ولد في كبادوكيا حوالي سنة 170. تابع بحماسة دروس مدرسة الإسكندرية للتعليم المسيحي وتتلمذ على أشهر الأساتذة فيها مثل بانتنيوس واقليمندس الاسكندري. لما عاد إلى بلاده أشهر إيمانه بالمسيح بالرغم من خطر السجن أثناء اضطهاد الإمبراطور الروماني سبتيموس سفيروس للمسيحيين سنة 202. مع مطع القرن الثالث الميلادي انتُخب مطراناً على كبادوكية ثم مالبث أن وضع في السجن لمدة ثلاث سنوات.
وبعد خروجه من السجن أراد الحج إلى القدس. هناك اضطره بعض المؤمنين الغيورين على البقاء بينهم ومعاونة أسقفهم الشيخ، فبقي في أورشليم بعد أن سمع صوتاً إلهياً يحثه على البقاء، فبقي في أورشليم وأصبح مساعداً لأسقفها. ثم مالبث القديس نرقيسوس أسقف أورشليم (7 آب) أن رقد بالرب، واختار الشعب، سنة 212، في كنيسة أورشليم القديس الكسندروس لكي يكون أسقفا عليها بعد وفاة سلفه القديس نرسيسيوس. وجلس على الكرسي تسعاً وثلاثين سنة. وطوال هذه السنوات لعب دورا هاما في الحفاظ على السلْم بين الكنائس وفي تثبيت الإيمان.
وأسس أول مكتبة مسيحية في أورشليم جمع فيها أهم ما صنّف في المسيحية وأثمن ما الرسائل التي تبادلها الآباء في مشاكل الكنيسة واحتياجاتها. وتعتبر هذه المكتبة أقدم مكتبة مسيحية. وقد تسنى لأفسابيوس صاحب “تاريخ الكنيسة” الاضطلاع على هذه المكتبة. وفي سنة 215-216 فرّ اوريجانوس من الاسكندرية والتجأ إلى قيصرية فلسطين على اثر الاضطهاد الذي أمر به كركلا. فاستقبله اسقف قيصرية ثيوكتيستوس واسقف أورشليم الكسندروس. وطلبا منه مع غيرهما من الأساقفة أن يفسر الأسفار المقدسة لجمهور المؤمنين، ففعل. فغضب ديمتريوس أسقف الاسكندرية وكتب إلى الاساقفة يؤنبهم على خروجهم عن العرف المألوف والسماح لعلماني بالتعليم في الكنيسة. وأمر ديمتريوس اوريجانوس بالعودة إلى الاسكندرية. فعاد إليها وواظب على العليم والتأليف من سنة 217 حتى 230. إذ ذهب إلى اليونان ومرَّ بقيصرية فلسطين فاحتفل به اسقفها بسيامته قساً. فغاظ ذلك ديمتريوس فأسقطه من وظيفة التعليم. وفي السنة 231 استقدمته الأمبراطورة إلى أنطاكية ثم عاد إلى قيصرية فلسطين واستقر بها. فنشأت حوله مدرسة لاهوتية. وأشهر من قرأ على أوريجانوس غريغوريوس العجائبي وأخوه اثيندوروس وفرميليانوس القبدوقي.
لما ابتدأ اضطهاد داكيوس 249-251 أوقفه الجند وأرسلوه إلى قيصرية فلسطين حيث رموه إلى الوحوش لتفترسه. فصرخ قائلا: “يا رب، إن كنتَ تريدني الآن فلتكن مشيئتك”. فتوقفت الوحوش تلحس قدميه. عندئذ طرحه الجند في السجن وعذبوه حتى مات. تعيّد له الكنيسة في الثاني عشر من كانون الأول وفي 16 أيار.