الكنيسة – كنيسة المسيح

الكنيسة ليست جماعة كباقي الجماعات ولا هي كنيستي وكنيستك بل هي فقط “كنيسة المسيح”. هي جماعته، خاصته. وقد اختارها على حدّ قول الرسول بولس كما يختار العروس عروسه، “… كما أحب المسيح ايضا الكنيسة وأَسلمَ نفسَه لاجلها، لكي يقدسها مُطهراً اياها بغسل الماء بالكلمة لكي يُحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن او شيء من مثل ذلك بل تكون مُقدسة وبلا عيب” (افسس 5: 25-27).

وشدد الرسول بولس على هذه العلاقة التي تربط بين الكنيسة والمسيح فقال: “فانه لم يُبغض أحدٌ جسده قط بل يقوته ويربيه كما الرب ايضا للكنيسة، لاننا أعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه” (افسس 5: 29-30). بالتالي لا معنى للكنيسة الا بارتبطها بالمسيح.

يشبّه الآباء القديسون الكنيسة بالقمر، تستمد نورها من الشمس الالهية وتنير ليالي الناس. هي آية تهدي الناس الى الله. عليها أن تظل مشعة في مسيرتها لتُظهر دوما الجمال الإلهي. رسالتها هي انعكاس حياة الثالوث في الخليقة وتجسد المسيح في العالم.

رسالة الكنيسة أن تؤلّه الانسان، اي أن تُدخل نور الله في حياته، اي ان تدخله في حياة المحبة الفعلية الشاملة.

رسالة الكنيسة أن تجعل من آدم انساناً على شبه المسيح. عليها أن تعايش الناس كما عايشهم المسيح. تسير على طرقاتهم وتندمج بحياتهم، تدخل الى بيوتهم وتتحسس قضاياهم، تسمع مشاكلهم، تفرح مع الفرحين، تحزن مع المحزونين. رسالة الكنيسة هي المحبة كما حددها الرسول بولس “المحبة تتأنى وترفق. المحبة لا تحسد. المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ. ولا تُقبح ولا تطلب ما لنفسها ولا تحتد ولا تظن السوء. ولا تفرح بالاثم بل تفرح بالحق. وتحتمل كل شيء وتصدق كل شيء وترجو كل شيء وتصبر على كل شيء. المحبة لا تسقط ابداً” (1 كورنثوس 13: 4-8).

الكنيسة هي “جنس مختار وكهنوت ملوكي، امة مقدسة، شعب اقتناء، لكي تُخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة الى نوره العجيب” (1 بطرس 9). فمهمة ابناء الكنيسة هي ان يخبروا بعظائم الله وان يجسدوا المسيح دوما في العالم. فلا رئاسة ولا سلطة في الكنيسة بمفهوم السلطة عند الناس.”فدعاهم يسوع وقال لهم انتم تعلمون ان الذين يحسبون رؤساء الامم يسودونهم وان عظماءهم يتسلطون عليهم. فلا يكون هكذا فيكم. بل من أراد أن يصير فيكم عظيما يكون لكم خادماً. ومن اراد أن يصير فيكم اولا يكون للجميع عبداً” (مرقس 10: 42-44).

تكبر الخدمة بقدر ما تكبر المسؤولية. فكل شخص في الكنيسة له خدمة معينة، ولكل واحد مكانه في الخدمة من اجل بنيان جسد المسيح. في النهاية ليس المسؤولون في الكنيسة هم الكنيسة ولا هم وحدهم مسؤولون عن ازدهارها. كل عضو فيها مسؤول لاننا كلنا اعتمدنا بالمسيح ومُسحنا بالروح القدس.

عن نشرة رعيتي

arArabic
انتقل إلى أعلى