أن جسد المسيح هو الدواء ضد الخطيئة، ودمه الكريم هو السبيل الوحيد الذي به يتخلّص الإنسان من جريرته وثقل خطيئته. فجسد المسيح صار كنزاً للكمال الإلهي وكان دائماً نقياً من كل خطيئة فأتم كل عدالة وبشّر بالآب بين البشر وكان مجهولاً عندهم وقتئذ. بشّر به قولاً وفعلا. هذا الجسد الذي نتناوله ذبح فوق الصليب وقاسى العذاب عندما اقتربت الساعة للتضحية فاستحم وسط عرق من دم. خانه يهوذا وقبض عليه وسيق مقيداً إلى أمام فاعلي الإثم، وشهد أمام بيلاطس الشهادة الصالحة كما يقول الرسول بولس. وبسبب شهادته العظمى تحمل الموت، موت الصليب. تحمل هذا الجسد الذي نتناوله الجلْد أيضاً، وسمرت اليدان والرجلان وطعنت الجنب بحربة وتألم وقت الجلد ألماً عظيماً وعانى أشد العذاب عندما سمر على الصليب. وهذا الدم الكريم، دم المسيح الذي نتناوله عندما انسكب من الجراح، أظلمت الشمس ومادت الأرض وتزلزلت، وتقدس الفضاء وتنقى العالم كله من رجس الخطيئة.
لم تكن للناموس الحرفي، ناموس العهد القديم، قوة تجعل الذين يحافظون عليه كـاملين لأنـه نـاموس ناقص كان من الضروري أن يكشف عن ناموس الروح، ناموس العهد الجديد الكامل والقادر أن يقـود الإنسان إلى الكمال. إن الألم الذي يعانيه المسيحيون والدموع التي يكسبونها ليحوزوا من جديد علـى النعمة التي خسروها بسبب الخطايا بعد المعمودية لا يفيد أنهم في شيء إذا هم لم يركضوا ويسارعوا إلى دم العهد الجديد والى جسد المسيح الذي ضحي على الصليب. أن سر الشكر هو السر الذي يعتـق أمام عدالة االله أولئك الذين اعترفوا بانسحاق قلب أمام االله بخطاياهم. نعتمد مرة واحدة ولكننا نتنـاول مراراً لأننا كبشر نخطئ ولكي نتخلّص من خطايانا من الضروري أن نهرع إلى التوبة والى الجهـاد والصراع ضد الخطيئة ولكي نحظى بالغلبة علينا أن نتناول جسد المسيح ودمه الذي يـشكل الـدواء لشفاء الشرور الإنسانية.