☦︎
☦︎

إن الداعي لوجود الأسرار هو تحقيق الحياة الروحية وتهيئتها. وبما أن المذبح هو نقطة الانطلاق لكل خدمة مقدسة: سر الشكر الإلهي، المسحة المقدسة، السيامة الكهنوتية أو إتمام المعموديـة فلننظـر إذا كان لتكريس الهيكل علاقة بالأمور التي ذكرناها سابقاً.

في نظري إن بحث هذا الموضوع لا يعد انحرافاً ولا خروجاً. إننا ببحثنا هذا نتعمـق فـي معالجـة الموضوع وخصوصاً والقضية تتعلق بشيء أساسي، تتعلق بتتمة الأسرار المقدسة.

بعد استعراضنا للطقوس التقليدية التي يتمها الأسقف وفحصنا ما الذي يشكله الهيكل سندرس فيما بعـد رمزية وفعل كل احتفال بتفصيل.

يأتزر الأسقف بمئزر أبيض يربطه حول خاصرتيه ويديه ثم يركع أمام االله، لا على الأرض العاديـة بل فوق مسند، ويتضرع مستنزلاً البركات الإلهية والنعم المطلوبة. ثم ينهض ويبتدئ الاحتفال. يرفـع المائدة وينصبها على قاعدة ويثبتها بنفسه لا بالواسطة ثم يغسل المائدة بماء ساخن بعد أن يكـون قـد طلب من االله أن يمنح هذا الماء الفضيلة التي لا تطهر الأوساخ الخارجية فحسب بل تطرد الـشياطين أيضاً. ثم يمسح المائدة بالعطور ساكباً فوقها أجود الخمرة وروح العطر (في نظـري روح الـورد)، وبعدئذ يمسحها بالميرون المقدس بعد أن يرسم فوقها إشارة الصليب ثلاثـاً مـرتلاً الله نـشيد النبـي المعروف هللويا. ثم يغطيها بقماش ابيض ويزينها بأستار ثمينة ويمد غطاء آخر فـوق الغطـاء الأول مدهوناً بالميرون. وهكذا يتم ستر المائدة كلياً وتصبح معدة لاقتبال الأواني المقدسة. بعد أن يفعل ذلـك ينزع الرداء الأبيض ثم يلبس ألبسة رؤساء الكهنة ويتوجه إلى ملحق الكنيسة حيـث توجـد الـذخائر الموضوعة والمعدة لمثل هذا الغرض. يأخذ الذخائر ويضعها فوق الـصينية المخصـصة للقـرابين المقدسة ويرفعها فوق رأسه ويتقدم وسط المشاعل والأناشيد وأمواج البخـور ووسـط حاشـية مـن المؤمنين إلى أمام أبواب الكنيسة. فيقف هناك ويأمر الذين هم في الداخل فتح الأبـواب ليـدخل ملـك المجد. وفي هذه الأثناء يردد المؤمنون والمرتلون الكلمات التي قالهـا داود والتـي رددتهـا ألـسنة الملائكة أثناء صعود المخلص (مزمور 23: 107). فتنفتح الأبواب إلى المائدة يضع الـصينية فـوق المائدة ويرفع غطاءها ويأخذ الذخائر المقدسة ويضعها في علبـة مقدسـة موضـوعة فـوق المائـدة مخصصة لحفظ الذخيرة. ثم يسكب فوقها الميرون ويضعها في المكان المخـصص لهـا. ويجـب أن تكون العلبة على المستوى اللائق بالكنوز الثمينة التي ستوضع فيها. من هذا التاريخ يصبـح المكـان بيتاً للصلاة والمائـدة مخصصة للذبيحة، وتصبح مذبحاً غير مصنوع بيد.

Facebook
Twitter
Телеграма
WhatsApp
PDF
☦︎

информация Относно страницата

Адреси Статията

съдържание Раздел

Тагове Страница

الأكثر قراءة

Превъртете до върха