Црква је невеста Христова

في العهد القديم، كثيراً ما استعمل الأنبياء صورة العرس للتكلم عن علاقة الله بشعبه، فنجد أن الله في هذه الصورة يمثل دور العريس، بينما الشعب المؤمن يمثل دور العروس. الله يذكّر دائماً شعبه بأنه غيور، “الرب إلهك هو نار آكلة وإله غيور” (تثنية 4: 24)، الغيرة هنا سببها الحب الذي يكنه الله لشعبه والإخلاص الدائم الذي لا يبادله إياه الشعب.

القصة إذاً في العهد القديم هي قصة حب فيها من وقت الى آخر خيانات يرتكبها الشعب، بينما يبقى الله على أمانته ينتظر دوماً عودة الخاطئ عن غيّه. في سفر هوشع نجد صورة متكاملة عن هذا الموضوع، فبعد الكلمات القاسية التي يوجهها الرب على لسان نبيه إلى زوجة هوشع: “حاكموا أمكم، حاكموا فإنها ليست امرأتي ولا أنا زوجها… لأنها قالت: أنطلق وراء عشاقي الذين يعطونني خبزي ومائي وصوفي وكتاني وزيتي وشرابي” (2: 4-7)، يعود فيتوب عليها بعد ان تابت إليه وقررت الرجوع، فيقول: “وأخطبك لي للأبد، أخطبك بالبر والحق والرأفة والمراحم وأخطبك لي بالأمانة، فتعرفين الرب” (2: 21-22). تاريخ شعب الله في العهد العتيق هو مسيرة توبة مستمرة، إبتعاد عن الله ثم رجوع إليه، كقصة النبي هوشع مع امرأته، إذ إن هذا النبي يبين لنا أن تاريخ التوبة يشبه تاريخ زوجة تخون زوجها وتعود إليه وهو حاضر دائما لقبول توبتها.

والله هو، بحسب إشعياء، الزوج الأمين الذي يفدي زوجته (أي شعبه)، “لأن زوجك هو صانعك الذي رب القوات اسمه وفاديك هو قدوس اسرائيل يدعى إله الأرض كلها”(إشعياء 54: 5). حتى ولو ابتعد عنها لفترة قليلة فهو لا بد عائد إليها: “هنيهةً هجرتكِ وبمراحم عظيمة أضمكِ. في سورة غضب حجبت وجهي عنكِ لحظة وبرأفة أبدية أرحمكِ قال الرب فاديك” (54: 7-8).

في العهد الجديد لا تتبدل الصورة، غير أن العريس يصبح يسوع، فهو الذي يشبّه نفسه بالعريس (لوقا 5: 34-35 ومرقس 2: 19-20)، ويقول يوحنا المعمدان بحسب شهادة الإنجيلي يوحنا رداً على تلاميذه: “من كان له العروس فهو العريس” (يوحنا 3: 29)، مضيفاً أنه ليس سوى صديق العريس. فالعريس الذي هو يهوه في العهد القديم يضحي في العهد الجديد يسوع المسيح.

تصبح الصورة أكثر وضوحاً مع الرسول بولس حيث يقول: “فإني أغار عليكم غيرة الله لأني خطبتكم لزوج واحد، خطبة عذراء طاهرة تُزف الى المسيح” (2كورنثوس 11: 2). يحتل المسيح في سياق هذه الصورة العُرسية مكانة العريس، هذه المكانة التي كانت محصورة بالله وحده في العهد القديم، أما العروس فهي جماعة المؤمنين باسمه.

في رسالته الى أهل أفسس، يكتب الرسول بولس مطوّلاً حول هذا الموضوع قائلاً: “أيها الرجال، أحبوا نساءكم كماأحب المسيح الكنيسة وجاد بنفسه من أجلها ليقدسها مطهراً إيّاها بغسل الماء وكلمة تصحبه، فيزفها الى نفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا تغضن ولا ما أشبه ذلك، بل مقدسة بلا عيب” (5: 25- 27). غاية القديس بولس الأساسية من هذا النص الحديث عن الكنيسة وليس التكلم بأخلاق بيتية. فالكنيسة العروس هي مكان إعلان سر الفداء، سر موت المسيح من أجل خلاص العالم. الصورة العُرسية هذه مرتبطة أيضاً بصورة الكنيسة-الجسد والتي رأسها المسيح (أفسس 5 :23) ونحن اعضاؤه (أفسس 5: 30).

في سفر الرؤيا، عرس الملك يتحول الى عرس للحمل، هذا العرس الذي يفترض الآلام (رؤيا 19: 7-21)، فالحمل هو الذبيح (رؤيا 5: 12) أما العروس فهي أورشليم الجديدة (21 :2 و9-10). يطغى البعد الأخروي على هذه الصورة العُرسية، إذ إن الكاتب الرؤيوي ينقل لنا في الإصحاح 21 ما سيكون عليه اليوم الأخير فيقول: “ورأيت المدينة المقدسة، أورشليم الجديدة، نازلة من السماء من عند الله، مهيأة مثل عروس مزينة لعريسها. وسمعت صوتاً جهيراً من    العرش يقول: هوذا مسكن الله مع الناس، فسيسكن معهم وهم سيكونون شعوبه وهو سيكون “الله معهم” (21: 2-3).

أمّا دور العروس (أي الكنيسة) اليوم وقبل مجيء اليوم الأخير فهو الصلاة ودعاء العريس (أي المسيح) ان يأتي بسرعة: “يقول الروح والعروس: “تعال” ومن سمع فليقل: “تعال” ومن كان عطشان فليأت، ومن شاء فليستقِ ماء الحياة مجاناً” (22: 17). هذه الآية تنطبق على حالة الكنيسة اليوم المنتظرة الرب آتياً بمجد على السحب. فإنه ليس من العبث أن الرسول يوحنا قد أنهى رؤياه بالصلاة راجياً مجيء الرب ثانياً بسرعة: “تعال أيها الرب يسوع” (22: 20) وعاجلاً.

علاقة الله بشعبه في العهد القديم والتي شُبِّهت بالعلاقة الزوجية كان يتخللها من حين إلى آخر خيانات من طرف واحد، بينما بقي الله أمينا لعهده وتوّابا على شعبه. في العهد الجديد الكنيسة العروس التي وصفها الرسول بولس بأنها “مجيدة لا دنس فيها ولا تغضن ولا ما أشبه ذلك، بل مقدسة بلا عيب” (أفسس 5: 27) لن تكون على هذه الصورة إلاّ عند مجيء الرب المجيد وتنزّل أورشليم السماوية “مهيأة مثل عروس مزينة لعريسها”.

О мом парохијском гласилу

sr_RSSerbian
Иди на врх