Фејсбук
Твиттер
Телеграм
ВхатсАпп
ПДФ
Емаил

كنيسة المسيح ليست مؤسسة، إنها حياة جديدة مع المسيح وبالمسيح، يرشدها الروح القدس. إن نور قيامة المسيح يشع على الكنيسة، ويملأها فرح هذه القيامة، فرح الظفر على الموت. السيد الناهض يحيا معنا، وحياتنا في الكنيسة هي حياة سرية بالمسيح. وإنما يحمل “المسيحيون” إسمهم هذا لأنهم للمسيح: هم يحيون في المسيح والمسيح يحيا فيهم. وما التجسد فكرة أو نظرية، إنه، قبل كل شيء، حدث وقع مرة في التاريخ، ولكنه يحوي كل ما في الأزلية من قدرة واستمرار. وهذا التجسد الدائم، وبصفته اتحاداً كاملاً لا يقبل الاغلال، رغم عدم اختلاط الطبيعتين -الطبيعة الإلهية والطبيعة البشرية- هذا التجسد، يشكل الكنيسة. فالكنيسة هي جسد المسيح لكونها وحدة حياة معه. ونعبر عن نفس الفكرة، عندما نطلق على الكنيسة إسم خطيبة المسيح أو عروس الكلمة: فالعلاقات بين الخطيبين أو العروسين، إن اعتبرناها في ملئها السابق الأزل، تقوم على وحدة حياة كاملة، لا تنفي حقيقة اختلافهما؛ إنها اتحاد اثنين في واحد، اتحاد لا تحله الثنائية ولا تستغرقه الوحدة. والكنيسة، لكونها جسد المسيح، ليست المسيح، الاله – الإنسان، لأنها ليست سوى ناسوته، إلا انها الحياة مع المسيح وبالمسيح، وحياة المسيح فينا: “ليس من يحيا أنا، بل المسيح يحيا فيّ” (غلاطية 2: 20). لكن المسيح، ليس شخصاً إلهياً وحسب، إنه “أحد الأقانيم” في الثالوث الأقدس، وحياته مشتركة في جوهر الآب والروح القدس. لذا، كانت الكنيسة كحياة بالمسيح، حياة بالثالوث الأقدس أيضاً. جسد المسيح يحيا بالمسيح، وهو، لهذا السبب، يحيا بالثالوث الأقدس. إن المسيح هو الابن وبه نتعلم معرفة الآب، ونصبح متبنين. تبنانا الله الذي نهتف نحوه : “أبانا”.

إن محبة الله، محبة الآب للابن، والابن للآب، ليست مجرد صفة أو صلة: إنها، نفسها، تتمتع بحياة شخصية، إنها أقنومية أي ذات عمل منفرد بذاتها مستقل. محبة الله هي الروح القدس، الذي ينبثق من الآب للابن وليحل عليه. فلا وجود للابن، بالنسبة للآب إلا في الروح القدس الحال عليه. وكذلك، يظهر الآب محبته للابن، بالروح القدس، وهو وحدة حياة الآب والابن. هذا هو مكان الروح القدس من الثالوث الأقدس (1).

والكنيسة، بصفتها جسد المسيح الذي يحيا بحياة المسيح، هي لهذا عينه، الميدان الذي يعمل فيه الروح القدس والمكان الذي يوجد فيه. ولنقل أكثر من هذا: الكنيسة هي الحياة بواسطة الروح القدس. ولذا نستطيع تعريف الكنيسة حياة مباركة في الروح القدس ونقول أيضاً، في بعض الأحيان، انها الروح القدس حياً في الإنسان. وان هذه العقيدة يظهرها التاريخ كذلك: فالكنيسة هي نتاج تجسد المسيح بل هي هذا التجسد: فالإله يتبنى الطبيعة البشرية، والطبيعة البشرية تتمثل الحياة الالهية. الكنيسة هي تأليه (Theosis) الطبيعة البشرية، تأليهاً حاصلاً كنتيجة لاتحاد الطبيعتين في المسيح. لكن عمل دخول روح الكنيسة إلى العالم، لم يتم بمجرد التجسد، ولا بالقيامة وحدها. “إنه من الأفضل لكم أن أنطلق (إلى أبي)” (يوحنا 16: 7). إن هذا الفعل يفرض إرسال الروح القدس، والعنصرة، التي كانت تحقيق الكنيسة. إن الروح القدس، نزل إلى العالم، بشكل ألسنة نارية، وحلّ على الرسل. ووحدة هؤلاء، وحدة الأثني عشر، وبقيت تلك الألسن النارية في العالم، وهي تشكل كنز مواهب الروح القدس الكائنة في الكنيسة، كان الرسل، في الكنيسة الأولى، ينقلون مواهب الروح بعد المعمودية، بصورة ظاهرة للجميع: وما يقابل هذا، الآن هو : “ختم موهبة الروح القدس” الممنوح في سر الميرون.

