تحذير: تم العثور على رمز قصير لعلامة بداية الحاشية السفلية غير متوازن.
إذا كان هذا التحذير غير ذي صلة، فيرجى تعطيل ميزة التحقق من صحة الصيغة في لوحة المعلومات ضمن الاعدادات العامة > رموز قصيرة لبداية ونهاية الحاشية السفلية > تحقق من وجود رموز قصيرة متوازنة.
تم العثور على رمز قصير غير متوازن لعلامة البداية من قبل:
“ولذلك يجب الإكثار منها إلى جانب خدم الأسرار الكنسية وتدشين الكنائس وتكريس الأيقونات والخدمة اليومية الخ… فقد وضعت الكنيسة صلوات خاصة وطلبات لمختلف نواحي حياة ا…”
مدخل
لا نقصد الليتورجيا كطقس، بل الليتورجيا التي ما وراء الطقوس. إن الطقوس كمجموعة حركات بشرية مختلفة ومتنوعة تراث ثمين جداً في الأرثوذكسية. ولكن بداهة الليتورجيا ووحدتها تجعلانها تتجاوز كل شكل للعبادة يتصوره الإنسان أو يحققه.
فوراء كل ما يقال وأبعد من كل ما يقال عن الليتورجيا وأهميتها وعظمتها ينبغي أن ننظر إليها دائماً ونكتشفها دائماً كمكان لسر الله، كالواقع الأساسي لسر الله، كسر الله في آنيته الأبدية. إن الليتورجيا تمثل المكان الإلهي المركزي (lieu the’ocentrique) الذي تنبع منه الكنيسة من عند الله، مكان وجود وتجمع كل تدبير الله وقصده. إنها على حد قول القديس مكسيموس المعترف (الغاية التي من أجلها خلق الله العالمين). إنها واقع سر تجسد المسيح وبذا تحتوي على كل تدبير الله. فكرامتها وأهميتها كامنة إذاً في أنها تعرض السر الكامل: سر المسيح الذي هو جذر كل سر روحي آخر(من المفيد هنا شرح مفهوم السر الروحي: السر شيء مجهول ولكنه في الوقت نفسه حقيقة تفوق الحقيقة المنظورة. هو حقيقة قابلة لأن تعرف ولكنها تعرف كسر أي كتجاوز للمعرفة. السر لا يعرف بالطرق العادية (مثلاً: أين إلهك؟ أين هي النفس؟ لو كان هذا يعرف كباقي ما في العالم لكان حقيقة من حقائق هذا العالم). كيف ندخل في سر الليتورجيا مثلاً؟ الليتورجيا مجموعة عضوية من الرموز ولكنها أكثر من ذلك: هي حقيقة الرموز. الرمز عادة يحوي الحقيقة بصورة غير مباشرة، غير حقيقية وذلك بواسطة علامة ما: العلم مثلاً يرمز إلى الوطن ولكنه ليس الوطن. ولكن الليتورجيا تحوي المرموز إليه وتحققه. لا تمثله فقط بل تحقق تلك الحقيقة التي هي المسيح نفسه. هذه واقعية رمزية، واقعية روحانية، لأن الروح هو الحقيقة الأكثر حقيقة. الروح غير العقل والذكاء أو الفكر المجرد. الروح واقعي. فعلى المسيحي أن يدخل في هذه الواقعية الروحية، أن يرى ما هو غير منظور: هذا تحديد الإيمان. إنها علامة تجاوزنا لهذا العالم، العلامة بأننا صرنا المسيح).
فعلينا بالتالي أن نكتشف الليتورجيا بهذا المعنى، أن ننمي ونربي فينا المفهوم الليتورجي هذا لندرك معنى الليتورجيا الكلي من خلال الطقوس، لأن الطقوس قد تحجز عنا هذه الكرامة الكبرى أو تظلمها. فلا ينبغي أن تبقى الليتورجيا خارج الإنسان: فإنها للإنسان هي، إليه تتجه وإياه تريد أن تبلغ وتدرك. ولا ينبغي أن يبقى الإنسان خارج الليتورجيا، بل عليه أن ينفتح لحقيقتها ويدعها تملأه من سرها، أن يتشرب من هذا السر ويتحول به. علينا أن ندخل الليتورجيا ونعيش من سرها وقوتها وحياتها. لأن هذا بالضبط هدفها: أن تبلغ إلى مبادلة حياة، إلى شركة واتحاد بين الإنسان والله، إلى أن يتجلى المخلوق من قبل اللامخلوق.
