Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
PDF
☦︎
☦︎

مقدمة: عناصر وعظية في صلوات الكنيسة الأولى

لربما العديد من الصلوات الأولى، وفي الشكر ذاته، كانت عبارة عن عظات، وحملت فكر الوعظ آنذاك. بمراجعة سريعة لأهم عظات الرسل (أعمال الرسل) يمكننا ملاحظة المواضيع الأساسية التي كان الرسل يعظون بها. وهي باختصار تدور على أجزاء من سرّ التدبير الإلهي الذي يتحقق الآن في كماله بشخص المسيح الآتي.

انقسم الوعظ في الحقبة الأولى إلى قسمين، الأول داخلي ويعني التعليم المسيحي لأهم مبادئ الإيمان. والقسم الثاني بمعنى الكرازة والبشارة، أي إلى الخارج .

وأهم مواضيع الوعظ كانت إذن

  1. يسوع يتمم النبوءات وانتظاره العهد القديم.
  2. يسوع من نسل داوود
  3. مات “بحسب الكتب” ودفن
  4. قام
  5. صعد إلى السماوات وجلس عن يمين الآب.

أي تمحور الوعظ (البشاري والتعليمي) على حدث تجسد ثم موت وقيامة المسيح.

عدة نصوص في الصلوات وأفاشين القداس الإلهي تحفظ مقاطع عديدة من عظات وأنها تعيد الذاكرة إليه، وخاصة من ناحية مواضيعها.

___________________________________________________________

A. التريودي

1. معاني الصوم – الصوم الكبير (مرقص)

2. معاني الموت والقيامة

3. اليوم الثامن

4. ارتباط المقاطع الكتابية بالدور الطقسي

5. آحاد الصوم الكبير

أ- آحاد التهيئة

تسبق فترة الصوم أربعة آحاد تهيئة غايتها تحضيرنا إلى دخول “الجهاد” الروحي في الصوم وسلوك درب التوبة (راجع سنكسار أحد الفريسي والعشار).

أ-1. أحد الفريسي والعشار

نص الإنجيل (لوقا 10:18-14) يشدد على أن انكسار القلب هو باب التوبة. تشدد الترانيم الغنية على “فتح أبواب التوبة”. التواضع هو باب التوبة، بالتواضع نتحرر من الأنانية الفريسية. التواضع والتوبة مرتبطان ويقودان في الصوم إلى “البذل” والتضحية الأمر الذي تشدد عليه رسالة اليوم (2تيمو 10،3-15).

أ-2. أحد الأبن الضال:

نص الإنجيل (لوقا 11:15-33) يحلل بشكل عميق درجات التوبة (العودة إلى الآب). الترانيم تدور حول أشخاص المثل وتشدد على محبة الآب، الأمر الذي يستدعي التوبة.

نص الرسالة (1كور12،6-20) من أفضل النصوص التي تحثّ على التوبة وعلى تقديس الجسد كهيكل حي لله، وعلى تمجيد الله بالروح والجسد. ويتناول العفة بشكل عام في شهوة الطعام وشهوة الجسد، كما يشددّ على الحرية البشرية والتحرر الروحي بواسطة الصوم.

سبت الأموات “نقيم فيه تذكاراً للراقدين على رجاء القيامة والحياة الأبدية”. إننا نقيم في الدور الأسبوعي كل سبت ذكرى للأموات. وذلك لأن السبت بالعبرية هو يوم الراحة والنياح. إلا أن هناك سبوت محددة بالسنة ُخصصت لتذكار الراقدين بشكل مميز. ومنها السبت من أسبوع الابن الضال لأنه يتقدم أحد الدينونة، حيث يليق بنا أن نصلي للأموات ولأجل رحمتهم ومن أجل تحنن القاضي العادل(سنكسار التريودي).

الرسالة كما الإنجيل يتكلمان عن أكل اللحم وعن الدينونة كتمهيد لأحد الدينونة (مرفع اللحم) وهما مشبعان بالمعاني حول العفة والصوم.

أ-3. أحد مرفع اللحم (الدينونة)

نقيم فيه تذكار المجيء الثاني والدينونة العامة.

يتكلم النص الإنجيلي عن يوم الدينونة والمحبة بأفعالها الحقيقية كمعيار له (متى 25، 31-46). والرسالة (1كور 9:8-2،9) تتكلم عن محبة القريب ورفع أكل اللحم “لا آكل لحماً إلى الأبد” موضوع الرسالة هنا خاص ومتعلق بالأحد لفظياً أكثر مما هو موضوعي. إلا أنه يوضح أن محبة القريب(معيار الدينونة) أهم من الطعام واللحم. لا يفيدنا ماذا وكم نأكل وإنما ماذا وكم نحب حاجة القريب أهم من حقوق الذات، وهذا هو معنى المحبة العميق. المحبة إذن موضوع يضعنا ليس في العواطف بل على أبواب المسؤولية تجاه كل “أخ يسوع” معذب وضعيف.

سبت مرفع اللحم مشابه في مواضيع قراءاته مع قراءات أحد مرفع الجبن( الصوم الحقيقي- محبة القريب أهم من أكل اللحم).

ومن هذا الاثنين يبدأ الصوم جزئياً.

أ-4. أحد مرفع الجبن (أحد الغفران) وأحد الفردوس الضائع، حيث نقيم تذكاراً لطرد آدم من الفردوس.

نص الإنجيل يتكلم عن الفضائل الحقيقية والصوم الحقيقي وارتباطها. كما يتكلم عن الغفران (متى 14:6-21) خصص هذا الأحد للغفران لكي يدخل المؤمنون الصوم بالمحبة غير المجروحة.

ونص الرسالة (روم 11:13-14، 4:14) يشير إلى المسيح آدم الثاني الذي جعل “خلاصنا الآن قريباً”، ولمستلزمات ذلك من طهارة الحياة والصوم دون إدانة لمن لا يصوم، لأن الإدانة تفسد الصوم. فعلينا أن نطرح أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور.