الكنيسة إذن هي جسد المسيح، وبالكنيسة نساهم بحياة الثالوث الأقدس الإلهية. هي الحياة في المسيح، تلك الحياة التي لاتنفك متحدة بالثالوث الأقدس اتحاداً لا يقبل انفصلاً، وهي الحياة في الروح القدس الذي به نصبح أبناء للآب، وهو الذي يهتف في نفوسنا: “يا أبتاه”، وهو يظهر لنا ذلك المسيح الحي فينا. ومن أجل هذا، وجب علينا، قبل أن ندرس تعريف فكرة الكنيسة، وظهورها في التاريخ، أن نفهم الكنيسة كاحدى “المعطيات” الإلهية، تقوم بنفسها، مماثلة نفسها، وكتعبير عن إرادة الله تتحقق في العالم.

إن الكنيسة موجودة وهي “معطاة”. إذا فهمنا هذا التعبير من وجهة نظر معينة، بصورة مستقلة عن تشكلها التاريخي، هي تتشكل، لأنها كانت غاية إلهية، فوق البشر. وهي موجودة فينا، لا كمؤسسة أو مجتمع، بل خاصة “كبديهية روحية” (evidence spirituelle) كاختيار خاص، كحياة.

وتبشير المسيحية البدائية، زف أخبار سار وظافر بهذه الحياة الجديدة. والحياة، لا يُستطاع تعريفها، غير اننا نستطيع أن نصفها، وأن نحياها. فلا يمكن أن يوجد “تعريف” مرض وتام للكنيسة. “تعال وأنظر”: فلا يتصور المرء فكرة الكنيسة إلا بالاختبار، وبالنعمة، مساهماً في حياتها. ولهذا السبب ينبغي، قبل أن نعرّف الكنيسة تعريفاً خارجياً أن نتصورها في جوهرها الصوفي أساساً لكل هذه التعاريف: وإن لم نعتبر الكنيسة إلا في صيرورتها التاريخية، وإن تصورناها كجماعة دنيوية وحسب، فلن ندرك طبيعتها الأصيلة، ألا وهي تعبير الأزلي في الزمني، وتبدّي غير المخلوق في المخلوق.

وجوهر الكنيسة هو الحياة الالهية، الظاهرة في حياة المخلوقات، إنها تأليه الخليقة بقوة التجسد والعنصرة. وهذه الحياة حقيقة عليا، إنها واضحة أكيدة لكل الذين يساهمون بها، لكنها حياة روحية مختفية في “الإنسان السري”، في “مخدع” قلبه الداخلي: وهي، بهذا المعنى، سر مقدس. وهي فوق الطبيعة، أو بعبارة أخرى: وُجدت قبل أن يكون العالم غير انها قابلة التلاؤم مع حياة هذا العالم. وتستوي هاتان الخاصتان بطبعها بطابعهما الخاص. فان اعتبرنا خاصتها الأولى (كون هذه الحياة فوق الطبيعة) قلنا أن الكنيسة “خفيَّة”، بخلاف كل ما هو “مرئي” في العالم وما يقع تحت الحواس بين أشياء هذا الكون. ويمكن القول أنها لا توجد في هذا العالم. ونحن، إذا ما سلكنا طريق الاختبار بالمعنى الذي يفهمه كانت (Kant) لن نقع على “حادثة” تقابل الكنيسة، مما يجعل فرضية الكنيسة زائدة عن علم الكون التجريبي بمقدار ما هي زائدة فرضية الله في نظام نشوء الكون (Cosmogonie) للعالم “لابلاس”. فيكون من الصواب، إذن، على الأقل، كلامنا عن اللامرئي في الكنيسة، الَّم يكن غير صائب كلامنا عن كنيسة لا منظورة.

