☦︎
☦︎

إن الأسرار المقدسة تهب الحياة في المسيح. لقد بحثت هذه الحقيقة آنفاً بحثاً مشدداً. سنبحث الآن كيف يقود كل سر إلى هذه الحياة. فالحياة في المسيح هي وحدتنا به. بأية طريقة توحد الأسرار المؤمنين بالمسيح؟ هذا السؤال يحتاج إلى جواب.

لكي نتحد بالمسيح علينا أن نتألم الألم الذي قاساه. ذاك اخذ دماً وجسداً خاليين من كل خطيئة وألّه الطبيعة البشرية التي لبسها بما انه اله. مات كإنسان وقام من القبر كاله قادر على كل شيء. فمن أراد أن يتحد به عليه أن يتناول جسده وان يشترك في طبيعته الإلهية وموته وقيامته. لذلك نعتمد لنصير شركاء في موت المسيح وقيامته. وبعد المعمودية المقدسة نأخذ المسحة المقدسة لنصير مشاركين في طبيعته الإلهية المقدسة، ونأكل بعد ذلك جسده ونشرب دمه في الكأس المقدسة لنصير شركاء في الجسد الذي اتخذه عندما صار إنساناً وهكذا نتحد بمن تجسد من اجلنا وألّه الطبيعة البشرية ومات وقام.

لماذا لا نتبع الطريق الذي سلكه المسيح بل نبتدئ من حيث انتهى وننتهي من حيث ابتدأ؟ لان المسيح نزل إلى الأرض ليصعدنا إلى السماء، فنزوله صار صعوداً لنا. نزل السلم من السماء إلى الأرض وصارت الدرجة الأخيرة من السلم نقطة بداية لصعودنا نحو السماء. لم يـكـن بالإمكان غيـر ما كان لأن المعمودية ولادة والمسحة المقدسة فعل وحركة بالنسبة لنا. أما خبز الحياة وكأس الشكر”فشراب ومأكل حقيقيان” (يوحنا 6: 56).

لا يمكن أن يتحرك الإنسان ولا أن يموت قبل أن يولد: فالمعمودية تصالح الإنسان مع االله، والمسحة تعطي مواهب الروح القدس، وسر الشكر يجعل المؤمن يتناول جسد المسيح ودمه، ومن الصعب أن يقف المرء قبل المصالحة حيث يحق لأصدقاء االله أن يقفوا وأن يستأهل المواهب التي تعطي للأصدقاء وأن يتناول صاحب الضمير الشرير جسد المسيح ودمه. لذلك نعتمد أولاً ثم نُمسح لنصبح أنقياء من كل خطيئة، يملؤنا أريج الروح ثم نتقدم إلى المائدة السرية لنتناول الشركة المقدسة.

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
PDF
☦︎

معلومات حول الصفحة

عناوين المقال

محتويات القسم

وسوم الصفحة

الأكثر قراءة

انتقل إلى أعلى