☦︎
☦︎

أن الزيتونة البرية إذا طعمت بطعم صالح تتحول وتصبح زيتونة مثمرة وهذا ما يحدث تماماً معنا نحن المسيحيين. عندما نكون وحدنا نبقى بدون ثمر روحي ولكن عندما نرتبط بالمسيح ونتناول جسده ودمه ننال سريعاً عظم الخيرات، غفران الخطايا وملكوت السماوات، أي ثمار التبرير التي يعطيها المسيح. نتناول جسد المسيح الذي يشكل ضمانة لتحقيق الغلبات الروحية والفتوحات السامية.

من الواضح أن حياتنا بعد المناولة الإلهية يجب أن تصير مسيحية النوع، أي على شكل المسيح. “أنتم جسد المسيح وأعضاء من أعضائه” (1 قورنثوس 12: 27). أن كلمات الرسول تنطبق بالأكثر على أرواحنا وتنطبق على جسدنا، ويشير الرسول بولس عندما يقول: “الملتصق بالرب هو بالروح” (1قورنثوس 16: 17) إلى الرباط الذي يربط نفسنا بالمسيح. ويشدد كثيراً على هذا الرباط. لذلك لم يأخذ المسيح جسداً فحسب بل روحاً وعقلاً وإرادة وكل ما هو بشري ما عدا الخطيئة حتى يتحدد كلياً مع وجودنا ويربط كل ما لنا بماله. مع الخطأة فقط لا يتحد المسيح لأنه خلو من كل خطيئة ولا علاقة له بها لأنه بريء من الخطأ. لقد قبل السيد كإله رحيم كل عناصر حياتنا ما عدا الخطيئة وتنازل ليتحد بنا بتنازله الذي لا يحد. فالمسيح الإله الحقيقي نزل إلى الأرض ليرفعنا إلى السماء. صار إنساناً ليرفع الإنسان إلى االله وبقي كإنسان خلواً من كل خطيئة وصار الغالب الأزلي، وأعتق الطبيعة البشرية من الخطيئة والعار، وكمخلص أعتق الإنسان من جريرة الخطايا وصالحه مع االله. لم يكن بإمكاننا أن نصعد إلى السماء وأن ننال هذه المواهب الكبرى ولذلك نزل المخلص إلى الأرض فأخذ ما لنا وأعطانا ما لا ثمن له من خاصته. أعطانا جسده ودمه. وبهذه الطريقة نستقبل االله ونقبله في نفوسنا.

من الواضح أن المسيح يدخل ذاته إلى داخلنا بالمناولة المقدسة ويتحد معنا ويحول وجودنا وفقاً لحياته الخاصة. إذا سقطت قطرة من الماء في محيط من العبير فالقطرة تندمج في المحيط وتتحد به وتأخذ كل خواصه وتتحول إلى عبير كالمحيط الذي سقطت فيه. فالمسيح هو الأريج الروحي وله كل القوة ليحول المؤمنين الذين يدخلهم بواسطة المناولة المقدسة إلى أناس ليست حياتهم معطرة فحسب بل إلى أناس يحملون كل عطر المسيح” نحن عطر المسيح الطيب الله ولأولئك نفخة حياة للحياة” (2 قورنثوس 15 :2).

أن سر الشكر يعطي القوة والنعمة إلى نفوس المؤمنين الذين يتناولون بقلوب نقية ويبقون بعيدين عـن الخطيئـة. ويتحد المسيح بالذين يستعدون قبـل المناولة روحاً بطريقة لا تستطيع قوة مهما كانـت أن تفصم عـروتهـا. “أن هذا السر لعظيم جداً وأنا أقول هذا بالنسبة للمسيح والكنيسة، (أفـسس 5: 32) يقول الرسول بولس عن الوحدة الروحية بين المسيح والمسيحيين الذين هـم أعـضاء حقيقيـون فـي الكنيسة. سر الشكر نور للذين يملكون قلوباً نقية ونفحة تعطي التقديس وقوة تشدد إرادة أولئـك الـذين يحتاجون إلى التقديس. لا يوجد غير هذا النبع أمام أولئك الذين يصارعون ويكافحون ضـد الخطيئـة ليستقوا القوة المقدسة” دم المسيح ابن االله لينقيكم من كل خطيئة” يقول يوحنا الإنجيلـي (1يـو 1: 7) الذي تمتع بمحبة يسوع الخاصة. المسيح هو الوحيد الذي غلب الشر لذلك يشكل جسده الطاهر الـذي مات على الصليب راية غلبة ضد الشر وعوناً قوياً للمجاهدين ضد الأهواء الخاطئة.

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
PDF
☦︎

معلومات حول الصفحة

عناوين المقال

محتويات القسم

وسوم الصفحة

الأكثر قراءة

انتقل إلى أعلى