هذا وتعطينا الليتورجيا المسيح الكامل، ملء المسيح، في ثلاثة مجالات أو صعد:
أ- الصعيد السماوي
كثيراً ما تسمى الليتورجيا (الليتورجيا السماوية) بل (الإلهية) فهذا يعني أن الليتورجيا هي في جوهرها المسيح الإله في وضع المجد السماوي، جالساً عن يمين الآب وممارساً سيادته وملكه على كل الخليقة: (المسيح الغالب).
إن سفر الرؤيا (وخاصة الإصحاح الخامس منه) يفتح أمامنا باب الليتورجيا الأبدية… إن عالمنا الحاضر غير أبدي. كل شيء فيه يزول والإنسان يحن حنيناً إلى الأبدية، إلى الخلاص والراحة واليقين. ولكن حنين الإنسان هذا حققه المسيح:(صار الله إنساناً ليصير الإنسان إلهاً).
لقد انفتحت السموات فعلاً وحقاً (ليس مادياً بالطبع). أصبح باستطاعة الإنسان أن يتجاوز هذه الأرض ويتسامى عنها. (إن الحقيقة الغير الأبدية ليست بحقيقة وإن دامت مليون سنة)(نيتشه). فلا حقيقة إلا في الأبدية. ولكن هذه اتصلت بالإنسان. الأبدية اتخذت الصورة البشرية والشكل البشري. صارت في متناولنا وأضحى الإنسان قادراً على النجاة من الزمن والموت، من القلق والشك والفساد. فالليتورجيا تعني وتمثل هذه الخليقة الجديدة التي دشنها المسيح ولذلك تتسم بطابع الظفر. (ولذلك لا يقام القداس الإلهي أيام الصوم الكبير علامة للحداد).
إن سفر الرؤيا يرينا غلبة الخليقة الجديدة وتهليلها وابتهاجها وغبطتها. إنها غلبة كل لحظة على كل ما في العالم من ظلمة وفساد…إنها لقاء الزمن والأبدية: طالع الإصحاحين الرابع والخامس من سفر الرؤيا: إنه (يوم الرب) (يوم الأحد) والرسول يوحنا الحبيب منفي في جزيرة باتموس، محروم من القداس الإلهي، فيعطيه الرب أن تنفتح السماء له ليرى الليتورجيا كما هي في السماء أي حقيقة الليتورجيا التي على الأرض: تسبيح الظفر من الملائكة والبشر ملتقين وساجدين حول الخروف المذبوح والحي في آن واحد. هذا جوهر الليتورجيا: إنه سر تدبير المسيح، التدبير الذي يقود إلى الصليب، ذبيحة المحبة الاختيارية، ذبيحة خلق المحبة… ثم إلى القيامة التي بها المسيح قد تمجد.
فيجب إذاً أن نعرف أنه ليس في الأساس سوى مذبح واحد وليتورجيا واحدة: هو وهي المسيح نفسه قائماً من بين الأموات. فالليتورجيا الأرضية ليست سوى تحقيق الليتورجيا السماوية بصورة سرية: إنها استحضار لليتورجيا السماوية وتحقيق لهذا السر: أعني انفتاح الزمن للأبدية انفتاحاً ظافراً وانفتاح الأبدية للزمن.
ب- الصعيد الكنسي
وإلى أن ينقضي الزمن ويعود المسيح الظافر في مجيئه الثاني المجيد، تفعل الليتورجيا في الزمان والمكان لتحولهما إلى المسيح. ففي الليتورجيا الإفخارستية خاصة تنشأ الكنيسة في وسط العالم ويقدس الكون ويؤله الإنسان. لأن الأزمنة في الإفخارستيا وجدت كمالها وملأها. فمنذ أن خلقت الدهور كانت تتجه وتسير نحو تلك اللحظة. ولذا نرى الكتاب المقدس يزداد كثافة كلما اقتربنا فيه من الليتورجيا الأولى، يوم عشاء الرب السري مع تلاميذه.
