ألكسندر نيفيسكي

القديس ألكسندر نيفيسكي

القديس ألكسندر نيفيسكي ألكسندر ياروسلافيتش هو الابن الرابع للأمير الكبير ياروسلاف الثاني فِسفولوفيبش من فلاديمير، وقد وُلِد في 30 أيار 1219م في بيريسلافل – زالسكي.وهو حفيد فسفولد الثالث. و كونه الرابع في السلالة، لم يكن له فرصة لخلافة والده على تاج فلاديمير.

سنة 1239، تزوج بألكسندرا، ابنة أمير بولوتسك. بعد أن سُمّم والده خلال زيارته لخان التتار(المغول) الأعظم أوزيداي سنة 1246، خلفه ألكسندر على إمارة فلاديمير.

سنة 1236، عينه قادة نوفوغراد قائدأ عامأ للجيش بمواجهة الغزاة السويديين والألمان. في ذلك الوقت، كانت نوفوغراد مركز تجاري هام. في 15 تموز 1240، فاجأ ألكسندر وجيشه الجيش السويدي في معركة على مُلتقى نهرَي آيزورا ونيفا. وبالانتصار على السويديين، وضع ألكسندر حدّاً لغزوات الشمال وزاد من نفوذه السياسي على روسيا. إلا أن هذا النصر لم يعزّز علاقاته مع المنتمين إلى الطبقة الأرستقراطية في روسيا، ما اضطره إلى مغادرة نوفوغراد سريعاً. ونتيجة لانتصاره، سُمّي ألكسندر، البالغ من العمر تسع عشرة سنة، ب “النيفسكي” نسبة إلى نيفا.

في ربيع سنة 1241، عاد قادة نوفوغراد وطلبوا إلى ألكسندر أن يدافع عنهم ضد فرسان الجرمان الصليبيين الغزاة. ومجدداً، استطاع ألكسندر وجيشه أن يردع الغزاة، وهذه المرة في المعركة الشهيرة على بحر بيبُس بالقرب من بوسكوف في 15 نيسان 1242. بهزيمة فرسان الجرمان الألمان والسويديين، أوقف ألكسندر زحفهم باتجاه الشرق. و على أية حال، فقد خاض عدة معارك أخرى في معارك مع السويديين، منها هزيمتهم عام 1256، عندما حاولوا منع عزل نوفوغراد عن بحر البلطيق. و إضافة لهذا الانتصار، عزّز ألكسندر الدفاع على الأراضي الروسية في شمالها الغربي بعقده معاهدة سلام مع النروج سنة 1251.

في ذلك الوقت، غزت قوات التتر( المغول) الأراضي الروسية زاحفة عبر الشمال والجنوب، ودمّرت المدن الرئيسية ك “ياروسلافل، وفلاديمير، وتشيرنيغوف، وبيربيسلافل”. كما حوّلوا كييف إلى قرية صغيرة. أدرك ألكسندر حينها ان المقاومة لم تكن تجدي نفعاً، فاختار التنازل والتعاون مع التتر. عندما جاء التتر عام 1247 لأخذ الجزية، اعتمد ألكسندر على منزلته لإقناع مواطني المنطقة بأن دفع الضريبة (الجزية)هو الحل الأفضل في ظل هذه الظروف الصعبة. عندما رفضت بعض البلدات عام 1263 أن تدفع الجزية لجباة الضرائب التتر، قام ألكسندر برحلته الرابعة إلى المقر الرئيسي للتتر، ليتوسّل لدى الخان بإيقاف تحرُّك الجيش التتري نحو نوفوغراد. و كان نجاحه بهذه المهمة هي الخدمة الأكبر التي قدمها لشعبه.

رقد في الرب في 14 تشرين الثاني 1263 في طريق عودته إلى دياره. أعلن متروبوليت فلاديمير كيرللس خبر وفاته في الكاتدرائية فور وروده، قائلاُ: “أولادي الأحبّاء، اعلموا أن شمس روسيا قد غابت”.

في زمن ملئ بالاضطرابات و الحروب ، دافع ألكسندر نيفسكي عن أرضه وشعبه بكثير من الشجاعة. كما نجح في الحفاظ على سلامة أرضه. وبتنازله للمغول، استطاع ألكسندر أن يحفظ نوفوغراد و أراضي روسيا من التدمير. أعلنت الكنيسة الروسية قداسته عام 1547.

طروبارية باللحن الرابع

لقد أظهرك المسيح أيها المبارك ألكسندر، كصانع عجائب جديد ومجيد، رجلاً وأميراً مُرضياً لله، وجوهرة إلهية للأراضي الروسية. واليوم نجتمع بإيمان وحبٍّ، لنمجِّد الرب إذ نذكرك مُغتبطين، لقد منحك موهبة الشفاء. فتوسّل إليه ليقوّي أولادك الروحيين، ويُخلّص كل المسيحيين الأرثوذكسيين.

قنداق باللحن الثامن

نُكرِّمك كنجمٍ مُشعٍّ روحي، يُشرق من الشرق ويغيب في الغرب، لأنك أغنيت الشعب الروسي بالأعمال الخيّرة والعجائب، فأنرنا نحن الذاكرين إياك بالإيمان أيها المُبارك ألكسندر. اليوم إذ نحتفل برقادك، نسألك أن تبتهل من أجلنا إلى الرب، من أجل أن يعضد عبيده المُضنيين ويخلّص جميع المسيحيين الأرثوذكسيين.

المصدر بالإنكليزية

arArabic
انتقل إلى أعلى