غير أن هذا “اللامنظور” ليس مجهولاً، فان الإنسان يملك، غير حواسه “عيوناً روحية” بواسطتها يرى، ويتصور، ويعرف. هذا العضو هو الإيمان، وهو، حسب كلام الرسول “برهان لأشياء لا نراها” (عبر 2: 1). والإيمان يرفعنا، على أجنحته، إلى العالم الروحي، ويجعلنا مواطنين في العالم السماوي. إن حياة الكنيسة هي حياة الإيمان الذي به تصبح أشياء هذا العالم شفّافة. وبطبيعة الحال تستطيع هذه الأعين الروحية أن ترى الكنيسة “غير المنظورة”. ولو كانت الكنيسة غير منظورة حقيقة، أو غير مستطاع إدراكها البتة، لكان معنى هذا أن : لا وجود للكنيسة. فالكنيسة لا يمكن أن تكتفي بالوجود بذاتها منفصلة عن الناس. هي لا تدخل تماماً في نطاق التجربة الإنسانية. فحياة الكنيسة، حياة إلهية غير قابلة النضب. إلا أن شيئاً من كيفية هذه الحياة، ونوعاً من اختبار الحياة في الكنيسة تعطى لم يقترب منها، وبهذا المعنى كل ما في الكنيسة غير منظور وسري، كل شيء بها يخرج عن حدود العالم المرئي لكن كل ما لا نراه قد يصير قابل الرؤية. وقضية رؤية غير المنظور هي الشرط الضروري لوجود الكنيسة.

ووجود الكنيسة ذاته موضوع إيمان، فهي إنما تُعرف بالإيمان: “أؤمن بكنيسة واحدة مقدسة جامعة رسولية”. والمرء يدرك الكنيسة بالإيمان لا ككيفية أو كاختبار وحسب، بل يدركها كمياً أيضاً، وذلك بصفتها وحدة الجميع، لكونها حياة واحدة وتامة و “كجماعية” (Sobornost) على مثال اتحاد الأقانيم الإلهية الثلاثة. الأمر الوحيد الذي يصل إليه نظرنا هو تجزؤاً لا متناهياً. فنحن نرى كل فرد يعيش حياة أنانية منعزلة. وان أبناء آدم الواحد، لا يرون وحدتهم، ولا يفطنون لها، رغم أنها كائنات اجتماعية، رغم أنهم متعلقون بإخوتهم. لكن هذه الوحدة تتجلى في المحبة وبواسطة المحبة، وهي كائنة بفضل المساهمة في حياة الكنيسة الإلهية الواحدة. “لنحب بعضنا بعضاً لكي، بعزم متفق، نعترف مقرين…”، هذا ما تنادي به الكنيسة أثناء خدمة القداس الإلهي. ووحدة الكنيسة هذه، تظهر لأعين المحبة لا كاتحاد خارجي -على شاكلة الاتحادات التي تصادفها في كل مجتمع إنساني- وإنما كمبدأ الحياة الأول السري.

الإنسانية هي واحدة بالمسيح، والناس عناقيد كرمة واحدة، وأعضاء في جسم واحد. وتتسع حياة كل إنسان بصورة لا متناهية، لتصبح حياة الآخرين: شركة القديسين. وكل إنسان في الكنيسة يحيا بحياة البشرية قاطبة وقد غدت كنيسة. كل إنسان هو الإنسانية: (Homo sum et nihil humani me alienum esse puto) “إنسان أنا وليس من شيء إنساني بغريب عني”. غير أن الكنيسة الجامعة غير محصورة في الجنس البشري. فجمع الملائكة يكون كذلك جزءاً منها. ووجود عالم الملائكة نفسه لا يتوصل إليه الجنس البشري، فلا يمكن إثباته إلاَّ بالاختبار الروحي، ولا يستطاع إدراكه إلا بأعين الإيمان. واتحادنا في الكنيسة، بواسطة أبن الله يتعاظم، لمقدار ما أعاد به جميع الأشياء الأرضية إلى الأشياء السماوية، وما هدم جدار الفصل بين عالم الملائكة ودنيا البشر. إن الخليقة أجمع، الطبيعة كلها، تتصل بالجنس البشري وبرهط أجمع، الطبيعة كلها، تتصل بالجنس البشري وبرهط الملائكة. أنيطت بالمالائكة يحرسونها، وأعطيت للإنسان حتى يسود عليها. هي تشارك الإنسان مصيره: “الخليقة تئن وتتنهد حتى الآن… كأنها تعمل… متوقعة التبني، فداء أجسادنا” (رو 8: 22- 23) ومنتظرة تجليها كخليقة جديدة” تجلياً يحدث في نفس آن قيامتنا. إن الإنسان يصبح كائناً “كونياً”. فحياته بالله توحده بحياة الخليقة كلها بواسطة روابط المحبة الكونية. تلك هي حدود الكنيسة. وهذه الكنيسة، التي لا توحد الأحياء وحسب بل تتعداهم إلى الأموات وطغمات الملائكة وكل الخليقة، هذه الكنيسة، غير منظورة ولكنها ليست مجهولة. وحياة الكنيسة سابقة لخلق العالم والإنسان، إنها تتناهى في الأزلية.

