القديسة خريستينا التي ماتت شهيدة في القرن الثالث. كانت تعيش في صور مع والدها القائد الجبّار اوربانوس ووالدتها أيام الإمبراطور الروماني سبتيموس ساويرس (194-211). كانوا كلهم وثنيين، ولم يكن اسمها خريستينا بعد، لكنها سمّيت هكذا بعد أن تعرفت على المسيح وآمنت به. ولما كانت الفتاة جميلة جدا حبسها والدها في برج عالٍ حيث وفّر لها كل أسباب الرفاهية ووضع أصناما في غرفتها لتقدم لها العبادة يوميا. كانت خريستينا تقضي الوقت في تأمل الطبيعة التي كانت تراها من النافذة: الشمس والقمر والنجوم والنبات والحيوان والإنسان، وفهمت أن الأصنام التي يصنعها البشر لا يمكن أن تكون آلهة، وانه لا بد من أن يكون هناك إله خالق واحد. أتت نعمة الله عليها وقادتها إلى معرفة الحق. ثم أُرسل إليها ملاك علّمها كلما كانت قد شعرت به بطريقة غامضة في قلبها عن الله والخليقة، وأسماها خريستينا أي “مسيحية”.
أتى والداها إليها وطلبا أن تقدّم العبادة للأصنام فرفضت وقالت أنها صارت تلميذة المسيح النور الحقيقي الذي أتى إلى العالم. بعد ذلك وبالرغم من كل محاولات والدها لاستمالتها، حطمت خريستينا كل الأصنام الموجودة في غرفتها. فغضب والدها وأرسلها إلى السجن والعذاب على أن يُقطع رأسها في الصباح التالي. لكنه مات في تلك الليلة عينها. أتى قائد مكانه اسمه ذيون فتابع تعذيب خريستينا عذابا شديدًا بشتى الطرق، لكنه مات وبقيت القديسة صامدة. حلّ محلّه قائد اسمه يوليانوس فأمر بتعذيبها وقطع أجزاء من جسدها وحبسها في فرن متقد وطرحها في حفرة مع الحيات والحيوانات المفترسة. كان العديدون يؤمنون بالمسيح لمشاهدتهم عذابات خريستينا ومثابرتها. أخيرا قتلها الجنود، فنالت إكليل الشهادة وهي بعد صبية في مقتبل العمر.
تعيد لها الكنيسة في الرابع والعشرين من شهر تموز . فبشفاعتها أيها الرب الإله ارحمنا.