يقام مساء هذا الأحد غروب الغفران كأول غروب فيه طقس غروب الصيام مع البروكيمنون الكبير “لا تصرف وجهك عن عبدك….” . وجرت العادة أن يتجه المؤمنون إلى الكنيسة ويستغفرون بعضهم بعضاً.

الطقس كله هنا يعيد الحركة بالعكس، من طرد آدم من الفردوس بسبب الأكل إلى حركة غفران بواسطة الصيام ودخول الفردوس من جديد. الترانيم متأثرة جداً بقراءات الأحد وتلخص معناه.

ب. آحاد الصوم الكبير

نقيم في آحاد الصوم تذكارين عموماً. موضوع التذكار الأول متعلق بالأحد في سلسلة ومسيرة الصوم الكبير. ولكن الموضوع الثاني متعلق بأهم أحداث حياة الكنيسة وتاريخها.

ب-1. الأحد الأول

تعيّد الكنيسة في الأحد الأول من الصوم لتذكار رفع الأيقونات ونصر الأرثوذكسية (843). ولكن بالوقت ذاته نعرف من دراسة المخطوطات، أنه قبل تثبيت هذا العيد، كان هذا الأحد يقيم تذكاراً للأنبياء هارون وموسى والباقين. نجد بقايا ذلك في موضوع الرسالة وفي بعض التسابيح. هناك مخطوطات في دير اللافرا تدل على وجود قانون (يرتل في السحر) للأنبياء وتوقيع بداياته “ليبتهج جوق الأنبياء باستحقاق” كذلك فإن الهليلوييا للرسائل تذكر “موسى وهرون في كهنته، كانوا يدعون الرب فاستجاب لهم”. يجب أن ننتبه إذن إلى الموضوع المزدوج في آحاد الصوم. ما يمكن ربطه بين الموضوعين هو مثال جهاد موسى مع مواضيع الصوم والقيامة، وقوة الإيمان وأعماله في سبيل تحقيق المواعيد (الفصح-القيامة). يمكن استخدام عبارة الرسالة “يشاهدون ما هو أعظم” في مقابلتها مع التهيئة للفصح.

الإنجيل في الأحد الأول يشدد على “رؤية المسيح” بحيث فعلاً رأينا أيقونته وكما يقول الدمشقي بعد التجسد يمكننا أن نرسم الله إذ رأيناه. وعقيدة رفع الأيقونات قامت على مبدأ حقيقة أن الله تجسد، وهذا ما بدّل الموقف الكتاب بين عهديه القديم والجديد، قبل وبعد التجسد. “قد وجدنا المسيا” عبارة تناسب تماماً دعوة الموعوظين الذين يجري إعدادهم للمعمودية في الفصح.

قراءات الآحاد تحتاج لربط عميق مع الصوم وذلك لتنوع مواضيعها ورمزية اختيار النصوص. قراءات آحاد الصوم تحمل هذا الطابع المزدوج، لذلك سنجد فيها ارتباطين. الارتباط الأول يتعلق بطبيعة الصوم الكبير كتهيئة للفصح والقيامة وطبيعة الصوم كفترة تهيئة للموعوظين، لذلك تدعو النصوص للتوبة مثلاً. والارتباط الثاني مع العيد الذي دخل لاحقاً.لإحياء تذكار أحداث هامة من التاريخ الكنسي.

هكذا يمكن أن نفهم نص الإنجيل للأحد الأول أننا وجدنا المسي، أي تحققت مواعيد العهد القديم و”تعال وانظر” هي دعوة واضحة للموعوظين. ورسالة الأحد الأول تذكر الأنبياء الذين كلهم “مشهوداً لهم بالإيمان لم ينالوا المواعيد، “لأن الله سبق فنظر لنا شيئاً أفضل ألا يكملوا بدوننا”، وبهذا أيضاً هناك دعوة واضحة للتوبة والإيمان الجديد.

ب-2. الأحد الثاني

لذلك قراءات الأحد الثاني تحمل الموضوع القديم. فالرسالة تشدد “كيف َنفلتُ نحن إن أهملنا خلاصاً عظيماً كهذا”. والإنجيل يتكلم عن غفران الخطايا للمخلع وضرورة شفاء النفس قبل الجسد، وإذا شفيت لا تعود تخطئ. وهي صورة معبّرة لدعوة الإنسان المخلع إلى التوبة ونيل الغفران وبناء الحياة الجديدة. ليس من السهل ربط هذه القراءات بعيد القديس بالاماس مباشرة الموضوع الذي لا تلحظه القراءات أبد، التي تم وضعها قبل تكريس هذا العيد، وتخدم الطقس الليتورجي القديم للصوم وليس للعيد الجديد (بالاماس).

ب-3. الأحد الثالث

في الأحد الثالث من الصوم نقيم تذكاراً للصليب المقدس وترتبط الترانيم والقراءات بهذا الحدث مباشرة. تم تحديد هذا العيد في الأحد الثالث من الصوم منذ القرن العاشر تذكاراً لنقل خشبة الصليب أيام يوستينوس. تدور الترانيم حول تقريظ الصليب. بينما الرسالة (عب 14:4-6:5) والإنجيل (مرقس 34:8-1:9) يتكلمان عن سرّ الصليب كمذبح قدّمَ عليه المسيح ذاته ويقدم المسيحي به ذاته. ومن هنا أخذ هذا الأحد مع حلوله في وسط الصوم موضوع التشديد والتثبيت وحمل الصليب حتى نتابع الصوم إلى يوم القيامة. إذ يعزي الصليب المجاهد، وهذا ما نجده في التسابيح.

