10: 32-33 و37، 19: 27-30 – الاعتراف بالمسيح واتباعه

Текст:

قال الرب: 10: 32 فَكُلُّ مَنْ يَعْتَرِفُ بِي قُدَّامَ النَّاسِ أَعْتَرِفُ أَنَا أَيْضاً بِهِ قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، 33 وَلكِنْ مَنْ يُنْكِرُني قُدَّامَ النَّاسِ أُنْكِرُهُ أَنَا أَيْضاً قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ…. 37 مَنْ أَحَبَّ أَباً أَوْ أُمّاً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي، وَمَنْ أَحَبَّ ابْناً أَوِ ابْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي، 38 وَمَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُني فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي.
19: 27 فَأَجَابَ بُطْرُسُ حِينَئِذٍ وَقَالَ لَهُ:«هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ. فَمَاذَا يَكُونُ لَنَا؟» 28 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي، فِي التَّجْدِيدِ، مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ، تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيّاً تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ. 29 وَكُلُّ مَنْ تَرَكَ بُيُوتاً أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَباً أَوْ أُمّاً أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَداً أَوْ حُقُولاً مِنْ أَجْلِ اسْمِي، يَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ وَيَرِثُ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ. 30 وَلكِنْ كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ يَكُونُونَ آخِرِينَ، وَآخِرُونَ أَوَّلِينَ.

обяснението:

النص الإنجيلي اليوم مؤلف من جزئين. فالجزء الاول يبتدئ من قوله: “كل مَن يعترف بي” ويقف عند: “فأجاب بطرس”، والجزء الثاني يشمل بقية النص. هذا الجزء الاول يأتي في سياق الحديث عن اضطهاد حاملي بشارة الخلاص باسم يسوع المسيح، اذ يقول الرب “احذروا من الناس لأنهم سيسلمونكم الى مجالس وفي مجامعهم يجلدونكم وتساقون امام ولاة وملوك  من أجلي … وتكونون مبغَضين من الجميع من اجل اسمي …” (متى 10: 16 – 23).

“كل من يعترف بي قدام الناس…”: يظهر في هذه الآيات أن مقياس الدينونة الموقف من يسوع. فبالاعتراف به قدام الناس، أي بالإقرار علنا بسلطانه كمعلّم، والسير على تعاليمه ووصاياه، تنفتح أمامنا إمكانية أن نكون من عداد الذين سيقبلهم الآب السماوي في ملكوته. أما إذا أنكرنا يسوع قدام الناس، أي إذا تجاهلنا صوته ودعوته لنا، وتصرفنا وكأننا لم نسمع به قط ولا كنا تلاميذ له، فلن نحظى بسكنى الملكوت. وراء هذا أن يسوع أخذ سلطانه من أبيه السماوي (متى 28: 18)، وأن ما يعلّمه بهذا السلطان إنما هو مشيئة الآب. فيسوع في سلطانه لا يتكلم من عنده. يصل نفسه دائما بالله، أي بالآب الذي في السماوات. فإذا قَبِلْنا يسوع قبلنا الله الذي أرسله (متى 10: 40)، وإذا أنكرناه رفضْنا الله أبا، أي مبدئاً للحياة ومانحا كل نعمة نحيا بفضلها.

“مَن أحبّ أباً أو أماً أكثر مني فلا يستحقني…”: هذه الآية في السياق نفسه. يسوع هو الأهم كونه حاملا مشيئة الآب السماوي. اتّباعه يقتضي زهدا تاما بمعنى ألا يُفضَّل عليه أحد أو شيء. فمَن تبع يسوع يكون معه بملء كيانه، أو لا يكون.

“ومن لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني”: لا يعني الصليب في الإنجيل الموت فحسب، بل الموت عارا. قال يسوع أنه “ليس التلميذ أفضل من المعلّم” (متى 10: 24). فإذا كان المعلّم مات عارا على الصليب فكم بالحري يجدر بالتلميذ أن يحمل هذا العار. والعار يحمله التلميذ حين يشهد أن يسوع الذي مات على الصليب موت اللصوص هو ربُّه. في هذه الآية جانب آخر من اتّباع يسوع غير الالتصاق به، هو الشهادة له. الشهادة للمعلّم واجب للتلميذ حتى ولو أدت هذه الشهادة إلى أن يهرق التلميذ دمه من أجل معلّمه (متى 10: 39).