إنه الوقت الذي يعلن فيه الله ذاته للإنسان نهائياً وحقيقة في وضعه الجسدي بل يصير طعاماً وغذاء للإنسان. ثم منذ أن كانت الإفخارستيا، وابتداء من ذلك المحور، محور دخول الرب في الزمن دخولاً متصلاً، أصبحت الدهور مليئة من حياة الرب عينها.
هذا ما تعبر عنه جموع الطقوس والخدم المقدسة والمقدسة (hie’rurgies) التي تحمل اسم (الخدمة الإلهية) عامة. إنها تستمد قوتها من الإفخارستيا وتقود المؤمن إلى الإفخارستيا. إنها تغدق البركات على الأرض، بركات الخلاص الناجم عن تجسد الرب. ((ولذلك يجب الإكثار منها إلى جانب خدم الأسرار الكنسية وتدشين الكنائس وتكريس الأيقونات والخدمة اليومية الخ… فقد وضعت الكنيسة صلوات خاصة وطلبات لمختلف نواحي حياة الإنسان: لتبريك الأطعمة، لشباك الصيد، لبذور الزرع، لزرع كرم، لحفر بئر، لبيدر، للمواشي، لسكنى بيت جديد، للعازمين على السفر، لولد أول ذهابه للمدرسة، للمتسالمين بعد عداوة، للزلازل، لاحتباس المطر، لكل مرض وكل مصيبة…
وفي هذه الصلوات كلها بركة إلهية حقيقية تتدفق على عالمنا. لقد كتب لاهوتي أرثوذكسي معاصر:(إن بناء كنيسة أو إقامة صليب أو وضع الأيقونات في المنازل يطرد القوات الشريرة ويسهل العلاقات البشرية ويغير كل البيئة تغييراً حقيقياً).
إن المؤمنين أنفسهم مصدر بركة للأرض: (أنتم ملح الأرض)(متى 13:5). إن الفكرة بأن المسيحيين هم (ملح الأرض) و(نور العالم) تتخذ معنىً كونياً. فمن جهة أولى إن وجود المسيحيين في العالم يمنع فساده. ومن جهة ثانية يعطيه طعماً ومعنى يحولانه إلى تقدمة ويهيئان تجليه.
لا شك أن هذا يفرض أن المسيحيين يعيشون مسيحيتهم. لقد كتب الفيلسوف أرستيد في القرن الثاني:(ليس هناك أي شك عندي بأن العالم باق بسبب شفاعة المسيحيين: إنهم يكرسون حياتهم لمثل هذه الصلاة). وكتب الأسقف سرابيون إلى متوحدي مصر في القرن الرابع: “إن العالم باق بصلواتكم، وبفضل ابتهالاتكم يهطل المطر على اليابسة وتكتسي الأرض بالخضرة وتعطي الأشجار ثمراً.”
ذلك لأن سر الخلاص الذي أتمه الرب، أعني اتحاد الخليقة بالخالق، لم ينته: إنه يستمر ولا يزال يتم.. إلى أن يصبح الله الكل في الكل. إن الليتورجيا في صعيدها الكنسي توحد الكون. الخطيئة تحطيم للوحدة وفقدان لمركز ثقل الكون. أما الليتورجيا فتجمع كل شيء وكل البشر إلى واحد وتقدم التمجيد الواجب لله لكي تعد الأرض للتجلي الأخير.
