الآثار المسيحية في الخليج العربي

في السنوات العشر الأخيرة ازدادت الاكتشافات لآثار مسيحية في الخليج العربي وأغنت المعرفة التاريخية كثيرا حول البشارة التي انطلقت من ما بين النهرين، من بابل (أبرشية المدائن –Séleucie Ctésiphon) باتجاه المحيط الهندي وآسيا. وكانت بلاد بابل في تلك الأيام نسطورية. مع صعوبة التأريخ الدقيق حالياً، يقول علماء الآثار ان ما كُشف لا يعود الى ما قبل القرن الرابع، وان أكثر المباني تعود الى القرنين الخامس والسادس. وقد جرت بعض الحفريات حديثاً في الكويت والإمارات العربية المتحدة. قبل هذه الحفريات كانت الآثار الوحيدة المعروفة تلك الموجودة في جزيرة خرج قرب الضفة الايرانية من الخليج. اليكم بعض المعلومات عن أبرز هذه الآثار:

– دير القصور في جزيرة فيلكة التي تقع على بعد 02 كلم من مدينة الكويت. وجدت بعثة فرنسية سنة 1988 آثار كنيسة لها رواق وسطي ورواقان جانبيا ينتهيان من جهة الشرق بشكل مصلّب. وُجد ايضاً قبر من الجهة الجنوبية. الكنيسة جزء من مجموعة أبنية تظهر آثارها على وجه الأرض وهي تشكل ديراً اندثر ما بين القرنين السابع والثامن.

– كنيسة أكاز وهي جزيرة صغيرة في خليج الكويت (وصلت حاليا بالبر) كشفتها بعثة فرنسية-كويتية سنة 1992. الكنيسة صغيرة ولها ثلاثة أروقة (طولها 15 مترا وعرضها 12 مترا). جدرانها من الطين على اساسات من الحجارة غير المصقولة الارض مغلفة بالجص الخفيف المتين، وكما في القصور هناك قبر من الجهة الجنوبية. تحمل واحدة من الحجارة القليلة التي وُجدت نقشاً بشكل صليب الى جانبه عمود صغير.

– مناسك ومدافن في حاسا (العربية). وُجد بناء منذ حوالى 10 سنوات في الجبيل، وهو عبارة عن ثلاث غرف متلاصقة تفتح غرباً على فسحة مساحتها 20 مترا مربعا. هناك صلبان على جوانب الأبواب علو الواحد 30 سم، رُسمت على الجص المطلي به الحائط. في الغرفة الوسطى أعمدة مع تيجانها فوقها سقف مزيّن. هناك مائدة في الوسط. كما وُجدت حجارة مدافن تحمل صلبانا على بعد 250 مترا من هذا البناء. وجد بناء ثان في ثاج على مسافة 90 كلم الى الجنوب الغربي من الجبيل ومقابر تحمل صلباناً على نحو 10 كلم من هذا البناء.

– دير سير بانياس في أبو ظبي الذي سكنه الرهبان من القرن السادس حتى القرن الثامن. كشفت الحفريات كنيسة بُنيت في وسط فسحة مربعة كبيرة ضلعها 70 مترا. الكنيسة ذات رواق واحد طولها 14 مترا وعرضها 4,5 أمتار. وحول الفسحة التي يتم الدخول منها الى الكنيسة عدة مبان تشكل الدير. غُلّفت الجدران بالجص المنقوشة عليه رسوم صلبان وكرمة ورسوم هندسية تشبه ما وجد في القصور. وقد تبيّن ان الكنيسة وُسّعت فيما بعد بإضافة رواقين عليها من الجهتين الشمالية والجنوبية.

– دير خرج في إيران حيث اكتشفت بعثات الآثار في 1958-1959 ديراً فيه 60 قلاية وكنيسة ومقبرة فيها عظام 4 أشخاص على الأقل. يظن الباحثون ان المبنى الذي وُجد خلف الكنيسة كان مكتبة وبقربها قاعة اجتماعات فيها مقاعد حجرية للرهبان وكرسي حجري اكبر لرئيس الدير. وبقربها عدة أبنية كأنها مساكن. أكّد البحث اليوم ان دير خرج تأسس في أواخر القرن الخامس او أوائل السادس وبقي عاملا حتى آخر القرن السابع.

عن نشرة رعيتي
الأحد 9 شباط 2003
العدد 6

arArabic
انتقل إلى أعلى