحاضرة داخل العالم. هذا Ø§Ù„ØªÙØ³ÙŠØ± الأخير هو لـ Dodd الذي يتكلم عن “الأخروية المحقّقة ÙÙŠ العالم”. أما Ø§Ù„ØªÙØ³ÙŠØ± الأول Ùهو يأتي عند غالبية Ø§Ù„Ù…ÙØ³Ø±ÙŠÙ† البروتستانت المعاصرين. يستند هؤلاء الى صورة الزرع ونموه كرمز للموت والقيامة، كما يرد ÙÙŠ أماكن أخرى من العهد الجديد (يوحنا 12: 24ØŒ 1كور 15: 35 ……) وهم يؤكدون على التضاد بين وضع الملكوت الحاضر وسيادته المجيدة ÙÙŠ آخر الأيام . ويعتبرون أن هذه المرحلة الأخيرة لا تأتي نتيجة نمو طبيعي بل نتيجة عمل الله العجيب.

إن Ø§Ù„Ù…ÙØ³Ù‘رين الأرثوذكسيين القدماء والحديثين وكثيراً من Ø§Ù„Ù…ÙØ³Ù‘رين الكاثوليك يتبنون نظرية ملكوت الله التدريجي، ويتكلمون عن انتشاره ÙÙŠ كل المسكونة. هذا لا يعني أنهم ينÙون أن المرحلة الأخيرة هي من عمل الله، وأنهم ينكرون التضاد الموجود بين حالته الحاضرة وحالته الأخيرة المكتملة. انهم يجدون محور المثل كائناً ÙÙŠ Ùكرة النمو التدريجي وانتشار ملكوت الله ÙÙŠ العالم. والتعبير الذي يستعمله الآباء االقديسون Ø§Ù„Ù…ÙØ³Ù‘رون، بدون أن يكونوا أتباعاً لنظرية Dodd “الأخروية الملحقة”ØŒ يدل على أنهم يعتبرون هذا الحدث الأخير Ù…ÙØ­Ù‚قاً. هكذا مثلاً يقول ثيوÙيلكتوس عن كرازة يسوع والرسل أنها Ø²ÙØ±Ø¹Øª ÙÙŠ الأرض “وانتشرت ونمت حتى طيور السماء، أي كل الذين سَمَوا ÙÙŠ Ø£Ùكارهم ÙˆÙ…Ø¹Ø±ÙØªÙ‡Ù…ØŒ يستقرّون عليها. كم من الحكماء تركوا حكمتهم اليونانية وانضموا إلى الكرازة !ØŸ لقد نمت الكرازة إلى حد كبير وأعطت أغصاناً كبيرة” ويكتب ÙÙŠ مكان آخر: “حبة الخردل أي الكرازة المعمولة من الرسل القليلي الخبرة وصلت إلى كل المسكونة”.

تنتهي وحدة Ø§Ù„ÙØµÙ„ الذي يتكلم عن الأمثال بملاحظة الانجيلي أن يسوع كان يتكلم كثيراً بأمثال (الآية 33)ØŒ أي أن الإنجيلي يعر٠أن تقليد الكنيسة حول الأمثال هو أوسع وأغنى بكثير مما دوّنه. ومن الاية 34 يميّز بين الدائرة الواسعة للسامعين ودائرة التلاميذ الذين “كان ÙŠÙØ³Ù‘ر لهم على Ø§Ù†ÙØ±Ø§Ø¯ كل شيء” (انظر ØªÙØ³ÙŠØ± الايات 4: 10 – 12).

 Ø§Ù„سيادة على قوات الطبيعة:

وَقَالَ Ù„ÙŽÙ‡Ùمْ ÙÙÙŠ ذَلÙÙƒÙŽ الْيَوْم٠لَمَّا كَانَ الْمَسَاءÙ: «لÙنَجْتَزْ Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ الْعَبْرÙ». ÙَصَرَÙÙوا الْجَمْعَ وَأَخَذÙوه٠كَمَا كَانَ ÙÙÙŠ السَّÙÙينَةÙ. وَكَانَتْ مَعَه٠أَيْضاً سÙÙÙÙ†ÙŒ Ø£ÙØ®Ù’رَى صَغÙيرَةٌ. Ùَحَدَثَ نَوْء٠رÙيح٠عَظÙيمٌ ÙÙŽÙƒÙŽØ§Ù†ÙŽØªÙ Ø§Ù„Ø£ÙŽÙ…Ù’ÙˆÙŽØ§Ø¬Ù ØªÙŽØ¶Ù’Ø±ÙØ¨Ù Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ السَّÙÙينَة٠حَتَّى صَارَتْ ØªÙŽÙ…Ù’ØªÙŽÙ„ÙØ¦Ù. وَكَانَ Ù‡ÙÙˆÙŽ ÙÙÙŠ Ø§Ù„Ù’Ù…ÙØ¤ÙŽØ®Ù‘َر٠عَلَى ÙˆÙØ³ÙŽØ§Ø¯ÙŽØ©Ù نَائÙماً. ÙَأَيْقَظÙوه٠وَقَالÙوا Ù„ÙŽÙ‡Ù: «يَا Ù…ÙØ¹ÙŽÙ„Ù‘Ùم٠أَمَا ÙŠÙŽÙ‡ÙمّÙÙƒÙŽ أَنَّنَا نَهْلÙÙƒÙØŸÂ» Ùَقَامَ وَانْتَهَرَ الرّÙيحَ وَقَالَ Ù„ÙلْبَحْرÙ: Â«Ø§Ø³Ù’ÙƒÙØªÙ’. ابْكَمْ». Ùَسَكَنَت٠الرّÙيح٠وَصَارَ Ù‡ÙØ¯Ùوءٌ عَظÙيمٌ. وَقَالَ Ù„ÙŽÙ‡Ùمْ: «مَا بَالÙÙƒÙمْ خَائÙÙÙينَ هَكَذَا؟ كَيْÙÙŽ لاَ Ø¥Ùيمَانَ Ù„ÙŽÙƒÙمْ؟» ÙَخَاÙÙوا Ø®ÙŽÙˆÙ’ÙØ§Ù‹ عَظÙيماً وَقَالÙوا بَعْضÙÙ‡Ùمْ Ù„ÙØ¨ÙŽØ¹Ù’ضÙ: «مَنْ Ù‡ÙÙˆÙŽ هَذَا؟ ÙÙŽØ¥Ùنَّ الرّÙيحَ أَيْضاً وَالْبَحْرَ ÙŠÙØ·ÙيعَانÙÙ‡Ù!». (مرقس 4: 35- 41ØŒ متى 8: 18 Ùˆ23 – 27ØŒ لوقا 8: 22 – 25).