ج- الصعيد الداخلي
ولكن الليتورجيا بحسب متطلباتها الداخلية الأخيرة لا تتم أبداً إلا إذا بلغت أن تقام على مذبح قلوبنا (إذا جاز القول) ومن قبل إنساننا الداخلي. إن غاية الإفخارستيا تدل على ذلك: لقد صنعت لكي يتمثلها الإنسان كلياً في دمه وفي جسده، لكي تختلط وتندمج بالإنسان وتصير له بمثابة المبدأ الجديد الصميمي للحياة. لقد قال القديس كيرلس الإسكندري إننا: (بالإفخارستيا نصير من دم المسيح وجسده). وهذا يعني أن اشتراكنا في الليتورجيا يجب أن ينفتح دائماً ويؤدي دائماً إلى تمثيل حي لله – كما نمثل الطعام – إلى أن تنبت فينا حياة الله ويتحول الإنسان من كائن حيواني إلى كائن ليتورجي((إن (سر الطعام) نجده عند آباء الكنيسة في بحثهم للحياة الروحية. إنه موجود في صلاة (أبانا الذي في السموات..) ولكننا نسيناه، فالطعام يمثل كياننا، هو نحن، هو خلقنا المستمر لأننا بالطعام (نصير). إذاً كياننا قسمان: قسم موجود وقسم (صائر)، وكل ما يساهم في وجودنا وصيرورتنا هو طعامنا. ثم الطعام نعمة: خبزنا الجوهري أعطنا اليوم. خبزنا يأتينا من الخارج من نعمة الله.
أما آدم الأول الذي من طين الأرض فطعامه أرضي (خاصة بعد الخطيئة) وقد عاد إلى الأرض. أما آدم الثاني الذي من السماء فالمولودون منه – لا من لحم أو دم أو مشيئة رجل – لا يعود بإمكانهم الاكتفاء بالطعام الأرضي وحسب. والطعام السماوي، الخبز الجوهري، إنما هو المسيح نفسه، جسده ودمه. وبهذا الطعام نحن ندخل في المسيح أكثر فأكثر، نصير مسيحيين أكثر فأكثر..
والليتورجيا الداخلية هذه لا بد منها أيضاً بدليل قوام الطقس نفسه: فلأجل إقامة الليتورجيا كان لا بد منذ البدء (في الشرق والغرب على السواء) من المذبح أو من مذبح متنقل (الإنديميسي) قوامه بقايا الشهداء. وهذا يعني أن المذبح الحقيقي إنما هو الإنسان المحول إلى المسيح حتى آخر حدود إمكانيات الطبيعة البشرية: حتى الاستشهاد الذي هو بمثابة إفخارستيا. وفي رسالة القديس اغناطيوس الأنطاكي الشهيرة إلى أهل رومية تعبير رائع عن هذه الحقيقة (والمعروف أن روحانية القديس الأنطاكي روحانية ليتورجية مائة بالمائة)((هذه هي المقاطع المقصودة من رسالة القديس اغناطيوس المتوشح بالله وقد كتبها في طريقه للاستشهاد في رومية:
أنا لن أحظى قط بفرصة مثل هذه للبلوغ إلى الله… لا تطلبوا من أجلي سوى القوة الداخلية والخارجية حتى لا يقال فقط عني أني مسيحي بل حتى أظهر فعلاً مسيحياً.
اتركوني أصير فريسة للوحوش لأني بها أستطيع أن أجد الله. أنا حنطة الله وسأطحن بأنياب الوحوش لأصير خبزاً نقياً للمسيح…
اغفروا لي، ولكني أنا عارف ما يلزم لي، الآن فقط أبدأ أن أكون تلميذاً للمسيح.
جيد لي أن أموت لأتحد بالمسيح يسوع أفضل من التملك على أقاصي الأرض… إني ألتمسه هو، الذي مات من أجلنا. أريده هو، الذي قام من أجلنا. لقد قربت ولادتي.
سامحوني يا أخوة: لا تمنعوني من أن أعيش، لا تريدوني أموت… اتركوني أتقبل النور. متى صرت هناك سأصبح إنساناً. اسمحوا لي أن أتشبه بموت إلهي…
لا أسر بطعام الفساد وملذات هذا العمر. إني أريد خبز الله، الذي هو جسد المسيح، وكمشروب أريد دمه، الذي هو الحب العادم الفساد.