هذا الاضطهاد بدأ منذ ايام يسوع” لأن اليهود كانوا قد تعاهدوا انه ان اعترف أحد بأنه المسيح يُخرج من المجمع” (يوحنا 9: 22 و انظر 12: 42-44) واستمر في القرون الثلاثة الاولى حتى اعلان قسطنطين، إعلان ميلانو، حرية المعتقد في سنة 313 وكان الاعتراف بيسوع يؤدي الى الحكم بالموت. لذلك قال الرب يسوع: “لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون ان يقتلوها بل خافوا بالحري من الذي يقدر ان يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم” (متى 10: 28). وبهذا الكلام يعزيهم الرب يسوع ويشجعهم على المجاهرة بإيمانهم عند الاضطهاد اذ ان اعترافهم يقودهم الى الخلاص والحياة الأبدية في حضرة الله بشهادة يسوع لهم. غير ان هذا الإيمان قد يزعزع الروابط العائلية إذ “يسلّم الأخ أخاه الى الموت والأب ولده ويقوم الأولاد على والديهم ويقتلونهم” (متى 10: 21) ويصبح اعداء الانسان اهل بيته” (متى 10: 36)، لأن بعض العائلة يكون قد بقي على الوثنية. لذلك يحذّر الرب يسوع من الإذعان للعواطف التي قد تؤدي الى جحود الإيمان ويدعونا الى تخطيها. لا نفهم من هذا ان الرب يسوع يدفعنا الى ترك الأحباء وإهمالهم بالمطلق ولكن يدعونا لنتخطى هذه العاطفة اذا أعثرت الإيمان وبهذا نُبقى على محبتنا لهم. فالأولوية للرب يسوع المسيح اذ أننا متيقنون ان لا شيء يضاهي الرب يسوع وان حياتنا ليست الا ثمنا رخيصا لما “أعدّه الله للذين يحبونه” (ا كورنثوس 2: 9).

الجزء الثاني يبدأ من سؤال الرسول بطرس وهذا السؤال يأتي بعد حديث يسوع مع الغني الذي سأله الخلاص (متى 19 : 16-26). قال الرب يسوع تعليقا على هذا الحديث “انه يعسر ان يدخل غني ملكوت الله، عندها بهت التلاميذ جدا قائلين: من يستطيع ان يخلص” (متى 19 : 23-25) انطلاقا من هذا السؤال يستوضح بطرس عمّا سيحصل عليه الرسل في النهاية. هنا يجيب الرب يسوع مستعملا مصطلحات لاهوتية، فكلمة “جيل التجديد” تعني في الأصل اليوناني “الذين وُلدوا من جديد” اي بمعنى أوضح الذين غيّروا أذهانهم وتخطوا افكارهم واسسوا حياتهم على بشارة الخلاص التي أتى بها الرب يسوع.

جُملة “متى جلس ابن الانسان على كرسي مجده” مأخوذة من أدب لاهوتي في العهد القديم يُدعى بالأدب “الرؤيوي” وهو الأدب الذي ينطلق من الحديث عن نهاية الأزمنة ونجد لها اساسا عند النبي دانيال حيث يتكلم عن مجيء ابن الانسان مع سحب السماء ليأخذ من القديم الأيام (الله) سلطانا ابديا (دانيال 7: 13-14). عبارة “كرسي مجده” تحمل في سياق الإنجيل معنيين: الأول انطلاقا من الأدب الرؤيوي وتعني آخر الأزمنة حيث الدينونة الأخيرة بعد نهاية العالم حينها يجلس التلاميذ مع الرب ليساهموا في إصدار الحكم الأخير على العالم أجمع اذ “ان القديسين سيدينون العالم” (ا كورنثوس 6: 2). والثاني انطلاقا من عمل يسوع الخلاصي بالصليب والموت والقيامة والصعود والجلوس عن يمين الآب وحينها يحكم التلاميذ في الكنيسة التي تتأسس على اسم يسوع والتي يُرمز اليها في العهد الجديد بتعبير أسباط (قبائل) اسرائيل الإثني عشر”.

إذ في قوله إن تلاميذ المسيح سيدينون “أسباط إسرائيل الاثني عشر”. أسباط إسرائيل الاثني عشر يمثلون هنا كل إسرائيل، أي الذين توجَّه إليهم يسوع أولا. نعرف من الأناجيل أن ليس كلّ الإسرائليين قبلوا يسوع وتعليمه، سواء أأتى هذا التعليم منه مباشرة أم عبر رسله. وإذا كان تعليم الرسول”نسخة طبق الأصل” عن تعليم يسوع، فهذا يعني أن رفض تعليم الرسول إنما هو رفض ليسوع نفسه، وتاليا لله الآب (راجع مطلع هذا الفصل الإنجيلي ومتى 10ك 40). من هنا أن الرسل أنفسهم يدينون، بمعنى أن سامعي كلمة البشارة التي ينطقون بها يقبلونها أو يرفضونها، وبرفضهم أو قبولهم إياها تتحدد دينونتهم.

هنا يعود يسوع ليقول ان هذه الجائزة تفترض إهمالا لكل ما يعيق الإيمان وجهادا “من اجل اسمه”. واما القول :”الأولون يكونون آخرين والآخرون أولين” فهو يأتي ردا على تذمرات الفريسيين الذين يلومون يسوع لأنه يقبل الخطأة والوثنيين وليوضح ان كل من يقتبل البشارة الآن يصبح في صف الأولين اذ ان الخلاص هو نعمة من الله للجميع متى آمنوا باسم الرب يسوع المسيح.

تفيد هذه الآية “وكثيرون أولون يكونون آخِرين…”: أن اتّباع يسوع ليس مجرد قرار يتخذ في لحظة من الزمن، ولكنه أمر ينبغي المواظبة عليه دون توقف إلى أن يأتي المسيح في مجده.

Цитирано от енорийския ми бюлетин
الأحد 13 أيار 1993 / العدد 24

bg_BGBulgarian
Превъртете до върха