الخاتمة، ومراجع الكتاب
لماذا هذا الكتاب؟ الجواب بسيط: لقد تغيّر هذا الزمان. ولكن ما المشكلة إذا تغيّر الزمان؟ أليس من البديهي أن يتغيّر هذا الزمان، وأن تتغير كل الأزمان؟
ببركة صاحب السيادة ملاك أبرشية جبل لبنان،
مربّي الأجيال، ومعلم الإيمان،
المتروبوليت جورج خضر
الجزيل البر والاحترام
الإهداء
إلى شباب وشابات بلادي
وأخص بالذكر ولديّ إليان ودوريس
الأب
منيف حمصي
كاهن دير سيدة كفتون
لماذا هذا الكتاب؟ الجواب بسيط: لقد تغيّر هذا الزمان. ولكن ما المشكلة إذا تغيّر الزمان؟ أليس من البديهي أن يتغيّر هذا الزمان، وأن تتغير كل الأزمان؟
إذا تأملنا بعمق في الإصحاحات الأولى من سفر التكوين، نجد أن الإنسان جاء إلى الوجود بفعل الحب الإلهي. وفي الوجود هذا، كان كل شيء من أجل الإنسان لا من أجل الله، فالله لا يخضع للضرورة، ولا يحتاج إليها. أما الإنسان فحاجته إلى العالم ماسة، لا بل ضرورية كل الضرورة، فهو لا يمكنه أن يعيش وينمو …
– الجنس قبل الزواج تنبع مقولة “الجنس قبل الزواج”، أساساً، من تضخم الجنس في هذا الزمان. وما دامت عقلية الناس مجنسنة على نطاق واسع، عندها من البداهة المطالبة بالجنس قبل الزواج، ومن البداهة كل البداهة التفكير على هذا النحو.
هذا الزمان هو زمان الجسد. إنه زمان الأناقة واللباس والشعر المصبوغ والعطور والديودورانت والمساحيق. إنه زمان التبرّج، وهذه كلها مكلفة، والأعباء الناتجة على صعيد الفرد والمجتمع، عديدة وكثيرة. المتبرجات هنّ من الوجهة السلوكية، متصنّعات.
يقول السيد له المجد: “… لأن من نظر إلى امرأة ليشتهيه، فقد زنى بها في قلبه”(متى5: 28). يسوع لا يجعل الخطيئة مجرد النظر، إنما في النظر المقترن بالشهوة. كذلك فإنه لا يقول لنا “لا تنظر”. إنما “من نظر”، وفي هذا كل الاحترام لحريتنا وقراراتنا (16).
يبدو اللباس في عالم الضعف والخطيئة خدمة ونعمة للإنسان، فهو غطاء الجسد، وستره، في القر والحر. وبالتالي، فكرامة الأجساد هي مع اللباس، لا مع العرّي. التعرّي لا يكشف إلا قبح الأجساد وعورته، أما الجمال والمهابة، الإطلالة الحسنة والوقار، فكلها تعاش في اللباس، لا بدونه.
إذا كان الحب حكراً على الناضجين لكونه من صميم خبرتهم، وشأناً خاصاً بالنخبويين دون سواهم، عندها، من البداهة القول أن اختبار الحب، ليس من نصيب الجميع، ولا يدركه الجميع، ولا يفهمه الجميع، ولا يعرفه الجميع، وذلك لأنه كما قلن، شأن يقتصر على الناضجين.