الأبيونيون هم الورثاء الشرعيين للمسيحيين المتهودين، وأصحاب بدعة التبني.
ينبه يوحنا الحبيب في رسالته الأولى إلى “مسحاء دجالين” كثيرين (2: 18). ويقول: “منا خرجوا ولكنهم لم يكونوا منّا لأنهم لو كانوا منّا لاستمروا معنا” (2: 19). ثم يستطرد فيقول: “من الكذاب إلا الذي يُنكر أن يسوع هو المسيح” (2: 22). ويرى أهل العلم أن الإشارة هنا هي للأبيونيين الذين تفرعوا عن كنيسة أورشليم وتفرقوا مبشرين معلمين أن المخلص هو ابن يوسف ويرفضوا ألوهية المسيح وأن بولس مرتد عن الدين القويم متمسكين بالإنجيل إلى العبرانيين مستمسكين بالناموس متخذين أورشليم قبلة لهم في صلواتهم.
إذ اعتبروا التمسك بالفروض اليهودية وطقوس الآباء العبرانيين ضرورة يلتزم بها المسيحيون.معتبرين أن السيد المسيح مجرد ابن لداود بدون وجودٍ له قبل التجسد، ومجرد نبي ممتاز كانوا ينتظرونه.
قالت الأبيونية: إنّ يسوع المسيح ليس سوى إنسان تبنّاه الله ومنحه سلطة إلهيّة لتتميم رسالته. ومن أتباع هذه البدعة الأبيونيّون الذين كانوا يقولون إنّ يسوع هو مجرّد إنسان وُلد من مريم ويوسف، وإنّه كان أقدس جميع الناس، وقد حلّ عليه في أثناء معموديّته كائن سماويّ هو المسيح.
ويختلف رجال البحث في أصل هذا الاسم فينسبه بعضهم إلى أبيون المؤسس – وهو قول ضعيف – ويقول آخرون أنه مشتق من العبرية أبيونيم ومعناه “الفقراء” وأنه مأخوذ من الآية: “طوبى لكم أيها المساكين فإن لكم ملكوت الله”.
ويشير الكثير من العلماء والمؤرّخين إلى وجود هذه البدعة في الجزيرة العربيّة، وفي مكّة بخاصّة، إبّان فترة الدعوة المحمّديّة، وحتّى القرآن نفسه يرفض هذه البدعة، ممّا يشير إلى وجود أتباع لها في البيئة القرآنيّة.