ب-4. الأحد الرابع

في الأحد الرابع من الصوم نقيم تذكار القديس يوحنا السلمي، وذلك منذ القرن الرابع عشر، بينما قبل ذلك كان يقام ذكر مثل السامري الصالح. بعض المخطوطات تظهر قانوناً للسحر يرتبط فيه هذا الأحد (السلمي) مع السامري الصالح، الذي يمثل البشرية التي وقعت في الخطيئة بين أيدي اللصوص. المخطوطة 210 السـينائية من القرن (9-10) تورد في القراءة الإنجيلية نص السامري الصالح. بينما القراءة الإنجيلية اليوم هي مقطع فيه شفاء يعجز عنه التلاميذ وطرد الشياطين الذي لا يتم “إلا بالصوم والصلاة”، ثم يتلوه ذكر نبوءة المسيح عن آلامه. كلها مواضيع ترتبط تماماً باقتراب الآلام والفصح وضرورة الصوم والصلاة والنسك الذي كان السلمي معلماً له. ُيقرأ كتاب “السلم إلى الله” في الأديار خلال فترة الصوم الكبير.

تكلم بينما الرسالة في هذا الأحد عن “التعزية القوية الناتجة عن تمسّكنا بالرجاء الموضوع أمامنا” وقسمْ الله “بإعطاء الموعد” بمناسبة بدء اقترابنا من نهاية الصوم، لذلك علينا أن نتمسك بالنسك لننال التعزية القوية.

ب-5. الأحد الخامس

نقيم في الأحد الخامس من الصوم تذكار البارة مريم المصرية، وذلك منذ القرن الحادي عشر. بينما كان هذا الأحد قبلها يذكر مثل الغني ولعازر، وهذا مازال محفوظاً في الترانيم. لذلك نرى في السحر قانوناً يذكر الأم مريم المصرية وآخر يذكر الغني ولعازر. مريم المصرية هي مثال للتوبة والتحول أمام الصائمين.

الرسالة تذكر علانية أن “دم المسيح يطهر ضمائرنا من الأعمال الميتة لنعبد الإله الحي” الأمر الذي توضحه حياة مريم المصرية. بينما الإنجيل يصل إلى إعلانات يسوع الصريحة عن آلامه وقيامته في اليوم الثالث (مرقس 31:10-46).

سبت لعازر يحمل طابعاً قيامي، إنها القيامة العامة ستبرهن بقيامة المسيح. وقد تشكلَ هذا العيد منذ القرن الرابع. لذلك الرسالة (عب 28،12-8:13) “يسوع هو هو أمس واليوم وإلى الأبد”. والإنجيل يعلن أن يسوع “هو القيامة والحياة”.

ب-6. أحد الشعانين

يحتفل فيه بدخول الرب يسوع الظافر (الأول) إلى أورشليم. وهذا ما نطالعه في كتابات إيثريا الرحالة. وقد عمَّ شرقاً وغرباً منذ القرن السابع.

الشعانين التي هي “رموز الفضائل” تعدّنا للمشاركة في أسبوع الآلام لكي إذا ما متنا معه نقوم معه بقيامته. وهو “إله السلام” كما تقول الرسالة. والإنجيل يضعنا تماماً في تاريخية الحدث.

6. سبوت الصوم الكبير

ارتبط الصوم الأربعيني منذ القديم بتذكار مسيرة الشعب في العهد القديم أربعين سنة في البرية. وأخذ الصوم طابع المسيرة نحو الفصح. ضمن فترة “التهيئة” للفصح، يحتل أيضاً كل يوم سبت مكان التهيئة لفصح الأحد. لذلك خلال أيام الأسبوع تنقطع الكنيسة عن إحياء القداس الإلهي ما عدا يومي السبت والأحد. وهكذا حافظ السبت من بين أيام الأسبوع على طابع ليتورجي خاص كـ”تهيئة”. كما أن تأثر يوم السبت بيوم السبت العظيم جعل هذا اليوم هو “عيد الجحيم” وعيد موت الموت. إنه اليوم الذي استراح فيه “ابن الله الوحيد”. لذلك يعتبر يوم الأحد هو اليوم الثامن يوم الخليقة الجديدة. وتبقى للسبت مكانته كيوم الراحة والانتقال، إنه يوم يصل بين راحة الخليقة والملكوت.

تعتبر كل أيام السبوت على مدى السنة يوماً للراقدين. ولأسباب ليتورجية (ذكرهم بالقداس)، وباعتبار السبت يوم التهيئة، ولطابع الصوم الكبير كعبور وانتقال، حافظ السبت على طابعه الليتورجي المميز عن أيام الأسبوع. فهو يوم إفخارستي. لذلك فيه فقط نجد المقاطعَ الكتابية، والرسائل والإنجيل، كما هو يوم الأحد.

يتم التركيز في رسائل الأسبوع على اختيار مقاطع من رسائل بولس تتمحور عموماً حول اكتمال التدبير الإلهي وبلوغنا النهاية والإسختا، وما يرافق ذلك من دعوة للتوبة والعالم الجديد.

رسالة سبت الأسبوع الأول تذكر “وفي منتهى الأيام” لتضعنا في الانتظار واليقظة. ورسالة سبت الأسبوع الثاني تركزّ على اليقظة “مادام الوقت”. ورسالة سبت الأسبوع الثالث تذكّر أن الجهاد قاسٍ ولكن لدينا كنز أفضل في السماوات باقي، الأمر الذي يشددنا على الصبر والانتظار والتهيئة. كذلك رسالة الأسبوع الرابع تشدد على متابعة الحياة في الخدمة “والاجتهاد لكمال يقين الرجاء إلى المنتهى لنرث المواعد”، إنه يوم التهيئة للموعد. أما رسالة السبت الخامس فتتكلم عن سرعة الزمن إذ “سيظهر(المسيح) ثانية للذين ينتظرون الخلاص”. هكذا تنتهي رسالة السبوت كتهيئة ويقظة وصبر وثبات على انتظار “الاكتمال”.

