كان الشهيد ابو العطّار عربياً مسلماً بغدادياً. كان في سن السابعة عشرة عندما التقى بأمير جيورجي هو الدوق نرسيس. هذا قدم الى بغداد بناء لأمر الخليفة ابي جعفر المنصور الذي حبسه في حفرة ثلاث سنوات. فلما تولى الخلافة المهدي (775-785) أمر بإخراجه وأعاد اليه الاعتبار ورده اميراً على شعبه. وقد رافق ابو العطّار الأمير الى بلاده بعدما التحق بحاشيته. تعلّم ابو العطّار اللغة الجيورجية قراءة وكتابة واطّلع على العهدين القديم والجديد وأخذ يدخل الكنيسة بانتظام ويسائل المعلّمين في قضايا الإيمان. وقليلاً قليلاً بات على بيّنة من إيمان الكنيسة المقدّسة وتعليمها، فاقتبل المسيح في قلبه سيداً دون ان يعلن عن ذلك جهراً مخافة ان يتعرّض لملاحقة المسلمين.
القديسون الشهداء ثاون وإيرن وبولس وإبلو
اصدر الامبراطور الروماني مكسيميانوس (286 – 305) مرسوما حظر فيه عبادة المسيح وشدّد على السجود للآلهة، آمرا الولاة بان لا يتورعوا عن استعمال العنف والقتل في حق المخالفين.
وكان في مصر والٍ اسمه انبليلنوس، أذاق المؤمنين فيها عذابا مريرا ونكل بهم. ولكي يبرهن الوالي عن غيرته لأوامر مكسيميانوس، أمر بأن يساق عدد من المؤمنين الى تسالونيكي مقر الامبراطور ليمْثلوا امامه. فلما وصلوا الى هناك كان اكثرهم قد اضناه التعب وما لحق بهم من تعذيب. فأمر مكسيميانوس بقتل المرضى وكان عددهم اثنين وثلاثين رجلا. وإن رجلا مسيحيا اسمه افسافيوس سمع باستشهادهم فأخذ اصدقاء له، في الخفية، ودفنهم. اما الذين أبقي عليهم فكانوا اربعة، وهم ثاون وإيرن وبولس وإبلو.