☦︎
☦︎

إن الحزن الذي يلي الخطيئة، الحزن المليء بالنعم والمواهب الروحية يتأتى من المحبة للمسيح.

لنغوصن في هذه الأفكار التي يملؤها المسيح، وندرسن كثرة رحمته. يجب أن تسود الأفكار التي للرب على مخيلتنا، وأن تسري في نفوسنا وتصبح شغل عقلنا الشاغل. لَنفكرن بالرب ولنتكلم عنه في وسط الجماعة. لنشعر بالفرح عندما يكون الكلام المخلص، ولنحاول أن يكون اهتمامنا محصوراً بالرب لأنه بالدرس المتواصل سيحتل المخلص قلوبنا وسيملك على أرواحنا. لكي تبقى النار ملتهبة يجب أن تبقى على اتصال دائم بالمادة المحرقة، وكذلك نحن لكي نشعر بنار المحبة علينا أن ننجذب بالمسيح ونوجه فكرنا نحو شكله الإلهي.

إن فكر الإنسان ينجرف بسهولة بالأمور الشريرة. اللذة الحسية والأفكار الوضيعة تسبب رغبات تكوين الإنسان. والحواس التي نشعر بقوتها تدفع دائماً إلى تفكيرات خاطئة تصبح بسهولة الرفيق الدائم للإنسان، وتخدع القلب لأنها تبقى فيه مدة طويلة، ولأنها توقظ فيه لذة كاذبة. الفكر يتجه بصعوبة نحو الأمور الروحية، وذلك بعد دراسـة مستمرة وبحث طويل. إن محبة لاهبة فقط تستطيع أن تبعث في الإنسان فكرة الخير المفيد الذي لا يسر الإنسان العتيق، وبالمطالعة الروحية الدائمة والمحاولة المستمرة للتخلص من ربقة الخطيئة، نستطيع أن نتخلص من الأفكار ذات المضمون الخاطئ والقائدة إلى الخطيئة. علينا أن نفكر بالأمور الحقيقية بدلاً من الأمور الظاهرة، فالأمور الصالحة والمرغوبة الله ستستأثر بعقلنا بدلاً من الأمور المسلية التي تخفي كثيراً من التجارب.

لا نعجبن كيف تغلب الأفكار الشريرة الأفكار الروحية بسهولة. ولماذا تكثر الأفكار الوضيعة في البشر. لا يكفي أن يعرف الإنسان الحقيقة حتى يصبح رجلاً روحياً. عليه أن يفكر بالحقيقة وان يتعمق فيها. لا يحتل الحقيقة من يعرف الحقيقة معرفة فقط، بل الذي يتمكن من تحقيقها عملا في حياته اليومية. فكما أن الغذاء والسلاح والدواء واللباس لا تفيد من يملكها فقط بل تفيد من يعرف أن يستعملها كذلك المعرفة. فإذا كانت الأفكار الوضيعة تشغل عقل الإنسان وتنطبع فيه، والأفكار الروحية تمر به ولا تجد لها مكاناً، فما هو وجه الغرابة في عدم سيطرة الأفكار الروحية على قلب الإنسان، إذا كانت هذه الأفكار تُطرح خارج النفس، تبقى النفس مملؤة بمخزنات الشرور والأفكار الخبيثة؟ من يجهل فن البناء لا يستطيع أن يبني، والطبيب الذي يجهل فن الطب لا يعرف أن يداوي، والمسيحي الذي يبقى في عالم النظر دون أن يتروض على الحياة المسيحية، لا يستفيد شيئاً من معرفته للحقيقة ما دام لا يستطيع أن يبني بناءها الروحي. إن الجندي يستعمل سلاحه ساعة الخطر ضد العدو. والفنان يستعمل فنه ليصنع ما يستطيع أن يخلقه فنه، ونحن، فلنستعمل الأفكار الصالحة كمستشار، ولنتعلم لا ما يجب أن نعرف فقط، بل أن نتعلم ونؤمن بما نتعلمه ولنحترق بالمحبة الحقيقية. وتفرض هذه المحبة درساً خاصاً واهتماماً نفسياً. فالنفس عندما تهتم وتنشغل بالأمور السيئة تنجرف إلى الهاوية. فمن الضروري إذاً أن يطرد المسيحي كل عدو وشرير، ويسعى ليتغذى بالأمور الروحية السامية.
من السهل أن يشتهي الإنسان الفضيلة وأن يريد ويفضل الحياة المسيحية. لا يحتاج لا إلـى تعـب ولا إلى جهود خاصة في تفضيله. لكي يحقق هذه الحياة الروحية ويتقدم، عليه أن يتألم وأن يعمـل مـدى حياته بنظام وترتيب. نقبل بإرادتنا الصراع الروحي، فلماذا يصعب على إرادتنا أن تتحمل التعب وألم الصراع؟ إن ما يقوينا ويشددنا في الصراع، هو شوقنا الشديد للأمور العظيمة السامية. وهذا الـشوق يجعل الآلام خفيفة ومسرة حتى عندما تكون حادة ومضنية. عندما نوجه فكرنا إلى الأمـور الروحيـة ونعمل لإدراك الجمال الحقيقي الموجود في الحياة المسيحية سنوقد الشوق فـي قلوبنـا. لقـد اشـتعل الشوق في نفس داود بالهذيذ الدائم في االله. لقد اشتعلت بالنار الإلهية “لقد اسـتعر قلبـي فـي داخلـي وبهذيذ اشتعلت النار” (مزمور :38 4). وفي مزمور آخر يغبط الإنسان الذي “في ناموس الرب يهـذّ النهار والليل”.

Facebook
Twitter
Телеграма
WhatsApp
PDF
☦︎

информация Относно страницата

Адреси Статията

съдържание Раздел

Тагове Страница

الأكثر قراءة

Превъртете до върха