أناجيل سبوت الصوم الكبير مختارة من مقاطع مرقس الإنجيلي. وتبدأ بالسبت الأول بالمقطع الإنجيلي الذي يوضح الخلاف بين يسوع والفريسيين حول المعنى الحقيقي للسبت، أي الذي هو “فعل” الخير: “أَيحل فعل الخير أم الشر في السبت ؟”. وتتتالى مقاطع السبوت الأخرى لتوضح أن يسوع “رب السبت” و”فاعل” الخير، مركزة على أفعال يسوع (عجائبه) التي في إنجيل مرقس. ففي السبت الثاني يشفي يسوع الأبرص (يعمل الخير)، وفي السبت الثالث يأكل مع العشارين والخطأة فهو سيد الناموس ويعرف أن يحققه في عمقه حين يدعو الخطأة للتوبة. وفي السبت الرابع يجعل الأخرس ينطق مما يجعل الجموع تندهش وتقول “لقد أحسن في كل ما صنع” وكأنها تكرر كلمات التكوين “وكان كل شيء حسناً”. الرب يسوع يعيد للسبت حقيقته أي تجديد الخليقة وإصلاحها “بانتظار يوم التجديد” (اليوم الثامن)، لذلك يختم السبت الخامس بصرخة بطرس “أنت هو المسيح” رب السبت. حين يحقق يسوع هذه الآيات هذا دليل (بدء حضور) ملكوت الله. أفعال السبت هي إصلاح هذا الدهر بانتظار الإصلاح الشامل في يوم القيامة الأحد.

هناك سبت مخصص للقديس ثيوذوروس التيروني وسبت المديح وسبت لعازر وهي تحمل معانٍ خاصة به، خاصة في الترانيم.

7. المديح

8. القانون الكبير

___________________________________________________________

B. البندكستاري (يوحنا)

1. من الفصح إلى العنصرة

تتم في هذه الفترة قراءة إنجيل يوحنا وأعمال الرسل مكان الرسائل ويبدو أن هذا التقليد كان قديماً حيث كانت تقرأ بعد إنجيل يوحنا أناجيل متى ولوقا ومرقس . وهذا ما نجده في التيبيكون القسطنطيني (قرن 10). يمتد البندكستاري 57 يوماً من العنصرة إلى أحد جميع القديسين، مطبوعاً بمعاني الماء الحي والحياة والنور والخلق الجديد…

تتضمن فترة البندكستاري (الخمسينية) مدة سبعة أسابيع وثمانية آحاد تتابع فيها امتداد الفصح كمعنى لإعادة جبلة الخليقة والتجديد وتحقيق الوعد بقيامة المسيح. وتبدو الكنيسة متوشحة بالضياء ونور القيامة والحياة السماوية. المواضيع الأهم في هذه الفترة الليتورجية هي إبراز العمل الخلاصي الذي تمَّ بالمسيح عبر قيامته وحضوره القائم. وبالتالي تشددّ على إعادة إصلاح نتائج الخطيئة، مثل الأهواء والأمراض وبالنهاية الموت.

تبدأ هذه الفترة بأسبوع التجديدات، حيث يتم فيها تكرار قداس الفصح يومياً وتظهر كيوم ثامن واحد. ثم يتلو آحاد توما وحاملات الطيب والمخلع والسامرية والأعمى لتنتهي بأحد العنصرة. وتتوسطها أعياد هامة مثل نصف الخمسين والصعود.

2. أسبوع التجديدات

يعتبر الأسبوع كلّه كيوم واحد سيدي، وسمي بأسبوع التجديدات لأنه كان يتلو اليوم العظيم (الفصح) الذي كانت تتم فيه المعموديات الجماعية، وتبدأ فيها “الحياة الجديدة” والتجديد الروحي. وكان المعمّدون الجدد يرتدون اللباس الأبيض حتى أحد توم، ولهذا كان يدعى هذا الأحد “الأحد الأبيض” (Dominica in albis)، وكذلك الأسبوع كله بأسبوع البياض، وكانوا يحملون معهم شمعة بيضاء ويتقدمون إلى القرابين الإلهية كل يوم مع المؤمنين، ويتلقون تتمة المواعظ المتعلقة بالمعمودية والحياة الجديدة وتناول القرابين وسرّ الشكر الإلهي (مواعظ كيرللس الأورشليمي). قانون 66 المجمع الخامس – السادس في ترولو يطلب أن يُعيّد طيلة الأسبوع وذلك بقراءة الكتب المقدسة والانشغال بالتسابيح والترانيم الروحية وألا نلتفت إلى أعمالٍ عمومية ودنيوية . بينما “أوامر الرسل” تحدد عطلةً طيلة الأسبوع .

تعاد كل الأسبوع ترانيم الفصح مع تبديل قطع الألحان الثمانية للقيامة فقط. وتقرأ قراءات تالية للفصح مختلفة ولكن يكرر “ميمر القديس يوحنا الذهبي الفم”. ويبقى طيلة الأسبوع البروكيمنن الكبير. وتستبدل صلوات نصف الليل والساعات بـ”سواعي القيامة”. كل هذه التبديلات يمكنها أن تغني أفكار الوعظ وأن تثير مواضيع لهذا الأسبوع.

يوم جمعة أسبوع التجديدات ُيعيّد “لينبوع الحياة”، وترتل فيها الخدمة التي نظمها نيكوفوروس كسانثوبولس لتذكار تدشين كنيسة “والدة الإله ينبوع الحياة” وتكريماً لعجائبها .

أما القراءات الإنجيلية لأسبوع التجديدات فتدور حول تحقيق نبوءات وانتظار العهد القديم في شخص يسوع المسيح وآلامه وقيامته (شهادة المعمدان -يسوع يشرح الكتب لتلميذي عمواس- فيليبس يدعو نثنائيل لأنه وجد مسيا الذي كتب عنه موسى والأنبياء – يسوع يكشف لنيقوديموس الحياة الجديدة بالروح وحياة المولود من الروح وأنه لم يصعد إلى السماء (قام) إلا الذي نزل من السماء “الله المتجسد – دانيال”.

