ولد هذا القديس في دمشق في بداية القرن الخامس عشر الميلادي، وكان كاتبا مباشرا في ديوان امير طرابلس (المملوكي) المدعو أزدمر. وكان رزق الله محبوبا عند الامير وكاتم سرّه، وكان الامير يثق به ويعتمد عليه. لذلك حرص على أن يحوّله عن إيمانه بالمسيح الى الإسلام. وقد انتهج في سبيل ذلك أسلوب الرفق والملاطفة. لكن محاولته باءت بالفشل بعدما أبى رزق الله أن يتنازل عن إيمانه بالرب يسوع المسيح تحت اي ظرف. فشعر الامير بالمهانة واغتاظ، وأمر بطرح رزق الله في السجن آملا أن ينال منه مبتغاه بالشدة بعدما فشل باللين.
انتظر الوالي اياما أوفد بعدها بعضا من حاشيته الى رزق الله عسى أن يكون قد لان ورضخ. فجاؤوا اليه وعرضوا عليه عطايا جزيلة القيمة، فلم يصغ اليهم ولا أغرته عطاياهم، بل جاهر باسم الرب يسوع المسيح أمامهم غير مبال بهم مؤكدا أن إيمانه ليس برسم البيع. وزاد امتناع زرق الله الاميرَ إصرارا وتصميما على نيل مبتغاه منه مهما كلف الأمر. أليس هو الامير، وكلمة الامير لا تُردّ؟! فقام يتهدّده ويصف له انواع العقوبات التي سينزلها به إن هو بقي على عناده. فكان جواب رزق الله: “إن هذه الدنيا وشرفها هي عندي كلا شيء. كالظل العابر هي. وإني لأستهجن عقوباتكم وعذاباتكم وتهديداتكم، ولست أبالي بها لأن محبة إلهي ومخلصي يسوع المسيح، ابن الله الوحيد، تلزمني”. فلما رأه ثابتا على رأيه، غير متزحزح عن إيمانه، أمر بضرب عنقه.
أخرج العسكر رزق الله خارج المدينة الى مكان يدعى تل المشتهى. هناك طلب من الجلاد أن يعطيه مهلة ريثما يصلي فكان له ما أراد. وقف رزق الله ووجهه نحو الشرق ثم سجد الى الارض وصلى قائلا: “ايها الرب يسوع المسيح، إلهي، على اسمك أقبل الشهادة فأعنّي في هذه الساعة، اقبلني كالقربان النقي في هذه الليلة، في يديك أستودع روحي”. وبعد الصلاة قطع رأسه.
ثم ان اصحاب الامير جمعوا حطبا كثيرا وشاؤوا أن يحرقوا جسد رزق الله. فما أن ألقوا جسده في النار حتى أنزل الرب الإله على الموضع مطرا غزيرا، فتفرق الحاضرون جزعين وخمد لهيب النار دون أن يمس الجسد بأذى.
وأتى المؤمنون أثناء الليل فأخذوا جسد الشهيد وذهبوا به الى قبرص حيث دفن في احدى الكنائس.
كان استشهاد القديس رزق الله عصر يوم السبت في الاول من شهر شباط، من السنة 1477 الميلادية.
فبشفاعة القديس رزق الله ايها المسيح الإله ارحمنا وخلصنا.