هل حقاً تبكي الأيقونة؟

الأيقونة الدامعة

الأيقونة الدامعةهناك أيقونات كثيرة في أماكن مختلفة من العالم تظهر فيهاالعذراء مريم وهي تبكي، وفي حالات أخرى ترى تحت عينيها وقد تأثر الخشب نتيجة الدموع التي سالت منهما منذ سنين بعيدة .

سنة 1944 أخذت أيقونة السيدة في مدينة سيسارو إيلينوي بذرف الدموع. مئات الآلاف من الناس حضروا ليشهدوا الأعجوبة، كاهن الرعية الذي شاهد أولا الدموع كتب : ” ليس هناك من أنابيب، ليس هناك من سنكري، وليس من سبب لتكثيف المياه لتذرف على الأيقونة وحدها دون سواها. الدموع كانت تسيل مباشرة من عيني العذراء، يمكن لكل شخص أن يراها تنهمر من عمق البؤبؤ. والدموع لا زالت تنهمر منذ ذاك اليوم ” 18/1/1995

هناك عائلة قد أنعم الله عليها لأن عدة أيقونات للسيدة في البيت ابتدأت تذرف الدمع. في الدول الأورثوذكسية كروسيا واليونان وغيرهم، يعتبر المؤمنون حدث انهمار الدموع شيئا عاديا وهو نتيجة طبيعية للإيمان فإذا ما شاهدوا أيقونة تدمع، لا يخامرهم أي شك، بأن هذه الأيقونة، خاصة أيقونة السيدة، تبكي حقيقة في الشرق الأوسط وأماكن اخرى عديدة في العالم تأثر الكثيرون نتيجة هذه الخبرات و اعتبروا الدموع حقيقة واقعية، وقبلوا الإيمان.

منذ طفولتي وأنا أسمع وأشاهد شخصيا ايقونات تبكي. لا يلعب الحدث دورا فريدا في حياتي، لأني أعرف بأن الله يتحنن على شعبه بطرق ووسائل مختلفة. لقد شاهدت بنفسي مثلا صورة العذراء تبكي في قرية كفر عقا – الكورة سنة 1966. أتت الراهبة المسؤولة عن الكنيسة وهمست في أذني بأن أيقونة السيدة تبكي، أعلم المطران. دخلنا الكنيسة، حيث كانت رائحة العطر تملأ أرجاءه، رائحة تختلف عن أي رائحة عرفتها في حياتي. على جانب المدخل كانت الأيقونة موضوعة للداخلين ليتباركوا منها. كانت الزيوت قد ملأت حوله، وكان منظر الزيت ينضح من عينيها وكأنه دموع. وضعنا القطن حول الأيقونة لكنها ما لبثت أن أشبعت بالزيت. كانت الرائحة الزكية تفوح من دموعها. ركعنا  (المطران والراهبة وأنا) ورفعنا الصلاة لإبنها المخلص .

الإيقونة هي رمز المرسوم عليها. والمرسوم عليها قد امتلأ في حياته /ها بالمسيح. أيقونة السيدة التي رأيت الدموع تنسكب من عينيها هي رسم البشرية المتجلية. ففي وجه العذراء نرى وجهنا الحقيقي، الوجه الذي أعطانا الله أصلا والذي إليه ندعى باستمرار. هذه الصورة تشمل نعمة الدمع.

ورب سائل : ما هو سبب ذرف الدمع ؟ لماذا تذرف الأيقونات الدمع ؟ هل بسبب خطايانا ؟ أم بسبب خطر حصول تراجيديا ؟ أم لأننا نسينا عذابات العذراء التي ساعدت في إنزال جسد إبنها عن الصليب وغسلته ومسحته بالطيوب، ثم وضع في القبر ؟

لا زال البعض يسأل لماذا تدمع الأيقونة ؟ الجواب يمكن أن يكون كل السؤالات الواردة أعلاه سببا لذرف الدموع. لقد حصلت عجائب مختلفة مؤخرا في لبنان. لم تكن هناك دموع، ولكن كان تدخل مباشر لنعمة الروح القدس الشافية للأمراض. ” لم تكن هناك أنابيب في الحائط، لا سنكري ولا تكثيف للماء …” الدموع والعجائب حقائق. ويعبروا عن الجمال الإلهي والحزن السماوي.

يأخذ المؤمنون قطنة فيها زيت فيمسحوا بها أجسادهم والمرضى وآخرون. هل سأصل إلى جواب للسؤال :” لماذا تبكي الأيقونة ؟ ” كلا. “لكني أؤمن بأن الله عجيب في قديسيه ” وأن تلك الدموع والعجائب هم هدية لجميعنا.

أؤمن دون أن يخامرني أي شك بأنهم يباركونا ويشفونا. ويكفيني هذا.

المتروبوليت بولس صليبا
عن رسالة أبرشية استراليا وينوزلندا
13-6-2006

arArabic
انتقل إلى أعلى