2- في الجبل عند الأصيل
مالت الشمس إلى الغروب. أماَ ساعات الصباح في الجبل المقدَّس، فهي عامرة بالطيوب، يكتنفها البهاء الساحر، وتتبدَّد ظلمة الليل، فيما […]
مالت الشمس إلى الغروب. أماَ ساعات الصباح في الجبل المقدَّس، فهي عامرة بالطيوب، يكتنفها البهاء الساحر، وتتبدَّد ظلمة الليل، فيما […]
من ينكر مساهمة العذراء الشخصيّة في عمل خلاصنا، ولا يقدّم الإكرام الواجب لوالدة الإله، فانه لا يتحرك داخل الجذر الجديد للمسيح ولا داخل الخليقة الجديدة، بل يبقى في نطاق السقوط والفساد ويتّصل بجذر آدم القديم، أي بجذر الخطيئة وحده، لأن ولادة المسيح بالنسبة إليه تكون وكأنها لم تحصل
الفصل الحادي عشر – الكلّية القداسة والدة الإله تابع القراءة »
ليس الروح القدس غريباً عن طبيعة الآب، فهو يأتي من جوهره، أي أن كلاهما من جوهر واحد. لا يستطيع الإنسان أن يصل إلى هذه الحقيقة بمفرده، ولا بدّ أن يرشده الروح القدس نفسه، ولا نستطيع أن نضع له حدوداً، أو أن نفصله عن الآب والابن.
المسيح إله تام وإنسان تام، وحّد في شخصه جوهر الألوهة وجوهر الطبيعة الإنسانية التي اتّخذها كلها، جسداً ونفساً ناطقة، أخذها كلها لكي يقدسها. والحقيقة انه كان كاملاً، أي حائزاً الطبيعة الإلهية كلها، واتخذني بكلّيتي، أي اتخذ الطبيعة الإنسانية كلها. فوحّد الكل بالكل لكي يمنح الخلاص للكل، أي للطبيعة كلها، لأن ما لا يُتّخذ لا يشفى.
رأينا أن طبيعة الإنسان نفسها قد تحوّلت، نتيجة السقوط. وتالياً، فان آدم نقل إلى ذريته إرثاً ثقيلاً، إذ أورثها طبيعة مريضة بالية، نصيبها الموت والفساد. فكيف يستطيع نسل آدم، أي الإنسانية كلها، أن يخلص؟
ما أن سقط الإنسان حتى بدأ مغامرته الكبرى. فالمحبة التي كانت تربطه بالله وبسائر الخليقة انفصمت وانقسم كل شيء في داخلها. والإنسان نفسه تجزأ، وبعدم رجوعه إلى الله صار كائناً أنانياً.
الإنسان مخلوق إذن على صوره الله المثلث الأقانيم. وهذا يعني وجوب معرفة الله من أجل الوصول إلى معرفة حقيقة ماهية الإنسان وطبيعته الخاصة، لأن الله هو نموذج الإنسان، ويعني أيضاً أن الإنسان ليس النموذج بل صورة له.
عندما نتحدث عن عمل الله في الزمن، لا نعني أن الخليقة عمل مباشر لجوهر الله. وبكلام آخر، أن الخليقة التي أوجدها الله المثلث الأقانيم في الزمن ليست نتيجة الجوهر الإلهي، بل ثمرة إرادة الله المثلث الأقانيم.
الفصل الخامس – عمل الله المثلث الأقانيم في الزمن تابع القراءة »
لن يستطيع الإنسان معرفة الحقيقة الإلهية، أي انه لن يتمكن من معرفة جوهر الله، إنما يعرف فقط أفعال الله غير المخلوقة، أي آثاره. ولكن التقليد الكنسي والكتاب المقدس يتحدّثان عن ظهورات محدّدة لله، أهمها ظهوره لإبراهيم بشكل ثلاثة ملائكة. ويقول آباء الكنيسة أن هذا الحدث هو الظهور الأول للثالوث القدوس في العهد القديم
ينبغي أن نميّز إذاً بين جوهر الله وبين أفعاله الإلهية. فالإنسان لا يستطيع أن يعرف جوهر الله، إنما بإمكانه أن يعرف أفعاله أو قدراته التي لا تنفصل عن جوهره. ولهذا شبّهها الآباء بشعاع الشمس الذي يعمل خارج نطاقها (الشمس) مع انه غير منفصل عنها
لا نقصد بمعرفة الله، إدراكه بالمنطق، بل اللقاء الشخصي معه. فعندما يستسلم المرء بكليته لله ويرغب في لقائه وتحنُّ إليه نفسه، وبعد أن يجتاز غيمة الجهل المظلمة، يأتي الله إليه فينير كل شيء حوله ويعتلن له
“ما هو الحق؟” إن هذه العبارة لا تطرح السؤال بالشكل الصحيح. فالحق ليس شيئاً أو معنى مجرَّداً، ولهذا لا نستطيع أن نسأل: (ما هوا لحق). أن الحق ليس شيئاً بل هو شخص، والسؤال الصحيح يجب أن يكون (من هو الحق؟)