نزول الكنيسة إلى مرارة التجارب
64. بينما تتلقى المديح من العريس إذ بها في تواضع تأبَى أن تتقبَّله في حضرته.
هذا الكتاب من ترجمة الكنيسة القبطية: وهذا يعني أن ليس كل ما جاء في تعليقات المترجم أو المعد نتفق معه وأحياناً نختلف معه. فالرجاء تنبيهنا في حال وجود شيء من هذا القبيل أو غير مفهوم. وتستطيع العودة إلى النص الإنجليزي للكتاب من هنا
كما أن الكتاب الذي بين أيدينا، وهو ملف Word، يبدو أنه تحت المراجعة، وليس النسخة العدة للطبع.
64. بينما تتلقى المديح من العريس إذ بها في تواضع تأبَى أن تتقبَّله في حضرته.
57. يمتدحها العريس لأنها طَلَبته حسنًا وبإصرار، وهي الآن تُدعى فقط أختًا، بل أيضًا مبهجة، إذ هي سرور ذاك الذي هو موضع سرور الآب (مت 17: 5)، وجميلة كأورشليم وموضع إعجاب في تنظيمها (أو هندامها) (نش 6: 3). لأنها تحمل كل أسرار المدينة السماوية، تُثير إعجاب كل من يتطلع إليها. لأنها مثل البرّ الكامل التام تكتسب بهاءها من نور الكلمة، وتسعى جاهدة نحوه على الدوام. تصير أيضًا مُرهِبة كلما تقدمت في تدبيرها إلى مرتفعات الفضيلة.
[يجد مسيحنا في النفس المقدسة جنة روحية تحمل ثمارًا متنوعة، للأكل والشرب. خمرها المسكر يَهب للإنسان هيامًا في الحب، تنسى كل الأمور الزمنية لترتفع نحو السماويات باتحادها مع عريسها؛
38. يلزمنا أن نكون دومًا يقظين ساهرين، لأن كلمة الله يقفز كغزال أو كالإيل (نش 2: 9) يليق بالنفس التي تطلبه وتتوق إلى امتلاكه أن تكون في يقظة دائمة، وتحافظ على وسائل دفاعها. “في الليل على فراشي طلبت من تحبه نفسي” (نش 3: 1)، كأنه يتسلل إليها.
11. حقًا “أَدْخَلني الملك إلى حِجاله” (نش 1: 4 LXX).
طوبى للنفس التي تدخل إلى الحِجال، إذ تسمو فوق الجسد لتصير بعيدة (سامية) عن الكل؛ تبحث وتطلب في داخلها عن طريق ما به تتبع الإلهيات. وإذ تبلغها تتجاوز المُدرَكات العقلانية، فتتقوى بالإلهيات وتقتات عليها.
6. أما النفس الكاملة فتبتعد عن المادة، وتمتنع وترفض كل ما هو مُبالغ فيه أو متقلقل أو شرير، ولا تتطلع أو تقترب من هذا الدنس والفساد الأرضي. إنها تُصغي إلى الإلهيات وتتجنب الأرضيات. لكن في انطلاقها لا تغادر الأرض بل وهي باقية على الأرض تتمسك بالبر (العدل) وضبط النفس، تنبذ الرذائل التي في الأرضيات ولا تنبذ استخدام الأمور الأرضية.
[إذ رأى القديس أمبروسيوس في إسحق ينبوع الحكمة الذي تأتي إليه النفس التقية (رفقة) لترتوي منه، ولا تقترب إلى ينبوع دم الجهالة المفسد للنفس، يقارن بين الإنسان الروحاني والإنسان الجسداني. الإنسان مقدَّس نفسًا وجسدًا، لكن مَنْ يحيا بالروح يعيش كما لو كان كله روحًا، أما من يخضع لشهوات الجسد فيعيش كعبد لها ذليل!]
3.إذن تأمل يا إنسان مَنْ أنت؟ وإلى أية غاية تسير بحياتك وكيانك؟
“نفسك”أعظم من أن تقدر، أثمن من العالم كله!، لذا يقول السيد المسيح: “ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟!” (مت 16: 26).
مقال القديس أمبروسيوس عن “إسحق أو النفس” سحب أعماقي، خاصة بعد الفصلين التمهيدين الأول والثاني، إذ يدخل بالقارئ إلى أعماق نفسه، ليدرك قيمتها لا في عينيه فحسب، وإنما بالحري في عينيّ عريسها السماوي السيد المسيح، الذي يقيمها مدينته المقدسة والتي يجد فيها موضعًا مقدسًا يسند فيه رأسه، يجد برّه الإلهي عاملاً في الإنسان الداخلي فيسر به ويمتدحه. يقيمها السيد المسيح جنته الروحية الحاملة ثمر الروح الشهي!
[يرى القديس أمبروسيوس في إسحق رمزًا للسيد المسيح، ليس فقط بميلاده بوعد إلهي ولا بتقديمه ذبيحة طاعة لأبيه، وإنما حتى باسمه كمصدر فرح للغير وبزواجه من رفقة رمز الكنيسة…]