هو بطريرك موسكو وكل روسيا بين العامين 1917 و1925. منصب البطريرك كان قد علقه القيصر بطرس الأكبر في القرن الثامن عشر. فلما اندلعت الثورة الشيوعية سنة 1917 التأم المجمع الكنسي الروسي وألغى التدابير الذي كان بطرس قد فرضها ثم اختار تيخون بطريركاً.
ولد تيخون عام 1865 في مدينة صغيرة من مقاطعة بسكوف. بعد الدراسة اللاهوتية صار راهباً وكاهناً وعُيّن مديراً لإكليريكية خولم في بولونيا. لطافته وتقواه وتواضعه جذبت اليه العديدين حتى من غير الارثوذكس الذين أعادهم الى حضن الكنيسة.
رُسم أسقفاً وهو في الثانية والثلاثين من العمر. أُوفد الى اميركا الشمالية حيث باشر عملا رسوليا واسع النطاق وأسس ما يزيد على الخمسين رعية وديراً وإكليريكية، كما بنى كاتدرائية للقديس نيقولاوس في مدينة نيويورك.
استدعي الى روسيا سنة 1907 واصبح مطراناً على مدينة ياروسلاف فأحبه الشعب لرفقه الأبوي. فلما اندلعت شرارة الحرب العالمية الاولى نشط لإغاثة المنكوبين. واذ بدأت الثورة الشيوعية وأخذت الفوضى تعمّ وارتكبت المجازر وساد الخراب اهتم تيخون بحثّ الشعب على التوبة. من أقواله: “لقد أفسدت الخطيئة أرضنا، واشعلت في كل مكان مصابيح الأهواء والكراهية والخبث. الارض تستقي من الدم البريء المهراق بأيدي الإخوة… الخطيئة الجسيمة من دون توبة أصعدت الشيطان من الهاوية وها هو يحرك التجديف على السيد الرب الإله ويتسبب في اضطهاد كنيسة المسيح…”.
استمر تيخون في خضم الفوضى العارمة والمذابح والانتقامات يدعو الى سيرة كسيرة الشهداء. في كانون الثاني من العام 1918 حرم رجال الثورة بسبب الفظائع التي ارتكبوها. لم يشأ البتة ان يتدخل في شؤون السياسة. اهتمامه كان إيمانيا. جرت عدة محاولات لاغتياله. رغم كل شيء لازم الدعوة الى العفو والمصالحة.
في العام 1921 أنشأت جماعة منحرفة ما عرف بـ “الكنيسة الحية”. هذه أخذت تهدد، مدعومة من الشيوعيين، بتقويض دعائم الكنيسة والتراث الارثوذكسي. وفي ايار من العام 1922 عمدت هذه الجماعة الى الإطاحة بتيخون فجرى حبسه حتى حزيران 1923. بقي صامداً وأطلق حرماً في حق هذه الجماعة والذين يشتركون في صلواتهم.
الى هذه المحن أُضيفت، سنة 1922، محنة جديدة لما ضربت المجاعة الملايين من الروس. عمل تيخون على تنظيم المساعدات ما أمكنه حتى باع بعض ممتلكات البطريركية.
في العام 1924 جرت محاولة اخرى لاغتياله ومورست عليه كافة الضغوط التي استنفدت قواه الجسدية. أُدخل المستشفى في كانون الثاني 1925 ورقد بالرب رقود المعترفين في عيد البشارة من تلك السنة بعد ان تنبأ بأن الليل “سيكون طويلا ومظلماً…”.
جرى اعلان قداسته في سنة 1989، تُعيد له الكنيسة في 7 نيسان.