3. آحاد البندكستاري

أ. أحد الفصح

قراءات الفصح لا تروي حدث القيامة، مما يصعب عليها الوعظ المباشر. فالرسالة تفتتح كتاب أعمال الرسل الذي يتكلم عن المعمودية بالروح وعن إرسال التلاميذ من أورشليم إلى اليهودية والسامرة وأقصى الأرض.

والإنجيل يفتتح قراءات يوحنا، حيث يتم ذكر التدبير الإلهي من البدء إلى تجسد الكلمة وكيف جاء النور والظلمة لم تدركه، وحضور عهد النعمة بيسوع المسيح.

ربما يمكننا تناول موضوع الإيمان الجديد بعد قيامة المسيح (خاصة للموعوظين)، وموضوع عهد النعمة من قيامة المسيح، ويمكننا التشديد على معاني النور والظلمة، الحياة القديمة والحياة الجديدة، وارتباط قيامة المسيح أنثربولوجياً بحياتنا. كما يمكن العودة خاصة للطقس ولميمر الذهبي الفم.

ب. أحد توما (الأحد الجديد)

تأخذ آحاد البندكستاري اسمها عموماً من عنوان المقطع الإنجيلي. كما أن التسابيح الطقسية تأخذ الكثير من هذه القراءات. يكرر الأحد تأكيد حدث القيامة. لذلك من أهم المواضيع هو دور شك توما في تأكيد القيامة لنا . كذلك من المواضيع ظهورات السيد للتلاميذ، والإيمان بقيامة المسيح.

بينما الرسالة توضح أنه “بقدرة وباسم ميت لا يمكن للرسل أن يقيموا الأموات” (الذهبي الفم). استمرار قوة يسوع على يد تلاميذه يبرهن أنه حي، حيث “كانت تجري على يد الرسل آيات وعجائب كثيرة” باسم يسوع وكانوا يكلمون الشعب بجميع كلمات هذه الحياة”.

ج. أحد حاملات الطيب

القراءة تعيد نص إنجيل سحر القيامة (مرقس)، وتدور حول دفن المسيح وزيارة حاملات الطيب وجرأتهن ويوسف الذي يطلب جسد يسوع (برهاناً عن موته فعلاً)، ثم القبر الفارغ. إنهم الشهود الأوائل لدفن المسيح وقيامته. أشخاص القراءة الإنجيلية وخاصة حاملات الطيب هم شهود قيامة المسيح. وتقدم الترانيم مادة واسعة للوعظ. القيامة تجعل معاينيها (النساء هنا) رسلاً يبشرون بالرب. هناك ارتباط قوي بين القيامة والإرسال.

تتابع القراءة من كتاب أعمال الرسل بالتسلسل من دون أي ارتباط بالأحد وبالإنجيل ولكنها تتكلم عن عودة الحياة إلى الكنيسة التي قامت بعد قيامة المسيح. وكيف بدأ عمل الروح ُيكوّنْ الجسد السّري للمسيح وينظمه. كما أن هناك مواضيعَ جانبية هامة كدور الكلمة والخدمة في بناء جسم الكنيسة.

د. أحد المخلع

إذا كانت نصوص الآحاد السابقة تدور حول أحداث القيامة (الفصح الثاني=أحد توما- حاملات الطيب) فإن القراءات من هنا تبدأ تتخصص بالمعاني اللاهوتية وليس التاريخية لحدث القيامة.

الماء الذي يحركه الملاك وبيت حسدا، كلها معاني لوجود الحياة المعطاة من الله في العالم الذي لا يحمل بذاته الحياة. عمل الله يعطي حياة، لا بل مصدر الحياة في العالم هو الله. النعمة تعطي الحياة، وكلمة يسوع تحيي أعضاء المخلّع الميتة. النص الإنجيلي غني جداً في معانيه ولكن بعضها لا يرتبط بموقع النص الليتورجي. يمكنها أن تكون مواضيع لعظات جانبية ويمكن ربط القيامة بالقيامة الروحية: “ها قد عوفيت فلا تعد تخطئ” (وخاصة تجاه الموعوظين).

تصدف في الرسالة قراءة نص شفاء مخلع ولكن الآن على يد بطرس: “يا أنتيباس يشفيك يسوع المسيح، قمْ….”، ثم إقامة طابيثا…. هذه مواضيع في تشابهها مع أعمال يسوع، وكونها تتم بقوته تعني أن الكنيسة- الرسل، أي جسد المسيح السري هي يسوع الحي، هو هو إلى الأبد، يعطي الحياة للعالم. كلمة الله محيية وكذلك كل كلمة باسمه.

ه. أحد السامرية

القراءة الإنجيلية تتناول نصاً واسعاً وغنياً ويحتوي على مواضيع بارزة (يوحنا 5:4-42). ترانيم الأحد والأسبوع كله تدور حول الماء الحي والسامرية وحول العبادة الحقيقية. فمازالت صورة الماء (أحد المخلع- السامرية) كماء للحياة تتكرر. وأيضاً موضوع تبديل الحياة بعد لقاء يسوع، وعبادة الله بالحق والروح، وارتباط الروح الذي يرسله الابن بعد قيامته بالماء والمعمودية والحياة الجديدة، التي تعرّف عن “المسيا”، وعن زمن العهد الجديد الذي سيعطي فيه الله الروح، ومن يتناول منه تفيض من جوفه أنهار ماء حية.

رسالة أحد السامرية تشرح امتداد الكنيسة وانتشارها بعد القيامة واضطهاد الرسل في أورشليم. وكيف يجمع الروح الكنيسة، وكيف يهتم الأغنياء بالفقراء والذين في راحة بالذين هم في شدة.