بعد أمثال الملكوت، يورد الإنجيلي بعض عجائب التي تؤكد على سيادته على الطبيعة (مرقس 4: 35- 41)، وعلى الشياطين المتسلّطين على الناس (مرقس 5: 1 – 20) وعلى المرض (مرقس 5: 25- 34) وعلى الموت (مرقس 5: 21 – 24 و35- 43)

تظهر سيادة يسوع على قوّات الطبيعة من خلال الآيات 4: 35- 41 حيث يسكّن الريح Ø§Ù„Ø¹Ø§ØµÙØ© التي هبّت عند اجتيازه البحيرة، مباشرة بعد التعليم بالأمثال. لقد ارتعد التلاميذ من شدّة Ø§Ù„Ø¹Ø§ØµÙØ© وعظم الأمواج، ÙØªÙˆØ¬Ù‡ÙˆØ§ إلى يسوع الذي كان نائماً ÙÙŠ مؤخرة المركب. ÙØ²Ø¬Ø± الرب الريح والبحر بقدرته المسيانية قائلاً “اسكت، ابكم” (الآية 39). لقد أصدر يسوع مثل هذا الأمر أيضاً للشيطان المخÙÙŠ ÙÙŠ مريض ÙƒÙØ±Ù†Ø§Ø­ÙˆÙ… “اخرس واخرج منه” (مرقس 1: 25) علينا ألا نتعحب من هذه المقارنة لأنه، حسب Ù…ÙØ§Ù‡ÙŠÙ… ذلك العصر، كانت تكمن قوّات شيطانية وراء عناصر الطبيعة المهدّدة، خاصة وأن البحر يخرج مثل هذه القوات المعادية لله. لذلك نجد العهد القديم يتكلم كثيراً عن سيادة الله على البحر (انظر أيوب 38: 8ØŒ أمثال 8: 29ØŒ اشعيا 50: 2ØŒ عاموس 5: 8ØŒ مزامير 106: 9ØŒ 114 :3ØŒ 139: 9ØŒ 148: 7 …) أما ÙÙŠ رؤيا يوحنا (12: 1) Ùيقول إنه لا يوجد بحر حول أورشليم الجديدة.

يملك يسوع المسيح ابن الله سلطة على القوّات الشيطانية، Ùهو يأمر عناصر الطبيعة ويهدئها. طبعاً من أجل ذلك ينام ÙÙŠ مؤخرة السÙينة ويوبّخ التلاميذ الخائÙين على ضع٠نÙوسهم (قلة إيمانهم) : “ما بالكم خائÙين هكذا لا إيمان لكم” ÙØ§Ø³ØªØ´Ø¹Ø± التلاميذ بالرهبة أمام سلطة معلمهم، وتعجبوا من طاعة الريح والبحر لأمره (Vers 41).

لا يقصد يسوع إظهار قوته لتلاميذه عن طريق هذه العجيبة، بل يقصد تقوية إيمانهم. وهذا هو Ø§Ù„ÙØ±Ù‚ بين الرواية الإنجيلية والروايات العجائبية الأخرى التي كانت شائعة ÙÙŠ العالم اليوناني القديم بحيث تهد٠العجيبة، عن طريق الأعمال الباهرة، إلى إظهار القوّة. أما يسوع ÙÙŠÙØªØ±Ø¶ عادة الإيمان قبل إتمام العجيبة، ÙˆÙÙŠ بعض الأحيان كما ÙÙŠ العجيبة التي نحن بصددها يسعى إلى تقوية إيمان تلاميذه.


(1) أنظر ØªÙØ³ÙŠØ±Ù‡ لإنجيل مرقس ص 74.

(2) الغنوصية حركة ÙلسÙية دينية ÙÙŠ القرون الأولى ترتكز على Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© (gnosis).

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
PDF
☦︎

information Om side

adresser Artiklen

tilfreds Afsnit

Tags Side

الأكثر قراءة

Rul til toppen