يمكن القول أن الكنيسة كانت، قبل بدء الأجيال، غاية الخليقة وأساسها. وهي، بهذا المعنى، “خُلقت قبل كل شيء، ومن أجلها صُنع العالم”. إن الرب خلق الإنسان على صورته، الأمر الذي يجعل ممكناً دخول روح الكنيسة الانسان وتجسد الإله: فلا يمكن أن يتخذ الله إلا طبيعة كائن مشاكل له، مالك صورته. إن في وحدة الجنس البشري التامة، توجد، كنواة، وحدة الكنيسة على صورة الثالوث القدوس. ولذا فمن العسير تحديد زمن لم توجد فيه الكنيسة في الإنسانية، بحالة فكر سابقة، على الأقل: فبموجب اعتقاد الآباء وُجدت كنيسة أولية حتى في الفردوس، قبل الخطيئة، حينما كان الرب يتحدث إلى الإنسان وكان بحالة اتصال به. وبعد الخطيئة، وضع الرب أساس ما يسمى كنيسة العهد القديم، تلك الكنيسة التي تعلَّم فيه الإنسان أن يتحد بإله مشتركاً معه. وحتى في أقصى ظلمات الوثنية، حيث كانت النفس البشرية تبحث طبيعياً عن إلهاً وُجدت “كنيسة وثنية عاقراً” كما تسميها بعض التراتيل الكنيسة. ولم تتوصل الكنيسة، طبعاً، إلى ملء كيانها إلاَّ بعد التجسد، وبهذا المعنى نقول: إن الكنيسة أُسست، أسسها السيد يسوع المسيح وتحققت بالعنصرة. بهذه الأحداث يكون أساس الكنيسة المجاهدة، وعليها أن تصبح الكنيسة الظافرة، حيث “يكون الله الكل في الكل” (2).

فلا يستطاع، إذن، تعيين حدود الكنيسة لا في المكان ولا في الزمان ولا في قدرة العمل: إن أعماقها لا يمكن له سبر. لكن هذا لا يجعل الكنيسة لا منظورة، بمعنى أنها لا توجد على الأرض بشكل يدركه الاختبار، أو بمعنى أن وجودها (مُتّعال) كلياً لأن هذا، عملياً، يعادل اللاوجود. كلا فبالرغم من أن كيان الكنيسة السري محجوب عنَّا، فانها يمكن أن تُرى على الأرض، إن اختبارنا يمكن أن يكشف لنا عنها، إن لها حدوداً في المكان وفي الزمان. الحياة اللامنظورة للكنيسة، حياة الإيمان، مرتبطة، ارتباطاً لا ينحل، بأشكال الحياة الأرضية المادية. و “اللامنظور” موجود في المنظور، وهذا يتضمنه، ويشكلان، معاً، رمزاً. إن كلمة “رمز” تدل على شيء يخص هذا العالم، ويرتبط به ارتباطاً وثيقاً، غير ان له مضموناً كان وجوده سابقاً كل الأجيال. إن في هذا وحدة المتعالي (Transcendant) والمتداني (Immanent)، إنه جسر بين السماء والأرض، واتحاد الله والإنسان، والله والخليقة. وحياة الكنيسة رمزية من وجهة النظر هذه، إنها حياة خفية تحتجب تحت سمات مرئية. إن التضاد بين “الكنيسة اللامنظورة” وبين مجتمع بشري منظور، يشكل بغية الكنيسة الداخلية، لكنه غريب عنها. إن التضاد يهدم الرمز، بل يحذف الكنيسة نفسها، بصفتها اتحاد الحياة الإلهية وحياة الخلائق. إن تضاداً كهذا يجعل الكنيسة مجرد “متعالية” وينقلها إلى مضمار المثل (Nouménal)، وبهذا ذاته تتدنى قيمة عالم الحدث (Phénomenal).