إلا أن ما يميز هذا المقطع أنه بإمكاننا (في أنطاكية) أن نبدأ قراءته من12:11 وليس 19:11 كما هو محددّ في كتاب الرسائل. حيث سنتوقف إذا أردنا على “ودعي التلاميذ في أنطاكية أولاً مسيحيين”. الأمر الذي يسمح لنا بالوعظ في هذه الفترة عن البشارة ومعنى اسم المسيحي وهموم وواقع الكنيسة الأنطاكية، المواضيع التي لا تقل أهمية عن الأفكار الأخرى التي في متن الرسالة المحددة.

و. أحد الأعمى

تبدأ هنا معاني القيامة والخلق الجديد تستعير صورة النور. كذلك يتكوّن النص الإنجيلي من مقطع طويل مليء بالمعاني. إلا أن ربطه بالقيامة يتطلب أن تنحصر في موضوعه الأساسي، وهو ارتباط النور بالحياة، فحركات الرب يسوع في فتح عيني الأعمى كحركات الله في الخلق الأول -إنها إعادة خلق الجبلة، (إعطاء حياة) لعيون لم تعرف الحياة. إقامة الحياة في عيون الأعمى الميتة هي خلق ثانٍ، يبرهن أن المسيح هو نور العالم فعلاً كما أعلن ذلك لليهود (يوحنا 12،8) قبل قليل.

يحمل النص أيضاً العديد من المعاني التي تناسب “الحياة الجديدة” التي ما بعد القيامة والمعمودية. تستمر الرسالة بحسب التسلسل الطبيعي للقراءات في هذه الفترة، لا ترتبط مباشرة بالإنجيل. تدور حول مرافقة الروح لبشارة التلاميذ وإطلاق البشارة وحمايتها وتأييدها. أيضاً تظهر فيها مناوأة البعض لتقدمّ البشارة وممانعتهم، لكن الروح يفتح الطريق لأقدام الرسل.

ز. أحد الآباء

يتم فيه إقامة تذكار آباء مجمع نيقية الأول. ونقرأ فيه “صلاة يسوع الوداعية” حيث يطلب لتلاميذه “أن يكونوا واحداً” (يوحنا 17). يمكن ربط هذا الأحد بعيد الصعود الذي قبله، فالمسيح أتم العمل الذي أعطاه إياه الآب “كما مجدتك على الأرض، أتممت العمل الذي أعطيتني…” ليعرفوا أنك أنت أرسلتني… وإليك آتي الآن” الأمر الذي يعني صعوده و”الذين كانوا لك أعطيتني هم لك… أنا أسأل من أجلهم… احفظهم باسمك”. كلها هذه الآيات ترتبط بالعيد (يوحنا5،17-13،9).

يربط سنكسار العيد بين إتمام عمل المسيح في تجسده، وتمجيده للطبيعة البشرية، وصعوده إلى الآب وبين تأكيد المجمع المقدس على هذا التدبير، وأن الرب يسوع هو إله تام وإنسان تام .

الموضوع الأساسي البارز في المقطع الإنجيلي هو صلاة يسوع لأجل وحدتنا. الأمر الذي تم المجمع المقدس لأجله. المجمع هو الذي يجمع الكنيسة ويحافظ على وحدتها. إن المجمعية تشكل عصمة وسلطة الكنيسة.

تذكر الرسالة كيف استدعى بولس أساقفة الكنيسة في أفسس وقال لهم “احذروا لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه الكريم”، وأنه بعد ذهابه عنهم “سوف تدخل بينهم ذئاب خاطفة”، ويقوم رجال يتكلمون بأمور ملتوية. هذه الآيات تخصّ تماماً موضوع المجمع المسكوني الأول.

ح. العنصرة

في اليوم الأخير العظيم من العيد يقف يسوع ويصرخ “من كان عطشاناً فليأت إلي ويشرب”. لا يظهر جلياً أن النص الإنجيلي يتطرق مباشرة إلى العنصرة وحلول الروح على التلاميذ الأمر الذي تتناوله الرسالة.

لعيد العنصرة تاريخ وتطور طويل، فقد كان عيد الحصاد، ثم حمّله اليهود معنى استلام الوصايا على جبل سيناء. وكانت له طقوس رائعة تتبع الفصح بـ50 يوم، منها سكب الماء وإشعال منارة. ويأخذ اليوم العيد لدينا معنى زمن استلام الروح -الشريعة الجديدة- النعمة.

تدور الترانيم حول هذه المعاني، أي العيد في تطوّره والنص الإنجيلي والأحداث كما يوردها سفر أعمال الرسل.

يرتبط عيد العنصرة مباشرة بمفهوم اليوم الثامن، (7x 7 + 1). كما يرتبط بصور هامة ورسوم من العهد القديم، مثل صعود إيليا على مركبة نارية، وحدث بلبلة الألسنة في بابل بينما هنا الروح يدعو إلى إتحاد واحد. استلام موسى للوصايا ورؤيته لله في عليقة كالألسنة النارية، ونزول الملائكة على الأتون وتندية الفتية الثلاث. نبوءات كل من يوئيل “واسكب روحي على كلِّ بشرة حية..” (1،3-2) وأشعيا (18،26) .

يدور الحدث في أورشليم وتستخدم التسابيح “علية صهيون” أكثر. وكان “الجميع” مجتمعين، المقصود هنا ليس فقط التلاميذ الإثني عشر بل الرسل السبعين، وهذا ما يوضحه سنكسار اثنين الروح القدس . نزل الروح القدس بشكل ألسنة نارية، من السماء، على كل تلميذ فجأة، سمعت معه أصوات، وريح وهذه كلها صور تستخدمها التسابيح وتربطها بالرسوم الأخرى من العهد القديم.

