يوحنا اللاهوتي الرسول والإنجيلي الحبيب

القديس يوحنا الإنجيلي

القديس يوحنا الإنجيليمن بيت صيدا الجليل. انه مع أخيه يعقوب ابن زبدى، وأحد الاثني عشر ولقبه ابن الرعد. الأخوان رآهما السيد “مع أبيهما زبدى يُصلحان شباكهما فدعاهما فتركاالقديس يوحنا الإنجيلي السفينة وأباهما من ذلك الحين وتبعاه”(متى 4    :12). كان هذا في الجليل على ضفاف بحيرة طبرية. هو وأخوه قالا مرة ليسوع: “امنحنا ان يجلس أحدنا عن يمينك والآخر عن شمالك في مجدك” (مرقس 10    :37) فوبخهما السيد لأن هذا كان مطلب مجد دنيوي.

وقد أدخله الرب مع بطرس ويعقوب الى دار رئيس المجمع التي كانت قد ماتت ابنته فأقامها يسوع (مرقس 5 :35-43). هؤلاء الثلاثة اصطحبهم السيد الى جبل التجلي. وهو صاحب الإنجيل الرابع حيث يسمي نفسه “التلميذ الحبيب”. نراه عند الصليب مع والدة الإله ولها يقول المخلص عنه: “هذا ابنك”، ثم قال للتلميذ: “هذه امك” وعهد اليه يسوع حماية امه. ولهذا نرى المصلوب عند أعلى الإيقونسطاس محاطا بهما. ثم نراه يذهب الى القبر مع بطرس ويسبقه الى القبر ولكنه يدع بطرس يدخل اولا. وعنه يقول الرب لبطرس: “لو شئت ان يبقى الى ان آتي، فما لك وذلك؟ اما انت فاتبعني. فشاع بين الإخوة هذا القول: ان ذلك التلميذ لن يموت” (يوحنا  21  :24).

وبعد ان انتشر التلاميذ في العالم ذهب الى آسيا الصغرى (تركيا الحالية) ومات هناك بعد ان كتب فيها إنجيله في أواخر القرن الأول في مدينة أفسس. ولكن قبل ذلك في الاضطهاد الثاني على عهد الامبراطور دومتيانوس سيق الى روما ووُضع في قدر مملوء زيتا يغلي ونجا منه سالما فنفي الى جزيرة بطمس في اليونان وهو يؤكد ذلك في سفر الرؤيا الذي كتبه فيها. ويقوم في الجزيرة حتى اليوم دير باسمه. ثم عاد إلى أفسس حيث رقد.

يقول القديس إيرناوس الذي كان اسقف ليون في فرنسا في القرن الثاني: “ثم يوحنا، تلميذ الرب، الذي اتكأ على صدره، فقد أصدر هو ايضا إنجيلا في اثناء إقامته في أفسس” (الرد على الهراطقة 3 ،1). وولد إيرناوس في أزمير حول السنة ال 115 وقد عرف صبيا اسقفها القديس بوليكاربوس الذي كان قد استلم تراثه من يوحنا الإنجيلي.

ويشرح العلاّمة اوريجانيس الإسكندري ان الإنجيليين الثلاثة كتبوا عن أحداث حياة المسيح مؤكدين انسانيته وان يوحنا أكّد لاهوت الرب ولذلك استهل انجيله بهذا: “في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وإلها كان الكلمة”. هو الذي علّم بوضوح ان للمسيح وجودا سابقا لظهوره في الجسد وأصرّ على ان تجلّي الله (او مجده) لا يتم في العالم الا من خلال حياة يسوع وموته وقيامته. في إنجيل يوحنا نقرأ هذه الكلمة المذهلة: “انا الطريق والحق والحياة” (14 :6). اي انسان يجرؤ على هذا الكلام؟ انه الوحيد الذي استطاع ان يقول: “من رآني فقد رأى الاب” (يوحنا 14 :8). وأقوال كثيرة على هذه القوة أوضحت بصراحة ان المسيح يوحّد نفسه مع الله.

ومما يُروى عنه في شيخوخته قول المسيحيين له: لماذا تقول دائما: “احبوا بعضكم بعضا”؟ وكان يجيبهم: “هذا ما تعلمته من المخلص”.

تُعيد له الكنيسة في 8 أيار (الحج إلى قبره) ولانتقاله في 26 أيلول.

طروبارية باللحن الثاني
أيها الرسول المتكلم باللاهوت، حبيب المسيح الإله، أسرع وأنقذ شعباً عادم الحجة، لأن الذي تنازل أن تتكئ على صدره يقبلك متوسلاً، فإليه ابتهل أن يبدد سحابة الأمم المعاندة، طالباً لنا السلامة والرحمة العظمى.

قنداق باللحن الثاني
عظائمك أيها البتول مَن يصفها، لأنك تفيض عجائب وتنبع أشفية وتتشفع من أجل نفوسنا، بما أنك متكلم باللاهوت وصفيّ المسيح.

arArabic
انتقل إلى أعلى