تحوي الكنيسة الأرضية فيها، الكنيسة كحياة، لكن هذه الكنيسة الأرضية، ككل حقيقة دنيوية، لها حدود في الزمان والمكان. إنها ليست مجتمعاً وحسب، إنها شيء أوسع بكثير من ذاك المجتمع، لكنها توجد تماماً كمجتمع له ميزاته الخاصة، وله قوانين وحدود. وللكنيسة تاريخ لنا وفينا، أثناء وجودنا الزمني. وككل ما يوجد في العالم، إنها تبقى في التاريخ. وهكذا يظهر وجود الكنيسة الأزلي الثابت الإلهي في حياة هذا القرن كمظهر تاريخي. إن لها إذن، بدءاً في التاريخ. أسس الكنيسة ربنا يسوع المسيح على صخرة اعتراف بطرس المعلن باسم جميع الرسل. وبعد القيامة أرسل التلاميذ يبشرون بالكنيسة التي وُجدت ككنيسة العهد الجديد عند حلول الروح القدس. فعندئذ دوى في فم بطرس النداء الرسولي الأول داعياً إلى الدخول في الكنيسة: “توبوا، وليعتمد كل واحد منكم على أسم يسوع المسيح… وستنالون موهبة الروح القدس” (أعمال 2: 38). “وانضم في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف شخص” (أعمال 2: 41). وبهذا بدأت كنيسة العهد الجديد.

الأب سرج بولغاكوف

هذا المقال هو الفصل الأول من كتاب “الأرثوذكسية” الذي كتبه الأب بولغاكوف سنة 1932. وهو من تعريب أ. ج. عن الترجمة الفرنسية الأولى للكتاب (باريس، ألكان، 1932)، وقد نُشر أولاً في مجلة النور الأعداد 3، 4 و5، سنة 1956.

أما الأب سرج بولغاكوف (3) (1871-1944)، فكان أستاذاً للاقتصاد السياسي في جامعات كييف وموسكو وكان ملحداً. ثم اهتدى إلى الإيمان وسيم كاهناً بعد الثورة الروسية، ثم أُنفي على يد السلطات السوفيتية وأصبح عميداً لمعهد القديس سرجيوس اللاهوتي في باريس. وقد ألّف الأب سرج العديد من الكتب اللاهوتية باللغة الروسية أهمها كتاب “الأرثوذكسية” الذي تُرجم إلى عدة لغات و”في الكلمة المتجسد”، و”المعزي” (تُرجِما إلى الفرنسية)، و”عروس الحمل”، و”النور الذي لا يعروه مساء” إلخ…


(1) راجع: “نظرة على تعليم الكنيسة الكاثوليكية” للأب الدكتور جورج عطية…. (الشبكة)

(2) راجع “الفصل الثالث: كنيسة الله” للمتروبوليت كاليستوس، من كتاب “الكنيسة الأرثوذكسية: إيمان وعقيدة“…. (الشبكة)

(3) نود أن نشير هنا إلى أن الأب سرج بولغاكوف قد تم اتهامه بالهرطقة من قبل “Серафим Соболев, архиепископ софијски“، وقد نال المطران سيرافيم درجة الماجستير في اللاهوت في ما وضعه من رد على ما قال أنه هرطقة الأب سرج. وقد تم إصدار قرار مجمعي من بطريركية موسكو “24 آب 1935، رقم 93″، ومجمع الكنيسة الروسية خارج روسيا، سابقاً، المنعقد مابين 17-30 تشرين الأول من عام 1935. بأن ما يقوله الأب سرج بولغاكوف عن والدة الإله هو هرطقة.

وفي عام 1937 تم عقد مجمع في باريس (9-26 تشرين الثاني) لوضع حد لهذه المسألة. وخَلُصَ هذا المجمع إلى أن ما علمه الأب سرج ليس هرطقة ولكنه رأي لاهوتي خاطئ وبه عيوب خطيرة تحتاج إلى تصحيح. (المرجع Sergius Bulgakov & Sophianism)…. (الشبكة)

Фејсбук
Твиттер
Телеграм
ВхатсАпп
ПДФ
Иди на врх