السؤال الذي يمكن أن يُطرح هو ما تأثير نزول الروح القدس، أكان على التلاميذ الذين نطقوا بكل اللغات، أم على الجمهور الذي فهم لغة التلاميذ وكأنهم يسمعون لغتهم الخاصة.

الرسالة توضح أن المشهد فرض أسئلة وظنَّ البعضُ أن التلاميذ سكروا. يمكن تفسير موضوع المواهب والألسنة، ولماذا نزل الروح هنا بشكل “ألسنة نارية”، ومرات أخرى بشكل حمامة ونفخة….

ومن ثمار العنصرة كانت العظات الأولى (عظة بطرس، واستفانوس،…) والتي بفضلها آمن عدد كبير من الناس.

يتكلم الإنجيل عن فيض الروح القدس، وتصف الرسالة الحدث تماماً. وهنا يمكن استخدام عظات تجمع بين القراءتين، حيث كل واحدة تكمّل الأخرى.

4. سبت النور

5. اثنين الروح القدس

جرى التقليد أن يعيّد على التوالي بعد كل عيد رئيسي للشخصية الأولى الفاعلة في حدث العيد. لذلك بعد الظهور نعيد للمعمدان وبعد العنصرة للروح القدس.

ترانيم العيد غنية بالتعاليم العقائدية عن الروح القدس، الشخص الثالث في الثالوث الأقدس المتساوي بالجوهر والكرامة، الناطق بالأنبياء، المعزي، المنبثق من الآب، والآتي بالابن. ويجري التشديد على دوره في التقديس والإنارة.

الرسالة تشرح ثمار الروح القدس، وهي بذلك متعلقة مباشرة بالحدث وتعطي مادة غنية للوعظ تمس حياة الناس.

بينما يبدو الإنجيل وكأنّ ليس له أي علاقة بالحدث مباشرة بالمقدار الذي كنا ننتظره لعيد كهذا. إلا أن السبب الوحيد لاختيار النص كان ورود كلمة “بيعة” (الكنيسة) لأول مرة في إنجيل متى، تبدأ قراءته من هذا الإثنين. حيث يقول يسوع “وإن لم يسمع (منك) ولهم (لشاهد و اثنين) فقل للبيعة. وإن لم يسمع من البيعة (الكنيسة) …..إن ذكرْ اسم “الكنيسة” هنا وبشكل فريد ولأول مرة هو الرابط الوحيد مع الحدث بشكل مباشر.

___________________________________________________________

C. الآحاد من العنصرة إلى التريودي

1. آحاد متى (من بعد العنصرة إلى ما قبل رفع الصلب)

هناك 17 أحداً لمتى لا تُظهر إشكاليات صعبة. تبدأ بقرءاة الإنجيل من إثنين الروح القدس، والأحد الأول هو أحد جميع القديسين حتى تصل للأحد 17 أحد الكنعانية. وبينما نبدأ قراءات الرسائل (بعد إنهاء أعمال الرسل) من رسالة بولس إلى أهل رومية.

أ- أحد جميع القديسين (1متى)

يأتي هذا الأحد كثمر لعمل الروح القدس في العالم (القداسة والقديسين)، الذين اعترفوا بالرب فاعترف بهم الآب السماوي. وتشدد الرسالة “أن القديسين أجمعين بالإيمان قهروا “كل شيء وتعذبوا وامتحنوا ونشروا… ولم ينالوا المواعيد الكاملة، ونحن إذ لنا مثل هذه السحابة من الشهود فلنلقِ عنا كل ثقل والخطيئة… ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع”.

ب- الأحد (2 متى) – دعوة التلاميذ الأوائل

يشدد الإنجيل على حدث دعوة الرب للتلاميذ وتحويلهم إلى “صيادي الناس”. وكذلك الرسالة إلى أهل رومية تؤكدّ على أن المجد والكرامة لكل من يفعل الخير من اليهود أولاً ثم من اليونانيين… يرتبط النصان بالنظرة المسكونية للبشارة المسيحية القائمة على ضرورة الإرسال وعلى محبة واحترام الآخر، وأن الإيمان والموعد لمن يعمل به وليس لمن يرثه.

ج- الأحد (3 متى)

بعد التكلم عن التلاميذ ودعوتهم تعود قراءة هذا الأحد إلى (متى 6) من العظة على الجبل لتختار توجيهات يسوع للتلاميذ بعد اختيارهم وتنظم علاقتهم مع المال والاهتمامات الدنيوية وتضع لهم ملكوت الله وبره أولاً قبل كل الأمور الأخرى. لكي تشجعهم على قرار يليق بالرسالة والتلمذة ليسوع وتنبّههم إلى عدم التنازل أمام المسؤولية.

الرسالة مختارة من مقطع مهم في الرسالة إلى أهل رومية عن التبرير بواسطة دم يسوع المسيح والإيمان.

د- الأحد (4 متى) – شفاء ابن قائد المئة

يختار الإنجيل عجيبةً تركزّ على نوعية مميزة من الإيمان (إيمان قائد المئة) وتشددّ الرسالة على التبديل الضروري بعد الإيمان الجديد، فإذا كانت نهاية حياة الخطيئة السابقة هي الموت، فإن نهاية حياة الإيمان الجديد بيسوع هي الحياة الأبدية.

يمكن ربط النصين (الرسالة والإنجيل) بموضوع الإيمان وتبديل الحياة. ويمكن فصل النصّين والوعظ على كل قراءة بشكل منفرد. حيث نحاول بالإنجيل توصيف ميزات هذا الإيمان العجيب، وفي الرسالة توضيح ما يليق بالإيمان العجيب الجديد.

ه- الأحد (5 متى) – طرد الشياطين في كورة الجرجسيين.

