☦︎
☦︎

من الضروري أن نتقدم باستمرار من المائدة الروحية لنتناول جسد المسيح ودمه حتى تبقـى الحيـاة الروحية في داخلنا نشيطة. علينا أن نتقدم لا مرة واحدة بل تكراراً ودائماً. علينـا أن نتنـاول الـدواء الإلهي ليجلس الخالق في الطين “الإنسان” ويصلح صورته التي فقدت شكلها الحقيقي بسبب الخطيئـة.

إن يد الطبيب، يد المسيح، يجب أن تكون دائماً فوقنا لأننا متعرضون لخطر المـوت بـشتى الأنـواع “وكنا أمواتاً في الخطايا فعشنا مع المسيح” (افسس 2: 5) ودم المسيح ينقي وجدانكم في أعمـال مائتـة لتعبدوا االله الحي (عبرانيين 9: 14) يقول الرسول.

إن المائدة الروحية السامية تعطينا الحياة الروحية السامية. وسر الشكر المقدس، هذا الجـاذب الإلهـي الكلي القدرة يجذب أرواحنا إلى فوق. فسر الشكر نقدم العبادة النقية الحقيقية الله. لأنه إذا كانت العبـادة النقية هي الخضوع الكامل الله الذي يحرك ويوجه الكل. فمن الواضح أننا سنحصل على هذا الخضوع عندما نصبح أعضاء في المسيح بواسطة سر الشكر. الرأس يعطي الأوامر للأعضاء. “خبـز الحيـاة” يجعلنا أعضاء في المسيح وكما أن أعضاء الجسد تعيش بالنسبة لعلاقتها بالرأس والقلب، كذلك يقـول الرب “من يأكلني يحيا في) “يوحنا :6 57) لا شك أن الإنسان يحيا بما يدخله إلى أعضائه من غـذاء والتغذية المادية ليست حية لذلك لا تعطي الحياة. أنها تساعد على الحفاظ على الحياة الموجودة. ولكن خبز الحياة، المسيح، ليس غذاء فحسب يساعد الحياة بل هو نبع الحياة والذين يتناولونه يملكون حيـاة روحية حقيقية. إن خبز الحياة، المسيح يحرك المتناول ويحوله ويدمجه بذاته.

أننا نسجد بواسطة سر الشكر الله، بالروح والحق، ونقدم له عبادة نقيه، والعشاء الروحي هذا يقيمنا من الموت الروحي ويعطينا حياة، ويؤهلنا أن نعبد ونحن أحياء إلهاً حياً. لكن الانعتاق من أعمال الخطيئة المائتة ممكن فقط للذين يتناولون دائماً طعام الحياة هذا. وكما يجب أن نسجد “بالروح والحـق” لان االله روح، هكذا يجب أن نعبده بملء الحياة الروحية، لا أمواتاً روحياً لان االله هو الحياة، ” لـيس االله إلـه أموات بل إله أحياء” (متى 22: 32).

وقد يدعي البعض أن عبادة االله تتم عندما نقوم بأعمال الفضيلة. هذه العبادة هي من صفات العبيد، “عندما تفعلون كل ما أُمرتم به تكونون عبيداً بطالين لان ما يجب فعله فعلناه” (لوقا 17: 10). المدعوون إليها لا العبيد لذلك نتناول جسد المسيح ودمه، “الأولاد يتناولون جسداً ودماً” فكما أن المسيح اتخذ جسداً ودماً بشريين فقال “هاأنذا والأولاد الذين أعطانِيهِم االله” (اشعيا 8: 18) كذلك نحن لكي نصبح أولاداً الله علينا أن نتناول جسد المسيح ودمه. بالمناولة لا نصبح أعضـاء في المسيح فحسب بل أبناء نقدسه ونخضع له بكل نية قلب وكما يليق بالأبناء. عندما نتناول نشعر بقربى نحو المخلص أشد من القربى التي تربطنا بأهلنا الذين ولدونا. إن الوالدين بعد مضي وقت معين يتحررون من الاهتمام بأبنائهم، أما المسيح الذي خلقنا في الحياة الروحية وولدنا فهو حاضر دائماً ومتحد معنا. يستطيع الأبناء أن يعيشوا حتى ولو فقدوا آباءهم، أما نحن فإذا انفصلنا عن المسيح فمن المستحيل إن نحتفظ بالحياة الروحية بل ننقاد حتماً إلى الموت الروحي. إن خبز الحياة يدخل إلى أعماق الإنسان الجديد ويجث أصول إنسان الخطيئة العتيق. المناولة المقدسة تعطي هذا القدر من الخيرات الروحية وبها، أي بمناولة جسد المسيح ودمه، ننعتق من الحكم الأبدي ونطرح عالم الخطيئة ونملك بهاء الصورة الإلهية ونتحد وثيقاً بالمسيح محمولين دائماً إلى سمو الكمال.

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
PDF
☦︎

معلومات حول الصفحة

عناوين المقال

محتويات القسم

وسوم الصفحة

الأكثر قراءة

انتقل إلى أعلى