مرقس الانجيلي الرسول

القديس مرقس الانجيلي البشير

القديس مرقس الانجيلي البشيرهو شاب رافق الرسل. كان ابن عم برنابا  رفيق بولس الرسول كما نعلم من رسالته الى اهل كولوسي (4 :10) التي كتبها من السجن في رومية اذ يقول “يسلم عليكم مرقس ابن عم برنابا”.كان يعيش مع امه في اورشليم كما نعلم من اعمال الرسل (12 :12) لما أُنقذ بطرس من السجن “..فكر قليلا  وذهب الى بيت مريم ام يوحنا الملقب بمرقس”. وقد يكون هو الشاب الذي تبع يسوع  لما اعتقله الجند فأمسكوه (اي مرقس)  فترك عباءته وهرب عريانا. الانجيلي مرقس وحده يذكر هذه الحادثة (14 :51-52).

رافق مرقس الرسل في البشارة ” وكان كلام الله ينتشر ويثمر. ورجع برنابا وشاول الى انطاكية بعدما اتما عملهما يرافقهما يوحنا الملقب بمرقس (اعمال الرسل 12 : 24 – 25). “ولما وصلا الى سلاميس (قبرص) بشرا بكلام الله في مجامع اليهود، وكان يعاونهما يوحنا” (اعمال 13 : 5). وبعد ان أبحر بولس ورفيقاه من بافوس (قبرص) الى برجة في بمفيلية (آسيا الصغرى) فارقهما يوحنا مرقس ورجع الى اورشليم (اعمال 13 : 13). ثم بعد مضي بعض الوقت وقع خلاف بين بولس وبرنابا بسبب مرقس اذ اراد برنابا ان يرافقهما يوحنا مرقس ابن عمه في جولة تفقدية على المدن التي بشراها ورفض بولس لان مرقس فارقهما في برجة. ووصل الخلاف الى افتراق برنابا وبولس “فأخذ برنابا مرقس وسافر في البحر الى قبرص” (اعمال 15 : 39).

ثم نجده بعد سنوات في رومية يخدم بولس في سجنه كما ورد في كولوسي والرسالة الى فيلمون 42 “يسلم عليك مرقس”، ورسالة بولس الثانية الى تيموثاوس (4 : 11): “تعال الي سريعا … خذ مرقس وجىء به لأنه يفيدني كثيرا في خدمة الرب”. ثم نجده مرافقا لبطرس الرسول “يسلم عليكم مرقس ابني” (رسالة بطرس الاولى  الجامعة 5 : 13).

اتكل مرقس على شهادة الرسول بطرس في كتابة الانجيل الثاني “مدوِّنا تجسد المسيح بالهام من الله وناطقا جليا باقوال الحياة الابدية” كما نرتل في صلاة الغروب لعيده. وصار” كاتبا لعقائد المسيح الالهية فأنار الارض بأسرها كارزا بتجسده وبآلامه الالهية وبقيامته الشريفة وبصعوده الى الآب ومجتذبا الأمم الى معرفة الحق” (صلاة السحر). وبعد رقاد الرسولين بطرس وبولس  طاف مرقس المسكونة مبشرا بالمسيح حتى وصل الى مصر فبشرها وصار اول اسقف على الاسكندرية ورقد فيها كما يقول التراث

وفي جولاته البشارية توقف في مدينة بيبلوس اي جبيل وبشر بالمسيح واسس الكنيسة فيها لذلك يكون راعي هذه الابرشية خليفة لمرقس.

أقدم ما يخبر عن رقاد القديس الرسول مرقص، هو من القديس الشهيد دوروثاوس الصوري (+361م)، يُفيد بأنه قضىَ شهيداً في الإسكندرية. قال: “إن مرقص البشير، أول أسقف على الإسكندرية، كرز بإنجيل الرب في الإسكندرية وكل ضواحيها من مصر إلى المدن الخمس. ثمَّ على عهد ترايانوس جَعَلَ عبدَةُ الأوثان في عنقه حبلاً غليظاً وجرَّروه من الموضع المسمَّى أماكن فوكولوس إلى الموضع المسمَّى أماكن أنجيلُن، أي الملائكة. هناك أحرقوه بالنار خلال شهر فرموتيلس، الموافق شهر نيسان، فدفن في أماكن فوكولوس”. أيضاً يؤكد بلاديوس (+425) وجود جسد القديس مرقص في فوكولوس، حيثُ ذكر في تاريخ رهابين مصر أن كاهناً قديساً أسمهُ فيلوروموس، جاء حاجاً من غلاطية وزار قبر القديس في الموضع عينه في أواخر القرن الرابع ميلادي.

يُرمز لإنجيل القديس مرقص بالأسد المجنَّح، لأنه تكلّم عن الرفعة الملكية للمسيح، ولأن مستهل القول فيه هو عن يوحنا المعمدان صوت صارخٍ في البريَّة.

تعيد له الكنيسة في 25  نيسان.

طروبارية باللحن الثالث
أيها الرسول القديس البشير مرقس، تشفع إلى الإله الرحيم، أن يُنعمَ بغفران الزلات لنفوسنا.

قنداق باللحن الثاني
لقد نلتَ من العلى نعمة الروح، فنقضت مشكلات الخطباء واصطدت الأمم جمعاء أيها الرسول وقدمتهم لسيد الكل، لما كرزتَ بالإنجيل الإلهي، أيها المغبوط مرقس الدائِم الذكر.

arArabic
انتقل إلى أعلى