يختار الإنجيل عجيبة تتعلق بموضوع شائك وهو الشيطان. ويبدو هنا أن سماح يسوع للشياطين بالدخول في قطيع الخنازير يشكّل موضوع العقدة، لكن أيضاً والمفتاح للنص. حيث عندما دخل الشياطين في قطيع الخنازير رموهم من الجرف في البحر. وهذا يوضح مقدار شرّ الشيطان وبالوقت ذاته مقدار ضعفه. هناك ضرورة قوية لشرح علاقة الإنسان بالله، ودور الشيطان ومقدار سلطته وقوته وكشف حبائله في التأثير على هذه العلاقة. يبقى الشيطان موضوعاً غير واضح بالشكل اللازم ويحتاج لوعظ وتفسير. إنه نص يوضح أن يسوع هو المسيح الذي يغلب “الدخيل” إلى العالم قبل الأوان، أي قبل الدينونة العامة. الغلبة الأخيرة هي لإلهنا.

تتابع الرسالة موضوعها حول التبرير “بالاعتراف بإيماننا بيسوع المسيح”، وتنبّه من يجهلون برّ الله ويطلبون أن يقيموا أنفسهم. وإذا كانت هذه المواضيع تحمل تعليماً ضرورياً لفترة انتقال اليهود إلى المسيحية، إلا أن مفهوم البرّ الذاتي والتبرير بالله هو مفهوم يمسّ جوهر الحياة المسيحية دائماً. لذلك يمكننا الوعظ عليه دون التطرق الواسع إلى تاريخية هذا النص في جدال بولس مع اليهود حول الناموس والإيمان.

و- الأحد (6 متى) – الغفران للمخلع قبل الشفاء.

أ- الأحد الأول متى تكريم القديسين
القداسة
ب- الأحد الثاني متى كرامة الدعوة
صيد السمك وصيد الناس
دعوة واستجابة
ج- الأحد الثالث متى الاهتمامات والهموم
أولاً ملكوت الله وبره
د- الأحد الرابع متى الإيمان العجيب
المتكئون في الملكوت
ليكن لك حسب إيمانك
ه- الأحد الخامس متى الأوان، قبله والآن
شرّ الشرير وضعفه
أعمال الشرير
و- الأحد السادس متى غفران الخطايا
صحة النفس والجسد
ز- الأحد السابع متى قوة الإيمان
(الرفض والكشف)، النوايا والإيمان
ح- الأحد الثامن متى المسيا يشبع شعبه
الأفخارستيا الكونية
ط- الأحد التاسع متى أمواج الدنيا والسيد
الخوف
أرياح التاريخ وثبات الكنيسة
ي- الأحد العاشر متى (نص في أحد السلمي) أسلحة النور
الإيمان الذي لا يحتمل
ق- الأحد الحادي عشر متى مع الرفاق والسيد
المسامحة والمحاسبة
ل- الأحد الثاني عشر متى الكمال البشري
الصلاح
الغنى والملكوت
م- الأحد الثالث عشر متى حجر الزاوية
رب البيت والعملة والكرم
ص- الأحد الخامس عشر متى الوصية العظمى
محبة الله ومحبة القريب
وصية الوصايا
ع- الأحد السادس عشر متى المواهب الإلهية ورباها
ف- الأحد السابع عشر متى (الكنعانية) الإلحاد والإيمان

2. آحاد لوقا (من بعد رفع الصليب إلى بداية التريودي)

أ- الأحد الأول لوقا (دعوة التلاميذ) إلقاء الشباك
البركة والإرسال
العطية و”المطانية”
ب- الأحد الثاني لوقا (القانون الذهبي) القانون الذهبي
المحبة الحقيقية
ج- الأحد الثالث لوقا (إقامة ابن أرملة نائين) المسيح أمام الألم البشري
الحياة أمام الموت
افتقاد الله
د- الأحد الرابع لوقا (مثل الزارع) الزرع والإثمار
رسالة الحياة وهمومها
التعليم بأمثال
ه- الأحد الخامس لوقا (الغني ولعازر) التفاوت الطبقي
انقلاب المعايير
الاتكال على الغنى أم على الله ؟
غنى وفقر
و- الأحد السادس لوقا (يقابل نص متى (5) – إخراج الشياطين) غلبة الله
الله والإنسان والشيطان
ز- الأحد السابع لوقا (إقامة ابنة يائيرس-نازفة الدم) العجائب
الإصلاح قبل التجديد
ح- الأحد الثامن لوقا (السامري الصالح) القريب
يسوع السامري الصالح
ط- الأحد التاسع لوقا (الغني الجاهل) الادخار لله والادخار للذات
الجاهل
خصبٌ أم وثن ؟
ي- الأحد العاشر لوقا (شفاء المقوّسة) المراءاة
الإنسان والسبت
ق- الأحد الحادي عشر لوقا (الدعوة للعشاء) الدعوة والاستعفاء
استقبال الآتي
الحاجة والحجّة
ل- الأحد الثاني عشر لوقا (البرص العشرة) صلاة الطلب وصلاة الشكر
الإفحارستيا والهبة
م- الأحد الثالث عشر لوقا (الشاب الغني) منْ يمكنه أن يخلص ؟
تطويع غير المستطاع
ن- الأحد الرابع عشر لوقا (أعمى أريحا) الصرخة المخلصة (صلاة يسوع)
ص- الأحد الخامس عشر لوقا (زكا) التوق والتوبة
الندامة والتوبة

3. فترة الميلاد والظهور

أ- الأحد قبل الميلاد العهد القديم قائدنا إلى الجديد
النسل البشري والمجيء الإلهي
تدبير إلهي وهوان بشري
ب- الأحد بعد الميلاد مواقف الناس تجاه حضور الله
وضاعة قوة البشر وقوة تواضع الله
ج- الأحد قبل الظهور  
Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
PDF

معلومات حول الصفحة

عناوين الصفحة

محتويات القسم

الوسوم

arArabic
انتقل إلى أعلى