هذه الأبواب، أعني الأسرار الكنيسة، لها قيمة أسمى وفائدة اجل ممـا لأبـواب الفـردوس. أبـواب الفردوس تنفتح أمام أولئك الذين يلجون أبواب الأسرار أولاً وأبواب الأسرار انفتحت عنـدما كانـت أبواب الفردوس مقفلة. انفتحت أبواب الفردوس مرة وانقفلت تاركة خارجاً قوات الظلام، أما الأسـرار هذه الأبواب السرية فإنها تُدخل ولا تخرج أحداً. كان من الممكن أن تنقفل الأبواب التي للفردوس كما انقفلت زمناً طويلا أما فيما يتعلق بالأسرار فقد سقط بها الحجاب والحائط المتوسط، قد هدم ولم يعـد بالإمكان أن يقام حاجز وان يفصل جدار بين االله والإنسان.
لم تنفتح السماء فحسب بل انشقت كما يقول لوقا الإنجيلي ليبرهن انه لم يبقَ أمام الداخلين لا باب ولا حجاب. فالمسيح الذي صالح ووحد العالم العلوي مع العالم السفلي ووطد السلام وأزال الحاجز المتوسط “لا يستطيع أن ينكر ذاته” (2 تيموثاوس 2: 13) كما يقول الرسول بولس. أن أبواب الفردوس التي كانت مفتوحة لآدم في البدء اقفلت والعدل يقضي بأن تقفل ما دام آدم لم يرد أن يبقى في حالة البراءة التي منحها عندما خرج من يد الخالق. وهذه الأبواب المقفلة (أبواب الفردوس) في وجه الإنسان الساقط فتحها المسيح بذاته الذي لم “يفعل خطيئة واحدة” (1 بطرس 2: 22) “وعدله إلى دهر الداهرين” (مزمور 9: 3).
المسيح فتح أبواب الفردوس ومن الضروري أن تبقى مفتوحة وان تدخل المسيحيين إلى الحياة الأبدية ولا خوف من السقوط كما سقط آدم الذي خسر الفردوس الأرضي لان المخلص يقـول: “أنـا أتيـت لتكون لكم حياة” (يوحنا 10: 10) فالحياة التي حملها السيد تعطي لنا بواسطة الأسرار التي نصبح بها شركاء في الآلام والموت. فمن لم يشترك بالأسرار لا يتمكن من الهرب من المـوت الروحـي والذين لم يعتمدوا ولم يتناولوا جسد المسيح ودمه لا يستطيعون أن يرثوا الحياة الأبدية.