☦︎
☦︎

إن الترضية التي قدمها السيد بذبيحته السرية على الصليب كانت جداً عظيمة وفوق مـا يطلبـه ديـن الخطيئة. فهي لم تحررنا من الجريرة والحكم فحسب بل وهبتنا غنى خيرات لا تثمن. لقد أهلتنـا لأن نصعد حتى إلى السماء وأن نصير شركاء ومساهمين في ملكوت االله. وأنى للإنسان أن يفكر أننا كنـا قبلا أعداء الله بسبب الخطيئة وعبيداً للأهواء يملؤنا الخزي والعار؟ لا أحد يستطيع أن يستوعب اتساع ذبيحة السيد وقيمتها. يا لعظم شرف الموت على الصليب لقد قبل المخلص تنازلاً أن يباع إلى صالبيه بثلاثين من الفضة. صار فقيراً، أهين وبيع من اجلنا. وهنا العظمة. كانت الإهانة التي تحملهـا ربحـاً لنا. مات باختياره دون أن يظلم أحداً لا في حياته الخاصة ولا في حياته العامة. صـار بموتـه نبعـاً للنعم حتى لجالديه.

ولماذا كل هذا التبسط في الموضوع؟ إن الإله الإنسان قد مات. والدم الذي أُريق على الصليب هو دم الإله الإنسان. أهناك ما هو أفظع وما هو اثمن من موت الإله الإنسان؟ كم كان ثقل خطيئتنـا كبيـراً حتى احتاج إلى هذا الموت لإرضاء العدالة الإلهية؟ وكم كان الجرح عميقاً حتى احتاج إلـى فاعليـة الدواء القوي النابع من ضحية الإنسان الإله على الصليب ليشفى؟ كان من الضروري لكـي نقـضي على سلطان الخطيئة أن يعاقب إنسان ما. كان من الضروري أن نتحمل نحـن عقابـاً يـوازي ثقـل الخطيئة التي ارتكبناها حتى ننعتق من المسؤولية والجريمة لم يكن بين البشر إنسان خالٍ من الخطيئة ليستطيع أن يتألم من أجل الجميع حتى ولا الجنس البشري كله ولو مات ألوف الميتـات بامكانـه أن يقوم بهذا العمل. ما قيمة موت عبد مليء بالعار والفساد، عبد حطم الصورة الملوكية وأهان العظمـة الإلهية إهانة كبرى؟ لذلك حمل السيد البريء من الخطأ، الإنسان الكامل، آلاماً كثيرة وقبل الجراحـات ومات ودافع عن الجنس البشري واعتق جنسنا من مسؤولية جريمة الخطيئة العظمى وأعطـى العبيـد الحرية التي لم يكن بحاجة إليها كإله وسيد. كل ما قيل قد قيل ليبرهن على أن الحياة الحقيقـة تعطـى لنا بواسطة موت المخلص.

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
PDF
☦︎

معلومات حول الصفحة

عناوين المقال

محتويات القسم

وسوم الصفحة

الأكثر قراءة

انتقل إلى أعلى