لا أريد بعد أن أعيش حسب الناس…
إذاً هذا هو طريق التحول الليتورجي المعبر عنه بضرورة الإنديميسي، والحدود هي الاستشهاد: (لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهاً بموته لعلي أبلغ إلى قيامة الأموات) (في 10:3). ذلك لأننا بالاغتذاء من المسيح يجب أن يصبح لنا فكر المسيح الذي هو فكر ذبيحة ومحبة وفرح. إن دم المسيح أصبح دمنا. والمسيحي تعريفاً يتميز عن العالم بأنه يأخذ نهج حياته عن المسيح لا عن العالم، فتزدهر فيه الذبيحة عينها التي بها يكمل نهج حياته: إننا لا نستطيع المضي والبقاء في حياة المسيح دون تلك الذبيحة، دون روحانية القربان، روحانية حبة الحنطة التي تموت.
– إذاً إن الصعد الثلاثة السابق بيانها التي للسر الليتورجي لا نستطيع أن نفصلها: فهي تبني الكنيسة في حقيقتها الكاملة، الكنيسة التي قوامها المسيح نفسه: في السماء شخصياً، وفي جسد الكنيسة سرياً، وفي حضرة القلب التي لا حياة مسيحية بدونها. إنها تبني الكنيسة التي قوامها المسيح نفسه والتي فيها روحه القدوس منسكب.
– ثم إن لليتورجيا معنىً نبوياً قوياً جداً: إنها تعلن وتحقق دخول الخليقة التدريجي في وضعها الجديد.
فمكان الليتورجيا أولاً لا حد له ولا نهاية: هي تمتد من قبل خلق العالم (الخروف المذبوح قبل خلق العالم، السر الخفي منذ الدهور) وتستمر إلى ما بعد نهاية الأزمنة جامعة كل شيء: السماء والأرض، الملائكة والبشر، القديسين والأشرار، المادة الصماء والنفس العاقلة.
وزمان الليتورجيا أيضاً لا حد له ولا نهاية: ففيها الزمان المخلوق والأبدية متداخلان تداخلاً صميمياً. الليتورجيا تبدأ بالإعلان (مباركة هي مملكة الآب والابن والروح القدس) وهو إعلان الدخول في مملكة الله. أما البركة الأخيرة فيها (على المذبح) فتتم بالإعلان (لأنك أنت هو تقديسنا). فالليتورجيا هي (فحوى) هذا الزمن: زمن تقديس وتحضير لدخول أبدية الله، الزمان الأخروي الإسخاتولوجي. ولكن الليتورجيا هي الزمن الأخروي كفاعل وعامل: إنها لا تتم بدون الإنسان. لا يخضع لها الإنسان كشيء، بل يتبناها كذات حر واع محب، ليصبح هو كاهن الكون. وعلى هذه الصورة روح الله يضبط روح الإنسان ويتملكه صميمياً، والإنسان (يلتصق بالله ويضع رجاءه عليه) (صلاة قبل المناولة).
ففي اشتراكنا في الليتورجيا إذاً حركة مزدوجة كحركة قلبنا وتنفسنا. إن تنفسنا الظاهر في الليتورجيا هو بالنتيجة تنفسنا في الإيمان: (هذه هي الغلبة التي تغلب العالم: إيماننا)(1يوحنا4:5). إن الحركة الأولى في هذا التنفس حركة تقلص: حركة أخذ والتصاق بالليتورجيا في مركزها ومحورها القوي أعني الذبيحة الإفخارستية وكل الحياة (السرية) حول الذبيحة الإفخارستية. ثم حركة امتداد: نصبح حاملين الله فيجب أن نشع ونشهد حتى آخر حدود حياتنا عن السر الذي يتم معنا وفينا.
– هذا هو واقع الليتورجيا وعالمها وسرها فيما وراء الطقوس، وكما تريد أن تعبر عنه. (راجع بصورة خاصة الانافورة التي للقديس باسيليوس الكبير: قداس باسيليوس الكبير، صلاة رفع القرابين والاستحالة، كتاب الافخولوجي الكبير، طبعة 1955، صفحة 140إلى 146).