كبريانوس الشهيد في الكهنة والشهيدة يوستينا البتول

كبريانوس القديس الشهيد و يوستينا الشهيدة و القديسة البتول

كبريانوس القديس الشهيد و يوستينا الشهيدة و القديسة البتولالقديس كبريانوس، كان بالأصل وثني من مدينة أنطاكية التي على تخوم بلاد كيلوسورية وبلاد العرب. تتلمذ من سن السابعة في أفضل المراكز الوثنية، في اليونان، مصر وبابل، حتى أصبح أحد أهم كهنة الأوثان وأكثرهم سحراً على جبل أوليمبوس. ثم عاد إلى أنطاكية وراح يتباهي ويُدهش الناس بسحره وقدرته على استدعاء الأرواح النجسة.

أما القديسة يوسيتنا، فهي من مدينة دمشق لوالدين وثينين أيضاً. وقد شاء الرب أن ذهب الشماس برائليوس إلى أنطاكية ليعظ الوثنيين عن السيد المسيح وكانت يوستينا ،من أجمل نساء أنطاكية، فبعد أن سمعت هذه العظة تحرك قلبها وأمنت بالرب يسوع المسيح. وقد استطاعت لاحقاً أن تُبشر والدها وتجعلهما يؤمنان.

وقد نذرت بتوليتها يوستينا، وكانت لا تخرج من بيتها إلا للصلاة في الكنيسة وفي يوم من الأيام رائها أغلاديوس فأحبها ورغب أن يتزوجها. فذهب ليطلبها من والدها لكنها رفضت. فغضب أغلاديوس وحاول إقناعها مرة بالوعد ومرة بالتهديد، لكن كل محاولات أغلاديوس بائت بالفشل.

بعد كل هذه المحاولات فكر أغلاديوس أن يذهب للسحرة فعرف أن في أنطاكية ساحر من الدرجة الأولى يدعى كبريانوس فذهب إليه دون تردد لعله يسحر يوستينا القديسة فتحبه. فأخبر أغلاديوس الساحر قصته فقال له الساحر كبريانوس: “هذه الفتاه ستكون لك”.

فبدأ كبريانوس بأعمال الشر وطلب من الشياطين أن تحضر له القديسة يوستينا لكن عبس فهل تجرأ الشياطين أن تقترب من القديسين؟ لم يتمكن أي شيطان من الاقتراب للقديسة لأنهم كل ما حاولوا الاقتراب وجودها تصلي وترسم إشارة الصليب. فغضب كبريانوس لأنها ستكون بصمة عار عليه وهو الساحر الأشهر في أنطاكية. كيف لم يتمكن من سحر فتاة؟. نعم كبريانوس شعر لأول مرة أن الشيطان ضعيف لدرجة أنه لم يجرأ أن يقترب من فتاة. فحذرهم قائلاً :”إن لم تقدروا على تلك الفتاه فإنني سوف أترككم وأعبد إله تلك الفتاه لأنه يبدو أنه إله قوى”.

فقرر الشيطان الخادع أن يخدع كبريانوس فهل هذا شيء جديد على الشياطين؟ لا لذلك قرر الشيطان أن يظهر بشكل يوستينا القديسة ويخدع كبريانوس. فذهب الشيطان لكبريانوس بشكل يوستينا فعندما راءها كبريانوس قال : “مرحباً بسيدة النساء يوستينا” فلما سمع الشيطان أسم يوستينا فاحت منه رائحة كريهة، فسقط كبريانوس سقوط العظماء وعلم أن الشيطان قد فشل وأن هذه حيل الشيطان وأن الشيطان أضعف من أن يسحر فتاة.

بعد أن أكتشف كبريانوس أن ما تعلمه من سحر وأن الشيطان ضعيف أصبح مسيحياً وأحرق كتبه وتعمد في أنطاكية فلبس لبس الرهبان وبعد ذلك أصبح شماساً فقساً ولما تقدم في الفضيلة وفى علوم المسيحية أصبح أسقفاً على قرطاجنة.

باعت كل ما تملك وتصدقت بها على المساكين، وودعت والديها وذهبت إلي أحد الأديرة لتحيا حياة الرهبنة.عندما أصبح كبريانوس أسقف قرطاجنة فكان يجب عليه أن يعين رئيساً لدير الراهبات. فلم يوجد افضل من يوستينا القديس أن تصبح رئيسة على دير للراهبات هناك.

لقد ذهب اثناء هذا الاضطهاد كبريانوس الاسقف ويوستينا الراهبة لانهم قالا: “نحن مسيحيان نؤمن بالرب يسوع إلهاً ولا نعرف آلهة غيره” فأمر الإمبراطور بنفي كبريانوس وسجن يوستينا ولكنه في أثناء النفي بقي يتابع أخبار رعيته مثل الراعي الذي لا ينام حتى يتطمئن على رعيته. وبعد عام احضرهم الوالي فعلم أنه لو جعل منهما سيتحول معظم المسيحين إلى وثنيين فقرر تعذيبهم حتى يصبحا وثنيين فوضعهما بالشمع المغلي ولكنهما لم يصابا بأي أذية، فكانت هذه الحادثة سبب إيمان الكثير من الوثنين بالمسيحية فخاف الوالي أن تصبح المدينة كلها مسيحية، فقطع رأسيهما بحد السيف ونالا إكليل الشهادة وذلك في  سنة 304م

تحتفل كنيستنا بتذكارهما في اليوم الثاني من شهر تشرين أول شرقي (15 تشرين الأول) من كل عام.

ملاحظة: يحصل عن البعض اختلاط بين القديس كبريانوس الأنطاكي والقديس كبريانوس أسقف قرطاجة الذي نُعيد له في 31 آب.

طروبارية باللحن الرابع
صرت مشابهاً للرسل في أحوالهم وخليفةً في كراسيهم. فوجدت بالعمل المرقاة إلى الثاوريا، أيها اللاهج بالله. لأجل ذلك تتبعت كلمة الحق باستقامة وجاهدت عن الإيمان جتى الدم أيها الشهيد في الكهنة كبريانوس. فتشفع إلى المسيح الإله أن يخلص نفوسنا.

قنداق باللحن الأول
لقد انعطفت من صناعة السحر إلى المعرفة الإلهية أيها المتأله العزم. وظهرت للعالم طبيباً كلي الحكمة مانحاً الأشفية للذين يكرمونك ياكبريانوس، فتشفع إلى المسيح الإله مع يوسيتنا إلى السيد المحب البشر، أن يخلص عبيدك.

arArabic
انتقل إلى أعلى